TG Telegram Group Link
Channel: قناة سليمان بن ناصر العبودي
Back to Bottom
‏للمقالة مناسبة وظروف ولادة في أحد المنتديات، وقد حاولت الحفاظ قدر الإمكان على صورتها الأولى مع تغييرات وتحريرات يسيرة، ثم نشرتها بمناسبة المعرض
‏من دقائق المعاملة التفريق بين العزلة القسرية والاختيارية، فبعض النفوس حين تنضب مواردها ويجفّ عطاؤها تبدأ بترتيل مواعظ الخمول والزهد بالشهرة!
أعظم عقوبة لإطلاق البصر في المحرمات بعد عقوبة الآخرة؛ أنها تعرقل سير المرء عن الانطلاق والتحليق في معارج العلم والإيمان والعبودية!
خاطرة قصيرة بعنوان:


المعارف المتداخلة
http://saaid.net/Doat/solaiman/25.htm
بناء السدود أولى من مدافعة السيول!

راسلني أحدهم أمس وذكر لي أنه يواقع كل شهوة تقع بالبال وترد بالخاطر، وأنه يائس تماما من إصلاح حاله، حتى أنه وصف لي نفسه بكل وضوح بأن شهوته مسعورة! ولا يملك حيالها شيئا البته، فكلما دعته لبى ندائها على الفور دون أن يساوره أدنى تردد، كأنما هو خاتم في أصبع الشيطان يقلِّبه كيف يشاء، وهو يتوب كل مرة ويعزم في الصباح ثم تنفصم عرى عزيمته في المساء، وهذه الحال تقع لكثيرين في هذا العصر الشهواني المادي البغيض، فلا يوجد عصر ابتلي فيه الناس بسلطة النظر الحرام نحو هذا العصر، أعرضتُ عن كلامه حول تفاصيل مشكلة الشهوات، وسألته عن حاله مع الفرائض والصلوات، الجواب كالعادة في مثل هذه الحالة لا يتغير ولا يتبدل: مقصر جدا وأضيِّع كثيرا من الفرائض وأصلي بعض الصلوات بعد فوات وقتها ونحو هذه الحال، هذا مع كونه طالب علم مشترك في برامج وأنشطة علمية في الساحة، وهذا لا يعد تناقضا أو نفاقا بالضرورة فكلنا نعرف سطوة الشهوات في زماننا وقوة نفوذها وأنه لولا ستر الله الممدود لما تصافح الصالحون في عصرنا -شملنا الله جميعا بستره- فكلامي ليس في بث الاستغراب من حال هذا الأخ، وإنما أردت أن أشير إلى المعنى الصحيح للخلاص من نير الشهوات ونارها، لقد جرب الكثيرون -بما فيهم نحن- كل دواء في مداواة نوازع نفوسهم وشهواتها ولم يشعروا أنهم انتصروا إلا تلك الأيام التي بدلوا فيها استراتيجية المقاومة، حينما قرروا حفر الخندق في وجه أحزاب الشهوات، إنها المقاومة الداخلية التي تبدأ من تقوية أركان البنيان من أساسه وردم فجواته وسد فراغات المنافذ التي يلج منها العدو!

إنه ومن خلال تجربة ذاتية وخبرة ممتدة لكل شخص منا سيتذكر أنه لا يجد نفسه قريبة من تخطف كلاليب الشهوات في تلك الأيام التي يقيم فيها الفرائض والنوافل ويؤديها باكرا مقبلا عليها بقلبه، أما في تلك الأيام التي يفرط فيها بالصلوات ويؤديها بروح غائبة ونفس مستثقلة فإنه يشعر أنه حتى تلك الصورة المحرمة العارضة في غاية الفتنة مهما كانت في حقيقة الأمر قبيحة، هذا أمر يعرفه الإنسان من نفسه كثيرا، في تلك الأيام التي يحافظ فيها على الطاعات يجد في نفسه لذة معنى: (وكره إليكم الكفر والفسوق والعصيان) وذلك نتيجة مباشرة لـ لتحبيب الإيمان وتزيينه في القلب، والخلاصة: لا تقتصر وتنهمك كثيرا في مدافعة سيل الشهوات، وإنما قم مع ذلك ببناء سدٍّ منيعٍ من الفرائض والطاعات!

سليمان العبودي ١٦ / ٩ / ١٤٣٨ هـ
القراءة الممتعة!

القراءة الممتعة هي أكثر ما يبقى ويؤثر في النفس والعقل والروح، وهي أدوم ما يرسخ في الذاكرة، وهي التي يسهل استدعاء المعارف المتصلة بها وتوليد معارف أخرى منها، الكتاب الذي نقرؤه مجرد إلزامٍ قسري للنفس ونشعر ونحن نمسكه أننا أمام هذرمة مملَّة لمؤلف ثرثار، لا نكاد نذكر منه شيئا بعد شهور فضلا عن سنوات، هذه حقيقة نجدها جميعا في أنفسنا .

يجب علينا أن نسعى لأن نستمتع بما نقرؤه ونتعلمه من الفنون، ينبغي أن تكون المتعة هدفا ولو بعيد المدى مع ما نرسمه لأنفسنا من علوم وكتب وبرامج، لأنه بهذه المتعة تتضاعف طاقاتنا في التحصيل.

إذا أردت أن تعرف هل أنت تستمتع في مطالعة فن ما أو كتابٍ ما فانظر إلى جوابات التساؤلات التالية: هل يمكن أن تفكر به حتى في غير الأوقات المحددة للقراءة؟ هل يحصل أنك تفتح ذلك الكتاب لا إراديا أحيانا؟ وهل يحدث أنك تتجاوز الصفحات المحددة لكل يوم بلا شعور؟


لي صديق يحفظ تفاصيل دقيقة متعلقة بنزاعات فكرية عارضة بصورة تبعث على الدهشة، حتى إنه ليستطيع وهو مسترخٍ على أريكة أن يسرد ببلوجرافيا الخارطة الفكرية المرتبطة بالخلافات بين الجماعات الإسلامية مصحوبة بذكر الأسماء والأعلام والكتب والتواريخ وحجج كل طائفة على الأخرى، وهذا الصديق يطلب علوما نافعة في شطر يومه الباقي، لكن المفارقة اللطيفة أنه لا يستحضر كثيرا مما يقرؤه في هذا المجال، كأن ذهنه الوقاد ينطفئ إذا أراد تشغيل الجانب الآخر منه! وكأن خيوله لا تركض إلا في اتجاه واحد!


لننظر لأنفسنا نحن لماذا نجد طرف إبهامِنا في أثناء تقليب شبكات التواصل لا يفتر عن اللمس والدفع نحو الأعلى طلبا للمزيد، بينما كثير من الكتب التي قررنا أنها مفيدة نمسكها عنوةً ونحدق في ساعة الحائط مرارا ونحن نقرؤها لأننا ننتظر انتهاء الساعة أو الساعتين المحددة للقراءة!

كم مرةً وجدت نفسك تخرج جهازك من جيبك وتفتح تطبيقا تواصليا دون وعي تام بحركة اليد كأنما هي حركة لا إرادية، بينما لا يحصل مثل هذا السلوك التلقائي مطلقا ولا قريب منه مع الفن الذي نلزم أنفسنا بدراسته!

كم مرة وجدت نفسك تدخل يدك في جيبك بعد الصلاة مباشرة لتتحسس جهازك ثم تتذكر أنك في المسجد لم تكمل الأذكار فتدهمك جحافل الخجل من الناس فتدع الجوال وتخرجها بحركة سريعة غير لافتة للانتباه، لكن لا قلَّما يحصل مثل هذا السلوك مع الكتاب الأول في الفن الذي تود أن تتقنه!


لماذا بعض قراءاتنا نشعر بأنها ممتعة رغم كونها تخصصية في مجالات دقيقة وفيها تفاصيل معقدة، بينما تتبخر هذه المتعة وتتحول القراءة لعملية مجاهدة ومعاناة ومكابدة في مجالات أخرى!

هناك أجوبة قريبة تتعلق بخفَّة المعارف التواصلية بينما المعارف التي نقررها لأنفسنا غالبا ما تكون ثقيلة، لذا نستمتع في الأولى دون الأخرى، وفي الحقيقة أن هذا الجواب لا يصمد أمام البحث والنظر الدقيق، فهناك مَن يستمتع بمطالعة علوم يستثقلها غيره، وهناك من لا يطيق إدامة النظر في المعارف التواصلية مع أنه يجرد علوما في غاية التخصص والوعورة .


السبب الحقيقي الذي يقف وراء المتعة العقلية في مطالعة الفنون والكتب، هو أن هذه المتعة مرتبطة بالأرضية المسبقة لكل علم، ومتعلقة بالارتباطات الشرطية لكل فن ، ومتصلة بالقوالب الذهنية المرتبطة بهذا الكتاب أو المؤلف!

وهذه الارتباطات الشرطية والقوالب الذهنية تأتي مع أمرين :

١-الإرغام ٢-الصوم.

١-إرغام النفس على القراءة المتواصلة في المجال الجديد حتى تستقر البذور في باطن تربة النفس وتتصلب جذوع الارتباطات الذهنية وتستقر القوالب العقلية لهذا العلم أو مواضيع ذلك الكتاب، وكل هذه تنشأ مع المعايشة والتفتيش وإدامة النظر، ونحن غالبا لا نقصر في هذا، وإنما يأتي أكثر تقصيرنا مع الأمر الثاني.

٢-الصوم -قدر الإمكان ولو نسبيا- عن غيره من التفاهات أو المطالعات الأخرى المزاحمة ولو لم تكن تافهة! حتى تذبل قيمتها في النفس فتزول تدريجيا شرائطها الذهنية وقوالبها العقلية، فإن طاقة النفس محدودة بطبيعتها، وإن العملة الرديئة تطرد العملة الجيدة وتؤثر في قيمتها!


سليمان العبودي ١٧/ ٩ / ١٤٣٨ هـ
‏القراءة الممتعة :
‏⁦ justpaste.it/17som
بانتــــظار تحــــسن الظُّــــروف !


سألت العامل الكهل الذي رأيته يعمل بجد واجتهاد في المحطة المجاورة:

-تعمل من الساعة كم إلى كم؟
- من ٧ صباحا إلى ١٢ مساءً!

-بلا أي انقطاع أو تفويت؟!
-بلا أي انقطاع أو تفويت أو تأخير.


وذكر لي أن هذا برنامجه منذ أكثر من عشرين سنة!


وأشار لي حين رأى دهشتي (وابتسامة الرضى تغمر زوايا وجهه) إلى أن عمله هذا مريح جدا، هو يقوم فقط بتغيير الزيوت المحترقة بزيوت جديدة ويضع السيفون ويدخل تحت مكينات السيارات، ثم بين سيارة وأخرى يذهب للجلوس على الكرسي المجاور تحت المكيف. فهو عمل يسير بالنسبة لأعمال أخرى!

صدق أبو عبدالله ابن القيم حين ذكر أن "الكسالى أكثر الناس هما وغما وحزنا ليس لهم فرح ولا سرور بخلاف أرباب النشاط والجد في العمل" .


وسألت العامل الذي ركب لي بطارية جديدة للسيارة:
متى تفتح المحل ومتى تغلقه؟
فقال: من الساعة السابعة وأحيانا الثامنة إلى آخر الدوام في الليل ويرتاح أحيانا ساعة آخر الظهر.

سألته: هل تشعر بتعبٍ ما كزكام ونحوه من العوارض الصحية فترتاح في بعض الأيام؟
فقال: لا يمكن بحال من الأحوال أن أتخلف عن عملي يوما واحدا أو ساعة واحدة!


ثم قال: أشعر أحيانا بأتعاب جسدية معينة فيُذهبها العمل والحركة والدأب وبذل الجهد، ولو جلست للراحة لتضاعف التعب، وزاد الإحساس والشعور بالمكدرات.


ذكَّرني بكلامه العميق حول خداع الجسد وطبيعته التي تحتاج لشيء من حزم من الروح فينقاد على الفور، ببيتِ أبي الطيب المتنبي:
وما في طبِّــه أني جــــــوادٌ
**
أضرَّ بجسمه طول الجِمام!



أعلم أن هؤلاء المساكين يعملون رغما عنهم غالبا، ولا يملكون أن يتغيبوا أو يتأخروا أحيانا، لكن دأبهم المتواصل والتحامهم الروحي مع أعمالهم، وانضباطهم في الإنجاز يحفر في نفس المتأمل أخاديد من الاعتبار، فلطالما رأيت في هؤلاء العمال والعرق يتصبب من جبينهم دروسا في الصبر والتحمل وبذل غاية الجهد لا سيما مع كثرة العوارض والمكدرات والظروف التي تمزق أثواب الطمأنينة في حياتهم ..

وهي ظروف قاسية للغاية لمن يعرف، لو قارنتها بما يمر بك أحيانا فتتعطل لأجله بضعة أيام عن سيرك نحو أهدافك لأعدت حساباتك كثيرا، وستفهم مع الوقت كم هي عميقة وصادقة حكمة ذلك العامل الذي أخبرني عصارة تجربته وخلاصة خبرته، وهي أن العمل المتواصل -وليس الراحة والاستسلام والجِمام كما نتوهم- يُذهب الأتعاب ويلهي عن الظروف!


فلا يوجد أحد من الناس يختار أن يكون فاشلا ابتداءً .. إنما أغلب الفاشلين والبطالين هم أقوام ينتظرون فقط تحسن عامة الظروف وصلاح جميع الأحوال وزوال كل المكدرات ولم يفهموا بعد عمقَ حكمة ذلك العامل!


سليمان العبودي
٢١/ ١٠ / ١٤٣٨ هـ

كرامة القلب !
(جواب عابر عن دواء العشق).

هذه النفس حين تمتلئ باهتمامات نافعة ومطامح عليَّة.. فإنها تتزاحم في القلب وتتملك مفاتيحه فيسلو عن سواها!

ولهذا تجد في الكتب تعريف بعضهم للعشق بأنه (جهل عارض.. صادفَ حركة قلب فارغ!) وهذان المعنيان: (الجهل والفراغ) لا أعرف معنيين مطروقين في الكتب والأشعار التي تناولت أسباب العشق وبواعثه وأدواءه مثلهما! فهما عمودا خيام العاشقين، فالقلب الفارغ من الهموم هو أرض بكر مهيأة للاحتلال، والجهل والغفلة والإغضاء عن العيوب هو ضمان حياة هذا العشق بين الضلوع، فإذا سقط أحد العمودين اضمحل العشق وأوشك على الانهيار! لذلك يقول الرافعي: (ينظر الحب دائما بعين واحدة، فيرى جانبا ويعمى عن جانب، ولا ينظر بعينيه معا إلا حين يريد أن يتبين طريقه لينصرف!).

ويقول أبو الطيب:

مما أضرَّ بأهل العشق أنهمُ *** هَوَوا وما عرفوا الدنيا وما فطنوا

وأكثر القراء يعرفون البيت التالي لهذا البيت ويحفظونه، ويجعلون هذا البيت بمثابة مقدمة لما يليه، أما أنا فأرى أن مِن أعمق ما قاله أبو الطيب هو أن هؤلاء الكائنات: (هووا وما عرفوا الدنيا وما فطنوا!) فهو أقوام اغتروا بالظواهر، ووقفوا على الرسوم، واعتقلتهم اللحظات الفانية، ومن ثمَّ باركوا تسليم أرواحهم في هيئة خواتم في أنامل المارَّة والعابرين !


ثم إن العشق يتنافى مع أنفة الروح الكريمة وسموقها وشموخها واستقلالها وحريتها وإرادتها التامة، فالعاشق أبدًا مسلوب الإرادة على الإباء، مشلول القدرة على الاختيار، مدفوع دوما إلى أضيق الطرق، وهذا يتناقض جذريا مع معاني كرامة الروح وإبائها، وهذا أمر يجده كل عاشق –وإن كابر- في أول خطوات طريقه فكيف بأواخره، فعزة النفس والتهالك على أعتاب مخلوق طريقان متوازيان لا يلتقيان! والإنسان الشريف تعز عليه نفسه أن تتسول المشاعر إلحافا، وأن ترضى أن تكون مجرد احتمالٍ في حياة آخرين ..!


جاء في معلقة امرئ القيس :

أغرك مني أن حبَّكِ قاتلي *** وأنك مهما تأمر القلب يفعل!


هذا الشطر (وأنك مهما تأمر القلب يفعل) يفهمه عامة قراء المعلقة بهذه الصورة بأنك: (مهما تأمري قلبي يفعل لأنه مطيع لك)، وهذا معنى صحيح محتمل، لكن لهذا البيت معنى آخر مليح للغاية، أورده الشراح كالأنباري والزوزني، لكن هذا المعنى الآخر غير متداول فيما رأيت، وهو معنى يروقني جدا لما فيه من شرف القلب وعزة النفس وإباء الروح والقدرة التامة على التكيف مع الواقع والأحوال! والمعنى هو: (أنك مهما تأمري قلبَكِ يفعل! لأنك مالكة له! وأنا لا أملك قلبي..). فهي تملك أن تحب وتملك أن تصد! تملك أن تقبل بقلبها وتملك أن تصد بروحها! فما أجمل أن تقف حارسا ببوابة قلبك ، تُدخل في جوفه من شئت، وتخرج من حَرَمِهِ من شئت، وإذا استعصى عليك طرد أحدهم من أعماق القلب انتضيت سيف العزيمة، وقطعت عنه الواردات والإمدادات والخيالات وعرضته لتيار آخر يعاكس مساره، فإذا بالساكن المستعصي بعد زمن يسير مجرد خرقة بالية، ومحض جُثَّةٍ تدفنها وتواريها في أدنى مقبرة!

أعوذ بالله من الشيطان الرجيم (إن الذين اتقوا إذا مسهم طائف من الشيطان تذكروا فإذا هم مبصرون).


سليمان بن ناصر العبودي
الاثنين 23-10-1438هـ

المقال كاملا:
://saaid.net/Doat/solaiman/30.htm
من الخذلان أن نرمم علائقنا الاجتماعية كلما وهن بنيانها، وأن نعيد بناءها كلما انهدمت أركانها، ثم ندع علاقتنا بالله تذروها رياح البعد والغفلة بلا ترميم أو تجديد !
من الأمور المحزنة:

أن ترى معيار النجاح الذي ترسيه وسائل الإعلام وتكرسه دورات تطوير الذات يتسرَّب إلى كتابات وأطروحات كثير من الأخيار والفضلاء -بلا شعور منهم- فيكون معيار النجاح في خطابهم إما الشهرة الذائعة أو المنصب الرفيع أو المال الوفير أو الوظيفة المرموقة أو النجاح الإعلامي ونحوها من الأمور الدنيوية التي ربما تقع للمؤمن للبر التقي المصلح، وربما تقع للفاجر الذي لا يصلي ولا يتلو مصحفا ولا يتمعر وجهه في الله قط!
من العادات المفيدة جدا في طلب العلم أن إذا سمعتَ فائدة من أحد في مجلس علمي وأعجبتك.. أن تحرص على توثيقها وتعليقها والوقوف على مصدرها بنفسك، وذلك حين تعود لمكتبتك وبيتك، فما أكثر ما نسمعه من الفوائد في مجالس الأشياخ أو لقاءات طلاب العلم ثم ننسى أكثرها قبيل الخروج والتفرق، وكثير منها فوائد مهمة جدا، وذلك لأننا اكتفينا بسماعها مرة واحدة، فاطلب ممن أمدَّك بفائدة أعجبتك، أن يذكر لك المصدر أو أن يبعثها لك بعد الخروج فهذا أفضل ما يقيدها في ذهنك مدة طويلة، ثم إن الوقوف بالنفس على المصادر يبين لك كثيرا من أوهام النقل وقصور الفهم ..
أكثر ما يؤتى المتميزون ذهنيا -في أي مجال- من ظنهم دوما أنهم أكبر من الجوادّ المسلوكة والطرق المعبَّدة والمسالك المشهورة، فيقفزونها قفزا لما يظنونه أليق بقدراتهم وأجدر بطاقاتهم وأخلق بمهاراتهم، فيفوتهم بهذا الظن مكاسب جمّة !

ولو أنهم سلكوا الطرق المعبدة المذلَّلَة ثم جعلوا امتيازهم على غيرهم من جهة: الضبط والإتقان والتحرير والتدقيق والتعمق والتجاوز لأدركوا فضلا عظيما !
HTML Embed Code:
2024/06/01 16:03:02
Back to Top