TG Telegram Group & Channel
ظِلال | United States America (US)
Create: Update:





يكون الشهم مدينًا لكل شهم مثله، لم يترك الدنيا تسقط على قلب أخيه، ولم يمكّن الحاجة أن تغشى حاله، ولم يكن صورة من البلايا يضاعفها عليه بأي صورة من صور الخذلان..


لا أشك ذرة في شمول رحمة الله جنابه..
ولا أجد الله كما عرفتُه جل وعلا في الشهم إلا مطيّبًا نفسه، ومصيره..

ذاك أن من يقف دون إهلاك الكربات حاجزًا منيعًا بولائه، وكرمه، ووثبة عربيّته، وصدق مودته؛ فقد استجلب رحمة الله في أبهى رحابها، ودخل من أوسع أبوابها..

صدق صلى الله عليه وسلم: " الراحمون يرحمهم الرحمن"
فإننا نرى المرحومين بصرف الوعثاء، واستجابة الدعاء، واللطف في البلاء، والنجاة من الغثاء، راحمين ما تمكّنوا، طيبين ما داموا، سماحتهم حمّالة غيث، وأسالتهم وجه من الرغد، وحبهم مليء مالئ، وكرمهم سابق لا يُضاهى، وإغضاؤهم الطرف عن الزلات شيمة ظاهرة، وسعيهم في ميسرة كل كبد رطبة سعي المجتهد في نيل حب الإله العظيم الذي وعد أمثالهم باليسرى والبشرى والنجاة من العسرى؛ ويا لله كم يطلب هذه النجاة منهم من طالب!!

ولو تأملنا مركّبات الرحمة في نفوسهم؛ لوجدناها مبعوثة صلاة انسجمت بمعاني اتصالها بالرحمن تبارك وتعالى، صادرة عن قلوب شربت حب النبي الرؤوف الرحيم صلى الله عليه وسلم، يحصّلونها في أخلاقهم، ويجدونها في أرزاقهم، ومامن صاحب مناجاة طويلة مع ربه إلا ظافر بحذافير هذا كله..
إذ من أحسن بالله وصله، طيّب الله نهله، ورفع عنه جهله..

والعارفون يعرفون أنه لا منهل يُبارَك من غير تقًى تجري في مجرى الروح والجسد، ولا جاهل بها يُسَدّد؛ لأن الرحمة علمٌ في أصلها والعالِم بحقٍّ يعرف هذا ويشهد..!!

ولذا؛ يتضاعف كُفري البواح بالتقاء القساة الجفاة، بالعلم والدين..!!
إذ لا علاقة بين الظلمات والنور، ولا انسجام بين المشوب والطهور، ولا شركة تجمع ضدّين فأين البلقع المسوّى بسحيق الأرض من أعلى قمة الطور ؟!!

إنك إن رأيت شهمًا فلأنه رحيم ينتشل الوجوه من كل حضيض لا يليق بها، ولا يكون القساة إخوة لشهامة، وإذا عرفتَ جافّا صلفًا فاعلم أنه مفارقٌ صفها مهما تطفل على أدوارها زمنًا.


وما أحسن ما تغنى به - شهامة - أبو الهدى في بائيته إذ غّرد:


شهامة الطبع قادتني إلى الأدب
وعزة النفس رقتني إلى الرتب

وساعدتني يد الرحمن بالخلق ال
عالي الجميل ففيه فزت بالأرب

والحمد للَه لم أحقد على أحد
والعفو طبعي وذا من جودة النسب

ولي عن الغير تجريد ولي همم
تعلو بأن تنسب التأثير للسبب

وفي مكافأة من أسدى إلى يدا
لي نية صححت بالصدق بالطلب

وشيمتي حفظ شان الملتجين إلى
شاني وإن طال في ذا منهج التعب

وإن ما شاع في الأعجام عن شيمي
بالفعل قال به أعلى بني العرب

ومن تشبث بالإنكار عن حسد
أقر إقراره إقرار محتسب

ومذهبي الجود لا عن سمعة وريا
بل طبعي البذل والإذهاب للذهب

ولي معاهد صدق في العهود ولي
عزم لأجل الوفا جلد على النصب

وما احتقرت فقيرًا قط أو سقطت
عند الغنى طباعي مثل مكتسب

ولا افتخرت على قومي بمرتبة
ولا تركت حماهم حالة الكرب

وإن أكن غبت جسمًا عن ملاحظتي
فإن قلبي بفضل اللَه لم يغِبِ

✋🏻🌲







اللهم ارحم الشّهِام، وارحمنا بالشِّهام، وارحم بنا كل شهم رحيم.




١٥ | ٨ | ١٤٤٥هـ
الحجاز الشريف.



في مزاجٍ أحدب.





يكون الشهم مدينًا لكل شهم مثله، لم يترك الدنيا تسقط على قلب أخيه، ولم يمكّن الحاجة أن تغشى حاله، ولم يكن صورة من البلايا يضاعفها عليه بأي صورة من صور الخذلان..


لا أشك ذرة في شمول رحمة الله جنابه..
ولا أجد الله كما عرفتُه جل وعلا في الشهم إلا مطيّبًا نفسه، ومصيره..

ذاك أن من يقف دون إهلاك الكربات حاجزًا منيعًا بولائه، وكرمه، ووثبة عربيّته، وصدق مودته؛ فقد استجلب رحمة الله في أبهى رحابها، ودخل من أوسع أبوابها..

صدق صلى الله عليه وسلم: " الراحمون يرحمهم الرحمن"
فإننا نرى المرحومين بصرف الوعثاء، واستجابة الدعاء، واللطف في البلاء، والنجاة من الغثاء، راحمين ما تمكّنوا، طيبين ما داموا، سماحتهم حمّالة غيث، وأسالتهم وجه من الرغد، وحبهم مليء مالئ، وكرمهم سابق لا يُضاهى، وإغضاؤهم الطرف عن الزلات شيمة ظاهرة، وسعيهم في ميسرة كل كبد رطبة سعي المجتهد في نيل حب الإله العظيم الذي وعد أمثالهم باليسرى والبشرى والنجاة من العسرى؛ ويا لله كم يطلب هذه النجاة منهم من طالب!!

ولو تأملنا مركّبات الرحمة في نفوسهم؛ لوجدناها مبعوثة صلاة انسجمت بمعاني اتصالها بالرحمن تبارك وتعالى، صادرة عن قلوب شربت حب النبي الرؤوف الرحيم صلى الله عليه وسلم، يحصّلونها في أخلاقهم، ويجدونها في أرزاقهم، ومامن صاحب مناجاة طويلة مع ربه إلا ظافر بحذافير هذا كله..
إذ من أحسن بالله وصله، طيّب الله نهله، ورفع عنه جهله..

والعارفون يعرفون أنه لا منهل يُبارَك من غير تقًى تجري في مجرى الروح والجسد، ولا جاهل بها يُسَدّد؛ لأن الرحمة علمٌ في أصلها والعالِم بحقٍّ يعرف هذا ويشهد..!!

ولذا؛ يتضاعف كُفري البواح بالتقاء القساة الجفاة، بالعلم والدين..!!
إذ لا علاقة بين الظلمات والنور، ولا انسجام بين المشوب والطهور، ولا شركة تجمع ضدّين فأين البلقع المسوّى بسحيق الأرض من أعلى قمة الطور ؟!!

إنك إن رأيت شهمًا فلأنه رحيم ينتشل الوجوه من كل حضيض لا يليق بها، ولا يكون القساة إخوة لشهامة، وإذا عرفتَ جافّا صلفًا فاعلم أنه مفارقٌ صفها مهما تطفل على أدوارها زمنًا.


وما أحسن ما تغنى به - شهامة - أبو الهدى في بائيته إذ غّرد:


شهامة الطبع قادتني إلى الأدب
وعزة النفس رقتني إلى الرتب

وساعدتني يد الرحمن بالخلق ال
عالي الجميل ففيه فزت بالأرب

والحمد للَه لم أحقد على أحد
والعفو طبعي وذا من جودة النسب

ولي عن الغير تجريد ولي همم
تعلو بأن تنسب التأثير للسبب

وفي مكافأة من أسدى إلى يدا
لي نية صححت بالصدق بالطلب

وشيمتي حفظ شان الملتجين إلى
شاني وإن طال في ذا منهج التعب

وإن ما شاع في الأعجام عن شيمي
بالفعل قال به أعلى بني العرب

ومن تشبث بالإنكار عن حسد
أقر إقراره إقرار محتسب

ومذهبي الجود لا عن سمعة وريا
بل طبعي البذل والإذهاب للذهب

ولي معاهد صدق في العهود ولي
عزم لأجل الوفا جلد على النصب

وما احتقرت فقيرًا قط أو سقطت
عند الغنى طباعي مثل مكتسب

ولا افتخرت على قومي بمرتبة
ولا تركت حماهم حالة الكرب

وإن أكن غبت جسمًا عن ملاحظتي
فإن قلبي بفضل اللَه لم يغِبِ

✋🏻🌲







اللهم ارحم الشّهِام، وارحمنا بالشِّهام، وارحم بنا كل شهم رحيم.




١٥ | ٨ | ١٤٤٥هـ
الحجاز الشريف.



في مزاجٍ أحدب.


>>Click here to continue<<

ظِلال




Share with your best friend
VIEW MORE

United States America Popular Telegram Group (US)