" يَا عِيدُ الوَحّدَةً
ـ لا تَأتي ، فقد تشتتَ الجمْع ، ولم يُوفي أحدُ بالقَسم الذِي أقسموا بهِ ، لم يبقىٰ بند واحدُ إلا ونَقضوا مِيثاقهُ ، وَلم يُوفوا بِ العهدِ المتفق عليهِ، وعلت علىٰ حُدود وِحّدتكَ كراهية ، كُل البِلاد تفَرقت وتشّرذمت ، ولا يَكادُ أبنَائُها يُطيقونَ بعضهم البَعض ، لم يَعد اليمنُ سَعيداً ، ولاَ بدار حِكمةً ، لِيست صّنعاءُ بِأعظمِ المَدائِن ، ولاَ تعز حَالمة ، وعَدنْ صَار ويَحكُمهَا الرُويِبضَة ، وإب لم تَعُد خَضراء ، والحُديِدة أصبحت مديِنة يسّكُنهَا الأشّبَاح ، حتىٰ العلمُ الذي يُرفرف لم يعُد ذا مَنظرِ جذاب .. وسَاريتهُ معوجه ، الأزْهَار فقدتّ رحِيقَها ، والطُيور لا تُغرد ، فِي ظِلالِ هَذهِ الحَربُ العبِيثِةً، إستنزفَ أبناءُ هَذا الوطن دِمائِهم ، رأيتُ إخوتي يَموتون قَهراً ، ورأيت أُنَاسُ يقتلهمُ الجُوع والبَرد ، رأينا بعض البشر تَحولت لذِئابٍ حينَ أعتلتْ السُلطة ، فصَارت بِيدهَا النَجسة تُهينُ العِزاز ، فلمْ يعد هُناك إحترامُ للمُعلمٍ ، حُبس وعُذب وَرثُة الأنبياءَ ، يُتمَ الأطفَال ، ورُملتَ النِساءُ .. وفقد الأخُ أخيهِ ، فَبماذَا نحتفل !
عَلىٰ أنْ الأخ الأكبر داسَ علىٰ الذي أصغرَ منهُ ؟ كأنَا فِي غَابة والضَعيفُ يَموت فِيهَا ولا بقاء إلا للأقوىٰ ! .. حتىٰ مَن أسّس وِحدتكِ مَاتَ مقتُولاً ، مرّت سِنّواتُ عِجاف .. أكلتْ بِهَا تِلكَ المجَاعةُ أخضَرها ويَابِسها ، لِذا أرجوكَ لا تَأتي وإن أتيتَ لنْ نُرحِبَ بكَ
ـ جِهَاد›الاَصبَحِيٰ.
>>Click here to continue<<