TG Telegram Group Link
Channel: Al-Sirdab - الــسِّــرداب
Back to Bottom
وَكُنتُ إِذا ما جِئتُ لَيلى تَبَرقَعَت
لَقَد رابَني مِنها الغَداةَ سُفورُها
وَأُشرِفُ بِالقورِ اليَفاعِ لَعَلَّني
أَرى نارَ لَيلى أَو يَراني بَصيرُها
حَمامَةَ بَطنِ الوادِيَينِ تَرَنَّمي
سَقاكِ مِنَ الغُرِّ العِذابِ مَطيرُها
أَبيني لَنا لا زالَ ريشُكِ ناعِماً
وَلا زِلتِ في خَضراءَ دانٍ بَريرُها
تُغالِبُني نَفسي عَلى تَبَعِ الهَوى
وَقَد جاءَ نَفسي مِن هَواها نَذيرُها
وَأَمرٌ يُرَجّي النَفسَ لَيسَ بِضائِرٍ
وَتَخشى عَلَيها ضَيرَةَ ما يَضيرُها
وَقَد قُلتُ لِلنَفسِ اللَجوجِ نَصيحَةً
مَقالَ شَفيقٍ لَو تَعيهِ ضَميرُها
فَأَنبَأتُها أَنَّ الحَياةَ وَأَهلَها
كَعارِيَةٍ أَوفى بِها مُستَعيرُها
إِلى أَهلِها إِنَّ العَوارِيَ حَقُّها
أَداءٌ بِإِحسانٍ إِلى مَن يُعيرُها
قِفا فَاِسأَلا يا صاحِبَيَّ حَمامَةً
تُخَبِّرُنا عَن أَهلِها أَو نُطيرُها
حَمامَةَ بَطنِ الوادِيَينِ تَرَنَّمي
سَقاكِ مِنَ الغُرِّ الغَوادي مَطيرُها

-الشماخ الذبياني
ثلاث دعوات تمسكوا بها في العشر الأواخر من رمضان:

- اللهم إنك عفو تحب العفو فاعف عنا، (دعاء أوصى به الرسول السيدة عائشة في العشر الأواخر).

- اللهم انا نسألك الحسنى وزيادة، (الحسنى هي الجنة والزيادة هي لقاء الله فيها).

- اللهم بلغنا ليلة القدر وارزقنا فيها على قَدَر قدرك (قدر الله عظيم وربما يأتيك بدعائك هذا أضعاف ما تمنيت).
حين تختفي العناوينُ تماماً في المناطق المدمَّرة وتتصحرُ قُرانا خاليةً من الناس، إلى من يكتب الواحدُ؟ وإلى أي عنوان؟ 
هُدى بركات
تقبل الله صيامكم وطاعاتكم.
لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد وهو علـى كل شيءٍ قدير.
كُلُّ عامٍ وأنتم بخير آل السِّرداب🫶
لو فتشنا عن الاسباب الحقيقية البيخلي الناس تقتنع بكلام ما دون غيره اعتقد هتتفاجئ الناس ممكن تقتنع بكلام لمجرد انه اتقال بشكل كويس ، او اتقال من شخص عنده شعبية حتى لو اسباب الشعبية بعيدة عن موضوع الكلام، زي انو راجل طيب وبيعمل اعمال خير فالناس تقتنع بكلامه في الطب او السياسة مثلا

لو في حادث عربية بين اتنين نسوان واحدة محجبة ولبسها طويل والتانية لبسها قصير وخاته ميك اب كتير الناس هتصدق رواية المحجبة مهما كانت غير مقنعة، لو راجل فقير اشتكى من راجل غني فالراجل الغني حتمًا غلطان وظالم وابن كلب من قبل ما تعرف الحصل شنو اصلاً .

لكن مافي سبب يقنع الناس ويكتسح كل ما سبق من اسباب قد انك تقول اللي هم عايزين يسمعوا، معظم الناس م عايزة تفهم حاجة، هم مقتنعين انهم فاهمين ومستنيين يسمعوا بس عشان يصنفوك، لو قلت اللي على هواهم فانت صادق عبقري وشريف واكيد هتدخل الجنة، لو قلت العكس فعليك لعنات الله المتتالية

فعشان تقنع لازم تكون بتقدر تجاوب علي اكبر قدر من النقد،في عالم بينقرض فيهو العقل النقدي الناس العندها رأي حقيقي قبل ما حيقولو اي كلمة حيلاقو نفسهم بين مصيرين، اما كذاب مقبول او صادق منبوذ

فلو اي مرشح في العالم في الانتخابات قال نحنا حنتعب عشان ننجح هو قال الحقيقه بس حيخسر

الشعبوية عملاق متوحش وكلما كان المجتمع اكثر جهلاً كلما كان العملاق اكثر توحشاً.
@Mo_Abass
خلال الساعات القليلة القادمة يعلن الصندوق العربي للثقافة والفنون بلبنان/بيروت عن الفائزين/ات بمنحة آفاق AFAC ضمن برنامج الكتابة الإبداعية والنقدية.

وهي منحة مالية تقدم للمشاريع التي تخدم الثقافة والفن في الوطن العربي وتشمل عدة برامج سنوية (السينما، الفنون الأدائية، الفنون البصرية، الكتابة الإبداعية والنقدية ...الخ).

هنيئًا مقدمًا للفائزين/ات بالمنح المالية لهذه الدورة.
🍀يصدر قريبًا عن منشورات عندليب مجموعتي القصصية "السقف النبيل للأحلام" الفائزة بمنحة الصندوق العربي للثقافة والفنون قسم الكتابة الإبداعية والنقدية للعام ٢٠٢٣م.
صدر حديثًا بالقاهرة، كتابي الجديد (السقف النبيل للأحلام) عن منشورات عندليب.
نادتني بانشراح: دكتور مصطفى!
لمحتُ وجهًا مألوفًا بين الزحام
أين رأيتُها؟
في أمدرمان؟
في حيّنا الجديد ببورتسودان؟
في كتابٍ قديم يحكي سيرةً طويلة للمعاناة؟

لا.
رأيتُها في المشفى!
حتمًا في المشفى
وزوجها أُجريتْ له عمليّة استكشاف
كانت نضِرة بين الزحام
بنظارةً سوداء من كلاس (ريبان)
تجتاز الأربعين عامًا بشغف
أراها لأول مرة بأحمر شفاه!
كانت يانعة وموفورة الثقة، لا كما ألقيتُ عليها نبأَ "احتمالية" إصابة زوجها بالكبد الوبائي،
حسب "الفحوصات المسْحيّة".

كانت ذابلةً يومها
ممصوصة الخدّين
يسوّر القلقُ قلبَها ويُجلّدُ حجابها الحاجز.
قالت لي لما رأتني: قابلنا أخصائي الباطنية كما قلت لنا.
- وماذا قال؟ (سألتُ بلهفة)
افترّ ثغرها عريضًا وجعلتٔ تضحك كأنها نشيدٌ من النصر: الفحوص التأكيدية سليمة! زوجي صحيح والآن بخير.

كان صوتُها مبتلًّا بالفرح.
ولم تنتظرْ ردّي.
وانسربتْ مرةً أخرى وسط الزحام
وراحتْ كطيفٍ سمائيّ
تطير إلى زوجها جزلةً فرحانة
وسمعتها وهي تقول: لا مشافي بعد اليوم!

ومشيتُ أنا
نحو المشافي
وحيدًا
لكنْ
مقرورًا مسرورًا.

واستدركتُ الحكمة القائلة
الصحةُ تاجٌ على ... الخ .
منذ أيّام الجامعة كنتُ أتساءَل عن لماذا قد يخلق الله عالمًا مليئًا بالفواجع والشرور والآلام، وكانت تلك التساؤلات منذ أيامي في مستشفى الشَّعب التعليمي كطالب، ثم تطوّرتْ تلك الأسئلة أكثر لمّا قامتْ الحرب، ثم بدأتْ تساورني الشكوك حول إذا كان الله يأبه لما يحصل في دنياه التي أوجدَها أم لا، ثم دخلتُ في أزمةٍ عدميّة كُبرى إبّان عملي كطبيب امتياز في مشافي بورتسودان، فما كان يجري في هذا العالم وما يزال، على مر الأزمنة والتاريخ، يتنافى مع الصفات الإلهيّة التي درسناها زمان، فهو القادر، إذن لو كان قادرًا على خلق عالمٍ بدون شَر فلماذا يخلق عالمًا بهذا الشكل؟ وهو أيضًا الرحيم، إذن لماذا لا يتدخّل بنفسه لإيقاف كل هذه الصرخات والاستغاثات والدماء والآلام رحمةً بالعباد؟ ويستحيل أن يكون هذا الإله دون علمٍ بما يجري وهو العليم، ثم بدأتُ أتساءل عن المغزى من الوجود أصلاً، فالله ليس بحاجةٍ لنا ولعبادتنا وهو الذي له ملائكةٌ مسيّرون خلِيّون من الشهوات ومفرَّغون لعبادته، ثم نجيءُ نحن معجونين بالشهوات والوساوس في اختبارٍ مكشوف كلعبةٍ مشوّقة. وبدأت تلك الأسئلة تكبر ككرة الثلج وبدأت معها قناعاتي بالاهتزاز، وتغيّرتْ معها رؤيتي للأمور حولي لدرجة أني كنت أرى أن بقائي في العدم خير لي من خلقي و"وجودي"، الوجود الذي بحد ذاته وحدَه هو نعمة عظيمة كما كان يذكّرني صديقي Mohammed Abdalrahman كلما تضجرت له بالوجود. كانت تلك الإجابات التي حفّظونا لها زمان في حصّة الدين لا تشفي غليلي، بل بدت لي ألجمةً فكريّة لدحر مجرى التساؤل، كانت تلك الإجابات من قَبيل: حتى يجزيَ الصابرين، الدنيا امتحان، الله يبتلي ليهذّب لا ليعذّب، الله حر يفعل ما يشاء، الله خلقنا لإعمار الأرض، الله يعلم وأنتم لا تعلمون...الخ. نعم، هذا مفهوم، لكنني لا أتساءل عمّا يترتّب، بل أتساءَل لمَ هذه المعاناة شرطٌ من شروط الحياة؟ ماذا يستفيد الإله وماذا نستفيد نحن من المعاناة؟، ومع بحثي المستمَر عن الإجابات وجدتُّ أنني لستُ أول شخصٍ يطرح تلك الأسئلة، إذ أن (مشكلة الشر) التي يعاني من تعقيداتها الملايين حول العالم هي في الأصل جوهر الإلحـاد لكثير من الملحدين، إذ يقول الملحد: الله قادر ورحيم وعليم لكنّ عالمَه مليء بالشرور إذن هذا عكس صفاته، إذن هو ليس موجودًا. هذا النفي مُريح لأنه بسيط وسَهْل ويوفّر للملحد عناء البحث حقيقة الخالق. هذا ليس موضوعي الذي جئتُ لأتحدّث عنه، فأنا لم تخالِجْني لحظةُ شكٍّ في وجود الله لكنْ كنت أمتلئ بالعتاب والضجر والشعور بالأسى تجاه الإله عندما أرى الموجوعين حولي بسبب الحروب أو المرض أو الفقد، وكانت تحضُرُني كثيرًا تلك الإجابات القديمة والتي كنتُ أحاول قبولها على مضض ودون أن أغذّ السير وراء مبدئها ومُنتهاها، كل ذلك كان بداخلي حتّى وقع بين يدَي هذا الكتاب الذي في الصورة أدناه والموسوم بـ "مشكلة الشر ووجود الله" للدكتور سامي عامري، أرسله لي صديقي العزيز عثمان طارق Osman Tarig طوقًا للنجاة وهو دَرِيٌّ بتساؤلاتي تلك وكنّا كثيرًا ما نتجادل حولها في جلساتنا محاولاً إقناعي، لكنني عنيد أصلاً، ونادرًا ما أرضخ لرغبات خصمي المُجادل لقناعاتي في الحوار، وسأسعى جاهدًا لحل هذه المشكلة في مقبل الأيام. وعد. وهو، عثمان، عرف من أين يأتيني عندما قرر أن يرسل لي الكتاب الأسبوع الماضي. وجدتُّني أقع على الكتاب بشراهة إذْ أنّه كان يطرح كل أسئلتي وافتراضاتي التي كانت تضج برأسي وكنتُ أقول: عظيم! رائع! هذا ما أفكّر فيه بالضبط. وأكملت الكتاب خارجًا منه شخصًا آخَر، بقناعاتٍ جديدة وإيمانٍ راسخ بالحكَمِ الإلهيّة التي قد بدأتْ تتجلّى منطقيًّا كما أحب أن أراها، وتعلّمتُ أن الشرور في العالم حولنا استثناء وليستْ الأصل في الحياة، إذ أن الحروب تقوم وتخمد ولا تأخذ زمنًا طويلاً بالنسبة لعمر الأرض، وإن الناس الذين كانوا يموتون موجوعين في المشافي تألموا فقط في الجزء الأخير والقليل جدًا من حياتهم لا حياتهم كلها، لكنّي بحكم عملي في المشفى وتعامُلي فقط مع المرضى توهّمْت أن المرضى هم الأكثريّة وأن العافية صارت في العدم، وعثرتُ على الشفاء الغليل، أخلاقيًّا وفلسفيًّا، عن سؤالي الكبير: لماذا يخلق الله عالمًا فيه شر؟ في هذا الكتاب الثمين تجدون كل الإجابات الشافية والمقنعة. رابط تحميل الكتاب
:https://hottg.com/sirsir888/10624

مصطفى خالد
هذه البلاد قاتلة!
كلّ يومٍ تُهيل علينا التراب تروم قَبرَنا، وكلّ يوم تعود بنا إلى زمانٍ طواه العالم ومضى، تاريخ العالم حاضرنا، ومستقبلنا مظلم ومجهول. أحيانًا أُصدِّق أنّ العالم نسينا على هامش التاريخ بعد أن رمى بنا على هامش الجغرافيا منذ الأزل.
كلّ شيء هنا يدفع المرء لكراهية هذه البلاد؛ ما زال النّاس هنا يرفضون اختلافاتهم وتنوّعهم، لا زالوا ينظرون إلى المُختلِف بعين الكراهية. الوحدة كلامٌ مزركش يتشدّق به الساسة والمنتفعون، والتنوُّع محض خُرافة. لم يتوقّف الناس هنا عن ممارسة العنصرية القديمة إياها تجاه بعضهم، لم تمنعهم أديانٌ سماوية ولا قوانين أرضية من العودة إلى طبيعتهم الدونية التي تحبّ التمييز والاقصاء. الزمن هنا يمضي على مهل، والنّاس في غفلة. لا أحد يمارس عمله على الوجه الأكمل، لا أحد يُسخِّر نفسه لأحد. الجميع يبحثون عن بطولاتٍ زائفة في أذهان النّاس؛ ماتت الحقيقة منذ زمن مضى، نحن من ذبحناها وعلّقناها قربانًا للنفاق.
ورغم أنّني أميلُ إلى التشاؤم والسوداوية، إلّا أنّني أؤمن بأنّ الإنسان القادر على القتل والكراهية قادرٌ أيضًا على الحبّ والعطاء. في أكثر أعماقي حلكةً يسكنني إيمانٌ بأنّ الأرض لله يورثها لمن يختار من عباده المتقين، أؤمن أنّ الخير قد ينبتُ من أكثر البقاع شرًّا، وأنّ النور يولدُ من عمق الليالي الليلاء.
هذه البلادُ تجبرنا على كراهيتها، وتجبرنا على رفضها، وكلّما فتحنا لها قلوبنا رَفَدَتْها بالكراهية. أعلمُ أنّني في ذهني مغادر، الله خلقني طيرًا لا يحبُّ السكون، وأعلم أنّني سأسعى -ما بقيتُ حيًّا- إلى الرحيل. أنا حقًا أكره هذه البلاد، وأكفر بالوطنية وزخارفها، لكنّني أملك من الشجاعة ما يجعلني أعترف أنّني أحبّ من يحبونها بصدق، أحبّ فيهم ذلك الإيمان العصي على الفهم، ذلك النقاء الذي لن أبلغه.
لطالما تساءلتُ: ما الوطن؟ ولم أصلْ إلى إجابة، ويبدو أنّني لن أجدها أبدًا.
هذه البلاد جميلة وآسرة، لكن فقط في القصائد والحكايات، جميلةٌ من بعيد، وباعثة على الحنين عند الغياب، جميلةٌ في الذاكرة، لكنّها قاسية في الحاضر، ورغم ذلك لها قدرةٌ خارقةٌ على جعلك تشتاقها في عزّ كرهك لها.
لا ريب، أنا أكرهها، لكنّني أحبُّ حافظ عبد الرحمن وأيامه الخالدة.. أيامنا الخالدة، وأحبُّ حسن العطبراوي وأغنياته. قلبي يخضر عندما ينزف الناي بين يدي حافظ عبد الرحمن وأذوب (بين الذكرى والشجن)، وأتخيّل كم أنّ الملامح من القرية جميلة في نوتاته.
هذه البلاد جميلةٌ في كلمات القدّال وأغاني مصطفى سيد أحمد، وآسرةٌ في دندنات الكابلي وعثمان حسين وأبوعركي وعبد العزيز أبو داؤود، وآمِنةٌ في صوتها.

- عبد الرحمن عباس يوسف
#يوميات_طبيب_امتياز

عندما أخرجوا المريضة من غرفة العمليات قالوا: يجب أن تدخل العناية المكثفة.

وأهل العناية المكثفة قالوا: العناية ستكون خارج الخدمة لـ ٢٤ ساعة لأسباب تعقيمية وتطهيرية.

فقلنا لهم: وأين ستقضي المريضة ليلتها؟

قالوا: لا حل غير العنبر العام.

وقال الأخصائي الذي يرأسُنا: إذن يجب أن يبيت طبيب امتياز معها في العنبر العام.

فقلنا: وماذا سيفعل طبيب الامتياز في العنبر العام؟

فقال: يشتغل كجهاز المونيتور؛ يقيس النبض والضغط والسكر والأوكسجين ومعدل التنفس ويصحح ما يجب أن يُصَحح.

فوقع الاختيار عَلَيّ، ربما لأنني أظهرتُ استعدادًا مسبَقًا للأمر واهتمامًا خاصًا، لأن المريضة في النهاية مريضتي أنا، فأنا من فتحت ملفها وملأتُه وحضرتها للعملية وهكذا، كنت أعلم أن الأمر صعب، فقياس العلامات الحيوية كل ١٥ دقيقة شيء مضنٍ ومتعب ومُهلك، خصوصًا في الليل،
وفي المشفى ليلاً ينامُ كل الناس ما عدا المرضى، وفي المشفى ليلاً يعلو الابتهال والتضرع والأنين وتزداد حساسية المرافقين تجاه أي تغيير يحصل لمرضاهم، هذا يعني مزيدًا من الضغط على كل طبيبٍ مستيقظ أو ممرض، لكن الذي لم أتوقعه بالمرة هو مدى صعوبة التواصل الذي كان ينتظرني مع مريضتي التي لا تعرف شيئًا بالعربية ولا مرافقتها، التي هي أمها، تتحدثان فقط بلغة محلية صرفة، ونسيت أن الشخص الوحيد الذي كان يعرف العربية في جوقة المرافقين الذي جاؤوا مع المريضة من خارج المدينة هو زوجها والذي لم يكن موجودًا في المشفى ذلك الليل.
إذن لكم أن تتخيلوا هذا العنبر الذي به خمس سيدات خارجاتٍ من عمليات مختلفة، كل واحدةٍ فيهن من جهةٍ ما من هذه البلاد العريضة، لكن ولا واحد من المستيقظين في الغرفة كان قادرًا على ترجمة ما تقوله لي مرافقة مريضتي أو ما تقوله مريضتي حتى:
أسألهما:

في شكوى؟

حاسة بألم؟

دايرة شنو؟

بنتك قعد تقول شنو؟

والنساء الأخريات ما بين متكوّعات يتابعن حديثنا اللا مفيد وبين متوجعات يطلبن التخفيف، في الليل، حيث الشبابيك مشرعة على الظلام والنسيم وهمس النجوم ونبيح الكلاب البعيدة، تزداد شاعرية كل شيء، حتى تقطير الدم على الأرض يحرك أوتارًا ذات حساسية عالية، وأنا في ورطة.

فمريضتي المنهكة جدًا لا تفهمني

وهي أيضًا تشكو أشياء كثيرة لأمها لا أفهمها

وأمها، تجتهد في محاولة إفهامي ولكنها تجيبني بكلام لا أفهمه

والنساء الصاحيات يحاولن التقاط معانٍ دلالية من حركات يدها وإيماءاتها

وأنا احترت كثيرًا في كيفية التعامل معهما، قلت سأبحث عن ممرضة من أهل البلد الأصليين لتشتغل معي ترجمانًا في آخر الليل، ولما أيقظت الممرضة من استراحة الممرضين قلت لها إنني آسف حقًا لإيقاظك في هذا الوقت، لكني في ورطة حقيقية، فمريضتي التي أُخرجت توًا من العمليات لا تعرف العربية ولا مرافقوها ولا أحد جيرانها في العنبر. قالت لي: إن مريضتك هدندوية وأنا بني عامرية، لا أفهم لغتهم. لو كانت بني عامرية كنت سأفيدك بالتأكيد.
شكرتها، ورجعت إلى مريضتي حائرًا. ولما جلستُ على الكرسي وسط الأسِرّة المتقابلة في شكل مربع في تلك الغرفة الكبيرة أحسستُ بمعنى أن يكون التواصل صعبًا، اختلاف اللغة واللسان والخلفية كان حاجزًا هائلاً ومضنيًا، لم ألُم المريضة ولا أمها ولا مرافقيها، ولم ألُم نفسي أيضًا، فهي لغتهم وحاملُهم الإرثي والثقافي ولا يجب عليهم أبدًا تركها أو تحريفها، إنه أشبه بمثل أن يلومني شخص يتحدث بالقشتالية لمجرد أني لا أعرف القشتالية ولمجرد أني فقط أتكلم لغتي التي ولدتُ وأنا أسمع أصواتها وأتماهى مع ما تحمله كلغة ويتحدث بها أهلي وناسي وأصحابي، لكن الأحق باللوم هي المشفى والتي إن كانت مشفى محترمًا كمشافي بلاد بَرة، لكانت قد وفقت مترجمين لمثل هذه الحالات، والتي هي كثيرة جدًا، لا تتخيلون كم هو أمر صعب أن تأخذ تاريخًا مرضيًا بأكلمه من شخصٍ لا يفهمك ولا تفهمه، ولا أحد فيكما يملك الحق في لوم الآخر حول: لماذا لا تفهمني؟ لماذا لا تتحدث لغتي؟، هذا النوع من التواصل الغير مفيد أو المتعب يكون خصمًا على الخدمة التي تقدمها المستشفى فهو: يؤخر عملية التطبيب، يضلل الوصول إلى تشخيصٍ صحيح، يكون مستهلِكًا للوقت والطاقة، يقلل تقديم العلاج بالكفاءة المطلوبة. تخيلوا! كل هذا بسبب انعدام التواصل والذي أصبح يملك صورًا شتى في هذا اليوم، ليس في صورة لغة مقابل لغة وحسب، بل حتى بين أبناء اللسان الواحد في صورته الجوهرية، أعني، حتى وهم يتكلمون فيما بينهم.

•مستشفى الأمير دقنة المرجعي، ديسمبر ٢٠٢٣
•مصطفى خالد مصطفى
حكاياتك عنّي لا تشبهني بالمرّة.. لم أكُن هكذا! هل أنت من يَخُط أم أنا من يمحو؟

*بريد الليل
ما اشتقتوا لمسابقة السرداب حقت الكتابة؟ ...
مصطلحات :
1- الليبرالية : الحرية المطلقة.
2- الإمبريالية : الإستعمارية.
3- الديمقراطية : حكم الشعب لنفسه.
4- الأرستقراطية : طبقة النبلاء.
5- البرجوازية : الطبقة التي تسيطر على وسائل الانتاج .
6- البروليتاريا : الطبقه العاملة (الكادحين).
7- التكنوقراطية : حكم الطبقة العلمية الفنية المثقفة.
8- الأيديولوجية : علم الأفكار.
9- السيميائية : علم العلامات.
10- السايكوبوتية : العدائية أو النزاعية.
11- البراغماتية : المنفعة .
12- العلمانية : فصل الدين عن الدولة.
13- البلشفية : الأغلبية
14- الغائية : علم الغايات .
15- الغنوصية : الإنغماس في العالم الروحاني .
16- الميتافيزيقيا : ما وراء الطبيعة .
17- الأستاطيقا : علم الجمال .
18- الأبستمولوجيا : علم المعرفة.
19- الميثيلوجيا : علم الأساطير .
20- أنطولوجيا : علم الوجود .
21- جيولوجيا : علم الأرض .
22- الميثودولوجيا : علم المنهج .
23- الباثولوجيا : علم الأمراض .
24- الثيلوجيا : علم الإلهيات أو اللاهوت
25- الأنثروبولوجيا : علم الإنسان.
26- البانثولوجيا : علم الإنسان القديم .
27- الأركيولوجيا : علم الثقافات البائدة.
28- المنطق : علم بقوانين التفكير .
29- الديالكتيكية : فن الجدل.
30- البروتوكولات : ضوابط أو معاهدات رسمية .
HTML Embed Code:
2024/04/26 15:22:04
Back to Top