TG Telegram Group & Channel
📰عبدالباري عطوان..✒ | United States America (US)
Create: Update:

🔴👤#عبدالباري_عطوان...

قراءة “هادئة” للانتصار “الطالباني” والهزيمة الامريكية والتطورات الأفغانية الأخيرة.. هل ستقف طالبان في الخندق الأمريكي لحصار ايران وزعزعة استقرار الصين وروسيا؟ وما مدى مشروعية وصدقية هذه المخاوف؟
http://hottg.com/Abdelbari_Atwan

اذا كانت صورة الطفلة الفيتنامية العارية الهاربة هلعا ورعبا من قنابل النابالم الامريكية الحارقة التي كانت تلقيها القاذفات الامريكية على القرى والبلدات قبل خمسين عاما تراجع تأثيرها بسبب التقادم، واختفاء أجيال ومجيء أخرى، ولم تعد عنوانا قويا للإجرام الأمريكي، فان صورة المئات من العملاء الأفغان وهم يلهثون خلف طائرة شحن أمريكية عسكرية ويتعلقون بأجنحتها وعجلاتها، ويصبح مصير بعضهم الموت ستظل عنوانا بارزا ولعقود كدليل على الخذلان الأمريكي، والهزيمة الكبرى، وانتهاء دور أمريكا كشرطي للعالم، وتآكل سمعتها وهيبتها، وبداية تحللها كقوة عظمى.

التجربة الأفغانية ستحتل مكانة بارزة في كتب التاريخ، ومناهج العلوم السياسية التي ستدرس في الجامعات والمعاهد الاكاديمية كعنوان للفشل والغطرسة، وسوء التقدير، واحتقار الخصوم وثقافتهم، وارثهم العقائدي والحضاري والتاريخي، ومحاولة فرض ثقافة هجينة أخرى بقوة الاحتلال، وأدوات غسل العقول الدعائية المضللة لتسويق قيم وأسلوب حياة يجسد النقيض الفكري والديني، وأسلوب حياة وسلوك مختلف كليا لا يمكن ان ينمو في بيئة طاردة.

انهيار حكومة أفغانستان المفروضة أمريكيا، وذوبان جيشها الذي يزيد تعداده عن 300 الف جندي دون اطلاق رصاصة واحدة، وهرب رئيسها بما تيسر من الدولارات الى الامارات، المأوى الجديد الحاضن للسياسيين الهاربين من بلدانهم في الشرق الأوسط والعالم، كلها عناوين تلخص فشل “نموذج” الحروب والتدخلات العسكرية الامريكية في العالم.

أمريكا انفقت ترليوني دولار في أفغانستان على مدى عشرين عاما، وخسرت 2500 جندي، ومع ذلك اختفى او بدأ في الاختفاء كل اثر لإرثها الاستعماري، وعادت أفغانستان الى المربع الأول، الى امارة طالبان الإسلامية الأولى، ولكن بطبعة ثانية جديدة مختلفة، ممهورة بوسام جديد عنوانه هزيمة الإمبراطورية العظمى الثالثة المحتلة والغازية للأراضي الأفغانية في التاريخ الحديث.

الغزو الأمريكي ربما نجح في تفكيك تنظيم “القاعدة” واجتثاثه واغتيال زعيمه، ولكنه نجح في توحيد 40 مليون أفغاني تقريبا على كراهية أمريكا، والغرب عموما، وأعاد تتويج حركة طالبان التي باتت الأكثر قوة وخبرة، وهيبة مجددا زعيمة لأفغانستان، فالترليونات التي انفقتها الإدارات الامريكية ذهبت الى تجار السلاح الأمريكيين، والشركات الأمنية، وجيوب سماسرة الفساد والافغانيين منهم تحديدا، او اسيادهم الأمريكيين، وليس الى بناء الجامعات، او المدارس، او المستشفيات، او طرق، او مصانع.

الغباء الأمريكي يجسد في ابشع صوره بإختصار إنجازات الاحتلال في “تحرير” المرأة الأفغانية وتبرجها، ونزع الشادور وحلق اللحى، وليس في استثمار تحقق نهضة اقتصادية تخرج الشعب الافغاني من جوعه وفقره، وتوفر له فرص العمل والحياة الكريمة وبما يعزز بقاءه في وطنه، وتصليب جذوره في تربته، ورفض الهجرة تماما مثلما فعلت أمريكا في اليابان او كوريا الشمالية، والتفسير الوحيد لذلك ان الشعب الافغاني ذنبه انه شعب مسلم، مثله مثل نظرائه العراقي، والسوري، والليبي، واليمني، واللبناني، ولا ننسى الفلسطيني بطبيعة الحال.

لن نتحدث عن مستقبل أفغانستان، وتطورات الأوضاع فيها في الأشهر والسنوات القادمة، ليس لأننا لا نؤمن بالتنجيم وقراءة الطالع، وانما لان هناك ضبابا كثيفا في الأجواء ما زال يحجب الكثير من الحقائق، ولهذا لن نتسرع مثل البعض الذي ينطلق في احكامه من منطلقات طائفية، او عرقية، او ارتباطات خارجية، ولكن هذا لا يعني عدم الاعتراف بشرعية مخاوفه من الدور الطالباني القادم في المنطقة والمتفق عليه مع أمريكا حسب مزاعم رائجة هذه الأيام.

هذه المخاوف تنحصر حتى الآن، في النقاط التالية:

أولا: ان تتحول “طالبان السنية” المنتصرة الى أداة أمريكية لتشديد الحصار على ايران، وربما الى قاعدة انطلاق لعمليات تخريب في العمق الإيراني، واشعال فتيل الفتنة الطائفية بإستهداف اقلية الهزارة الشيعية في هيرات ومزار شريف في الشمال الافغاني المحاذي لايران.

ثانيا: توظيف أمريكا للحركة للانخراط في حرب “جهادية” ضد الصين تحت عنوان نصرة الأقلية الإسلامية المضطهدة، أي الايغور، في تركستان الشرقية، وبما يحول المنطقة الحدودية الافغانية الصينية الوعرة الى نقطة انطلاق لحركة تحرير شرق تركستان الاغورية “الجهادية” ضد الصين، على غرار تجنيد المجاهدين المسلمين لهزيمة السوفييت قبل خمسين عاما بدعم مالي وسياسي سعودي خليجي.
#يتبع..... 👇

🔴👤#عبدالباري_عطوان...

قراءة “هادئة” للانتصار “الطالباني” والهزيمة الامريكية والتطورات الأفغانية الأخيرة.. هل ستقف طالبان في الخندق الأمريكي لحصار ايران وزعزعة استقرار الصين وروسيا؟ وما مدى مشروعية وصدقية هذه المخاوف؟
http://hottg.com/Abdelbari_Atwan

اذا كانت صورة الطفلة الفيتنامية العارية الهاربة هلعا ورعبا من قنابل النابالم الامريكية الحارقة التي كانت تلقيها القاذفات الامريكية على القرى والبلدات قبل خمسين عاما تراجع تأثيرها بسبب التقادم، واختفاء أجيال ومجيء أخرى، ولم تعد عنوانا قويا للإجرام الأمريكي، فان صورة المئات من العملاء الأفغان وهم يلهثون خلف طائرة شحن أمريكية عسكرية ويتعلقون بأجنحتها وعجلاتها، ويصبح مصير بعضهم الموت ستظل عنوانا بارزا ولعقود كدليل على الخذلان الأمريكي، والهزيمة الكبرى، وانتهاء دور أمريكا كشرطي للعالم، وتآكل سمعتها وهيبتها، وبداية تحللها كقوة عظمى.

التجربة الأفغانية ستحتل مكانة بارزة في كتب التاريخ، ومناهج العلوم السياسية التي ستدرس في الجامعات والمعاهد الاكاديمية كعنوان للفشل والغطرسة، وسوء التقدير، واحتقار الخصوم وثقافتهم، وارثهم العقائدي والحضاري والتاريخي، ومحاولة فرض ثقافة هجينة أخرى بقوة الاحتلال، وأدوات غسل العقول الدعائية المضللة لتسويق قيم وأسلوب حياة يجسد النقيض الفكري والديني، وأسلوب حياة وسلوك مختلف كليا لا يمكن ان ينمو في بيئة طاردة.

انهيار حكومة أفغانستان المفروضة أمريكيا، وذوبان جيشها الذي يزيد تعداده عن 300 الف جندي دون اطلاق رصاصة واحدة، وهرب رئيسها بما تيسر من الدولارات الى الامارات، المأوى الجديد الحاضن للسياسيين الهاربين من بلدانهم في الشرق الأوسط والعالم، كلها عناوين تلخص فشل “نموذج” الحروب والتدخلات العسكرية الامريكية في العالم.

أمريكا انفقت ترليوني دولار في أفغانستان على مدى عشرين عاما، وخسرت 2500 جندي، ومع ذلك اختفى او بدأ في الاختفاء كل اثر لإرثها الاستعماري، وعادت أفغانستان الى المربع الأول، الى امارة طالبان الإسلامية الأولى، ولكن بطبعة ثانية جديدة مختلفة، ممهورة بوسام جديد عنوانه هزيمة الإمبراطورية العظمى الثالثة المحتلة والغازية للأراضي الأفغانية في التاريخ الحديث.

الغزو الأمريكي ربما نجح في تفكيك تنظيم “القاعدة” واجتثاثه واغتيال زعيمه، ولكنه نجح في توحيد 40 مليون أفغاني تقريبا على كراهية أمريكا، والغرب عموما، وأعاد تتويج حركة طالبان التي باتت الأكثر قوة وخبرة، وهيبة مجددا زعيمة لأفغانستان، فالترليونات التي انفقتها الإدارات الامريكية ذهبت الى تجار السلاح الأمريكيين، والشركات الأمنية، وجيوب سماسرة الفساد والافغانيين منهم تحديدا، او اسيادهم الأمريكيين، وليس الى بناء الجامعات، او المدارس، او المستشفيات، او طرق، او مصانع.

الغباء الأمريكي يجسد في ابشع صوره بإختصار إنجازات الاحتلال في “تحرير” المرأة الأفغانية وتبرجها، ونزع الشادور وحلق اللحى، وليس في استثمار تحقق نهضة اقتصادية تخرج الشعب الافغاني من جوعه وفقره، وتوفر له فرص العمل والحياة الكريمة وبما يعزز بقاءه في وطنه، وتصليب جذوره في تربته، ورفض الهجرة تماما مثلما فعلت أمريكا في اليابان او كوريا الشمالية، والتفسير الوحيد لذلك ان الشعب الافغاني ذنبه انه شعب مسلم، مثله مثل نظرائه العراقي، والسوري، والليبي، واليمني، واللبناني، ولا ننسى الفلسطيني بطبيعة الحال.

لن نتحدث عن مستقبل أفغانستان، وتطورات الأوضاع فيها في الأشهر والسنوات القادمة، ليس لأننا لا نؤمن بالتنجيم وقراءة الطالع، وانما لان هناك ضبابا كثيفا في الأجواء ما زال يحجب الكثير من الحقائق، ولهذا لن نتسرع مثل البعض الذي ينطلق في احكامه من منطلقات طائفية، او عرقية، او ارتباطات خارجية، ولكن هذا لا يعني عدم الاعتراف بشرعية مخاوفه من الدور الطالباني القادم في المنطقة والمتفق عليه مع أمريكا حسب مزاعم رائجة هذه الأيام.

هذه المخاوف تنحصر حتى الآن، في النقاط التالية:

أولا: ان تتحول “طالبان السنية” المنتصرة الى أداة أمريكية لتشديد الحصار على ايران، وربما الى قاعدة انطلاق لعمليات تخريب في العمق الإيراني، واشعال فتيل الفتنة الطائفية بإستهداف اقلية الهزارة الشيعية في هيرات ومزار شريف في الشمال الافغاني المحاذي لايران.

ثانيا: توظيف أمريكا للحركة للانخراط في حرب “جهادية” ضد الصين تحت عنوان نصرة الأقلية الإسلامية المضطهدة، أي الايغور، في تركستان الشرقية، وبما يحول المنطقة الحدودية الافغانية الصينية الوعرة الى نقطة انطلاق لحركة تحرير شرق تركستان الاغورية “الجهادية” ضد الصين، على غرار تجنيد المجاهدين المسلمين لهزيمة السوفييت قبل خمسين عاما بدعم مالي وسياسي سعودي خليجي.
#يتبع..... 👇


>>Click here to continue<<

📰عبدالباري عطوان..✒




Share with your best friend
VIEW MORE

United States America Popular Telegram Group (US)