TG Telegram Group & Channel
دروب خضراء🍀 | United States America (US)
Create: Update:

""لسان الحال أفصح من لسان المقال"

من أغرب -ولربما أطرف- مامر علي، ويمكن أن يُحكى لسامع، قصة أستاذ العلوم بإحدى مدارس الابتدائية، والذي تصدر مقدمة الصف متناولاً بين السبابة والوسطى سيجارة يشرب منها نفسًا ثم ينفثه في جو غرفة الصف الخانقة، المكتظة بالنفوس، ولسوء هذه الصورة وغرابتها إلا أنها ليست المعنية بالتعجب؛ فأعجب منها عنوان الدرس. كُتب بخط عريض لا يترك فراغًا في سبورة الأستاذ:
(الجهاز التنفسي).

لك أن تتخيل فوق ذلك أن أستاذنا قد توقف يلقي نصيحة هامة استرعى قبلها أسماع التلاميذ بكل حرص قائلاً؛: " ولاشك أن التدخين مضر بجهازنا التنفسي، ويؤدي إلى تلف الرئتين، وسبب من أسباب الموت البطيء، وخطيرٌ جداً، فعلينا تجنبه" انتهى كلامه. ثم شرب على إثرها آخر ما تبقى بآخر سيجارة في الباكت!

يختفي بريق النصيحة الناصع مرة واحدة، في حين عدم تمثلها لدى الناصح، هذا أمرٌ متفق عليه! أو هذا أمرٌ أكيد لدى طلبة أستاذ العلوم، على أقل تقدير.

في المقابل؛ هناك صورٌ أخرى كثيرة نراها متكررة في شهادات الأيام؛ دالة على استمداد كلمات النصح قوتها و تأثيرها من إحيائها وتمثلها. هذا يظهر جليًا في اقتداء الأطفال بآبآئهم، ويُنْبئك بخبر ذلك؛ رجفة قلبٍ وتأنيبُ ضميرٍ لدى الابن عند سماعه كلمة عتاب من أبيه بعد أن عاد من الصلاة؛ لماذا لم أرك معنا في المسجد؟

إن ما يسترعي الانتباه والتوقف؛ هي هذه القوة السحرية النافذة لقلب من يسمع ، حالما نتمثل ما نقول به، ونطبق ما نوجه إليه، بخلاف ما يجري على أطراف ألسنتنا ونحن نروم النصيحة والإرشاد -على خيرية ذلك- دون أن يرتسم على حركاتنا، هذه الفكرة تتمثل بأركانها في قول الإمام الغزالي بمقدمة كتابه اللطيف الذي ألفه في آواخر ما ألّف "بداية الهداية"، إذ قال:

"لسان الحال أفصح من لسان المقال" ثم أكمل.. وهنا مناط الاستشهاد، وحجر الزاوية: " وطباع الناس إلى المساهمة في الأعمال، أًميلُ منها إلى المتابعة في الأقوال"."


#جذور

""لسان الحال أفصح من لسان المقال"

من أغرب -ولربما أطرف- مامر علي، ويمكن أن يُحكى لسامع، قصة أستاذ العلوم بإحدى مدارس الابتدائية، والذي تصدر مقدمة الصف متناولاً بين السبابة والوسطى سيجارة يشرب منها نفسًا ثم ينفثه في جو غرفة الصف الخانقة، المكتظة بالنفوس، ولسوء هذه الصورة وغرابتها إلا أنها ليست المعنية بالتعجب؛ فأعجب منها عنوان الدرس. كُتب بخط عريض لا يترك فراغًا في سبورة الأستاذ:
(الجهاز التنفسي).

لك أن تتخيل فوق ذلك أن أستاذنا قد توقف يلقي نصيحة هامة استرعى قبلها أسماع التلاميذ بكل حرص قائلاً؛: " ولاشك أن التدخين مضر بجهازنا التنفسي، ويؤدي إلى تلف الرئتين، وسبب من أسباب الموت البطيء، وخطيرٌ جداً، فعلينا تجنبه" انتهى كلامه. ثم شرب على إثرها آخر ما تبقى بآخر سيجارة في الباكت!

يختفي بريق النصيحة الناصع مرة واحدة، في حين عدم تمثلها لدى الناصح، هذا أمرٌ متفق عليه! أو هذا أمرٌ أكيد لدى طلبة أستاذ العلوم، على أقل تقدير.

في المقابل؛ هناك صورٌ أخرى كثيرة نراها متكررة في شهادات الأيام؛ دالة على استمداد كلمات النصح قوتها و تأثيرها من إحيائها وتمثلها. هذا يظهر جليًا في اقتداء الأطفال بآبآئهم، ويُنْبئك بخبر ذلك؛ رجفة قلبٍ وتأنيبُ ضميرٍ لدى الابن عند سماعه كلمة عتاب من أبيه بعد أن عاد من الصلاة؛ لماذا لم أرك معنا في المسجد؟

إن ما يسترعي الانتباه والتوقف؛ هي هذه القوة السحرية النافذة لقلب من يسمع ، حالما نتمثل ما نقول به، ونطبق ما نوجه إليه، بخلاف ما يجري على أطراف ألسنتنا ونحن نروم النصيحة والإرشاد -على خيرية ذلك- دون أن يرتسم على حركاتنا، هذه الفكرة تتمثل بأركانها في قول الإمام الغزالي بمقدمة كتابه اللطيف الذي ألفه في آواخر ما ألّف "بداية الهداية"، إذ قال:

"لسان الحال أفصح من لسان المقال" ثم أكمل.. وهنا مناط الاستشهاد، وحجر الزاوية: " وطباع الناس إلى المساهمة في الأعمال، أًميلُ منها إلى المتابعة في الأقوال"."


#جذور


>>Click here to continue<<

دروب خضراء🍀




Share with your best friend
VIEW MORE

United States America Popular Telegram Group (US)