#الجزء_الأول
#حادثة_الإسراء_والمعراج
بسم الله الرحمن الرحيم، نحمده و نستعين به و صلى الله و سلّم خاتم الأنبياء سيّدنا محمد صلى الله عليه و سلّم وبعد :
تعرّضت الدّعوة الإسلامية لأحداث ضخمة
أوّلها بعثة النبي صلّى الله عليه و سلم
ثانيها حادثة الإسراء و المعراج
ثالثها حادثة الهجرة
و لما بُعث رسول الله صلى الله عليه وسلم مرّ بمراحل :
١- المرحلة الأولى: أن يقتنع هو بأنه رسول الله
٢- المرحلة الثّانية: أن يقنع من حوله من عشيرته الأقربين
٣- المرحلة الثالثة: أن ينذر المحيط كلّه
و كان سيّدنا محمد صلّى الله عليه و سلّم في حاجة مادّية إلى أن يُحمى حمايتين :
١- الحماية الأولى: من الكفار في الخارج ( عمه أبو طالب )
٢- الحماية الثّانية: في ساعة راحته و هدوئه وسكونه فكانت ( السّيدة خديجة ) في البيت هي السكن الذي يلجأ إليه الرسول ف تسمح بيدي الحنان و بيدي العطف
و لكنّ قدر الله سبحانه و تعالى شاء أن تتوفّى زوجته خديجة بنت خويلد و عمه أبو طالب في العام نفسه، و هنا يفقد رسول الله صلّى الله عليه و سلّم السكن الذي كان يأوي إلى حنانه و عطفه كما فقد الحماية الخارجية
و ما كان منه في هذا الجو الخانق في مكة إلّا أن يلتمس منطلقاً للدّعوة لعلّه يجد نصيراً خارجياً فقام برحلته للطائف معتقداً أنه سيجد النّصير و لكنه وجد خلاف ما اعتقد و آذوه بالقول والفعل ف وقف موقف الضارع إلى الله سبحانه و تعالى بعد أن فقد أسباب البشر فقال صلى الله عليه و سلّم دعاءه الذي قال فيه
< اللهمّ إليك أشكو ضعف قوتي و قلّة حيلتي و هواني على النّاس يا أرحم الراحمين، أنت ربّ المستضعفين و أنت ربّي، إلى من تكلني، إلى بعيد يتجهمني، أم إلى عدو ملكته أمري، إن لم بك غضب عليّ فلا أبالي، و لكن عافيتك هي أوسع لي، أعوذ بنور وجهك الذي أشرقت له الظلمات وصلح عليه أمرالدنيا و الآخرة من أن تنزل بي غضبك أو تحلّ عليّ سخطك لك العتبى حتى ترضى و لا حول ولا قوة إلا بالله >
سمع الله سبحانه و تعالى ضراعة رسول الله صلّى الله عليه و سلّم و أرادت مشيئته تعالى أن يبين له جفاء الأرض و لكن لا يعني ذلك أن السّماء قد تخلّت عنه فالله سبحانه و تعالى سيعوضه عن جفاء الأرض، بحفاوة السّماء
إذا فقد كانت ليلة عظيمة الشّأن و كان حدث الإسراء ( الرحلة الأرضية ) و حدث المعراج ( الرحلة السماويّة) بعد الدعاء نتيجة جفاء أهل الأرض و نتيجة فقد الحامي و النصير ف قد شاء الله أن يجعل هذه الرحلة العلوية حتى يثبت له تكريمه و أنّ الملكوت سيحتفي به حفاوة تسمح عنه كل عناء هذه المتاعب
>>Click here to continue<<