حاشية على كلام العلامة الرسعني رحمه الله:
١- قوله: (للنسخ شروط ليس هذا موضع استقصائها).
هذا على عادة كثير من العلماء في عدم التوسع في بحث مسألة في غير موضعها، والإحالة على مظانّ بحثها.
قال الحافظ العراقي: (والمتقدمون يحيلون كل علم إلى كتبه؛ حتى لا يغفل النّاس النّظر في كل علم من كتب أهله ومظانه).
٢- قوله: (فينبغي لمن أراد تحقيق هذا العلم أن يأخذه من مظانّه وهي أصول الفقه).
يعني: من أراد تحقيق علم الناسخ والمنسوخ فالمنهجية الصحيحة التي ينبغي له سلوكها هي دراسة باب النسخ في كتب أصول الفقه؛ حتى يحيط بمسائله جمعًا وتحقيقًا، وهذا لا إشكال فيه؛ لأن كل علم يؤخذ عن أهله، ويُحقَّق من مصادره.
٣- ذكر الرسعني أن أكثر المفسّرين خلطوا وخبطوا وقالوا بالنسخ في آيات غير منسوخة.
وما قاله الرسعني قد قرر نحوه عدد من العلماء كابن الجوزي والزركشي والسيوطي في آخرين، وهم خبراء بالفرق بين النسخ بمعناه الواسع الذي عبّر به كثير من السلف وبين النسخ بالمعنى الخاص برفع حكم وإثبات آخر مكانه.
ومن نظم السيوطي:
قد أكثرَ الناسُ في المنسوخ مِن عَددٍ
وأدخلوا فيه آيًا ليس تنحصرُ
https://hottg.com/DHAIF86
>>Click here to continue<<