السؤال :
⚪ حكم اختلاف المطالع لهلال شهر رمضان عند المذاهب الأربعة ؟

الجواب :
المقصود باختلاف مطالع الأهلة، اختلاف وقت تولد الهلال ورؤيته من بلد لآخر ويترتب على ذلك اختلاف بداية الشهر القمري بين البلاد وبالتالي تغير بداية شهر رمضان وقد اختلف الفقهاء في حكم ذلك علي قولين :
1️⃣ ذهب الجمهور ( الحنفية والمالكية والحنابلة ) : إلى أنه لا اعتبار باختلاف المطالع فإذا ثبت الهلال في بلد لزم سائر الناس الصوم بهذه الرؤية ، فيلزم أهل المشرق الصوم برؤية أهل المغرب.

◉‏ لقول الرسول صلى الله عليه وسلم " صوموا لرؤيته، وافطروا لرؤيته ". متفق عليه.
وجهُ الدلالة: أنَّ الخِطابَ في الحديثَ عام لجميعَ الأمَّةِ دون تحديدِ ذلك بمكانٍ مُعَيَّنٍ فمن رآه منهم في أي مكان كان ذلك رؤية لهم جميعا.

◉‏ عمومُ قَولِه تعالى: فَمَن شَهِدَ مِنكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ..... [البقرة: 185]
وجهُ الدلالة: أنَّ الخِطابَ يَشمَلُ جميعَ الأمَّةِ، فإذا ثبَتَ دُخولُ الشَّهرِ في بلدٍ وجَبَ على الجميعِ صومُه.

◉‏ قال الإمام ابن عابدين الحنفي رحمه الله: "ولا عبرة باختلاف المطالع فيلزم برؤية أهل المغرب أهل المشرق؛ وإذا ثبت في مصر لزم سائر الناس في ظاهر الرواية" [رد المحتار: 2/ 619].

◉‏ قال الإمام الصاوي المالكي رحمه الله:" أنسب بما قالوه عندنا من عدم اعتبار اختلاف المطالع في هلال رمضان، وأنه يجب في قطر برؤيته في قطر آخر" [حاشية الصاوي: 1/ 225].

◉‏ وفي المنتقى: (وإذا رأى أهل البصرة هلال رمضان، ثم بلغ ذلك أهلَ الكوفة والمدينة واليمن، فالذي رواه ابن القاسم وابن وهب عن الإمام مالك بن أنس: لزمهم الصيامُ، أو القضاء إن فات الأداء) [ المنتقى شرح الموطأ: 2/ 37].

◉‏ قال الإمام ابن قدامة المقدسي الحنبلي رحمه الله:" وإذا رأى الهلال أهل بلد، لزم جميع البلاد الصوم" [المغني: 3/ 107].

◉‏ وجاء في كتاب الإنصاف للحنابلة : ( وإذا رأى الهلالَ أهلُ بلد لزم الناسَ كلَّهم الصومُ لا خلاف في لزوم الصوم على من رآه وأما من لم يره إن كانت المطالع متفقة لزمهم الصوم أيضًا وإن اختلفت المطالع فالصحيح من المذهب لزوم الصوم أيضًا ). [الإنصاف: 7/ 335].

2️⃣ ذهب الشافعية : إلى أنه لا اعتبار باختلاف المطالع ( كالجمهور ) في البلدان المتقاربة. واعتباره في البلدان المتباعدة، فإذا ثبت الهلال في بلد يلزم البلدان المجاورة له الصوم بهذه الرؤية ولا يلزم البلدان المتباعدة عنه.
◉‏ وضابط إلحاق صوم البلدان القريبة ببعضها عند الشافعية بالتقدير المعاصر : ألا يكون الفرق بينهم في طلوع وغروب الشمس أكثر من 35 دقيقة.

◉‏ ويستدل السادة الشافعية : لما رواه كريب قال: قدمت الشام واستهل علي هلال رمضان وأنا بالشام فرأيت الهلال ليلة الجمعة. ثم قدمت المدينة في آخر الشهر، فسألني ابن عباس - ثم ذكر الهلال - فقال: متى رأيتهم الهلال؟ فقلت: رأيناه ليلة الجمعة فقال: أنت رأيته؟ فقلت: نعم، ورآه الناس وصاموا وصام معاوية، فقال: لكنا رأيناه ليلة السبت، فلا نزال نصوم حتى نكمل ثلاثين، أو نراه، فقلت: ألا تكتفي برؤية معاوية وصيامه؟ فقال: لا ... هكذا أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم. رواه أحمد ومسلم والترمذي.
والعمل على هذا الحديث عند الشافعية أن لكل بلد رؤيتهم وما تقارب من البلاد فمطلعهم واحد.

◉‏ القياس: فكما أنَّ المُسلمين مختلفونَ في الإفطارِ والإمساكِ اليوميِّ، فلا بُدَّ أن يختَلِفوا كذلك في الإمساكِ والإفطارِ الشَّهريِّ.

◉‏ قال الإمام النووي الشافعي رحمه الله: "إذا رئي هلال رمضان في بلد، ولم ير في الآخر، فإن تقارب البلدان، فحكمها حكم البلد الواحد، وإن تباعدا، فوجهان. أصحهما: لا يجب الصوم على أهل البلد الآخر" [روضة الطالبين 2/ 384].

◉‏ نقل ابنُ المنذر هذا القَولَ عن عكرمة, وإسحاق, والقاسم, وسالم. ((الإِشراف)) (3/112).
__
⏹️ فالخلاصة : مذهب الجمهور أن يصوم الناس كلهم بمجرد رؤية الهلال في أي بلد ووافق الشافعية الجمهور في البلدان المتقاربة فقط. واعتبر الشافعية لكل بلد رؤية خاصة في البلدان المتباعدة فلا يصوم أهل بلد برؤية الهلال في بلد بعيد يكون الفرق بينهم في طلوع وغروب الشمس بالتقدير المعاصر أكثر من 35 دقيقة.

◉‏ وبناءً على ذلك نقول: إن مسألة اعتبار اختلاف المطالع أو عدم اعتباره من المسائل الاجتهادية التي يسُوغ الخلاف فيها ولا ضير في تبني لأي من القولين وقد اتفق الفقهاء على أن الجهات الشرعية المختصة في استطلاع الهلال لها تبني قول منهم لرفع الخلاف وهذا أمر جائز في باب السياسة الشرعية التي منها هذه المسألة، والأفضل لكل مسلم الالتزام ببلده أو البلد التي يتواجد فيها وقت تحديد أول يوم في رمضان درء للفتنه. ويجوز استعمالُ المراصِدِ الفَلَكِيَّة لرؤيةِ الهلالِ كالدربيل، وهو المِنظارُ المقرِّب.
________
📚 ((بدائع الصنائع))(2/83)، ((التاج والإكليل))(2/381)، ((مغني المحتاج))(1/422)، ((الإنصاف))(3/193).

الفقه على المذاهب الأربعة

السؤال :
⚪ حكم اختلاف المطالع لهلال شهر رمضان عند المذاهب الأربعة ؟

الجواب :
المقصود باختلاف مطالع الأهلة، اختلاف وقت تولد الهلال ورؤيته من بلد لآخر ويترتب على ذلك اختلاف بداية الشهر القمري بين البلاد وبالتالي تغير بداية شهر رمضان وقد اختلف الفقهاء في حكم ذلك علي قولين :
1️⃣ ذهب الجمهور ( الحنفية والمالكية والحنابلة ) : إلى أنه لا اعتبار باختلاف المطالع فإذا ثبت الهلال في بلد لزم سائر الناس الصوم بهذه الرؤية ، فيلزم أهل المشرق الصوم برؤية أهل المغرب.

◉‏ لقول الرسول صلى الله عليه وسلم " صوموا لرؤيته، وافطروا لرؤيته ". متفق عليه.
وجهُ الدلالة: أنَّ الخِطابَ في الحديثَ عام لجميعَ الأمَّةِ دون تحديدِ ذلك بمكانٍ مُعَيَّنٍ فمن رآه منهم في أي مكان كان ذلك رؤية لهم جميعا.

◉‏ عمومُ قَولِه تعالى: فَمَن شَهِدَ مِنكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ..... [البقرة: 185]
وجهُ الدلالة: أنَّ الخِطابَ يَشمَلُ جميعَ الأمَّةِ، فإذا ثبَتَ دُخولُ الشَّهرِ في بلدٍ وجَبَ على الجميعِ صومُه.

◉‏ قال الإمام ابن عابدين الحنفي رحمه الله: "ولا عبرة باختلاف المطالع فيلزم برؤية أهل المغرب أهل المشرق؛ وإذا ثبت في مصر لزم سائر الناس في ظاهر الرواية" [رد المحتار: 2/ 619].

◉‏ قال الإمام الصاوي المالكي رحمه الله:" أنسب بما قالوه عندنا من عدم اعتبار اختلاف المطالع في هلال رمضان، وأنه يجب في قطر برؤيته في قطر آخر" [حاشية الصاوي: 1/ 225].

◉‏ وفي المنتقى: (وإذا رأى أهل البصرة هلال رمضان، ثم بلغ ذلك أهلَ الكوفة والمدينة واليمن، فالذي رواه ابن القاسم وابن وهب عن الإمام مالك بن أنس: لزمهم الصيامُ، أو القضاء إن فات الأداء) [ المنتقى شرح الموطأ: 2/ 37].

◉‏ قال الإمام ابن قدامة المقدسي الحنبلي رحمه الله:" وإذا رأى الهلال أهل بلد، لزم جميع البلاد الصوم" [المغني: 3/ 107].

◉‏ وجاء في كتاب الإنصاف للحنابلة : ( وإذا رأى الهلالَ أهلُ بلد لزم الناسَ كلَّهم الصومُ لا خلاف في لزوم الصوم على من رآه وأما من لم يره إن كانت المطالع متفقة لزمهم الصوم أيضًا وإن اختلفت المطالع فالصحيح من المذهب لزوم الصوم أيضًا ). [الإنصاف: 7/ 335].

2️⃣ ذهب الشافعية : إلى أنه لا اعتبار باختلاف المطالع ( كالجمهور ) في البلدان المتقاربة. واعتباره في البلدان المتباعدة، فإذا ثبت الهلال في بلد يلزم البلدان المجاورة له الصوم بهذه الرؤية ولا يلزم البلدان المتباعدة عنه.
◉‏ وضابط إلحاق صوم البلدان القريبة ببعضها عند الشافعية بالتقدير المعاصر : ألا يكون الفرق بينهم في طلوع وغروب الشمس أكثر من 35 دقيقة.

◉‏ ويستدل السادة الشافعية : لما رواه كريب قال: قدمت الشام واستهل علي هلال رمضان وأنا بالشام فرأيت الهلال ليلة الجمعة. ثم قدمت المدينة في آخر الشهر، فسألني ابن عباس - ثم ذكر الهلال - فقال: متى رأيتهم الهلال؟ فقلت: رأيناه ليلة الجمعة فقال: أنت رأيته؟ فقلت: نعم، ورآه الناس وصاموا وصام معاوية، فقال: لكنا رأيناه ليلة السبت، فلا نزال نصوم حتى نكمل ثلاثين، أو نراه، فقلت: ألا تكتفي برؤية معاوية وصيامه؟ فقال: لا ... هكذا أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم. رواه أحمد ومسلم والترمذي.
والعمل على هذا الحديث عند الشافعية أن لكل بلد رؤيتهم وما تقارب من البلاد فمطلعهم واحد.

◉‏ القياس: فكما أنَّ المُسلمين مختلفونَ في الإفطارِ والإمساكِ اليوميِّ، فلا بُدَّ أن يختَلِفوا كذلك في الإمساكِ والإفطارِ الشَّهريِّ.

◉‏ قال الإمام النووي الشافعي رحمه الله: "إذا رئي هلال رمضان في بلد، ولم ير في الآخر، فإن تقارب البلدان، فحكمها حكم البلد الواحد، وإن تباعدا، فوجهان. أصحهما: لا يجب الصوم على أهل البلد الآخر" [روضة الطالبين 2/ 384].

◉‏ نقل ابنُ المنذر هذا القَولَ عن عكرمة, وإسحاق, والقاسم, وسالم. ((الإِشراف)) (3/112).
__
⏹️ فالخلاصة : مذهب الجمهور أن يصوم الناس كلهم بمجرد رؤية الهلال في أي بلد ووافق الشافعية الجمهور في البلدان المتقاربة فقط. واعتبر الشافعية لكل بلد رؤية خاصة في البلدان المتباعدة فلا يصوم أهل بلد برؤية الهلال في بلد بعيد يكون الفرق بينهم في طلوع وغروب الشمس بالتقدير المعاصر أكثر من 35 دقيقة.

◉‏ وبناءً على ذلك نقول: إن مسألة اعتبار اختلاف المطالع أو عدم اعتباره من المسائل الاجتهادية التي يسُوغ الخلاف فيها ولا ضير في تبني لأي من القولين وقد اتفق الفقهاء على أن الجهات الشرعية المختصة في استطلاع الهلال لها تبني قول منهم لرفع الخلاف وهذا أمر جائز في باب السياسة الشرعية التي منها هذه المسألة، والأفضل لكل مسلم الالتزام ببلده أو البلد التي يتواجد فيها وقت تحديد أول يوم في رمضان درء للفتنه. ويجوز استعمالُ المراصِدِ الفَلَكِيَّة لرؤيةِ الهلالِ كالدربيل، وهو المِنظارُ المقرِّب.
________
📚 ((بدائع الصنائع))(2/83)، ((التاج والإكليل))(2/381)، ((مغني المحتاج))(1/422)، ((الإنصاف))(3/193).

hottg.com/AlFiqh5/68

638 viewsJan 23, 2023 at 07:31