••
في أزمنة الاضطراب، وكثرة الحوادث والنوازل، والفتن المتسارعة: تضطرب النفوس وتنجذب إلى تلك النوازل حتى يشق على العقل العلم والعمل، واستيعاب مهمات الأمور وأولوياتها، وتحتاج العقول إلى مجاهدة النفس مجاهدة شديدة قوية تدفعها إلى العلم والعمل، وغالبا ما تكون مقصرة، وفي هذا جاء الحديث أن العبادات في مثل هذه الأزمنة أعظم أجرا وأكثر ثوابا، قال: «العبادة في الهرج كهجرة إلي»، والهرج هو: كثرة الفتن الموجبة للتقاتل بين الناس، وحينها تسلب النفوس من العقول وعيها ويقظتها كما في الحديث الآخر: «إنه لتُنزع عقول أهل ذلك الزمان»، وكل وقت تنجذب فيه النفس إلى ما يجعلها مضطربة، فإنها تحتاج من العقل إلى شدها إليه، وهذا عسير، وبمقدار ذلك تكون منزلة العقول في العلم والعمل والثواب عليهما!
وكلما كانت النفوس سوية متوازنة، كان تأثيرها في العقل ضعيفا، تاركة له أن يستوعب العلم ويستعمله لا مساومة ولا مقاومة، فضلا عن الاستبداد عليه، وفي أزمنة كثرة الحوادث والفتن يقل تحصيل العلم؛ لأن النفوس مضطربة فشغلت العقول عنه.
••┈┈┈┈┈┈┈┈┈┈┈••
✦ hottg.com/Altarefe11
>>Click here to continue<<