نوهم بما روى وحُكِي ، نوهم بما يروى بين الألسن ، بما يخط في صفحات الآثام وهو بأعيننا إنجازا . نوهم بفراغات أرواحنا ، بوحدتنا الآسرة ، بعبراتنا الصامتة ، فنبحث في وديان الخفاء عمن يحيينا ويرممنا . غافلين عن آنَتِنَا الحقيقية التي باستطاعتها الإثمار لا الإحياء فقط . نلف حبالنا البالية على أمل غير مرئي ليوصلنا إلينا ، ليوصلنا نحو الحياة ، ونحن غافلون عن طعنات وسكرات شهيق كادت توقف القلب عن نبضه من وعثاء الألم. نواري كل الندوب لنكتشف أنها تغيب كالشمس لتشرق من جديد آبية التواري . تبدأ بالشروق كشمس يناير بينما تكمل التحامها بنا كشمس يوليوز الحارقة . لم نكن نعلم . وهانحن ندفع ثمنا بخسا بأطراف أحشائنا . تمر الأيام والسنين ، نخال التوت قد أثمر بعد مرارة العلقم . لكننا لانجد إلا الأشواك حاطة الرحال على الأفئدة . مالك يانفس تحيدين عن النور منذ البداية وتتوقعينه في أنفاق الظلام؟ مابك تختارين مامنعت عنه وترجين نعيما أحمقا في كل القواميس؟ ها أنت هنا . بعد سهام عدَلت عن البدن فأصابت الروح ، تبقى الجراح حية لاتموت ، وتخلق شياطين أخرى ، وسوسات لاتنتهي وحياة تُسلب . راحة تعدم على مرأى الأعين وحركة يد ، بينما اللسان يترجى والقوانين تسحب السكين على الرقبة ، لأقتلني بيدي وعيني وفؤاد مهدور ، ماكنت أعلم مالمصير ، هاقد علمتك يامصير ، فبئسا لي ، وشقاؤك متعلق بي كالرضيع ، إلا أن الرضيع يتعلق تعلقا يجعل منه رجلا بارا ، وتعلقك تعلق يجعل منك الآسر وأنا الأسير . فمتى تختم البدايات ، ومتى تنتهي الكتب ، ومتى تغيب الشمس دهرا لاينقضي؟
بقلمي__نوسه
>>Click here to continue<<