TG Telegram Group & Channel
لَقَدْ كَانَ فِي قَصَصِهِمْ عِبْرَة | United States America (US)
Create: Update:

#السلسلة_الرمضانية🌙
لعـــــام 1445هـ🗓

#ذكريات_الطنطاوي
الحلــــــــ4️⃣ـ1️⃣ــــــقة

#سهولة_التنقل بين بلاد المسلمين

🗓في سنة 1255هـ وصل إلى دمشق شاب مصري لم يُسجّل اسمه على الحدود ولم يُطلَب منه جواز سفر، لأنها لم تكُن بين مصر والشام حدود على الأرض ولا فروق بين السكان، ولم تكُن الأسفار تحتاج إلى «جواز»، بل كانت كلها بلداً واحداً ترفّ عليه راية واحدة.

🏡هذا الشاب الذي وصل دمشق سنة 1255هـ وُلد في طنطا (التي كان اسمها طندتا)، وأنا لم أدركه، وكيف وقد مات سنة 1306، أي قبل أن أولَد بإحدى وعشرين سنة؟

📻ما أدركته ولكن سمعت خبره من شيوخ أسرتي، قالوا في ترجمته: هو محمد بن مصطفى الطنطاوي مولداً، الدمشقي موطناً، الشافعي مذهباً. لُقِّب «الطندتائي» كما كان يكتب عن نفسه أو «الطنطاوي» كما سار على ألسنة الناس، لقّبوه به في الشام.

💡فماذا كان لقب أسرته في بلده؟ لا أدري، ولكن الذي سمعته في صغري أن اسم أسرته كلمة فيه شين ونون. لا تضحكوا، إني أقول الحقّ. لعلها الشناوي أو المنشاوي أو الشنواني ...

🔍ولو بحثتم عن المصريين الذين سكنوا الشام وعُدّوا من أهلها، والشاميين الذين سكنوا مصر، والمغاربة الذين هاجروا إلى المشرق، لوجدتم الكثير. ذلك لمّا كانت بلاد المسلمين داراً واحدة يسافر من شاء إلى حيث شاء.

🔻أما الآن فيا أسفي! لقد فرقت السياسةُ الأسرةَ الواحدة، فأنا سوري، وبنتي أردنية، وبناتي الأخريات سعوديات!

🚋ولقد سافرت نصف ساعة في القطار من آخن في ألمانيا إلى لييج في بلجيكا فتغيّر عليّ كل شيء: اللغة ومناظر البلد ووضع الشوارع وقواعد السير، لقد شعرت أني انتقلت من بلد إلى بلد.

🚘وأسافر من الرياض إلى بغداد، أو إلى الكويت، أو إلى عمّان، أو إلى دمشق، أو إلى مصر، فلا أكاد أشعر بتغيّر حقيقي، إلاّ التغير الذي يشعر به من يسافر من مدينة إلى مدينة في الدولة الواحدة.

📕ذكريات الطنطاوي [1 / 175 - 177]

#السلسلة_الرمضانية🌙
لعـــــام 1445هـ🗓

#ذكريات_الطنطاوي
الحلــــــــ4️⃣ـ1️⃣ــــــقة

#سهولة_التنقل بين بلاد المسلمين

🗓في سنة 1255هـ وصل إلى دمشق شاب مصري لم يُسجّل اسمه على الحدود ولم يُطلَب منه جواز سفر، لأنها لم تكُن بين مصر والشام حدود على الأرض ولا فروق بين السكان، ولم تكُن الأسفار تحتاج إلى «جواز»، بل كانت كلها بلداً واحداً ترفّ عليه راية واحدة.

🏡هذا الشاب الذي وصل دمشق سنة 1255هـ وُلد في طنطا (التي كان اسمها طندتا)، وأنا لم أدركه، وكيف وقد مات سنة 1306، أي قبل أن أولَد بإحدى وعشرين سنة؟

📻ما أدركته ولكن سمعت خبره من شيوخ أسرتي، قالوا في ترجمته: هو محمد بن مصطفى الطنطاوي مولداً، الدمشقي موطناً، الشافعي مذهباً. لُقِّب «الطندتائي» كما كان يكتب عن نفسه أو «الطنطاوي» كما سار على ألسنة الناس، لقّبوه به في الشام.

💡فماذا كان لقب أسرته في بلده؟ لا أدري، ولكن الذي سمعته في صغري أن اسم أسرته كلمة فيه شين ونون. لا تضحكوا، إني أقول الحقّ. لعلها الشناوي أو المنشاوي أو الشنواني ...

🔍ولو بحثتم عن المصريين الذين سكنوا الشام وعُدّوا من أهلها، والشاميين الذين سكنوا مصر، والمغاربة الذين هاجروا إلى المشرق، لوجدتم الكثير. ذلك لمّا كانت بلاد المسلمين داراً واحدة يسافر من شاء إلى حيث شاء.

🔻أما الآن فيا أسفي! لقد فرقت السياسةُ الأسرةَ الواحدة، فأنا سوري، وبنتي أردنية، وبناتي الأخريات سعوديات!

🚋ولقد سافرت نصف ساعة في القطار من آخن في ألمانيا إلى لييج في بلجيكا فتغيّر عليّ كل شيء: اللغة ومناظر البلد ووضع الشوارع وقواعد السير، لقد شعرت أني انتقلت من بلد إلى بلد.

🚘وأسافر من الرياض إلى بغداد، أو إلى الكويت، أو إلى عمّان، أو إلى دمشق، أو إلى مصر، فلا أكاد أشعر بتغيّر حقيقي، إلاّ التغير الذي يشعر به من يسافر من مدينة إلى مدينة في الدولة الواحدة.

📕ذكريات الطنطاوي [1 / 175 - 177]


>>Click here to continue<<

لَقَدْ كَانَ فِي قَصَصِهِمْ عِبْرَة




Share with your best friend
VIEW MORE

United States America Popular Telegram Group (US)