يُشبه بيت فيروز بيت جدّاتنا..
أتوقع أنّه في زاويةٍ ما منه توجد علبة "الكعك" المتحوّلة إلى علبة خياطة.
وأتوقع أنه في زاويةٍ أخرى قد تجد قطّةً وجدت الطمأنينة تحت كُرسيٍّ خيزران متروكٍ في "أرض الديار".. وقد يكون اسمها "بيروت" كما اسم قط جدّتي "شام".
الأيقونات هُنا واضحة لا خِلافَ عليها.. ففي بيت جدّتي أيقونات سماوية لمريمَ العذراء.. وفي البيتِ أدناه توجد نفسها.. بالإضافة لأيقونة سماويّة أيضاً للمسمّاة فيروز.
والوسادات معروفةٌ أيضاً.. هي من النوع الذي "يغز"الرأس ومع ذلك تمنحُ راحةً لا سبب مفهومَ لها سوى أنها وسادة جدّاتنا.. أريكتها البيضاء ليست بالعاديّة.. هي التي نرمي عليها ليس أجسادنا فحسب.. بل تعبَ أرواحنا كُلّها.. وذكرياتنا السّعيدة.
أعتقدُ أنه بداخل تلك الأريكة "الموّردة" خبأت فيروز ألعابَ زياد وريما وليال وهالي.. تماماً كما خبأت جدّتي ألعابَ أمي وأخوتها.. وأستطيع أن أحلفَ يميناً أن بجوار هذه الألعاب يوجد صندوقٍ فيه صور رحلات العائلة الرحبانية بالأبيض والأسود إلى الشّام والغوطة وبلودان ومعرض دمشقَ الدّولي.
تُشبه فيروز جدّاتنا.. ابتسامتها طمأنينة.. تبتسمُ لتُذّكرنا أن الطّفل الكامن بنا ما زال قادراً على التنفس.. تقول لنا : كونوا أقوياء.. لا شيء يدعو إلى القلق.
أنا مازلتُ بينكم ها هُنا 💜"
>>Click here to continue<<
