قناة د. بندر الخضر البيحاني:
*س/ ما هي الحقوق الزوجية؟*
ج/ الحقوق الزوجية على ثلاثة أقسام: حقوق للزوج وحقوق للزوجة وحقوق مشتركة بينهما، ينبغي الحرص على القيام بجميعها؛ فهي طريق لأن تعيش الأسر في سعادة وطمأنينة وعشرة مستمرة متينة،
وتلك الحقوق متمثّلة بشكل أساسي في إحسان كل منهما عشرة الآخر، والمقابلة بالبشاشة وطلاقة الوجه والكلمة الطيبة والإصغاء لبعضهما والتسامح، والتناصح، وتعاونهما في القيام بكل ما فيه صلاح البيت، مع قيام الزوج بالأمور المادية قال تعالى: *{وَلَهُنَّ مِثْلُ الَّذِي عَلَيْهِنَّ بِالْمَعْرُوفِ وَلِلرِّجَالِ عَلَيْهِنَّ دَرَجَةٌ وَاللَّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ}* [البقرة: 228]، هذا على سبيل الإجمال، أما بشيء من التفصيل فيمكن بيان ذلك فيما يلي:
وأبدأ بما يرتبط بحقوق الزوج على الزوجة: فمن تلك الحقوق: أن تحسن عشرة زوجها، وتسعى في إرضائه، وإدخال السرور عليه، والحرص على كلمات التودد. ومنها: أن تشكر معروفه وإحسانه إليها ولا تكفر العشير. ومنها أن تبر قسمه في غير محظور.
ومنها: أن تطيعه في غير معصية الله فله القوامة عليها قال تعالى: *{الرِّجَالُ قَوَّامُونَ عَلَى النِّسَاءِ بِمَا فَضَّلَ اللَّهُ بَعْضَهُمْ عَلَى بَعْضٍ وَبِمَا أَنْفَقُوا مِنْ أَمْوَالِهِمْ}* [النساء: 34]، وهي قوامة تكليف ومسؤولية وليست قوامة تجبّر وطغيان، فلا يتسلط عليها بباطل وإنما يأمرها بالمعروف ويلزمها الطاعة ففي مسند أحمد بسند صحيح عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: *«إِذَا صَلَّتِ الْمَرْأَةُ خَمْسَهَا، وَصَامَتْ شَهْرَهَا، وَحَفِظَتْ فَرْجَهَا، وَأَطَاعَتْ زَوْجَهَا قِيلَ لَهَا: ادْخُلِي الْجَنَّةَ مِنْ أَيِّ أَبْوَابِ الْجَنَّةِ شِئْتِ»*،
ومن حقوقه: أن لا تصوم نفلاً وهو حاضر إلا بإذنه، ولا تحج تطوعاً إلا برضاه.
ومن حقوقه: أن لا تمتنع من فراشه إذا دعاها إليه ما دام لا يوجد لديها عذر شرعي فقد روى الطبراني بسند صحيح عَنْ زَيْدِ بْنِ أَرْقَمَ رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: *«الْمَرْأَةُ لَا تُؤَدِّي حَقَّ اللهِ عَلَيْهَا حَتَّى تُؤَدِّيَ حَقَّ زَوْجِهَا حَتَّى لَوْ سَأَلَهَا وَهِي عَلَى ظَهْرِ قَتَبٍ لَمْ تَمْنَعْهُ نَفْسَهَا»*، وقد بيَّن النبي صلى الله عليه وسلم أن العاصية لزوجها في المعروف لا تجاوز صلاتها رأسها ففي سنن ابن ماجه بسند حسن عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ رضي الله عنهما عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: *"ثَلَاثَةٌ لَا تُرْفَعُ صَلَاتُهُمْ فَوْقَ رُءُوسِهِمْ شِبْرًا: رَجُلٌ أَمَّ قَوْمًا وَهُمْ لَهُ كَارِهُونَ، وَامْرَأَةٌ بَاتَتْ وَزَوْجُهَا عَلَيْهَا سَاخِطٌ، وَأَخَوَانِ مُتَصَارِمَانِ"*.
ومن واجبات الزوجة: أن تقرّ في البيت ولا تخرج إلا بإذن الزوج قال تعالى: *{وَقَرْنَ فِي بُيُوتِكُنَّ وَلَا تَبَرَّجْنَ تَبَرُّجَ الْجَاهِلِيَّةِ الْأُولَى}* [الأحزاب: 33]، ومع ذلك فالزوج لا يجوز له أن يتعنت في منعها من الخروج لمناسبة ونحوها ما دام أنها منضبطة بآداب الخروج وغير متعطرة أو متبرجة بزينة ففي صحيح البخاري عَنْ عَائِشَةَ رضي الله عنها أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: *«قَدْ أَذِنَ اللَّهُ لَكُنَّ أَنْ تَخْرُجْنَ لِحَوَائِجِكُنَّ»*، وفي صحيح البخاري عن ابن عمر رضي الله عنهما عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال: *«إِذَا اسْتَأْذَنَتِ امْرَأَةُ أَحَدِكُمْ إِلَى المَسْجِدِ فَلاَ يَمْنَعْهَا»*.
ومن واجبات الزوجة تجاه زوجها: أن تحفظه في نفسها فلا تتبرج أو تترك الحشمة، ولتحذر من التهاون في التزامها بأدب الشرع في مشيها وكلامها وذهابها وإيابها وسائر أحوالها، وتحفظه في ماله فلا تضيعه بالتبذير والإسراف، وتحفظه في أولاده فلا تتعامل معهم بإهمال ولا مبالاة قال تعالى: *{فَالصَّالِحَاتُ قَانِتَاتٌ حَافِظَاتٌ لِلْغَيْبِ بِمَا حَفِظَ اللَّهُ}* [النساء: 34]، وقال تعالى: *{يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُلْ لِأَزْوَاجِكَ وَبَنَاتِكَ وَنِسَاءِ الْمُؤْمِنِينَ يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِنْ جَلَابِيبِهِنَّ ذَلِكَ أَدْنَى أَنْ يُعْرَفْنَ فَلَا يُؤْذَيْنَ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَحِيمًا}* [الأحزاب: 59].
وإن مما يجب على المرأة تجاه زوجها: هو خدمته بالمعروف وتجهيز حاجياته والاهتمام به.
ومن حقوق الزوج: التزيّن له والتجمّل وتيسير أسباب راحته في البيت كما أنه يكسب خارج البيت وقد روى أحمد بسند صحيح عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه سُئِلَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: أَيُّ النِّسَاءِ خَيْرٌ؟ قَالَ: *«الَّذِي تَسُرُّهُ إِذَا نَظَرَ، وَتُطِيعُهُ إِذَا أَمَرَ، وَلَا تُخَالِفُهُ فِيمَا يَكْرَهُ فِي نَفْسِهَا وَمَالِهِ»*.
>>Click here to continue<<
