TG Telegram Group Link
Channel: صفحة الصحيحين البخاري ومسلم
Back to Bottom
#قال_ابن_عبد_البر - رحمه الله - :
وفي هذا الحديث دليل على أن الذنوب بين العباد إذا تساقطوها وغفرها بعضهم لبعض أو خرج بعضهم لبعض عما لزمه منها : سقطت المطالبة من الله - عز وجل - بدليل قوله صلى الله عليه وسلم في هذا الحديث :(#حتى_يصطلحا ) فإذا اصطلحا غفر لهما .
#الاستذكار (٢٦/١٥٦)

#قال_الشيخ_ابن_عثيمين - رحمه الله تعالى - :
● فدل ذلك على أنه يجب على الإنسان أن يبادر بإزالة الشحناء والعداوة والبغضاء بينهم وبين إخوانه - حتى وإن رأى في نفسه غضاضة وثقلا في طلب إزالة الشحناء - فليصبر وليحتسب لأن العاقبة في ذلك حميدة .

● والإنسان إذا رأى ما في العمل من الخير والأجر والثواب سهل عليه وكذلك إذا رأى الوعيد على تركه سهل عليه .

● وإذا كان الإنسان لا يستطيع أن يذهب إلى الشخص ويقول : ( يجب أن نصطلح ونزيل ما بيننا من العداوة والبغضاء ) فبإمكانه أن يوسط رجلاً ثقة - يرضاه الطرفان - ويذهب الواسطة إليه ويقول : ( إني أجد بينك وبين فلان كذا وكذا .. فلو اصطلحتما وأزلتما ما بينكما من العداوة والبغضاء ) فيكون هذا حسناً جيداً والله الموفق .
#شرح_رياض_الصالحين_لابن_عثيمين

#شرح_الحديث :
في هذا الحديثِ يُبَيِّنُ النَّبِيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ أنَّ أبوابَ الجنَّةِ - سواءٌ أبوابُ طَبقاتِها أو غُرفِها ودَرجاتِها - تُفْتَحُ في الدُّنيا يومَ الاثْنينِ ويومَ الخميسِ - وذلك لِكثرةِ الرَّحمةِ النَّازلةِ فِيهما الباعثةِ على المغفرةِ -
ففَتْحُ أبوابِها عَلامةٌ على كَثرةِ المَغفِرةِ والصَّفحِ والغُفرانِ وإعطاءِ الثَّوابِ الجَزيلِ وتَسجيلِ مَن كُتِبَ أنَّه مِن أهلِها في ذلك اليَومِ .

وفي رِوايةٍ أُخرى لمسْلمٍ : ( ُعرَضُ_أعمالُ_النَّاسِ_في_كلِّ ُمعةٍ_مَرَّتينِ_يومَ_الاثنينِ_ويومَ_الخميسِ ) والمعروضُ عليه هو اللهُ تعالَى .
(#فيُغفَرُ_فيهما_لكلٍّ_عَبدٍ_لا_يُشرِكُ_بِاللهِ_شيئًا ) أي: فيَغفِرُ اللهُ تعالَى الذُّنوبَ الأُخرى .
(#إلَّا_رجُلًا_كانتْ_بيْنه_وبَيْنَ_أَخيهِ_شَحناءُ ) وهي عَداوةٌ تَملأُ القلبَ - وفي روايةٍ :
( #إلَّا_المُهتَجِرَيْنِ ) مِنَ التَّهاجُرِ والمرادُ : المُتخاصمَينِ .
فيُقالُ للملائكةِ :
(َنْظِرُوا ) أي: أَمْهِلُوا هَذَيْنِ الرَّجُلينِ وَأخِّروا مَغفرَتَهما مِن ذُنوبِهما حتَّى يَتَصالَحَا وَيَزولَ عَنْهُما الشَّحناءُ .

■ والخصومةُ المنهيُّ عنها :
#هي_الَّتي_تكونُ_لحظِّ_النَّفْسِ_ومَعايشِ_الدُّنيا وأمَّا إذا كانتْ للدِّينِ - كهِجرانِ أهلِ البِدعِ ونَحوِهم - فهي ثابتةٌ ومُجانبتُهم أَولَى .
● كذلك لا يُفيدُ التَّصالحُ لِلسُّمعةِ وَالرِّياءِ .
● والظَّاهرُ أنَّ َغفِرةَ_كلِّ_واحدٍ_مُتوقِّفَةٌ_على_صَفائِه #وزَوالِ_عَداوتِه - سَواءٌ صفَا صاحبُه أمْ لا - فاللهُ عزَّ وجلَّ يُريدُ مِن عِبادِه أنْ #تكونَ_قُلوبُهم_مُجتمِعةً_غيرَ_مُتفرِّقةٍ ُتحابَّةً_غيرَ_مُتباغِضةٍ .
#قال_الامام_النووي - رحمه الله - :
-( #غسل_واغتسل ) : والمختار ما اختاره البيهقي وأن معناه غسل رأسه ويؤيده رواية لأبي داود في هذا الحديث من غسل رأسه يوم الجمعة واغتسل .
#قال_البيهقي : وإنما أفرد الرأس بالذكر لأنهم كانوا يجعلون فيه الدهن والخطمي ونحوهما وكانوا يغسلونه أولاً ثم يغتسلون .

-( #وبكر_وابتكر )
بكَّر أي : راح في الساعة الأولى .
وابتكر أي : أدرك باكورة الخطبة وهي أولها .

ويؤيده ما رواه أبو هريرة رضي الله عنه أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ :
( مَنْ اغْتَسَلَ يَوْمَ الْجُمُعَةِ غُسْلَ الْجَنَابَةِ ثُمَّ رَاحَ فَكَأَنَّمَا قَرَّبَ بَدَنَةً وَمَنْ رَاحَ فِي السَّاعَةِ الثَّانِيَةِ فَكَأَنَّمَا قَرَّبَ بَقَرَةً وَمَنْ رَاحَ فِي السَّاعَةِ الثَّالِثَةِ فَكَأَنَّمَا قَرَّبَ كَبْشًا أَقْرَنَ وَمَنْ رَاحَ فِي السَّاعَةِ الرَّابِعَةِ فَكَأَنَّمَا قَرَّبَ دَجَاجَةً وَمَنْ رَاحَ فِي السَّاعَةِ الْخَامِسَةِ فَكَأَنَّمَا قَرَّبَ بَيْضَةً فَإِذَا خَرَجَ الْإِمَامُ حَضَرَتِ الْمَلَائِكَةُ يَسْتَمِعُونَ الذِّكْرَ ) رواه البخاري(832) ومسلم (1403) .
#قال_النووي - رحمه الله - :
الْمُرَاد بِالرَّوَاحِ : الذَّهَاب أَوَّل النَّهَار .

- ( #ومشى_ولم_يركب ) : أي نفى الركوب بالكلية وبين أن المراد مشى جميع الطريق ولم يركب في شيء منها .

- ( #ودنا_واستمع ) فهما شيئان مختلفان فقد يستمع ولا يدنو من الخطبة وقد يدنو ولا يستمع فندب إليهما جميعاً
#قال_المباركفوري - رحمه الله - :
( لابد من الأمرين جميعاً فلو استمع وهو بعيد ، أو قرب ولم يستمع لم يحصل له هذا الأجر .
#مرعاة_المفاتيح_شرح_مشكاة_المصابيح (4/472) .

-( #ولم_يلغ ) : معناه ولم يتكلم لأن الكلام حال الخطبة لغو . قال الأزهري : ( معناه استمع الخطبة ولم يشتغل بغيرها ) .
#شرح_المهذب (4/416) .

#وقال_العيني - رحمه الله - : ( واللغو قد يكون بغير الكلام كمس الحصى وتقليبه بحيث يشغل سمعه وفكره وفي بعض الأحاديث : ( ومن مس الحصى فقد لغا ) .
#عمدة_القاري_شرح_صحيح_البخاري (10/26) .

فجَزاءُ.ذلك كلِّه :
(#كان_له_بكل_خطوة_عمل_سنة_أجر_صيامها_وقيامها )
أي : له بكلِّ خُطْوةٍ يَخْطوها إلى المسجِدِ أجرُ وثوابُ أعمالِ سنَةٍ - معَ قَبولِ صِيامِها وقيامِها - مع زيادة في كلِّ خُطوَةٍ كتابةَ حسَنةٍ ومَحْوَ سيِّئةٍ - كما ثبت ذلك في الحديث الصحيح -

#وهذا_فضل_كبير_وثواب_عظيم_من_الله_تعالى_اختص
#به_يوم_الجمعة.

- وفي الحديثِ : بيانٌ لفضلِ التَّبكيرِ إلى الجُمعةِ واستِماعِها وعدَمِ اللَّغوِ فيها .
وفيه : أنَّ اللهَ يُعْطي مِنَ الأجرِ الكبيرِ على اليَسيرِ من الأعمالِ .
#شرح_الحديث :
العباداتُ وذِكرُ اللهِ تعالى فيها سَببٌ لنُزولِ رحمةِ اللهِ؛ فيَكونُ الأجرُ والثَّوابُ جَزيلًا، وقد حثَّ النَّبيُّ صلَّى اللهُ علَيْه وسلَّم أمَّتَه على حُضورِ مَواطِنِ الثَّوابِ والرَّحَماتِ حتَّى يَنالَهم نَصيبٌ منها .

وفي هذا الحديثِ يَقولُ النَّبيُّ صلَّى اللهُ علَيْه وسلَّم : -(#احضُروا_الجمعة) وفي الرواية الأخرى (#احضروا_الذكر)
أيِ: احضُروا الخُطَبَ والمَواعِظَ ودُروسَ العِلمِ في المساجدِ وغيرِها - كيَومِ الجمُعةِ والعيدَين وغيرِ ذلك - وسُمِّيَت ذِكرًا لِمَا تَشتمِلُ عليه مِن دعاءٍ واستغفارٍ وقراءةٍ للقرآنِ .

- (#وادْنُوا_مِن_الإمامِ) أي: كونوا على مَقرُبةٍ مِن مَوضِعِ وُقوفِ الإمامِ ؛ وهذا للحثِّ على الحضورِ مبكِّرًا .

-(#فإنَّ_الرَّجُلَ_لا_يَزالَ_يتَباعَدُ_حتَّى_يؤخِّرَ_في_الجنَّةِ
#وإن_دخَلَها) أي: لا يَزالُ المرءُ يتَأخَّرُ في الحُضورِ إلى المساجِدِ والقُربِ مِن الإمامِ ولا يأتي مُبكِّرًا حتَّى يَعتادَ ذلك فيَحضُرَ مُتأخِّرًا، فيَكونَ ذلك سبَبًا في تأخيرِه عن دُخولِ الجنَّةِ معَ رِضاه بمُجرَّدِ دُخولِها في أيِّ مكانٍ وبأيِّ صفةٍ.

- وفي الحديثِ : الأمرُ بحُضورِ مَجالِسِ الذِّكرِ والمَواعِظِ في المساجدِ .
- وفيه : الحثُّ على القُربِ مِن الإمامِ والإتيانِ مُبكِّرًا إلى المساجدِ .
وفيه : أنَّ الجزاءَ مِن جنسِ العمَلِ .
#يقول_المناوي_في_التيسير_على_الجامع_الصغير :
- ( إذا قلت لصاحبك ) أي: جليسك .
- (والإمام يخطب يوم الجمعة) خطبتها .
- ( أنصت ) أي: اسكت .
- ( فقد لغوت ) أي: تكلمت بما لا ينبغي - لأن الخطبة أقيمت مقام ركعتين فلا ينبغي الكلام فيها -

#وقال_النووي_في_المجموع :
ومعنى فقد لغوت : أي قلت اللغو - وهو الكلام الملغي الساقط الباطل المردود - .
وقيل : معناه قلت غير الصواب .
وقيل : تكلمت بما لا ينبغي .

#المعنى_العام_للحديث : هو النهي عن جميع أنواع الكلام أثناء خطبة الجمعة ولزوم الإنصات للخطيب .
ونبه بهذا على ما سواه لأنه إذا قال : ( أنصت ) - وهو في الأصل أمر بمعروف وسماه لغواً - فيسيره من الكلام أولى .
This media is not supported in your browser
VIEW IN TELEGRAM
■( ما هما الدعاء والعمل اللذان يحتاج إليهما الشباب الأعزب ؟ )
¤ للشيخ عبد الرزاق البدر - حفظه الله تعالى -
HTML Embed Code:
2024/04/20 09:39:37
Back to Top