فهم المعاني ودلائل الألفاظ:
﴿ كِتَابٌ أَنْزَلْنَاهُ إِلَيْكَ مُبَارَكٌ لِيَدَّبَّرُوا آَيَاتِهِ وَلِيَتَذَكَّرَ أُولُو الْأَلْبَابِ ﴾ [ص: 29]، بأن يفهمه ويفقهه، ثم يتدبره ويعتبر به؛ ﴿ لِيَدَّبَّرُوا آَيَاتِهِ وَلِيَتَذَكَّرَ أُولُو الْأَلْبَابِ ﴾.
قال شيخ الإسلام ابن تيمية: "دخل في قوله - صلَّى الله عليه وسلَّم -: ((خيركم مَن تعلَّم القرآن وعلَّمه)) تعليمُ حروفه ومعانيه جميعًا؛ بل تعلُّم معانيه هو المقصود الأوَّل".
قال عبدالله بن عمر:" تعلَّمْنا الإيمان، ثم تعلَّمْنا القرآن، فازددنا إيمانًا".
﴿ أَفَلاَ يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآَنَ أَمْ عَلَى قُلُوبٍ أَقْفَالُهَا ﴾ [محمد: 24]، وتدبر الكلام بدون فَهْم معانيه لا يمكن؛ ولذلك قال - تعالى -: ﴿ إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ قُرْآَنًا عَرَبِيًّا لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ ﴾ [يوسف: 2].
قال الشنقيطيُّ: "هو النُّور الذي أنزلَه الله ليُستضاءَ به، ويُهتدى بهداه في أرْضه، فكيف تَرضى لبصيرتك أن تَعْمى عن النُّور؟!".
فضل فهم كتاب الله وتعلم أحكامه:
قال ابن عباس - رضي الله عنهما -: "ضمَّني رسول الله - صلَّى الله عليه وسلَّم - وقال: ((اللهمَّ عَلِّمْه الكتاب))، وفي رواية ((علِّمْه الحِكمة))؛ رواه البخاري.
قال ابن حجر: "المراد بالتعلُّم ما هو أعمُّ مِن حفْظه والتفهُّم فيه"، ونقل في معنى الحِكمة أقوالاً كثيرة، ثم قال: "والأقرب أنَّ المراد بها في حديث ابن عبَّاس: الفهمُ في القرآن".
قال تعالى: ﴿ يُؤْتِي الْحِكْمَةَ مَنْ يَشَاءُ وَمَنْ يُؤْتَ الْحِكْمَةَ فَقَدْ أُوتِيَ خَيْرًا كَثِيرًا وَمَا يَذَّكَّرُ إلاَّ أُولُو الْأَلْبَابِ ﴾ [البقرة: 269].
قال السيوطي: "هي المعرفة بالقرآن: ناسخِه ومنسوخه، ومُحكمِه ومتشابهه، ومقدَّمه ومؤخره، وحلاله وحرامه وأمثاله".
قال ابن الجوزي: "لَمَّا كان القرآن العزيزُ أشرفَ العلوم، كان الفَهمُ لمعانيه أوفى الفُهوم؛ لأنَّ شرف العِلم بشرف المعلوم".
فَتَدَبَّرِ القُرْآنَ إِنْ رُمْتَ الهُدَى
فَالْعِلْمُ تَحْتَ تَدَبُّرِ القُرْآنِ
👇يتبع
>>Click here to continue<<