TG Telegram Group & Channel
قناة أ.د. حاكم المطيري | United States America (US)
Create: Update:

#نظرات_قرآنية في #سورة_التوبة – براءة

- ﴿لَقَد جاءَكُم رَسولٌ مِن أَنفُسِكُم عَزيزٌ عَلَيهِ ما عَنِتُّم حَريصٌ عَلَيكُم بِالمُؤمِنينَ رَءوفٌ رَحيمٌ﴾ [التوبة: ١٢٨]

❂ في خاتمة هذه السورة العظيمة التي جاء في أولها قطع العلائق والمفاصلة للمشركين بأشدّ عبارة في قوله تعالى:‏ ‏﴿براءة من الله ورسوله إلى الذين عاهدتم من المشركين﴾، وقوله: ‌‏﴿أن الله بريء من المشركين ورسوله﴾؛ جاءت الخاتمة بأرق لفظ، وألطف أسلوب، يمتن الله به على عباده بما فيهم هؤلاء المشركين المقاطعين، بأن بعث لهم وفيهم هذا النبي الكريم، فليست البراءة منهم، والشدة عليهم، إلا من أجلهم، رحمة بهم، وشفقة عليهم، فهو النذير العريان لهم بين يدي عذاب شديد، كما قال عن نفسه ﷺ: (إن مثلي ومثل ما بعثني الله به كمثل رجل أتى قومه، فقال: يا قوم إني رأيت الجيش بعيني، وإني أنا النذير العريان، فالنجاء، فأطاعه طائفة من قومه، فأدلجوا فانطلقوا على مهلتهم، وكذبت طائفة منهم فأصبحوا مكانهم، فصبحهم الجيش فأهلكهم واجتاحهم، فذلك مثل من أطاعني واتبع ما جئت به، ومثل من عصاني وكذب ما جئت به من الحق).

❂ فإذا السورة التي افتتحت بالبراءة والمقاطعة، وحرضت على قتال المشركين كافة، وقتال أهل الكتاب خاصة، وجهاد الكفار والمنافقين عامة؛ تذكرهم بمكانة هذا النبي العظيم، وتحننه عليهم، وتعطفهم عليه، فليس الغاية من بعثته ﷺ وإرساله وجهاده إلا لأنه ‏﴿رحمة للعالمين﴾[الأنبياء:١٠٧] جميعا، فمن آمن به كان رحمة له بالإيمان والإسلام في الدنيا والآخرة، ومن لم يؤمن به كان رحمة لهم بالأمان والسلام في الدنيا، فالله سبحانه هو ‏﴿السلام المؤمن﴾[الحشر:٢٣]، ‏ويدعوهم جميعا ﴿إلى دار السلام﴾[يونس:٢٥]، وإلى دينه ‏﴿إن الدين عند الله الإسلام﴾[آل عمران:١٩]، وجعل التحية بين عباده السلام، ولتحقيق هذه الغاية سمى عباده المسلمين المؤمنين ‏﴿هو سماكم المسلمين﴾[الحج:٧٨]؛ ليعم السلام والأمن الأرض حيث كان المسلمون المؤمنون، كما قال ﷺ: (المسلم من سلم الناس من لسانه ويده)، وقال: (المؤمن من أمنه الناس على دمائهم وأموالهم).

❂ وجاءت الآية لبيان مكانة هذا النبي بلفظ (قد) الذي يفيد التحقيق، ودخلت عليه اللام ﴿لقد﴾ لتأكيد هذا التحقيق، والفعل الماضي (جاء) الذي يقتضي الوقوع فعلا، فهذا الأمر حق واقع لا شك فيه، وصدق ثابت لا ظن يعتريه، وذكر المفعول به ‏﴿جاءكم﴾ وهي الكاف هنا ولم يحذفها فلم يقل (لقد جاء) لبيان أنه جاءهم هم قصدا؛ تشريفا لهم أن اختصهم الله من كل الأمم قبلهم بهذا الرسول العظيم الخاتم لكل الرسل، فأن يخصهم الله بمجيئه إليهم بآخر كتبه لهو شرف عظيم لهم وأي شرف! وهو ما يوجب عليهم الاحتفاء له، والإيمان المطلق به، والتوقير الخالص له، والتعزير التام، والنصرة المؤزرة، والطاعة الصادقة، والاتباع الكامل.
وذكره هنا بوصف الرسالة (رسول)، وبلا تعريف (الرسول)، ولا إضافة (رسول الله)؛ تعظيما لشأنه ﷺ، وتوطئة لوصفه التالي، وتأكيدا لعموم رسالته إليهم، وأنه ليس فقط نبيا يوحى إليه فقط، بل مأمور بالبلاغ، كما قال عيسى في بشارته به ﷺ: ‏﴿ومبشرا برسول يأتي من بعدي اسمه أحمد﴾[الصف:٦]، وكأنه قال رسول عظيم جد عظيم لا يزداد بالتنكير له إلا تعريفا، ولا تفيه النعوت -مهما كثرت- حقه إلا توصيفا، فهو سيد ولد آدم، وخاتم الأنبياء، ورسول الله الذي لا رسول له مطلقا إلا هو، فهو رسوله إلى الناس كافة، والعالمين جميعا، وليس لله رسول غيره إليهم جميعا، ولهذا أخذ الله الميثاق على الأنبياء كلهم قبله، وعلى أممهم معهم بالإيمان به ونصرته، فقال سبحانه: ﴿وإذ أخذ الله ميثاق النبيين لما آتيتكم من كتاب وحكمة ثم جاءكم رسول مصدق لما معكم لتؤمنن به ولتنصرنه قال أأقررتم وأخذتم على ذلكم إصري قالوا أقررنا قال فاشهدوا وأنا معكم من الشاهدين﴾ [آل عمران: ٨١].

#نظرات_قرآنية في #سورة_التوبة – براءة

- ﴿لَقَد جاءَكُم رَسولٌ مِن أَنفُسِكُم عَزيزٌ عَلَيهِ ما عَنِتُّم حَريصٌ عَلَيكُم بِالمُؤمِنينَ رَءوفٌ رَحيمٌ﴾ [التوبة: ١٢٨]

❂ في خاتمة هذه السورة العظيمة التي جاء في أولها قطع العلائق والمفاصلة للمشركين بأشدّ عبارة في قوله تعالى:‏ ‏﴿براءة من الله ورسوله إلى الذين عاهدتم من المشركين﴾، وقوله: ‌‏﴿أن الله بريء من المشركين ورسوله﴾؛ جاءت الخاتمة بأرق لفظ، وألطف أسلوب، يمتن الله به على عباده بما فيهم هؤلاء المشركين المقاطعين، بأن بعث لهم وفيهم هذا النبي الكريم، فليست البراءة منهم، والشدة عليهم، إلا من أجلهم، رحمة بهم، وشفقة عليهم، فهو النذير العريان لهم بين يدي عذاب شديد، كما قال عن نفسه ﷺ: (إن مثلي ومثل ما بعثني الله به كمثل رجل أتى قومه، فقال: يا قوم إني رأيت الجيش بعيني، وإني أنا النذير العريان، فالنجاء، فأطاعه طائفة من قومه، فأدلجوا فانطلقوا على مهلتهم، وكذبت طائفة منهم فأصبحوا مكانهم، فصبحهم الجيش فأهلكهم واجتاحهم، فذلك مثل من أطاعني واتبع ما جئت به، ومثل من عصاني وكذب ما جئت به من الحق).

❂ فإذا السورة التي افتتحت بالبراءة والمقاطعة، وحرضت على قتال المشركين كافة، وقتال أهل الكتاب خاصة، وجهاد الكفار والمنافقين عامة؛ تذكرهم بمكانة هذا النبي العظيم، وتحننه عليهم، وتعطفهم عليه، فليس الغاية من بعثته ﷺ وإرساله وجهاده إلا لأنه ‏﴿رحمة للعالمين﴾[الأنبياء:١٠٧] جميعا، فمن آمن به كان رحمة له بالإيمان والإسلام في الدنيا والآخرة، ومن لم يؤمن به كان رحمة لهم بالأمان والسلام في الدنيا، فالله سبحانه هو ‏﴿السلام المؤمن﴾[الحشر:٢٣]، ‏ويدعوهم جميعا ﴿إلى دار السلام﴾[يونس:٢٥]، وإلى دينه ‏﴿إن الدين عند الله الإسلام﴾[آل عمران:١٩]، وجعل التحية بين عباده السلام، ولتحقيق هذه الغاية سمى عباده المسلمين المؤمنين ‏﴿هو سماكم المسلمين﴾[الحج:٧٨]؛ ليعم السلام والأمن الأرض حيث كان المسلمون المؤمنون، كما قال ﷺ: (المسلم من سلم الناس من لسانه ويده)، وقال: (المؤمن من أمنه الناس على دمائهم وأموالهم).

❂ وجاءت الآية لبيان مكانة هذا النبي بلفظ (قد) الذي يفيد التحقيق، ودخلت عليه اللام ﴿لقد﴾ لتأكيد هذا التحقيق، والفعل الماضي (جاء) الذي يقتضي الوقوع فعلا، فهذا الأمر حق واقع لا شك فيه، وصدق ثابت لا ظن يعتريه، وذكر المفعول به ‏﴿جاءكم﴾ وهي الكاف هنا ولم يحذفها فلم يقل (لقد جاء) لبيان أنه جاءهم هم قصدا؛ تشريفا لهم أن اختصهم الله من كل الأمم قبلهم بهذا الرسول العظيم الخاتم لكل الرسل، فأن يخصهم الله بمجيئه إليهم بآخر كتبه لهو شرف عظيم لهم وأي شرف! وهو ما يوجب عليهم الاحتفاء له، والإيمان المطلق به، والتوقير الخالص له، والتعزير التام، والنصرة المؤزرة، والطاعة الصادقة، والاتباع الكامل.
وذكره هنا بوصف الرسالة (رسول)، وبلا تعريف (الرسول)، ولا إضافة (رسول الله)؛ تعظيما لشأنه ﷺ، وتوطئة لوصفه التالي، وتأكيدا لعموم رسالته إليهم، وأنه ليس فقط نبيا يوحى إليه فقط، بل مأمور بالبلاغ، كما قال عيسى في بشارته به ﷺ: ‏﴿ومبشرا برسول يأتي من بعدي اسمه أحمد﴾[الصف:٦]، وكأنه قال رسول عظيم جد عظيم لا يزداد بالتنكير له إلا تعريفا، ولا تفيه النعوت -مهما كثرت- حقه إلا توصيفا، فهو سيد ولد آدم، وخاتم الأنبياء، ورسول الله الذي لا رسول له مطلقا إلا هو، فهو رسوله إلى الناس كافة، والعالمين جميعا، وليس لله رسول غيره إليهم جميعا، ولهذا أخذ الله الميثاق على الأنبياء كلهم قبله، وعلى أممهم معهم بالإيمان به ونصرته، فقال سبحانه: ﴿وإذ أخذ الله ميثاق النبيين لما آتيتكم من كتاب وحكمة ثم جاءكم رسول مصدق لما معكم لتؤمنن به ولتنصرنه قال أأقررتم وأخذتم على ذلكم إصري قالوا أقررنا قال فاشهدوا وأنا معكم من الشاهدين﴾ [آل عمران: ٨١].


>>Click here to continue<<

قناة أ.د. حاكم المطيري




Share with your best friend
VIEW MORE

United States America Popular Telegram Group (US)