✏️
يا من تحمل لواء الإسلام في محرر الشَّام، وأرقك حال بنو قومك وهم ينهشون لحمك، ومن حيث يعلمون أو لا يعلمون يُقوضون بنيانًا أسس علىٰ دمائنا وجماجم إخواننا، وحالهم كحال التي نقضت غزلها من بعد قوَّةٍ أنكاثًا، فهم لا يتعظون وكأن الحق ما عرفوه إلَّا هم!
أنت ترىٰ أن الذين يلمزونك اليوم غابوا عن مشاهد الموت ومواطن القتل بالأمس إلَّا ما رحم الله، وغالبهم خوَّارون كُسالىٰ رضوا بالحياة الدنيا واطمئنوا بها!
إيّاك وطائف الأحزان.. فهذا قدوتنا ﷺ الرجل النبيل كابد جهالة قومه، وأصيب علىٰ أيديهم وانكسرت بأبي وأمي رُباعيتَهُ بفعلهم، وهاجر وجَاهَدَ وراغم الكفرة والمُنافقين، وصبر علىٰ الأذى أيَّما صبر!
كان يقوم الليل حتىٰ تتفطر قدماه الشريفتان طالبًا وسائلاً الله النصر لدينه والرحمة لأمته.. كل ذلك كان تعليمًا للبشرية جمعاء ونحن بالخصوص.
فاصبر علىٰ أهل زمانك من أصحاب الهمم المرذولة والعزائم المخرومة، الذين يعشقون الأحلام الورديَّة، وينتظرون الحلول السِّحرية، ويقعدون لأهل التضحية عند كل طريقٍ لإعاقتهم عن هدفهم المنشود!
الناس لن تراك حينما يمزقك برد الشتاء وأنت تحفر الخندق حفظًا لأعراض المسلمين وذراريهم، الناس لن تراك وأنت يلفعك الصَّيف بحرِّه وعينك تبصر وتنتظر مسير الجيش نحو دمشق لتحريرها من براثن الرفض!
كلّ ذلك يجري ويسجل علىٰ عين الله ﷻ، يرفع من يشاء ويخفض من يشاء، فاحمد الله أن اختارك فردًا في جيش الفتح بإذنه، ولا تبالي بأولئك الخوَّارون الكُسالىٰ الذين اعتادت نفوسهم برد المكيفات ودفئ الخدور!!
﴿فَاصْبِرْ إِنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ وَلَا يَسْتَخِفَّنَّكَ الَّذِينَ لَا يُوقِنُونَ﴾
>>Click here to continue<<