قد تثقل الإنسان الذنوب وكلما هم بالإقبال على مولاه حدثته نفسه.. أنى لك؟! ولست هنالك! وأن بينه وبين المقامات العالية مفاوز، وأنه ليس هو من يستحق أن تجاب دعوته..
ترفق..
واعلم أنك تتعامل مع ربك عفو غفور، كتب على نفسه الرحمة، وأنه لو جازاك بما تستحق لكنت من الخاسرين، لكنه غفور رحيم واسع المغفرة، فأحسن الظن به سبحانه؛ فإنه تعالى يقول: (يا ابن آدم، لو بلغت ذنوبك عنان السماء، ثم استغفرتني غفرت لك).
فليكن مما تذكره إذا رفعت يديك إليه ماضيات نعمه عليك، وما والاه من وافر جوده، وسابغ ستره وإحسانه، وكثير صفحه وعفوه وإمهاله وغفرانه، وما امتن عليك به من متقدم الفضل؛ فقد كان هذا من طريقة الأنبياء في دعائهم ومناجاتهم لربهم..
ينادي زكريا عليه السلام ربه نداء خفياً: ﴿قال رب إني وهن العظم مني واشتعل الرأس شيباً . ولم أكن بدعائك رب شقياً﴾، يقول: لم أعهد منك إلا إجابة الدعاء.
ويحكي سبحانه وتعالى عن إبراهيم: ﴿سأستغفر لك ربي إنه كان بي حفياً﴾، أي: رحيماً لطيفاً معتنياً بي.
وحكى سبحانه عن مناجاة موسى: ﴿رب بما أنعمت علي فلن أكون ظهيراً للمجرمين﴾.
فذكروا عليهم السلام ما تقدم من فضل ربهم عليهم ونعمائه، بين يدي دعائهم ومناجاتهم.
>>Click here to continue<<