┈┅•••❁•✿◕◕✿•❁•••┉┈
🌅 *سلسلة خَيـــــر القُــــــرون.*
••━═✿✦•❁❁•✦✿═━••
✨ *أمهات المؤمنين .*
••━═✿✦••❁••✦✿═━••
💍 *حبيبة بنت أبي سفيان رضي الله عنها ( ١ / ٢ ).*
•┈┈┈••✦ه✿ه✦••┈┈┈•
❐ لقد حفل التاريخ الإسلامي بنماذج مشرقة من سلفنا الصالح تطيب القُلوب بذكرهم وتأنس بسيرتهم ، ولقد كنت أشعر بغربة شديدة عندما كنت أكتب كتاب أصحاب الرّسول ﷺ واليوم تتجدُ غُربتي وأنا أكتب عن الصحابيات رضي الله عنهنّ ، فعندما نذكرُ سلفنا الصالح ثمّ ننظر إلى أحوال أُمّتِنا نشعرُ بالبَونِ الشاسع والفرق الكبير بين أحوالنا وأحوالهم .
❉ ما أحوج مسلمات اليوم أن يقرأن سيرة هذه السيدة الجليلة ليُدركنّ البونَ الشاسع بينهنّ وبين الرّعيل الأول الذي تخرَّج من مدرسة النبوة ، وليُدركن كيف يصنع الإيمان الأعاجيب في نفوس من استجابوا لله وللرسول ﷺ حتى كانوا مصابيح تشع هدىً ونوراً ، والصحابية التي نتكلم عنها اليوم هي إحدى نساء ذلك الجيل الفريد الذي قال عنه سيدنا رسول الله ﷺ : *" خير الناس قرني ثم الذين يلونهم ثم الذين يلونهم " .*
❂ وكغيرها من السابقين الأولين إلى الإسلام لاقت هذه الصحابية الجليلة ما لاقت من أنواع الإبتلاءات والعذاب ، ولكن الذي كان يُميزها عن غيرها أنها كانت ابنة سيد من سادات مكة وزعيمٍ من زعماءها وكبراءها ، ولكن لم يصدها كل هذا عن الإيمان بالله تعالى رباً وبالنبي محمّد ﷺ رسولاً .
✿ نحن نتحدث عن تاسع زوجات النبي ﷺ وتاسع أمهات المؤمنين *أم حبيبة رملة بنت أبي سفيان بن حرب رضي الله عنها وعن أبيها ،* وإنّي لأتعجب كيف آمنت أم حبيبة وأسلمت في بداية الدعوة ووالدها يومئذٍ كان من أكبر الحانقين على الإسلام ، ولكن لمّا تتذكر قول الله تعالى : *﴿ إنّك لا تهدي من أحببت ولكنّ الله يهدي من يشاء ﴾* وقوله : *﴿ فمن يُردِ اللهُ أن يهديه يشرح صدره للإسلام ﴾* حينها تعلم أنّ كل شيء من عند الله وأنّ قلوب العبادِ بين أصبعين من أصابعه يقلبها كيفما شاء .
❀ أخوها هو الخليفة والقائد والمجاهد الذي يُعرف بخال المؤمنين معاوية بن أبي سفيان رضي الله عنه ، أسلمت رملة رضوان الله عليها وأسلم كذلك زوجها عُبيدالله بن جحش ، وحاول أبو سفيان بكل ما أوتي من قوة أن يردَّ ابنته إلى دين الآباء والأجداد فلم يستطع لأنّ الإيمان إذا لامس شغاف القلوب فلا يستطيع الكون كله ولو اجتمع أن يقتلع الإيمان من هذه القلوب التي رسخ فيها الإيمان وعمقت جذوره .
✺ ولمّا تيقنت قريش من أنّ أبا سفيان عاجز عن أن يردَّ ابنته وزوجها عُبيدالله بن جحش إلى دين الآباء؛ وأنه أصبح ساخطاً على ابنته وزوجها اجترأت عليهما وبدأت تُضيِّق عليهما الخناق، ولم يكن هذا التضييق خاصاً بهما بل لسائر المستضعفين من المسلمين فلقد قرر المشركون ألا يألوا جهداً في محاربة الإسلام وإيذاء الداخلين فيه والتعرض لهم بألوان النكال والإيلام .
۞ ومع تزايد الإعتداءت على الصحابة من سبٍّ وشتمٍ وضرب وغيره خشي النبي ﷺ على أصحابه من أن يُفتنوا في دينهم ، فأمرهم النبي ﷺ ، بالهجرة إلى الحبشة فإنّ بها ملكٌ عادل لا يُظلم عنده أحد ، فخرج جمع كبير من الصحابة مهاجرين إلى الحبشة فهاجر عثمان بن عفان وزوجته رقية وهاجر أبو سلمة وزوجته أم سلمة " هند " وهاجر كذلك عُبيدالله بن جحش وزوجته رملة ، خرجوا ضاربين في الصحراء فارّين من بطش مكة وجبروت أهلها .
❉ لم تكن هذه الهجرة سهلة بل كانت صعبةٌ على النفوس وبعيدة في الطريق وفوق هذا يهاجرون وقد ترك كثير منهم أمواله خلفه، ولكن كل هذا فراراً بدينهم فإنّ الدين هو أعظم نعمة امتنّ الله بها على عباده .
❂ وليس هذا فحسب ، بل لمّا رأت قريش أصحاب رسول الله ﷺ قد أمِنوا واطمأنوا بأرض الحبشة وأنهم قد أصابوا بها داراً وقراراً ، بعثوا خلفهم رجلين من أذكياء قريش والعرب وبعثوا معهما هدايا كثيرة حتى يُقنعا النجاشي بضرورة تسليم المسلمين إليهم وردهم إلى مكة مرة أخرى وهما عمرو بن العاص وعبدالله بن ربيعة ، ولكن كان من تدبير الله تعالى أن يكون مقدَم عمرو وعبدالله سبباً في إسلام النجاشي رحمه الله تعالى .
✿ قد باءت محاولات عمرو وعبدالله بن ربيعة بالفشل في إقناع النجاشي ، فبالرغم من إغراءهم الشديد لبطارقة النجاشي وحاشيته وبالرغم من كونهم حاولوا أن يفتنوا بين المسلمين وبين النجاشي كون أنّ الحبشة كانت على الديانة النصرانية التي تعتقد أنّ عيسى ابن الله ، وقد جاء الإسلام ليُنكر هذا وليثبت أنّ عيسى عبدٌ لله ورسوله ، إلا أنّ معية الله التي كانت مع الصحابة هناك حفظتهم من شر تدبير ومكر المشركين ويمكرون ويمكر الله والله خير الماكرين .
❁ عاشت رملة رضي الله عنها في أرض الحبشة مع زوجها عُبيدالله وبقية المسلمين في خير دار وبصحبة خير جار ، وأنجبت رملة في بلاد الحبشة بنتاً اسمتها حبيبة وهي التي تتكنى بها ، ولكن ما كادت قلوب المسلمين وقلب أم حبيبة يرتاح من أذى مكة وقريش إذا بالإبتلاءات ترحل معها إلى الحبشة فقد تنّصر زوجها عُبيدالله بن جحش وترك الإسلام ثم مات على
>>Click here to continue<<
