"أَوَمُخْرِجِيَّ هُم؟"
لعلّه السؤال الأكثر إيلامًا على الإطلاق!
ولربّما الأكثر دهشة!
أذكر هذا السؤال في لحظة حزن؛ فأترجمه حزنًا على حزن..
"أَوَمُخْرِجِيَّ هُم؟"
وكأنّي بِدهشته -صلّى اللهُ عليه وسلّم- تقول:
أَوَيُخرِجونَ الصّادقَ الأمين،
واصلَ الرّحم،
حاملَ الكلّ،
مُكسِبَ المعدوم،
مُقري الضّيف،
مَن يُعينُ على نوائبِ الحقّ،
مُؤدّي الأمانة،
مَن جاءَ لهم بِالحقّ!
والجواب: نعم؛ لأنّك كذلك سيخرجوك!
يقول ورقة: نعم، لم يأتِ رجلٌ بمثلِ ما جئتَ به إلا عُودي!
فالعِداءُ كانَ لِلحقّ،
والإخراجُ تمّ للاصطفاء،
وَلم يُخزِهِ اللهُ أبدًا كما طمأنته حبيبته وزوجته أمّنا خديجة -رضي الله عنها-.
جديرٌ بالذّكر أنّ (مُخرجِيّ) تُعرب خبر مُقدّم؛
فأقول: وقد قدّم ورقة خبر الإخراج للنبيّ -صلى الله عليه وسلم-؛ فَكانت الدّهشةُ هي مُبتدأُ الأمر!
وجديرٌ بالذِّكر أيضًا؛ أنّ الياء -في مُخرجي- جاءت مخفّفةً في رواية، ومشدّدةً في رواية أخرى؛
فأقول: وما أشدَّ التعبيرَ على النّفس في الحالَين! يالَثِقَلِه!
"أَوَمُخْرِجِيَّ هُم؟"
حزنٌ على حزنٍ..
>>Click here to continue<<