يَا ربّ أَنَّى لِقَلْبِ أَمَةٍ كَهَذَا أَنْ يَتَحَمَّلَ أَوْجَاعَ أُمَّة بِأَكْمَلِهَا!
رَبَّنَا قَدْ تَهَافَتَت عَلَيْنَا المَصَائِب مِن كُلّ جَانِب، ولَا يَكَادُ يَطِيبُ لَنَا جُرحٌ حَتَّى يَنشَرِخَ آخَر.
وَلَا نَقُول إِلَّا مَا يُرْضِيكَ، وَلَا نُؤَمِّل إِلَّا فِيك، حَسْبُنَا أَنْتَ، مَولَانَا وَنِعْمَ النَّصِير.
هَنِيئًا لَهُم.. عَاشُوا يَذُودُونَ عَن أَرْضِ الله، يُعْلُونَ كَلِمَتَهُ، ثُمَّ يَمُوتُون فِي سَبِيلِه، فَيُحْشَرُون مَعَ أَنْبِيَائِهِ، وَالله، إِنَّهُ لَهوَ الفَوزُ العَظِيم.
أَمَّا نَحْن فَوَيْلَنَا إِنْ لَمْ نَصدُقِ الله فِي الطَّلَبِ، السَّعْي، الدُّعَاء، والرَّغْبَة!
الرَّغْبَة فِي أَنْ نَكُونَ مَعهُم، أَنْ نَخُوضَ مَا خَاضُوا، ثُمَّ نَمْضِي حَيثُ مَضَوْا.
وَيْلَنَا إِنْ لَمْ يَدْفَعنا أَيٌّ مِن هَذَا لِأَن نَخطُوا لِلأمَام، لِأَن نَخطُوا خِفَافًا مِن الدُّنْيَا وَفِتْنَتهَا.
فَنَسِير صَوبَ الْآخِرَة غَيْر آبِهِينَ، حِينَها فَقَط لَن يَضرّنا أَيُّ المِحَن نَلْقَى، ولَا بأَيِّ الرَّزَايَا نُلْقَى، فَمَنْ كَانَ سَيرُهُ نَحْوَ الآخِرَةِ عَازِمًا صَادِقًا، كَانَ ضَامِنًا مَنزِلَته بِها، لَا يَضُرُّه مَا تَرَكَ ولَا يَغرُّه مَا أخَذَ.
الله غَالِبٌ عَلَى أَمْرِهِ،
الله وَعَدَ ولَا يُخْلِفُ وَعْدَهُ،
الله مُسَلِّطٌ جُندَهُ ونَاصِرٌ أَرضَهُ،
لَكِنَّنَا سَنُسْأَلُ.. حَتَّى عَن النَّبضَة الَّتِي لَمْ تَضْطَرِبْ فَزَعًا لِحَالِ أَخِينَا المُسلِم.
• هديل حسين.
#مختارات
>>Click here to continue<<