كيف نلقي التحايا بعد سيل من الهجران ؟ دائما مايتراءى ببالي هذا السؤال مهدرا كل الصفحات الآنفة . دائما ما أعود بعد أن مُلِئت وفاضي ماجعلها تُمزق حد السيلان . أحط رحالي على حروف ماتركت للوحدة سبيلا . تُسكب عبرات بأبجديات ثقيلة الكيل وكثيرة العدد . لكنها برحت تغادر خلوتها معي شيئا شيئا . حتى عدت ألِد الكلمات لا أخطها . أتراها ترحل بعد هجراني الطويل ؟ أتراها تفطمني وأنا حديث ولادتها مذ عهدي بها؟ مامن شيء يئد فؤادي عميقا غير هذا الكابوس . فمامن آدمي أو عبرة تفعل فعل الكتابة . تلك التي ما من مقام يلائم مقامها غير الدوواين والكتب . فها أنا ذا بعد أن كنت أغزل من حلكتي القليل ومنها الكثير مابرحت أغزل عن شيء عدا شوقي لمطرها على أرض قحلت . بضع عُشيبات تنبت بذبول بعد ينعان خلاب وصفحات لا تنتهي . فهل لي بدل العشيبات الذابلة جنة كجنة الظالم لنفسه بعد دخوله عليها؟
نوسه_
>>Click here to continue<<