[ باب : في أن الجنة فوق ما يخطر بالبال أو يدور في الخلد، وأن موضع سوط منها خير من الدنيا وما فيها ]
قال تعالى: {تتجافى جنوبهم عن المضاجع يدعون ربهم خوفا وطمعا ومما رزقناهم ينفقون (١٦) فلا تعلم نفس ما أخفي لهم من قرة أعين جزاء بما كانوا يعملون (١٧)} [السجدة: ١٦، ١٧].
وتأمل كيف قابل ما أخفوه من قيام الليل بالجزاء الذي أخفاه لهم مما لا تعلمه نفس، وكيف قابل قلقهم وخوفهم واضطرابهم على مضاجعهم حتى يقوموا إلى صلاة الليل = بقرّة الأعين في الجنة.
وفي "الصحيحين" من حديث أبي هريرة قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "قال الله عز وجل: أعددت لعبادي الصالحين، ما لا عين رأت، ولا أذن سمعت، ولا خطر على قلب بشر، مصداق ذلك في كتاب الله تعالى: {فلا تعلم نفس ما أخفي لهم من قرة أعين جزاء بما كانوا يعملون } ".
وفي "الصحيحين" من حديث أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "لقاب قوس أحدكم في الجنة خير مما طلعت عليه الشمس أو تغرب".
ولو لم يكن من خطر الجنة وشرفها إلا أنه لا يسأل بوجه الله غيرها = لكفاها شرفا وفضلا،
كما في "سنن أبي داود" قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "لا يسأل بوجه الله إلا الجنة"
✍🏾الإمام ابن القيم رحمه الله
📖كتاب: حادي الارواح صــ 593
باختصار
>>Click here to continue<<