*مفتاح الخير ومغلاق الشر*
من أعظم ما يقرّب من الله ويجلب خير الدنيا ونعيم الآخرة، هو حرص الشخص أن يكون مفتاحاً للخير مغلاقاً للشر في سائر تصرفاته وأعماله،
فإذا تزوّج أو زوّج سار على سنة التيسير، ولم يكن ممن يفتح باب شر في المغالاة والمباهاة، وجعل فرحه سبباً لإدخال الأتراح والأحزان على الآخرين، ولا يجوز أن يقبل قيام الزواج على منكر من القول أو الفعل.
وإذا حصل العزاء حقق المقصود الشرعي بالحرص على جبر المصاب والدعاء له ولميّته بالخير، ويترك الإثقال على أهل الميت، أو دفعهم لتكلف صناعة الطعام،
وإذا بنى البنيان لم يقتطع من الشارع ما ليس له،
وإذا التحق بمجموعة تواصل لم يشغلها عن النفع والإفادة بمنشورات الشحن الآثم وإثارة الأحقاد والضغائن،
وإذا حضر إلى مسجد يستمع القول فيتبع أحسنه، ولا يثير النزاع وهيشات الأسواق في بيوت الله،
وإذا حصلت القسمة بين الورثة لم يطمع في حق غيره، ولم يتحايل على حق أنثى أو صغير،
وهكذا في مختلف المجالات والأماكن يحرص أن يكون مفتاح خير لا مفتاح شر، بل يكون صاحب مبادرات خيّرة في نفع الناس ورفع المعاناة ومساندة المظلوم، وغلق أبواب السنن السيئة والعادات الخاطئة، وفتح أبواب السنن الحسنة والأفعال الكريمة،
يسعى في تغيير الحياة إلى الأفضل بسلوكه بعلمه بقلمه بمنصبه بجاهه بمكانته بتأثيره بأي جهد إيجابي، يكون صاحب أولوية في الخير، فلنحرص على ذلك،
ومن لم يكن مفتاحاً للخير فليحذر من أن يكون مفتاحاً للشر في أي باب، أو أن يسن سنة سيئة يكون عليه وزرها ووزر من يعمل بها بعده وقد أخرج ابن ماجه بسند حسن عن أَنَسٍ رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: *«إِنَّ مِنْ النَّاسِ مَفَاتِيحَ لِلْخَيْرِ مَغَالِيقَ لِلشَّرِّ، وَإِنَّ مِنْ النَّاسِ مَفَاتِيحَ لِلشَّرِّ مَغَالِيقَ لِلْخَيْرِ، فَطُوبَى لِمَنْ جَعَلَ اللَّهُ مَفَاتِيحَ الْخَيْرِ عَلَى يَدَيْهِ، وَوَيْلٌ لِمَنْ جَعَلَ اللَّهُ مَفَاتِيحَ الشَّرِّ عَلَى يَدَيْهِ»*.
وفق الله الجميع.
🖋️ د. بندر الخضر.
>>Click here to continue<<