-
الأحرف الثَّلاثة الَّتي شكَّلت كلمة العلم أبت إلَّا أن تُشكِّل معها كلمة العمل، فارتبطا ببعضهما من حينها، إذ لا قيمة للعلم دون العمل، ولا يصحُّ العمل ولا يكمل دون العلم، فالعلوم دون العمل معرفة مذمومة، والأعمال دون العلم ضلالات مشؤومة، والشقاء في كلا الحالين قِسمة محتومة، والتفريق بين هذه الأحوال واجب، إذ تاه النَّاس بخلطهم بين المعارف والعلوم، فترىٰ جيل الشَّباب من ذكور وإناث يتثقَّفون بأمور ما أنزل الله بها من سلطان، ثمَّ لا يجدون في أنفسهم منها نفعًا، في حين أنَّ أصحاب العلم يروِّضون عقولهم ولو بالقليل منه، فاحذروا أهل المعارف والزموا أهل العلم ..
قال الله - سبحانه وتعالىٰ - في سورة #فاطر : { إِنَّمَا يَخْشَىٰ اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاءُ }، فالعلم الحقيقيُّ لغةً ما أورث نفعًا وأنتج عملًا، أمَّا اصطلاحًا فهو ما يقرِّب إلىٰ الله وطريق الخير زلفًا، وفي سياق الذَّمِّ قال الله - سبحانه وتعالىٰ - في سورة #النحل : { يَعۡرِفُونَ نِعۡمَتَ ٱللَّهِ ثُمَّ يُنكِرُونَهَا وَأَكۡثَرُهُمُ ٱلۡكَٰفِرُونَ } فالمعرفة هنا مشؤومة إذ لم تخرج أصحابها من الكفر ولم تدفعهم إلىٰ العمل، والله المستعان وهو أعلىٰ وأعلم.
>>Click here to continue<<