TG Telegram Group & Channel
لَقَدْ كَانَ فِي قَصَصِهِمْ عِبْرَة | United States America (US)
Create: Update:

#السلسلة_الرمضانية🌙
لعـــــام 1445هـ🗓

#ذكريات_الطنطاوي
الحلــــــــ0️⃣ـ1️⃣ــــــقة

#امتحان_الشهادة_الابتدائية

🔸مرّت على دخول هذه المدرسة سنتان، وقد جاء الامتحان. والامتحان اليوم كتابي، يقعد التلاميذ على مقاعدهم، يُعطَون ساعة أو ساعتين ليفكروا ويتذكّروا ويكتبوا على مهل، إن عطشوا طلبوا فجاءهم الماء أو ما شاؤوا من حلو الشراب.

📃أما الامتحان الذي أحدّثكم عنه فقد كان شيئاً آخر. كانوا يأتون في كل مادة نمتحن فيها بأكبر أساتذتها في البلد، يصطفّون حول مكتب كبير ويوضع أمامه كرسي يقعد عليه التلميذ الصغير، ويمدّ كل منهم يده إلى أغرب المسائل التي حفظها وأصعبها،

↩️ يستخرجها من رأسه فيلقيها على رأس هذا الولد المسكين، لا يريد منه أن يجيب عليها، فهو يعلم أنه لا يقدر على الجواب ولا يكلّفه به منهج رسمي ولا عرف سائد، ولكنْ ليُظهِر علمه لرفاقه وليريهم سعة اطّلاعه وطول باعه! ويأتي الثاني بأشدّ منها صعوبة وأكثر غرابة، كأنه امتحان للأساتذة الفاحصين.

↩️يكون هذا في أول الامتحان، فإذا انتهوا من عرض عضلاتهم ألانوا وسهّلوا؛ لذلك كنا نتدافع الدخول في بداية الامتحان (1)، فإذا هانت شدّته ووَهَت حدّته تزاحمنا عليه وتسابقنا إليه.

🎗وكان هذا الامتحان بإشراف حاكم دولة دمشق الذي عيّنه الفرنسيون، وهو حقي بك العظم.

❗️وقد تعجبون من اسم «دولة دمشق»، وحقّ لكم العجب؛ فقد أقام الفرنسيون في سوريا أربع دول لكل منها حاكم وفي كل منها حكومة: دولة دمشق، ودولة حلب، ودولة الدروز، ودولة العلويين. وقديماً قال الشاعر:

ممّا يزهّدني في أرضِ أندلسٍ ... ألقابُ مُعتضدٍ فيها ومُعتمدِ
ألقابُ مملكةٍ في غيرِ موضعِها ... كالهرِّ يحكي انتفاخاً صَوْلةَ الأسدِ

📕ذكريات الطنطاوي [1 / 127 - 128]

#السلسلة_الرمضانية🌙
لعـــــام 1445هـ🗓

#ذكريات_الطنطاوي
الحلــــــــ0️⃣ـ1️⃣ــــــقة

#امتحان_الشهادة_الابتدائية

🔸مرّت على دخول هذه المدرسة سنتان، وقد جاء الامتحان. والامتحان اليوم كتابي، يقعد التلاميذ على مقاعدهم، يُعطَون ساعة أو ساعتين ليفكروا ويتذكّروا ويكتبوا على مهل، إن عطشوا طلبوا فجاءهم الماء أو ما شاؤوا من حلو الشراب.

📃أما الامتحان الذي أحدّثكم عنه فقد كان شيئاً آخر. كانوا يأتون في كل مادة نمتحن فيها بأكبر أساتذتها في البلد، يصطفّون حول مكتب كبير ويوضع أمامه كرسي يقعد عليه التلميذ الصغير، ويمدّ كل منهم يده إلى أغرب المسائل التي حفظها وأصعبها،

↩️ يستخرجها من رأسه فيلقيها على رأس هذا الولد المسكين، لا يريد منه أن يجيب عليها، فهو يعلم أنه لا يقدر على الجواب ولا يكلّفه به منهج رسمي ولا عرف سائد، ولكنْ ليُظهِر علمه لرفاقه وليريهم سعة اطّلاعه وطول باعه! ويأتي الثاني بأشدّ منها صعوبة وأكثر غرابة، كأنه امتحان للأساتذة الفاحصين.

↩️يكون هذا في أول الامتحان، فإذا انتهوا من عرض عضلاتهم ألانوا وسهّلوا؛ لذلك كنا نتدافع الدخول في بداية الامتحان (1)، فإذا هانت شدّته ووَهَت حدّته تزاحمنا عليه وتسابقنا إليه.

🎗وكان هذا الامتحان بإشراف حاكم دولة دمشق الذي عيّنه الفرنسيون، وهو حقي بك العظم.

❗️وقد تعجبون من اسم «دولة دمشق»، وحقّ لكم العجب؛ فقد أقام الفرنسيون في سوريا أربع دول لكل منها حاكم وفي كل منها حكومة: دولة دمشق، ودولة حلب، ودولة الدروز، ودولة العلويين. وقديماً قال الشاعر:

ممّا يزهّدني في أرضِ أندلسٍ ... ألقابُ مُعتضدٍ فيها ومُعتمدِ
ألقابُ مملكةٍ في غيرِ موضعِها ... كالهرِّ يحكي انتفاخاً صَوْلةَ الأسدِ

📕ذكريات الطنطاوي [1 / 127 - 128]


>>Click here to continue<<

لَقَدْ كَانَ فِي قَصَصِهِمْ عِبْرَة




Share with your best friend
VIEW MORE

United States America Popular Telegram Group (US)