إلىٰ فراشتي و عزيزتي ، و أما بعد ..
فأنا لا أرىٰ شيءٌ أنسبُ من تلكَ الرسالةُ الآتية كمدخلٍ لترسيخِ كلماتي لكِ ، رسالةُ فرانز كافكا إلىٰ ميلينا حينما كتبَ لها و قال :
” إنني لا أخبرُ أحدٌ بكِ لكنكِ تفيضينَ من عيني ؛ أخبئكِ جيداً و يلمحونكِ علىٰ وجهي “
ذلكَ الشابُ التشيكي يُمثلني جداً حينما يكتبُ إلىٰ حبيبتهِ رغم المسافاتِ و الأيامِ و فُروقِ التوقيت بينهما ، رغمَ المصاعبِ و الغزو النازيّ و زجُ ميلينا جيسينسكا إلىٰ معسكرٌ نازيّ لتلقىٰ بالعقابُ من أبناء أدولف هتلر ؛ لكن لم تلقىٰ بذورِ الحُب تلكَ حتفها بعد.. رغمَ كُل ما مروا بهِ ظلوا علىٰ هدفٍ واحد و حسب و هو " النجاةُ بحبهم. "
أعرفُ ما يدورُ داخل عقلُكِ هذا ، فأنا لستُ بجاهلٍ أو أعمىٰ البصيرةُ بل أني لمطلعٌ علىٰ أفكاركِ قبل أن تُطرح فيّ الأصل ، و أليسَ هذا جنونيٌ ؟!
أنا فقط أريدُ أن أخبركِ بأنني بجانبكِ مهما حدث و دار فيّ أيامنا تلكَ .. قد مررنا بالكثيرِ و الكثيرِ من الحواجز و قد تخطيناها ؛ مررنا علىٰ المصائب كمرور الكرام فحسبْ ..
بيتُ القصيدِ من كلاميّ هذا بأننا سوياً نتذوقُ المُر قبل التحليةُ و إنكِ لستِ فيّ دائرةِ الضياعِ وحيدةٌ فحسبْ بل أنني مشاركٌ فيها أيضاً ؛ بل و المنقذُ لكِ كذلك يا طفلتي..
لا تحزني يا مُكعباتِ السكر ، والدكِ بجانبكِ دائماً.
>>Click here to continue<<