ارث سوداني Webview Telegram

تخاريف خروفية وخريفية
جعفر عباس
في بلد فيه نحو 150 مليون راس من الماشية يعجز المواطن عن شراء اللحم ويبلغ سعر خروف الأضحية 7000-11000 جنيه، ولكن تذكروا يا بلدياتي أن الله أكرمكم في أجواء العيد هذه ب"جو فول" رهيب، فعليكم بالفول أفيون الشعوب النامية، وكما اكتشف علماء سودانيون فالفول يوفر المناعة ضد الصرع والشلل الرعاش، وبما أن الدنيا عيد فبحبحوا وإليكم الوصفة الجعفرية لفول المناسبات وجربوا فول وعليه طعمية وسلطة اسود وجبن وجرجير وشمار وبيض مسلوق وزيت سمسم، ولمن يستطيع اليها سبيلا طماطم حمراء ثم "اضرب" الخلطة بيد من حديد
وبعدها تستطيع ان تقول طز في الخرفان وآكلي المرارة بالبول، و"قرف يقرفكم"، وتذكروا ما سبق ان قلته لكم بأن أكل اللحوم غير جيدة الاستواء يتسبب في وفاة نحو مليون امريكي سنويا، وأن بول (بايل bile) الخروف يستخدم في أوربا لصناعة الصابون المستخدم لإزالة البقع العنيدة، فلا تحزن لأنك – على الأقل هذه السنة لن تأكل شيئا أقوى من الصودا الكاوية caustic soda التي هي العنصر الاساسي في الصابون العادي
كل عام وأنتم بخير حتى وأنتم نباتيون، شخصيا كنت أفضل عيد الفطر على عيد الأضحى لأن دوري في إعداد الخروف كان يقتصر على غسل الكرشة، ومهما اجتهدت كنت اتعرض للتوبيخ لأنني لم أنظف ذلك الجزء من الكرشة الذي يشبه دفتر ورق لف البنقو، وتقلبه ورقة ورقة لتغسل محتوياته وبرضو يكتشف أهلك أن هناك هنايات مختبئة وراء بعضها
كعادتي كل عيد أضحى أتذكر وقائع طريفة منها صاحبي الذي ذهب الى مسلخ أبو ظبي يوم العيد وقف بخروفه في طابور الذبح ولما جاء الدور عليه اكتشف ان الخروف مات فانهال عليه بالشلوت والشتائم: يا تافه دي ظروف تموت فيها؟ جاي من استراليا عشان تموت على حسابي يا حقير؟
وكان هناك شلة العزابة السودانيين في شارع خليفة في ابوظبي الذي ربطوا خروف العيد في البلكونة وجلسوا يسنون السكاكين فعرف الخروف الأسترالي المثقف انه سيتم ذبحه بدون بنج فقفز منتحرا وكاد بعض العزابة ان يقفزوا وراءه ولكن بعض عقلائهم منعوهم وقالوا الجاتك في خروفك سامحتك
تذكرني هذه الحكاية بالبروفسر فاروق كدودة رحمه الله وكان مختفيا أيام حكم نميري مع شيوعيين في بيت في بحري، وبإلحاح من عمة أحدهم أتوا بها الى المخبأ ليلا، واكرموا وفادتها على أن تنصرف فجرا، وفي الصباح اعدوا الشاي وحاولوا ايقاظها واكتشفوا انها ماتت، فنظر كدودة الى قريب المرحومة وصاح فيه: بالله دي حركة تعملها عمتك؟ نحنا في شنو وتجي تموت لينا هنا؟ وعندما كان كدودة محاضرا في جامعة جوبا قرر مدير الجامعة الكوز فصله من الخدمة وبرر ذلك لكدودة بقوله: إني رأيت في المنام أنى أفصلك، ورفع كدودة دعوى قضائية ضد الفصل وقررت المحكمة عودته الى الجامعة، ولكن وفور ان كسب القضية استقال كدودة من منصبه وبرر ذلك بقوله: خايف المرة الجاية يقول لي "إني رأيت في المنام اني أذبحك"
كل عام وأنتم دائمو الابتسام ووطننا في رقي وازدهار، بحيث يتوفر الهوت دوق والبيتزا التي "حندكنا" بها البشير
جعفر عباس

345 views06:42