ها انا ذا في مطلع ال السابع والعشرين من العمر تُرى لأي قطر في العالم ستأخذيني اليوم يا امي..
داخل غُرفة مظلمة ،وعلى ضؤ شمعة شديدة التوهج
أحتضن صندوق خشبي ،أهم بفتحه ثم يطرق الباب:
شهد إنتِ صاحية ولا نمتي ؟
ألتزم الصمت ثم يتكرر السؤال إلى أن يتراجع من خلف الباب..
أضع الصندوق أمام حجري أفتحه والتقط ورقة مما بداخله،تزور مخيلتي بعض الأحداث:
ي أمي يعني هسي ضروري تصعبي علي المواضيع كل مرة كدة انا والله بقيت اكره عيد ميلادي لأنو كل مرة بدفع عليهو ضريبة
ايوة ضروري،إنتِ عايزة اي شي بسهولة كدة ؟عندك 7يوم من الان بدأ العد التنازلي من اللحظة دي
فتحت خشمي وقلت ليها بخلعة ديل كلهم و7يوم بس؟انا شايفة إنه دة تحامل مبالغ فيه علي،ليه حاسه إنك بتعاقبيني بإجمالي اغلاطي في السنة كلها؟
حساسة ممتازة يلا شدي حيلك وإجتهدي مواعيدنا بعد إسبوع في نفس الساعة دي لو زادت 10 دقايق ما تحاولي تفتحي معي الموضوع ..
يا ام...قبل م انطق ما تبقى من احرف على لساني
قالت لي :ولو لجأتي لأبوك او عمك وخليتيهم يساعدوك من وراي عارفة حيحصل شنو؟ 😆💔
والله أنا ضد اساليب الُقمع البتستخدميها ضدي دي بس لا بد يجي يوم والشمس تشرق،وبرضو بحبك اكتر من اي شي في الدنيا دي ☹
ضحكت وضمتني عليها وقالت لي اسرح ليك شعرك دة قبل تنومي وفي اللحظة دي دخلو علينا ابوي واخواني وهم شايلين تورتة وبرددو كلمات اغنية عيد الميلاد
ابوي:إجتماع السيدة الأولى وسيدة قلبنا شخصياً
انا:سيدة قلبكم بتواجه اشد انواع القمع والعراقيل من السيدة الأولى وإنتو عاملين فيها م شايفين ،شويه شويه كلكم بتتساقطو من نظري،وإنت بالذات ي ابوي عامل رايح عشان بتهرش من مرتك صاح ولا م غلط؟ 😔
ابوي:جدنا رحمه الله عليه بقول الما بخاف من مرتو م راجل وانا مع قول جدي 😂💔
إتعالت اصوات ضحكاتنا على كلام ابوي
وفي لحظة ما :
تودعني هذه الأحداث ذات الطله القصيرة فأعود لواقع غرفتي الساكنهه ذات الظلام الدامس ووحدانيتي في هذه اللحظة،إلى ان اسمع اصوات اقدام تقترب من غرفتي أطفئ الشمع ثم أعود للفراش واغمض عيناي ،
أصوات الاقدام تقترب شيئاً ف شيئاً ثم يطرق الباب ويفتح في ذات اللحظة،
لا صوت سوى حركة الأقدام التي تقترب مني شيئاً ف شيئاً ثم يستقر الداخل بالقرب من رأسي،يرفع الغطاء ويمسح على رأسي وخداي مراراً وتكراراً ثم يتهاوى إلى مسمعي أصوات نحيب مألوف،قبلني على رأسي وخداي وبعض من دموعه المتساقطه تستقر في أجزاء متفرقة على وجهي
أذناي تعلم جيداً اثار هذه الأقدام ،ولمسات هذه الأيدي،وهذا الهمس المختلط بقطرات الدموع ،إنه أبي لطالما ظل يفعل ذلك عند مطلع كل عام جديد من عمري،اعلم جيداً كميه الحزن الذي يخيم عليه وسواد هذه الليلة الذي يقاسيه كل منا وحدهه إلى مطلع شمس اليوم التالي
ربما تشرق الشمس لتؤدي واجبها الدنيوي ولكن يعز علي ان اقول أننا لم تُشرق شمسُُ في قلوبنا منذ سنوات 💔
التراجيديا الكبرى ليست الاضطهاد والعنف الذي يرتكبه الأشرار، بل صمت الأخيار على ذلك...
إحدى العبارات التي كانت ما بداخل الورقه،وكعادتي في كل ليلة من ميلادي،ينتهي بي المطاف واقفه امام حائطي الخاص المليء بالملصقات الورقية لاُعلق أعظم ما ورثته لي امي فيه وأعود لأقف عنده وأعيد قراءة ما به مراراً ثم ألتقط جوازى سفري وأقلب بين صفحاته وأدقق على ما به من تأشيرات وأعود بذاكرتي للماضي و أهمس بالقول :عشرُ أعوام ولم تشرق الشمس يا أمي...💔
أهم الى المصحف ف اقرأ بعض ايات الله الكريم وبعض الأدعية واختم ليلتي بإحتضان بعض الصور لكلتينا وقول:ليلة سعيدة السيدة الأولى ♥️
لطالما احبت امي ان تنادى بهذا الإسم 🌿🌻
...........
قد تتسلق رصاصة اجزاء جسدك خلسة وقبل ان تستقر تستند عليها أخريات،وتتبعها أخريات واخريات فقط لأنك شاركت المجتمع بعضاً من حروف اللغة العربية ،والقتل قد لا يكون كافياً،قد يطمع من تعتريه عقدة حُب السلطة او التسلط في سلب ما بقى لك من بعدك سواء كان إسمك،مكانتك الإجتماعية وحتى الأشخاص من بعدك لأنه يعى أن ذهاب الجسد لا يعني الخلاص،ف كل ذهابِ اثره باق،وكل نضال فكرتهه باقية ...
في حديث قصير لي مع صديقة بريطانية الجنسية في مخيم لتقديم المساعدات اقمناه بغرب السودان اثر وقوع احداث عنف تم فيها إغتصاب عشرات النساء من جماعات مسلحة منهن القاصرات ..
بنبرة يأس وحزن وشفقة وهي تحيط بنظراتها على من حولها من نساء واطفال واثار الحرائق التي تحيط بنا قالت :إنهم يستحقون حياة كريمة ،هل حق العيش في هذه البلاد باهظ الثمن لهذه الدرجه؟ ممن تحررتم انتم إذاً؟إذ ان ابناء جلدكم يفعلون بكم مالم يكن يفعله المستعمر،ماذا تعني الحرية إن لم يكن حفظ كرامة النساء والأطفال من اولويات المطالبة بها؟
>>Click here to continue<<