أ لأجلِ أربعةٍ تبادُ مئاتُ
أو ليس يكفي المسلمين سباتُ

أم هل دماء المسلمين مباحة
وبنو اليهود دماؤهم حرمات

أو ليس يكفي المسلمين تخاذل
ومتى يكون تآزر وثباتُ

الخاذلون وإن تطاول حكمهم
أَنَّى لهم من ربنا إفلاتُ

ولسوف يجزي الله قوما بالذي
فعلوه والشهدا لهم جنات

علي القديمي

.
قال حجة الإسلام أبو حامد الغزالي رحمه الله ورضي عنه: "ولا بد للسالك من شيخ يربيه ويرشده الى سبيل الله تعالى؛ لأن الله أرسل للعباد رسولا للإرشاد الى سبيله، فإذا ارتحل صلى الله عليه وسلم فقد خَّلف الخلفاءَ في مكانه، حتى يرشدوا الى الله تعالى".
أيها الولد ص60
ثم ذكر حجة الإسلام -رحمه الله- من شروط الشيخ: أن يكون "قد تابع شيخًا بصيرًا تتسلسل متابعته إلى سيد المرسلين صلى الله عليه وسلم".

وهذا التسلسل في المشايخ حتى ينتهي السند إلى سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم هو المقصود بالطرق؛ لأن العلوم الشرعية كلها متصلة شيخًا عن شيخ عن شيخ حتى يرتفع السند إلى سيد الخلق صلى الله عليه وسلم؛ فهو منتهى الأسانيد في كل علم شريف، ولا علم بلا إسناد إليه صلى الله عليه وسلم. ومنه علم القلوب وتزكية النفس المسمى بالتصوف.
.

كنت أقرأ في شرح العراقي على الترمذي، فلما وصل إلى الأحاديث التي فيها سهوه صلى الله عليه وسلم في الصلاة، ألفيته يقول:


«استدل بالأحاديث المتقدمة في سهوه صلى الله عليه وسلم في الصلاة على جواز السهو عليه؛ إذ هو من صفات البشرية.

ولذلك قال في الحديث الصحيح: «إنما أنا بشر أنسى كما تنسون، فإذا نسيت فذكروني».

والكلام في ذلك محله علم الكلام، وقد تكلم على ذلك القاضي عياض في كتاب «الشفا» بما شفى وكفى، وذكر ما يجوز عليه من ذلك وما يمتنع.

فمن أراد البسط في ذلك فليراجعه، والمقام خطر فتركت البسط فيه».

فقلت سبحان الله، ما أشد تعظيم هؤلاء العلماء لمقام النبي صلى الله عليه وسلم.

مجرد التعريض بمقام النبوة يستوجب القتل!

قال ابن بطوطة في رحلته:

( واتفق في تلك الأيام أن فقيرًا يُعرَف بشيخ المشايخ، وهو ساكن في جبل خارج مدينة عِنْتاب - بين مدينة حلب وأنطاكية[ تركيا]، وكان الناس يقصدونه ويتبرّكون به، وله تلميذ ملازم له، وكان مُتجرّدًا عزْبًا لا زوجةَ له، قال في بعض كلامه:
( إن النبيَّ- صلى الله عليه وسلم - كان لا يصبر عن النساء، وأنا أصبر عنهنّ).

فشهد عليه بذلك، وثبت عند القاضي، ورفع أمره إلى ملك الأمراء، وأتي به وبتلميذه الموافق له على قوله، فأفتى القُضاةُ الأربعة، وهم: شهاب الدين المالكي، وناصر الدين[محمد بن]العديم الحنفي، وتقي الدين الصائغ الشافعي، وعز الدين الدمشقي الحنبلي، بقتلهما معًا، فقتلا.. ) انتهى.

.
{{إن الذين يؤذون الله ورسوله لعنهم الله ...}

قال الشيخ العلامة عبد العزيز الشهاوي حفظه الله ونفع الأمة به:

"فليحذر كل إنسان عند الحديث عن سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم؛ فإن الله تعالى جعل إيذاءه من أكبر الكبائر، فقال تعالى: {إن الذين يؤذون الله ورسوله لعنهم الله في الدنيا والآخرة وأعدَّ لهم عذابًا مهينًا}، وأما إيذاء المؤمنين فقال الله فيه: {والذين يؤذون المؤمنين والمؤمنات بغير ما اكتسبوا}، ولم يقل في إيذاء النبي صلى الله عليه وسلم: بغير ما اكتسب، فإيذاؤه صلى الله عليه وسلم من الكبائر مطلقًا.
وقد ذكر الشيخ الأمير في (حاشية شرح الجوهرة) أن الله تعالى خصَّ نبيه صلى الله عليه وسلم بأشياء:
-منها أن أسماء النبي صلى الله عليه وسلم توقيفيَّة بالإجماع، وأسماء الله تعالى توقيفية على الراجح؛ فقد جرى الخلاف في أسماء الله تعالى ولم يجر الخلاف في أسمائه صلى الله عليه وسلم؛ وسدت الشريعة الباب في حقه حتى لا يُتساهل في أمره.
-والشيطان قد يتمثَّل بالله تعالى في المنام فيأتي للمرء ويقول له (أنا الله)، وأما النبي صلى الله عليه وسلم فقد خصَّه الله تعالى بأن الشيطان لا يتمثَّل به.
-كما خصَّه الله تعالى بحرمة النداء باسمه المجرَّد، ولم يحرِّم الله تعالى أن يخاطَب هو باسمه المجرد فيقال: (يا الله)؛ ولكن يحرم علينا أن نقول: (يا محمد)؛ كل هذا حماية لمقام النبوة وتعظيمه".
-كما أن الفقهاء أجمعوا على أن من سبَّ الله تعالى ثم تاب قُبلت توبته ولم يقتل، وأما في حق النبي صلى الله عليه وسلم فقال المالكية: يُقتَل مَن سبَّه -صلى الله عليه وسلم- حتى ولو تاب، فلا تنفعه التوبة في إسقاط القتل عنه؛ صيانة لمقامه صلى الله عليه وسلم؛ حتى لا يتجرأ عليه أحد".

انتهى كلام فضيلة الشيخ/ من درس "شرح جوهرة التوحيد" بالجامع الأزهر الشريف
.

.
{وتعزِّروه وتوقِّروه}

"وقد رُوي في مجلس أبي يوسف: (أنه عليه الصلاة والسلام كان يحب الدُّبَّاء).
فقال رجل: (أنا ما أحب الدُّبَّاء!)
فسلَّ له السيف، وقال: ‌(جدِّد ‌الإسلام، ‌وإلّا قتلتُك)
نظرًا إلى ظاهر معارضته له عليه الصلاة والسلام".

شرح الشفا 2/ 51

دعك من الخلاف الفقهي في مثل هذه المسائل، لكن تأملْ كيف كانت صيانة الفقهاء لمقام النبوة عن الانتقاص والتعريض!
وتعظيم سيدنا النبي صلى الله عليه وسلم ليس بأن يخوض أبعد في تفاصيل لا يليق الكلام فيها وبألفاظ شديدة الشناعة، ثم يقول: (سيدي يا رسول الله)!
(سيدك) يعني: أنت له مثل العبد الخادم المملوك لسيِّده المالك له، فقبل أن تنطق بأيِّ كلام عن النبي صلى الله عليه وسلم تنظر: هل هذا كلام لائق أن يقوله عبدٌ عن سيِّده؟! وإلا فأنت لا تعتبره سيدًا لك بالفعل!
.

.
من فضائل يوم عرفة

-فيه نزل قول الله تعالى: {اليوم أكملت لكم دينكم...} كما قال سيدنا عمر بن الخطاب رضي الله عنه. صحيح البخاري (4407).
-عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه سئل عن صوم يوم عرفة؟ فقال: «يكفر السنة الماضية، والباقية» صحيح مسلم (1162).
-وعن النبي صلى الله عليه وسلم: "ما من يوم أكثر من أن يعتق الله فيه عبدًا من النار، من يوم عرفة". مسلم (1348)
-وعن النبي صلى الله عليه وسلم: "خير الدعاء دعاء يوم عرفة". سنن الترمذي (3585).
-وعن النبي صلى الله عليه وسلم: "يوم عرفة، ويوم النحر، وأيام التشريق عيدنا أهل الإسلام". سنن أبي داود (2419).
-وعن النبي صلى الله عليه وسلم: "اليوم الموعود يوم القيامة، واليوم المشهود يوم عرفة". الترمذي (3339).
-وعن النبي صلى الله عليه وسلم: "ما رئي الشيطان يوما، هو فيه أصغر ولا أدحر ولا أحقر ولا أغيظ، منه في يوم عرفة. وما ذاك إلا لِما رأى من تنزل الرحمة، وتجاوز الله عن الذنوب العظام" الموطأ (245)
.

"يوم عرفة يوم محمدي"

فائدة: الحكمة في كون صوم يوم عرفة بسنتين، وعاشوراء بسنة: أنّ عرفة يوم محمدي؛ يعني أن صومه يختص بأمة محمد -صلى الله عليه وسلم- وعاشوراء يوم موسوي، ونبينا محمد -صلى الله عليه وسلم- أفضل الأنبياء صلوات الله وسلامه عليهم أجمعين، فكان يومه بسنتين.

📚مغني المحتاج إلى معرفة ألفاظ المنهاج (٥٧١،٥٧٢../٢)

.
من جوامع الدعاء المأثورة عن إمام الأولياء والعارفين وسيِّد الأنبياء والصالحين رسول الله المصطفى أبي القاسم صلى الله عليه وسلم.
من كتاب "الأربعون الدُّعائية" للشيخ محمد السقاف
.

التلبية، الإذاعة المصرية.
بصيغة mp3

.
تكبيرات العيد، بصيغة الصلاة

صوت واضح، يخلو من التشويش.
شغِّلها في بيتك أو محلك بصوت مرتفع قليلًا، ففيه بركة وإعلان بشعيرة من شعائر الإسلام.
.