لم يكن الخذلان أول الضربات،
لكنه كان الأوضح،
الأكثر فتكًا،
الأقرب إلى القلب…
ذاك الذي لا يسمعه أحد سواك، ولا يراه أحد حين يسقطك.
كنتَ تظن أن النوايا الطيبة تحميك،
أن العطاء لا يُقابل بالنكران،
أن الذين ضمدتَ جراحهم ذات خوف،
سيتكئون على كتفك بذات الامتنان حين ترتجف.
لكنهم مضوا…
مضوا حين احتجتَهم بصمت،
حين لم تقل شيئًا، لكن عينيك كانت تصرخ.
فهمتَ متأخرًا أن النقاء لا يكفي،
وأن بعض القلوب مرايا مكسورة،
تعكس صورتك مشوّهة مهما اقتربتَ منها.
وها أنت الآن… لا تلومهم،
ولا تبرر لهم،
ولا تحاول حتى أن تسترجع التفاصيل.
فقد عرفتَ الحقيقة:
أن كل قلبٍ يخذلك يفتح فيك بابًا لفهمٍ أعمق،
لصوتٍ داخليٍّ يقول:
لا تطل الجلوس على موائد لا يُقدَّم فيها سوى الخيبة.
لقد نضجت،
حين توقفتَ عن السؤال: "لماذا؟"
وبدأت تقول: "لعلّها كانت الدرس."
نضجت، حين أدركت أن ليس كل من أحببت، يستحق أن يبقى،
وأن أجمل ما في الخذلان…
أنه يعرّفك على نفسك من جديد.
أجل، لا بأس،
سرتَ وحدك،
لكنك صرت أكثر هدوءًا،
أكثر وعيًا،
وأقلّ توقُّعًا من الآخرين.
وهذا، بحد ذاته…
نوعٌ من الانتصار.
>>Click here to continue<<