TG Telegram Group & Channel
دروب خضراء🍀 | United States America (US)
Create: Update:

التفاوت في الأرزاق حتمي، التفاوت في المنازل الاجتماعية كذلك، دائرةُ اجتهادات البشر التي يقارعون بها مصائرهم -التي ولدوا بها دون سابق اختيار- لا تعطي أغلبهم فسحة التغلب عليها، ليحظوا بعد مشقة بحياة مترفة نسبيا، وهذا التنوع ضروري لبقاء الجنس البشري لكنه أعوج وغير عادل البتة، فقط من نجوا من مصائر البؤس في الحياة يغضون الطرف عن مناقشة هذا الكابوس!
بكلمات سهلة، وجود عامل النظافة وعامل المصنع مثلا ضروري لبقاء الحياة، كوجود الطبيب والمدير، كوجود رجل الأعمال والزعيم؛ لو كانو جميعا في ذات مرتبة الترف لفسدت الحياة وانقرضت، لكن ليس عدلًا أن يعيش البشر ما بين سادة مترفين وعبيد معذبين!! كل الفلسفات الإنسانية التبريرية غير مقنعة، شقلبات العقل البشري البهلوانية وأطروحاته لا تعطي هؤلاء المسحوقين أدنى حقوقهم ولا تمنحهم مبررا مقنعا واحدا، التظاهر بالمواساة واليوغا الروحية والقناعة النفسية للتصالح مع الحياة غير مقنعة، التراقص على أنغامها لا يغري كوبرا غشيمة بالخروج من سلتها. لكن هناك فلسفة واحدة تفسر هذا، ليست تلك التي يثرثر بها متخم منتفخ الخدود، يضع ساقا على أخرى، ويمارس مهاراته الكتابية أو الخطابية في التسلية على هوامش الإنسانية اللطيفة، يُركب مخدرا مؤقتا للناس، يخادعهم حتى تحين لحظة رحيلهم عن الحياة بوساء، بينما يُطبق هو الباب عند رحيله مستمتعا بلذاتها حتى آخر رشفة!
بالعودة للفلسفة التي تفسر ذلك.. لا بد -جزما ويقينا- من وجود حياة أخرى بعد الموت، تسقط فيها معايير هذه الحياة المختلة من منظور العدالة اللحظي، تعيد الاعتبار للخلائق بما يستحقون، تمنحهم جميعا ميداليات شرف ذهبية. وجود حياة أخرى هو المبرر الأخلاقي والإنساني الوحيد الذي يُرضي العقل البشري ويحترم عدالته ومنطقه!

#جبران_الزيدار
#جذور

التفاوت في الأرزاق حتمي، التفاوت في المنازل الاجتماعية كذلك، دائرةُ اجتهادات البشر التي يقارعون بها مصائرهم -التي ولدوا بها دون سابق اختيار- لا تعطي أغلبهم فسحة التغلب عليها، ليحظوا بعد مشقة بحياة مترفة نسبيا، وهذا التنوع ضروري لبقاء الجنس البشري لكنه أعوج وغير عادل البتة، فقط من نجوا من مصائر البؤس في الحياة يغضون الطرف عن مناقشة هذا الكابوس!
بكلمات سهلة، وجود عامل النظافة وعامل المصنع مثلا ضروري لبقاء الحياة، كوجود الطبيب والمدير، كوجود رجل الأعمال والزعيم؛ لو كانو جميعا في ذات مرتبة الترف لفسدت الحياة وانقرضت، لكن ليس عدلًا أن يعيش البشر ما بين سادة مترفين وعبيد معذبين!! كل الفلسفات الإنسانية التبريرية غير مقنعة، شقلبات العقل البشري البهلوانية وأطروحاته لا تعطي هؤلاء المسحوقين أدنى حقوقهم ولا تمنحهم مبررا مقنعا واحدا، التظاهر بالمواساة واليوغا الروحية والقناعة النفسية للتصالح مع الحياة غير مقنعة، التراقص على أنغامها لا يغري كوبرا غشيمة بالخروج من سلتها. لكن هناك فلسفة واحدة تفسر هذا، ليست تلك التي يثرثر بها متخم منتفخ الخدود، يضع ساقا على أخرى، ويمارس مهاراته الكتابية أو الخطابية في التسلية على هوامش الإنسانية اللطيفة، يُركب مخدرا مؤقتا للناس، يخادعهم حتى تحين لحظة رحيلهم عن الحياة بوساء، بينما يُطبق هو الباب عند رحيله مستمتعا بلذاتها حتى آخر رشفة!
بالعودة للفلسفة التي تفسر ذلك.. لا بد -جزما ويقينا- من وجود حياة أخرى بعد الموت، تسقط فيها معايير هذه الحياة المختلة من منظور العدالة اللحظي، تعيد الاعتبار للخلائق بما يستحقون، تمنحهم جميعا ميداليات شرف ذهبية. وجود حياة أخرى هو المبرر الأخلاقي والإنساني الوحيد الذي يُرضي العقل البشري ويحترم عدالته ومنطقه!

#جبران_الزيدار
#جذور


>>Click here to continue<<

دروب خضراء🍀




Share with your best friend
VIEW MORE

United States America Popular Telegram Group (US)