TG Telegram Group & Channel
December | United States America (US)
Create: Update:

– ما أنت بفاعل هنا؟!
جاءه الصّوت غائماً مثقلاً بثلوجٍ كثيفة و كأنه من مكانٍ آخر بعيد.. تابَع طريقه.. لم يلتفت، على الأقل ليس الآن.
تكرر الصوت أعلى هذه المرة.. مُردِّداً صدىً بارد على جدران روحه المتعبة..
– قفْ حيث أنت لا يمكنك التقدم أكثر!
لكن من هو ذا الذي يُملي عليه أمراً كهذا؟ لن يلتفت.. ليس الآن!
تجاهلَ كل ما يحيط به من إشارات تمنع الاقتراب و التّوغُل، استمَرَّ في مسيره و بدأ بالركض بعيداً عن كل ما يمنعه، في داخله رغبةً ملحّة بالهرب.. هاربٌ من أفكاره، من كل خراب يُحيط به، و هواء بارد يلتقي بوجنتيه فيُحيلهُما حجراً من زمرّد. و الجو آخذٌ بالتجمد ابتعدَ بالقدر الكافي و عبرَ جداراً شاهقاً و كأنما هو امتدادٌ للأرض لا مقامٌ عليها، ارتفعَ بقدر خوفه الذي لازمه طيلة وعيه. أصبح خارج معتقله في فضاءٍ يتألق به من كل طيف لَون، ساحة هائلة تزينها لآلئُ الذكرى و قد أحاطت بها زهورٌ طرد عبقها بردَ الشتاء. و للحظة تناسى ذاك التحذير حين أسكرَه سحرُ المكان ولوهلة من الزمن ظن أنه نجح في الهرب لكن ما هي إلا ثوان تكادُ أن تكون، بل أقل، حتى دوى هديرُ رعد في فضاء المنفى و صوتٌ من بعيد يقترب بخفقاتٍ سريعة،
–اخرج حالاً لا يجب أن تكون هنا!
الآن التَفتْ، هالَهُ ما رآه خلفَه و قد عرف ما يُطاردُه، حانت اللحظة، تذكرَ ما جاء من أجله، كل شيء بدأ يتواتر بسرعة، هرعَ إلى لبِّ الفضاء حيث انبثق النور و اختطف ما سيساعده برحلته، كل شيء مرتبطٌ بالآن..
أغمضَ عينَيه سريعاً و أخدتْه مخيّلتُه بعيداً خارج حدود الزمان خارج ساعة المكان.. و بين يديه رقدتْ كرةٌ من النجوم..
إما الآن أو أبداً.
Luna Dann
5/7/2023
2:33 am

#بين_الواقع_والخيال

December
- كيف كانت التجربة ؟ - ... -ألن تتكلم؟ - ... - هل هناك من خطب؟! - كانت التجربة بعيدة عن الحقيقة، ولا أحد يتكلّم عن الأحلام.. أغمَضَ عينَيه، عادَ سنين كثيرة للوراء –و لربما لم تكن قد مَضت فعلياً إنما هذا ما تراءى له. بِفِعْل المنبّهات، المنوّمات، و بعض العقاقير…
– ما أنت بفاعل هنا؟!
جاءه الصّوت غائماً مثقلاً بثلوجٍ كثيفة و كأنه من مكانٍ آخر بعيد.. تابَع طريقه.. لم يلتفت، على الأقل ليس الآن.
تكرر الصوت أعلى هذه المرة.. مُردِّداً صدىً بارد على جدران روحه المتعبة..
– قفْ حيث أنت لا يمكنك التقدم أكثر!
لكن من هو ذا الذي يُملي عليه أمراً كهذا؟ لن يلتفت.. ليس الآن!
تجاهلَ كل ما يحيط به من إشارات تمنع الاقتراب و التّوغُل، استمَرَّ في مسيره و بدأ بالركض بعيداً عن كل ما يمنعه، في داخله رغبةً ملحّة بالهرب.. هاربٌ من أفكاره، من كل خراب يُحيط به، و هواء بارد يلتقي بوجنتيه فيُحيلهُما حجراً من زمرّد. و الجو آخذٌ بالتجمد ابتعدَ بالقدر الكافي و عبرَ جداراً شاهقاً و كأنما هو امتدادٌ للأرض لا مقامٌ عليها، ارتفعَ بقدر خوفه الذي لازمه طيلة وعيه. أصبح خارج معتقله في فضاءٍ يتألق به من كل طيف لَون، ساحة هائلة تزينها لآلئُ الذكرى و قد أحاطت بها زهورٌ طرد عبقها بردَ الشتاء. و للحظة تناسى ذاك التحذير حين أسكرَه سحرُ المكان ولوهلة من الزمن ظن أنه نجح في الهرب لكن ما هي إلا ثوان تكادُ أن تكون، بل أقل، حتى دوى هديرُ رعد في فضاء المنفى و صوتٌ من بعيد يقترب بخفقاتٍ سريعة،
–اخرج حالاً لا يجب أن تكون هنا!
الآن التَفتْ، هالَهُ ما رآه خلفَه و قد عرف ما يُطاردُه، حانت اللحظة، تذكرَ ما جاء من أجله، كل شيء بدأ يتواتر بسرعة، هرعَ إلى لبِّ الفضاء حيث انبثق النور و اختطف ما سيساعده برحلته، كل شيء مرتبطٌ بالآن..
أغمضَ عينَيه سريعاً و أخدتْه مخيّلتُه بعيداً خارج حدود الزمان خارج ساعة المكان.. و بين يديه رقدتْ كرةٌ من النجوم..
إما الآن أو أبداً.
Luna Dann
5/7/2023
2:33 am

#بين_الواقع_والخيال


>>Click here to continue<<

December




Share with your best friend
VIEW MORE

United States America Popular Telegram Group (US)