TG Telegram Group Link
Channel: سُقيا ومربع
Back to Bottom
يا بَردَ قَلبي إِذا بُردُ الوِصالِ ضَفا
وَيا لَهيبَ فُؤادي بَعدَ بُعدِهِمِ!

- ابن جابر الأندلسي.
قال القشيري رحمه الله: أرجى آية في كلام الله {ذلك بأنَّ اللهَ مَولَى الَّذينَ ءامنُوا}

ذلك بأنه سبحانه لم يقل: مولى الزهاد، والعُبَّاد، وأصحاب الأوراد والاجتهاد، فالمؤمن وإن كان عاصيًا من جملة الذين آمنوا.
أبدى له إلفُهُ تدلُّلَهُ
وشفّهُ الشوقُ فأنَّ لَهُ

وانقادَ للسقم بعد صحّتِهِ
حتى برى جسمَهُ فأنحلَهُ

وخطّ إذ غاب عنه مؤنسُهُ
في كفِّهِ شبهَهُ فمثَّلَهُ

فكلّما غالهُ تشوُّقُهُ
مالَ إلى كفِّهِ فقبّلَهُ

-عبدالصمد بن المعذّل.
ثم اعلم أن الجبل ليس بأدلَّ على الله من الحصاة، ولا الفلَك المشتمل على عالمنا هذا بأدل على الله من بدن الإنسان، وأن صغيره ودقيقه كعظيمه وجليله، ولم تفترق الأمور في حقائقها، وإنما افترق المفكرون فيها، ومن أهمل النظر، وأغفل مواضع الفرق، وفصولَ الحدود.

-أبو عثمان الجاحظ.
مرادي منك نسيان المراد
إذا رمت السبيل إلى الرشاد

وأن تدع الوجود فلا تراه
وتصبح ماسكا حبل اعتماد

إلى كم غفلة عني وإني
على حفظ الرعاية والوداد

إلى كم أنت تنظر مبدعاتي
وتصبح هائما في كل وادي

وتترك أن تميل إلى جنابي
لعمرك قد عدلت عن السداد

وودي فيك لو تدري قديم
ويوم ألستُ يشهد بانفرادي

فهل رب سواي فترتجيه
غدا ينجيك من كرب شداد

فوصف العجز عم الكون طرا
فمفتقر بمفتقر ينادي

فبي قد قامت الأكوان طرا
وأظهرت المظاهر من مرادي

أفي داري وفي ملكي وملكي
توجه للسوى وجه اعتمادي!

فحدق أعين الإيمان وانظر
ترى الأكوان تؤذن بالنفاد

فمن عدم إلى عدم مصير
وأنت إلى الفنا لا شك غاد

وها خلعي عليك فلا تزلها
وصن وجه الرجاء عن العباد

ببابي أوقف الآمال طرا
ولا تأتي لحضرتنا بزاد


ووصفك فالزمنه وكن ذليلا
ترى مني المنى طوع القياد

وكن عبدا لنا والعبد يرضى
بما تقضي الموالي من مراد

أأستر وصفك الأدنى بوصفي
فتجزى ذاك جهلا بالعناد


وهل شاركتني في الملك حتى
غدوت منازعي والرشد باد

فان رمت الوصول إلى جنابي
فهذي النفس فاحذرها وعاد

وخض بحر الفناء عسى ترانا
وأعددنا إلى يوم المعاد

وكن مستمطرا منا لتلقى
جميل الصنع من مولى جواد

ولا تستهد يوما من سوانا
فما أحد سوانا اليوم هاد!

-سيدي ابن عطاء الله السكندري رضي الله عنه.
قال ابنُ الدَّغنّة لسيّدنا الصدّيق رضي الله عنه:
«فإن مثلك يا أبا بكر لا يَخرجُ ولا يُخرج إنّك تكسب المعدوم وتصل الرحم وتحمل الكَلّ وتقري الضيف وتعين على نوائب الحق».

قال الإمام ابن حجر في الفتح:
«وفي موافقة وصف ابن الدغنة لأبي بكر بمثل ما وصفت به خديجة النبي صلى اللّه عليه وسلم ما يدل على عظيم فضل أبي بكر واتصافه بالصفات البالغة في أنواع الكمال».

اللهم ارض عن سيّدنا الصدّيق وانفعنا بمحبّته.
لا يُعبّر عن شيءٍ إلا بما هو أرقُّ منه، ولا شيء أرقّ من المحبّة، فبمَ يُعبّر عنها؟

-أبو الحسن سمنون المحب.
ولو أنَّ إنسانًا يبلّغ لوعتي
‏ووجدي وأشجاني إلى ذلك الرشا

‏لأسكنتُهُ عيني ولم أرضَها لهُ
ولولا لهيبُ القلبِ أسكنته الحشا

-شمس الدين الحنبلي.
من أسباب الأفضلية والتقديم النظرُ إلى وجه نبينا الشريف ﷺ وسماعه، فقد وبّخ الله المشركين إذ أنّهم نظروا إليه وسمعوه وما آمنوا!

قال تعالى: {وَمِنْهُم مَنْ يَسْتَمِعُونَ إليك} {وَمِنْهُم مَنْ ينظُرُ إليك}

جاء في التحرير والتنوير في تفسير الآيات:
«وفي كِلا الحالَيْنِ مَسْلَكٌ عَظِيمٌ إلى الهُدى لَوْ كانُوا مُهْتَدِينَ؛ فَإنَّ سَماعَ كَلامِ النَّبِي وإرْشادِهِ يُنِيرُ عُقُولَ القابِلِينَ لِلْهِدايَةِ..

كما أنَّ التَّوَسُّمَ في سَمْتِهِ الشَّرِيفِ ودَلائِلِ نُبُوَّتِهِ الواضِحَةِ في جَمِيعِ أحْوالِهِ كافٍ في إقْبالِ النَّفْسِ عَلَيْهِ بِشَراشِرِها...»

وجهُك المأمول حجّتنا
يوم يأتي الناس بالحجج
سلامٌ على سلمى ومَن حلَّ بالحِمى
وحُقَّ لمثلي، رِقَّةً، أن يُسلِّما

وماذا عليها أن تردَّ تحيَّةً
علينا، ولكن لا احتكام على الدُّمَى!

سرَوْا وظلامُ الليلِ أرخَى سُدُوله
فقلتُ لها صبًّا غريبًا مُتيَّما

أحاطت به الأشواقُ صونًا، وأُرْصِدت
له راشقاتُ النَّبلِ أيَّان يمَّما

فأبدَتْ ثناياها، وأومضَ بارقٌ
فلم أدْرِ مَن شقَّ الحنادسَ مِنهُما

وقالَت: أمَا يكْفِيه أنِّي بقلبِهِ
يشاهدُني في كلِّ وقتٍ، أمَا أمَا!

- محي الدين ابن عربي الحاتمي الطائي.
دعاءٌ شعري:

«فعِشْ ليدٍ تُولي ومُلْك تَحوطُهُ
ونائِبةٍ تَكفي ونُعْمى تُنيلُها

ودُمْ للمَعالي فهْيَ عِندَكَ تُبْتَغى
ومُشْتَبِهٌ إلا عليكَ سَبيلُها!»
اللهمّ إخواننا المسلمين في غزّة وكلّ بقاع الأرض تداركهم بلطفك ورحمتك إله الحق والدين.
عن جابر بن سمرة رضي الله عنه قال: رأيتُ رسول الله ﷺ في ليلة إضحيان وعليه حُلَّة حمراء، فجعلتُ أنظرُ إليه وإلي القمر، فلهو عندي أحسن من القمر.

«‏ولمّا رأيتُ البدرَ في اللَّيلِ ساطعًا
تذكَّرته، والشَّيءُ بالشّيء يُذكَرُ»
يقول تميم بن مقبل:
ما أطيبَ العيشَ لو أنَّ الفتى حجرٌ
تنبو الحــــــوادث عنه، وهو مَلموم!

لوهلة قلتُ في نفسي -وقد مرّت بخاطري مآسي المسلمين- ما أحلى ما تمنى!

ثم سألتُني: أحقًّا يطيب العيش بهذا؟

فأجبت نفسي: لا أظنّ إنسانًا مسّه السوء وأضر به البأس ودهمته الصروف والملمات؛ إلا جأر بالشكوى وتمنى ما تمنى شاعرنا، فالصخرة لا تمزّقها الخطوب والحوادث ولا تتساقط منها آمالها ولا تضيع تطلعاتها، وإن حدث فهي خِلوٌ من الشعور.

على أن مذهبي الذي أدين الله به، وأسعى جاهدة في بقائي عليه أن الحياة لا تطيب إلا بفقههنا لبشريتنا وما جبلنا عليه، وأي محاولة للخروج عنها والتنصل منها=هلاكٌ وشقاء لا ينتهي!

نتشعب وتتفرق أوصالنا ووتتساقط نفوسنا أنفسا؛ فنلمّ شعثها ونهذّبها ونجمع ما تفرّق منها ونتابع سيرنا إلى أن ينتهي هذا كله.

بل حقا وصدقا إنّي وإن كنت في أحلك الأوقات ظلمة وأوجعها وأشدّها؛ غير أنّي لا أتمنى خلوّ نفسي من الألم حيالها، بل وأحمدُ الذي عافاني من البلادة، ووهبني الشعور ولم يسلبني أظهر تجليات الإنسانية في النفس، على أن يبقى قلبي مطمئنًا قارًّا بالرضا والسكينة ومسرورًا بربّه الحكيم وأقدراه.
قال أبو الفتح ابن جنيّ في الخصائص:
«نشْرُ الحب وإظهاره هو الأكثر في كلامهم، وهو الأنسب عندهم، والأعذب على سمعهم؛ لأن فيه إيذانًا من صاحبه بعجزه عن ستر مثله، ولو أمكنه إخفاؤه والتحامل به لكان مطيعًا له، قال عمر بن أبي ربيعة:
فقلت لهم: ما بي لهم من ترقّبٍ
ولكنَّ سِري ليس يحمله مِثلي!».
«فلا هو يقوى أن يصرّح إنْ شكى
‏ ولا هي تدري حين كنَّى مطالبُهْ

كـمَن بات بالحُمّى خِلافًا لِمـا بهِ
‏يُرى يشتكي بردًا وما انفك لاهبُهْ»


-بدر الدريع.
This media is not supported in your browser
VIEW IN TELEGRAM
«يا رسول الله، نبني لك عريشًا من جريدٍ فتكون فيه ونترك عندك ركائبك، ثمّ نلقى عدوّنا، فإن أعزّنا الله وأظهرنا الله عليهم كان ذلك ممّا أحببناه، وإن كانت الأخرى جلستَ على ركائبك فلحِقتَ بما ورانا من قومنا، فقد تخلّف عنك أقوام ما نحنُ بِأشدَّ حُبًّا لك منهم، ولو ظنُّوا أَنَّكَ تلقى حربًا ما تخلَّفُوا عنك، يمنعك الله بهم، يناصحونكَ ويحاربون معك. فأثنى عليه خيرًا».
-سيّدنا سعد بن معاذ.

من المواقف البدرية التي يقف المرء أمامها متعجبًا من مدى صدق القوم وصفاء طويتهم=حُسنُ اعتذارِ سيّدنا سعد بن معاذ عن إخوانه المسلمين ممن لم يخرج وبقي في المدينة، وقوله:"ما نحن بأشد حبًّا لك منهم!"، انظر كيف لم يزايد على محبته صلى الله عليه وسلم وما ادعى الاستئثار بها دون من لم يخرج، بمثل هذا الصدق والإخلاص ارتقى القوم وسموا ذرى المعالي.
إذا نحنُ لم نَملِكْ لسلمى زيارةً
نفِسْنا جَدى سلمى على من يزورُها

-جرير.
قال مالك بن دينار : حدثني فلانٌ أنّ عامر بن عبد قيس مر في الرحبة وإذا رجل يُظلم، فألقى رداءه وقال: لا أرى ذمة الله تخفر وأنا حي، فاستنقذه.

-سير أعلام النبلاء.
جاء في سير أعلام النبلاء في ترجمة عبيدة السلماني:
«قال محمد: وقلت لعبيدة: إن عندنا من شعر رسول الله -صلى الله عليه وسلم- شيئا من قبل أنس بن مالك، فقال: لأن يكون عندي منه شعرة أحب إلي من كل صفراء وبيضاء على ظهر الأرض».

قال الإمام الذهبي -رحمه الله- معلّقا: «قلت: هذا القول من عبيدة هو معيار كمال الحب، وهو أن يؤثر شعرة نبوية على كل ذهب وفضة بأيدي الناس. ومثل هذا يقول هذا الإمام بعد النبي -صلى الله عليه وسلم- بخمسين سنة، فما الذي نقوله نحن في وقتنا لو وجدنا بعض شعره بإسناد ثابت، أو شسع نعل كان له، أو قلامة ظفر، أو شقفة من إناء شرب فيه. فلو بذل الغني معظم أمواله في تحصيل شيء من ذلك عنده، أكنت تعده مبذرا أو سفيها؟ كلا! فابذل مالك في زورة مسجده الذي بنى فيه بيده، والسلام عليه عند حجرته في بلده، والتذ بالنظر إلى أُحدٍ وأحبّه فقد كان نبيك -صلى الله عليه وسلم- يحبه، وتملّأ بالحلول في روضته ومقعده، فلن تكون مؤمنا حتى يكون هذا السيد أحب إليك من نفسك وولدك وأموالك والناس كلهم.

وقبّل حجرا مكرما نزل من الجنة، وضع فمك لاثما مكانا قبله سيد البشر بيقين، فهنأك الله بما أعطاك، فما فوق ذلك مفخر. ولو ظفرنا بالمحجن الذي أشار به الرسول -صلى الله عليه وسلم- إلى الحجر ثم قبل محجنه، لحق لنا أن نزدحم على ذلك المحجن بالتقبيل والتبجيل».
HTML Embed Code:
2024/06/18 13:18:37
Back to Top