( عندما أرى تصرفات بعض المصلّين ، أنفر من الصلاة ) !!
يقول الشيخ علي الطنطاوي رحمه الله :
كنت في زيارة صديق لي (شيخ من المشايخ الصالحين المُرَبيّن)..
وكان في المجلس اثنان من رفاق ولده من الشباب الأحداث المتأنّقين..
فأذن المغرب، فاستعددنا للصلاة،
ولكن أحد الشابين لم يتحرك!
فقال له الشيخ: ألا تصلي؟
قال: لستُ متوضئاً..
قال: هذا الماء..
قال: شكراً، لا أريد الوضوء.
قال الشيخ: الأمر سهل ما فيه مشقة!
قال: لا، شكراً
فتركناهما وصلينا..
فلما قُضِيَت الصلاة، فكّر الشيخ.. فرأى أنه يأثم إن تركهما!
فقال لهما: يا أولادي، يقولون: إن المغرب غريب؛ أي: أن وقته قصير..
وإذا أردتما الصلاة في داركما لم تلحقاها.
قال الشاب الثاني: أقول لك الصحيح؟ نحن لا نصلي!
قال: ولماذا لا تصليان؟
فقال (بلهجة نابية وجفاء ظاهر): هذه أمور شخصية لا دخل لأحد فيها، ويكفي أني لا أَضُرّ أحدًا ولا أسرق مال أحد!!
قال الشيخ: هذه أمور شخصية في نظرك ونظر من أخذوا برأي الأجانب، أما في نظر الإسلام فلا؛
إن من الواجب على كل مسلم أن ينصح أخاه وأن يرشده، وأن يأمره بالمعروف وأن ينهاه عن المنكر.
قال الشاب: وهل الدين بالصلاة؟
فقلت أنا: نعم، بالصلاة؛ لا الإسلام فقط، بل الأديان كلها..
ليس في الدنيا دين، سواء في ذلك الدين الصحيح الذي هو الإسلام والأديان الباطلة، إلا وعماده الصلاة..
وإلا فَفِيمَ يكون الدين؟!
هل يكون بالرقص والتمثيل والقفز على الحبل؟
إن الشيخ يدعوك إلى فرض فرضه الله عليك لم يفرضه عليك هو..
قال: أنا لا أنكر أن الصلاة فرض، وأنا أحبّ أن أصلي..
ولكني عندما أرى بعض المصلين أنفر من الصلاة!!
عندنا في المدرسة شاب يصلي دائمًا ويقرأ الأوراد، وهو دجَّالٌ مُحتال بعيد عن الأمانة مجانبٌ للاستقامة!
قلت: لهذا تركت الصلاة؟!
قال: نعم.
قلت: لماذا تأكل إذن؟!
قال: لماذا لا آكل؟!
قلت: لأن بين من يأكلون من هو لِصٌّ خبيثٌ ساقطٌ مُحتال.
قال: ما لي وما له؟! الأكل ضروري لحياة الجسد.
قلت: والصلاة ضرورية لحياة الروح، فما لك ولهذا الذي قلت إنه دجال؟!
فسكت..
قلت: وشيء آخر؛ هل تعتقد أن رفيقك الدجال المحتال يصلي؟
قال: نعم..
قلت: لا يا بني، إنه ما صلّى. {إنّ الصّلاةَ تَنهى عَنِ الفَحْشَاءِ والمُنْكَر}؛ هذا قول الله، وقد شرحه رسوله صلى الله عليه وسلم فبيّن أن مَن لم تنهَه صلاتُه عن الفحشاء والمنكر، وكان قد فعلها رياء وتظاهراً، لم يزدد من الله إلا بُعْدًا...
والصلاة أهم الأعمال كلها في نظر المسلم، وقد يترك من أجلها كلّ عمل من الأعمال مهما كان كبيراً، ولا يتركها من أجل عمل من الأعمال مهما كان كبيراً.
من كتاب: (نور وهداية)📚💚
>>Click here to continue<<