-
عشرون ليلة راحلة عنا بما أودعناها،
وها هي عشرٌ مُباركات مُقبِلون عليها!
فيها ليلة القدر، ليلةٌ هى خيرُ من ألف شهر!
هَبْ أنَّك قصَّرت فيما فات! فلاتنشغل وسارِع بالخيرات واجتهد في الطاعات..
الزم محرابك ولاتضيع غنيمة العشر!
قال ابن الجوزي :
«ان الخيلَ اذا شارَفَت نهايةَ المِضمار، بَذَلَت قُصارَى جُهدِها لتفوز بالسباق،
فلا تَكنِ الخيلُ أفطَنَ منك،
فانما الأعمال بالخواتيم،
فانك اذا لم تُحسِن الاستقبال، لعلّك تُحسِن الوداع».
وقال ابن تيمية :
«العِبرةُ بِكمالِ النهاياتِ، لا بنَقصِ البدايات».
ويقول الحسن البصري :
«أحْسِنْ فيما بَقَي، يُغْفَرُ لك ما مضى،
فاغتَنِم ما بَقي،
فإنك لا تدري متى تُدرِكُ رحمةَ الله».
وليكن شعارك..
﴿وَعَجِلتُ إِلَيكَ رَبِّ لِتَرضى﴾
وهنا وصايا عشر لاغتنام العشر والفوز بليلة القدر بإذن الله:
1⃣وقفة صادقة مع نفسك!
ماذا فعلت في ما مضى وفات، وماعساك أنت فاعل في ماهو آت!
حاسب نفسك وقل لها: يانفس لعلها العشر الأخيرة في حياتي كما هي الأخيرة في رمضان، فشمري عن ساعد الجد!
2⃣ليكن قلبك وَجلًا..
تحرى الإخلاص وسَلِ اللهَ القبول، فقبول العمل أهم من العمل نفسه.
﴿وَالَّذينَ يُؤتونَ ما آتَوا وَقُلوبُهُم وَجِلَةٌ أَنَّهُم إِلى رَبِّهِم راجِعونَ﴾
3⃣أَحسِن الظن بربك!
أما وقد بلغك العشر، فقد أراد بك الخير!
فاحمد الله على هذه النعمة، و انوِ الخير وليكن لسان حالك (ليرينَّ الله ماأصنع)!
4⃣الاستغفار والتوبة
فقد تُحرَم الخير والتوفيق لذنبك!
فاستغفر كثيرًا وجَدد التوبة.
وأرجى الاستغفار ماكان بالأسحار!
5⃣قطع العلائق وتفريغ القلب من كل ماسوى الله.
أَقبلْ على ربك بكُلِّك! لايشغلك سوى الله!
لا تُجادل لاتُحاور لاتُناقش، اعزل قلبك، أغلق الشاشات والجوالات وأَقبِل بقلب فارغ على ربِّ الأرض والسماوات!
6⃣سَلِ الله العون والتوفيق وتبرأ من حولك وقوتك واستشعر فقرك وانكسارك وأن عبادتك محض فضل وتوفيق من الله وليس باجتهادك!
7⃣ابذل أقصى جهدك.
عَنْ عائشة رَضَيَ اللَّه عَنْهَا، قَالَتْ: كَانَ رسُول اللَّهِ ﷺ: "إِذا دَخَلَ العَشْرُ الأَوَاخِرُ مِنْ رمَضَانَ، أَحْيا اللَّيْلَ، وَأَيْقَظَ أَهْلَه، وجَدَّ وَشَدَّ المِئزرَ".
وَعَنْهَا قَالَتْ: "كَانَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ يَجْتَهِدُ فِي رَمضانَ مَالا يَجْتَهِدُ في غَيْرِهِ، وَفِي العَشْرِ الأَوَاخِرِ منْه مَالا يَجْتَهدُ في غَيْرِهِ" رواهُ مسلمٌ.
وكلما شعرت بالتعب أو الكسل أو دعتك نفسك للراحة والغفلة، فتذكر أن كل دقيقة في هذه الليالي تعادل مايقرب من ٥٠ يوم !! فالمحروم من حُرِم هذا الخير!
8⃣التركيز على سؤال الله العفو والإكثار من ذلك.
عن عائشةَ رضِيَ اللهُ عنها قالت: ((قلتُ: يا رسولَ الله، أرأيتَ إنْ علمتُ أيَّ ليلةٍ ليلةُ القدْر؛ ما أقول فيها؟ قال: قولي: اللَّهُمَّ إنَّك عفُوٌّ تحبُّ العفوَ، فاعفُ عنِّي)).
9⃣إيَّاك والعُجب ..
فلاتقل صُمتْ وقُمتْ وفعلت، فالعُجب يُحبِط العمل فالحذر الحذر!
فازدد لربك انكسارًا وذلًا وخضوعًا.
🔟نَوِّع بين العبادات
قيام، قرآن، ذِكر، دعاء... فهذا أدعى لدفع الكسل والملل عن النفس.
•ليكن لكَ نصيبًا من القرآن في هذه الليالي التي أُنزِل فيها القرآن!
وعساك أن تنزله في قلبك، فيكون ربيعًا لقلبك ونورًا لصدرك وجلاءً للأحزان!
اجتهد أن تأتي بختمة على الأقل في هذه الليالي.
•احرص على هذا الذِكر كل ليلة
روى البخاري ومسلم من حديث أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ:
(مَنْ قَالَ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ ، لَهُ الْمُلْكُ وَلَهُ الْحَمْدُ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ ، فِي يَوْمٍ مِائَةَ مَرَّةٍ ؛ كَانَتْ لَهُ عَدْلَ عَشْرِ رِقَابٍ ، وَكُتِبَ لَهُ مِائَةُ حَسَنَةٍ ، وَمُحِيَتْ عَنْهُ مِائَةُ سَيِّئَةٍ ، وَكَانَتْ لَهُ حِرْزًا مِنْ الشَّيْطَانِ يَوْمَهُ ذَلِكَ حَتَّى يُمْسِيَ ، وَلَمْ يَأْتِ أَحَدٌ بِأَفْضَلَ مِمَّا جَاءَ، إِلَّا رَجُلٌ عَمِلَ أَكْثَرَ مِنْهُ).
واحتسب به أجر عتق عشر رقاب، لعل الله يعتقك من النار.
تِلك عشرةٌ كاملة!
أسأل الله عز وجل أن يبلغني وإيَّاكم ليلة القدر ويكتب لنا فيها عظيم الأجر.
وأن يجعلنا من عتقائه من النار ويجعلنا من المقبولين الفائزين..آميين آميين
-حـنـان فـؤاد.
>>Click here to continue<<