TG Telegram Group & Channel
معهد إعداد المفسّر | United States America (US)
Create: Update:

#مسائل_التفسير
س: ما معنى اللام في قوله تعالى: {أولئك الذين امتحن الله قلوبهم للتقوى}؛ فقد قرأت في تفسير ابن عاشور أنها لام علة أو لام اختصاص، وأحتاج إلى التوضيح.

الجواب:
ابن عاشور رحمه الله ذكر الاحتمالات التي يحتملها السياق لمعنى اللام في قول الله تعالى: {أُولَئِكَ الَّذِينَ امْتَحَنَ اللَّهُ قُلُوبَهُمْ لِلتَّقْوَى}
فهي تحتمل معنيين صحيحين لا تعارض بينهما:
أحدهما: أن تكون لام علة.
والآخر: أن تكون لام اختصاص.
وكونها لام علة فيه وجهان:
الوجه الأول: أن يكون سبب امتحان قلوبهم هو ما كانوا عليه من التقوى، أي: امتحن الله قلوبهم، وابتلاهم لأجل ما اتصفوا به من التقوى، وذلك ليتبين الذين يثبتون على التقوى من الذين لا يثبتون عليها، وهذا نظير قول الله عز وجل: {أَحَسِبَ النَّاسُ أَنْ يُتْرَكُوا أَنْ يَقُولُوا آَمَنَّا وَهُمْ لَا يُفْتَنُونَ}.
فالإيمان الأوّل الحاصل بالاستجابة يتبعه امتحان، وهو امتحان خاص غير الامتحان العام الذي يكون لعموم المكلفين: هل يستجيبون لداعي الإسلام أو لا يستجيبون؛ فإذا استجابوا امتحنوا امتحاناً آخر ليتبيّن من يثبت ممن لا يثبت؛ فهذا الوجه موافق لأدلة دل عليه القرآن، ودلت عليها السنة.
الوجه الثاني: {امْتَحَنَ اللَّهُ قُلُوبَهُمْ} ليرفعهم إلى مرتبة تحقيق التقوى؛ فإن ادعاء التقوى شيء، وتحقيق مرتبة التقوى شيء آخر.
وقول الإنسان بلسانه: آمنت، غير تحقيق مرتبة الإيمان بالبصيرة في الدين والثبات عليه والصبر على البلاء.
فما يحصل بعد الابتلاء من الثبات، وتحقيق الإيمان والتقوى، وظهور آثارهما على العبد هو الذي يكون للعبد به مقام صدق عند الله عز وجل.
فلام العلة تحتمل الوجهين، وهما وجهان صحيحان.

وأما لام الاختصاص فوجه المعنى فيها أن التقوى مرتبة عالية رفيعة، والذين يمتحن الله قلوبهم لهذه المرتبة قد اختصهم بمنّة عظيمة، فكأنهم مخصوصون بالامتحان الذي يرفعهم الله به للتقوى.
فيكون المعنى امتحن الله قلوبهم ليختصهم بفضله ويتمَّ عليهم نعمته بأن يؤتيهم التقوى، فيبلغوا مرتبة المتقين؛ فإنّ التقوى منّة من الله تعالى يؤتيها من يجتبيهم من عباده، كما قال الله عز وجل: {وَالَّذِينَ اهْتَدَوْا زَادَهُمْ هُدًى وَآَتَاهُمْ تَقْوَاهُمْ}
ولذلك يُشرع للعبد أن يسأل الله تعالى التقوى؛ وقد كان من دعاء النبي صل ى الله عليه وسلم: « اللهم آت ‌نفسي ‌تقواها، وزكها أنت خير من زكاها، أنت وليها ومولاها». رواه أحمد ومسلم من حديث عاصم الأحول، عن عبد الله بن الحارث، عن زيد بن أرقم رضي الله عنه مرفوعاً.
- وروى أحمد حديث نافع بن عمر الجمحي، عن صالح بن سُعيد، عن عائشة رضي الله عنها أنها فقدت النبي صلى الله عليه وسلم من مضجعه، فلمسته بيدها، فوقعت عليه وهو ساجد، وهو يقول: « رب ‌أعطِ ‌نفسي ‌تقواها، زكّها أنت خير من زكاها، أنت وليها ومولاها».
- وقال أبو إسحاق السبيعي، عن ‌أبي الأحوص، عن ‌عبد الله بن مسعود رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه كان يقول: « اللهم إني أسألك ‌الهدى ‌والتقى، والعفاف والغنى ».
فدلّت الآية والأحاديث على أنّ التقوى تُؤتى، وأنه يشرع للعبد أن يسأل الله عزَّ وجل أن يؤتيه التقوى.
وتحقيق التقوى هو أن يصدق على العبد أنه من عباد الله المتقين، وهذه مرتبة عظيمة لها آثار جليلة تتبعها:
- منها: معية الله عز وجل للمتقين، كما في قول الله تعالى: {إِنَّ اللَّهَ مَعَ الَّذِينَ اتَّقَوْا}, وهي معية خاصة, لها بركاتها وآثارها العظيمة.
- ومنها: تقبّل الأعمال، كما قال الله تعالى: {إِنَّمَا يَتَقَبَّلُ اللَّهُ مِنَ الْمُتَّقِينَ}.
والوعود التي وعد الله عز وجل بها عباده المتقين عظيمة معلومة.

والمقصود أنّ لام الاختصاص يستفاد منها أنّ مرتبة التقوى مرتبة عظيمة، وأن من امتُن لها فقد اختصَّ بفضل عظيم.
وهذا نظير ما في قول الله عز وجل: {وَأَلْزَمَهُمْ كَلِمَةَ التَّقْوَى وَكَانُوا أَحَقَّ بِهَا وَأَهْلَهَا}, فأولئك كانوا أحق بالتقوى وكانوا أهلا للتقوى, فهم مخصوصون بها؛ فكان ذلك من تشريف الله عز وجل لهم.

#مسائل_التفسير
س: ما معنى اللام في قوله تعالى: {أولئك الذين امتحن الله قلوبهم للتقوى}؛ فقد قرأت في تفسير ابن عاشور أنها لام علة أو لام اختصاص، وأحتاج إلى التوضيح.

الجواب:
ابن عاشور رحمه الله ذكر الاحتمالات التي يحتملها السياق لمعنى اللام في قول الله تعالى: {أُولَئِكَ الَّذِينَ امْتَحَنَ اللَّهُ قُلُوبَهُمْ لِلتَّقْوَى}
فهي تحتمل معنيين صحيحين لا تعارض بينهما:
أحدهما: أن تكون لام علة.
والآخر: أن تكون لام اختصاص.
وكونها لام علة فيه وجهان:
الوجه الأول: أن يكون سبب امتحان قلوبهم هو ما كانوا عليه من التقوى، أي: امتحن الله قلوبهم، وابتلاهم لأجل ما اتصفوا به من التقوى، وذلك ليتبين الذين يثبتون على التقوى من الذين لا يثبتون عليها، وهذا نظير قول الله عز وجل: {أَحَسِبَ النَّاسُ أَنْ يُتْرَكُوا أَنْ يَقُولُوا آَمَنَّا وَهُمْ لَا يُفْتَنُونَ}.
فالإيمان الأوّل الحاصل بالاستجابة يتبعه امتحان، وهو امتحان خاص غير الامتحان العام الذي يكون لعموم المكلفين: هل يستجيبون لداعي الإسلام أو لا يستجيبون؛ فإذا استجابوا امتحنوا امتحاناً آخر ليتبيّن من يثبت ممن لا يثبت؛ فهذا الوجه موافق لأدلة دل عليه القرآن، ودلت عليها السنة.
الوجه الثاني: {امْتَحَنَ اللَّهُ قُلُوبَهُمْ} ليرفعهم إلى مرتبة تحقيق التقوى؛ فإن ادعاء التقوى شيء، وتحقيق مرتبة التقوى شيء آخر.
وقول الإنسان بلسانه: آمنت، غير تحقيق مرتبة الإيمان بالبصيرة في الدين والثبات عليه والصبر على البلاء.
فما يحصل بعد الابتلاء من الثبات، وتحقيق الإيمان والتقوى، وظهور آثارهما على العبد هو الذي يكون للعبد به مقام صدق عند الله عز وجل.
فلام العلة تحتمل الوجهين، وهما وجهان صحيحان.

وأما لام الاختصاص فوجه المعنى فيها أن التقوى مرتبة عالية رفيعة، والذين يمتحن الله قلوبهم لهذه المرتبة قد اختصهم بمنّة عظيمة، فكأنهم مخصوصون بالامتحان الذي يرفعهم الله به للتقوى.
فيكون المعنى امتحن الله قلوبهم ليختصهم بفضله ويتمَّ عليهم نعمته بأن يؤتيهم التقوى، فيبلغوا مرتبة المتقين؛ فإنّ التقوى منّة من الله تعالى يؤتيها من يجتبيهم من عباده، كما قال الله عز وجل: {وَالَّذِينَ اهْتَدَوْا زَادَهُمْ هُدًى وَآَتَاهُمْ تَقْوَاهُمْ}
ولذلك يُشرع للعبد أن يسأل الله تعالى التقوى؛ وقد كان من دعاء النبي صل ى الله عليه وسلم: « اللهم آت ‌نفسي ‌تقواها، وزكها أنت خير من زكاها، أنت وليها ومولاها». رواه أحمد ومسلم من حديث عاصم الأحول، عن عبد الله بن الحارث، عن زيد بن أرقم رضي الله عنه مرفوعاً.
- وروى أحمد حديث نافع بن عمر الجمحي، عن صالح بن سُعيد، عن عائشة رضي الله عنها أنها فقدت النبي صلى الله عليه وسلم من مضجعه، فلمسته بيدها، فوقعت عليه وهو ساجد، وهو يقول: « رب ‌أعطِ ‌نفسي ‌تقواها، زكّها أنت خير من زكاها، أنت وليها ومولاها».
- وقال أبو إسحاق السبيعي، عن ‌أبي الأحوص، عن ‌عبد الله بن مسعود رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه كان يقول: « اللهم إني أسألك ‌الهدى ‌والتقى، والعفاف والغنى ».
فدلّت الآية والأحاديث على أنّ التقوى تُؤتى، وأنه يشرع للعبد أن يسأل الله عزَّ وجل أن يؤتيه التقوى.
وتحقيق التقوى هو أن يصدق على العبد أنه من عباد الله المتقين، وهذه مرتبة عظيمة لها آثار جليلة تتبعها:
- منها: معية الله عز وجل للمتقين، كما في قول الله تعالى: {إِنَّ اللَّهَ مَعَ الَّذِينَ اتَّقَوْا}, وهي معية خاصة, لها بركاتها وآثارها العظيمة.
- ومنها: تقبّل الأعمال، كما قال الله تعالى: {إِنَّمَا يَتَقَبَّلُ اللَّهُ مِنَ الْمُتَّقِينَ}.
والوعود التي وعد الله عز وجل بها عباده المتقين عظيمة معلومة.

والمقصود أنّ لام الاختصاص يستفاد منها أنّ مرتبة التقوى مرتبة عظيمة، وأن من امتُن لها فقد اختصَّ بفضل عظيم.
وهذا نظير ما في قول الله عز وجل: {وَأَلْزَمَهُمْ كَلِمَةَ التَّقْوَى وَكَانُوا أَحَقَّ بِهَا وَأَهْلَهَا}, فأولئك كانوا أحق بالتقوى وكانوا أهلا للتقوى, فهم مخصوصون بها؛ فكان ذلك من تشريف الله عز وجل لهم.


>>Click here to continue<<

معهد إعداد المفسّر




Share with your best friend
VIEW MORE

United States America Popular Telegram Group (US)