TG Telegram Group Link
Channel: جهود العلامة الشيخ فركوس
Back to Bottom
-عيدكم مبارك


‏كل عام و أنتم بخير ، والله يجعل عيدكم فرحة
بأعمال قُبلت ، وذنوب مُحيت ،


ودرجات رُفعت ، ورقاب عُتقت 🌹
الفتوى رقم: ١٢٢٧

الصنف: فتاوى الأسرة ـ عقد الزواج ـ إنشاء عقد الزواج في حكم تزويج المرأةِ نَفْسَها دون وليِّها

السؤال:

فتاةٌ خرجَتْ مِنْ بيتها في فرنسا مسافرةً إلى الجزائر دون مَحْرَمٍ قَصْدَ الزواج مِنْ شابٍّ هناك؛ وقد تمَّ الزواجُ في المحكمة دون حضورِ أبيها مع أنه لم يكن عائقًا عن هذا الزواج؛ علمًا أنَّ هذا الشابَّ يدَّعي أنه يستند إلى فتوَى فقهيَّةٍ لفضيلتكم في عدمِ لزومِ حضورِ وليِّ البنت؛ فهنا يَتساءلُ والدُ البنت: كيف يَتِمُّ العقدُ دون حضورِه؟ وكيف لها أَنْ تسافر بمُفرَدها دون مَحْرَمٍ. وجزاكم اللهُ خيرًا.

الجواب:

الحمد لله ربِّ العالمين، والصلاةُ والسلام على مَنْ أرسله الله رحمةً للعالمين، وعلى آله وصحبِه وإخوانِه إلى يوم الدِّين، أمَّا بعد:

فالأصل أنه لا يجوز للأب أو الوليِّ أَنْ يَعضُلَ مُولِّيَتَه مِنْ نكاحِ الكُفء، ولا أَنْ يمنعها منه؛ لقوله تعالى: ﴿وَلَا تَعۡضُلُوهُنَّ﴾ [النساء: ١٩]، فإِنْ عَضَلها منه فإِنَّ الولايةَ تنتقل إلى مَنْ يَليهِ في الرتبة، فإِنْ تنازعوا وتمادى النزاعُ وأدَّى إلى تفويتِ مصلحَتِها ورعايَتِها فللمرأة أَنْ ترفع أَمْرَها إلى القضاء، وللقاضي أَنْ يزوِّجَها إحقاقًا لحقِّها في الزواج ورفعًا للظلم.

ولا يجوز للمرأة أَنْ تزوِّج نَفْسَها بنفسها دون وليِّها على الصحيح مِنْ مذهبَيِ العلماء، وبه قال مالكٌ والشافعيُّ وأحمدُ خلافًا لأبي حنيفة؛ لقوله صلَّى الله عليه وسلَّم: «أَيُّمَا امْرَأَةٍ نَكَحَتْ بِغَيْرِ إِذْنِ مَوَالِيهَا فَنِكَاحُهَا بَاطِلٌ»، ـ ثَلَاثَ مَرَّاتٍ ـ «فَإِنْ دَخَلَ بِهَا فَالْمَهْرُ لَهَا بِمَا أَصَابَ مِنْهَا، فَإِنْ تَشَاجَرُوا فَالسُّلْطَانُ وَلِيُّ مَنْ لَا وَلِيَّ لَهُ»(١)، أي: إذا كان الوليُّ يَعضُلُها ويمنعها مِنْ زوجٍ كُفءٍ فإنَّ السلطان أو مَنْ يقوم مَقامَه كالقاضي له أَنْ يرفع عنها الظُّلمَ الذي عليها ويُزوِّجَها مِنْ هذا الكفء، ويغني هذا ـ في صحَّة العقد ـ عن موافقة الوليِّ أو حضوره.

أمَّا إذا لم يكن هناك عَضْلٌ، أو مَنَعَ الوليُّ ـ لأسبابٍ صحيحةٍ ـ مُولِّيَتَه مِنَ الزواج فتبقى ولايتُه قائمةً، وليس لها أَنْ تتزوَّج إلَّا بإذنه؛ لقوله صلَّى الله عليه وسلَّم: «لَا نِكَاحَ إِلَّا بِوَلِيٍّ وَشَاهِدَيْ عَدْلٍ»(٢)؛ وتتوقَّف صحَّةُ زواجها منه على تجديد العقد الشرعيِّ برِضَى وليِّها وإجازَتِه.

كذلك لا يجوز للمرأة أَنْ تُسافِرَ إلَّا مع زوجٍ أو مَحْرَمٍ بعد استئذانِ وليِّها، وتخرجُ بالضوابط الشرعيَّة، أو تسافر مع رُفقةٍ مأمونةٍ ـ كما نصَّ على ذلك مالكٌ والشافعيُّ ـ تَأمَنُ بها على عِرْضها وتصون شرفَها في سفرها لمقصودٍ صحيحٍ لا في سفرِ معصيةٍ؛ لقوله صلَّى الله عليه وسلَّم: «لَا يَحِلُّ لِامْرَأَةٍ تُؤْمِنُ بِاللهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ أَنْ تُسَافِرَ سَفَرًا يَكُونُ ثَلَاثَةَ أَيَّامٍ فَصَاعِدًا، إِلَّا وَمَعَهَا أَبُوهَا أَوِ ابْنُهَا أَوْ زَوْجُهَا أَوْ أَخُوهَا أَوْ ذُو مَحْرَمٍ مِنْهَا»(٣)، فإنَّ الزوج وذا المَحْرَمِ يحصل معه الأمنُ في الطريق.

فإِنْ كان المقصودُ مِنْ سفرها فاسدًا كسفرِ معصيةٍ فإنه لا يجوز ـ والحالُ هذه ـ أَنْ تُسافِرَ ولو بالضوابطِ الشرعيَّة؛ لأنَّ «كُلَّ مَا يُؤَدِّي إِلَى حَرَامٍ فَهُوَ حَرَامٌ»، و«كُلَّ مَا بُنِيَ عَلَى فَاسِدٍ فَهُوَ فَاسِدٌ».

هذا كُلُّه فيما إذا لم يمنعها وليُّها مِنَ الزواج مِنْ كُفءٍ لدِينه وخُلُقه وقُدرَتِه على النفقة، فإِنْ كان كذلك فلا يمنعها منه إذا تَوسَّمَ فيه الخيرَ، وله أَنْ يُعينَ ابنتَه على العفَّة والطاعة والسَّداد في العمل دون طريق الغواية.

واللهُ المُوفِّقُ لكُلِّ خيرٍ؛ إنه وليُّ ذلك والقادرُ عليه.

والعلم عند الله تعالى، وآخِرُ دعوانا أنِ الحمدُ لله ربِّ العالمين، وصلَّى الله على نبيِّنا محمَّدٍ وعلى آله وصحبِه وإخوانِه إلى يوم الدِّين، وسلَّم تسليمًا.

الجزائر في: ٠٧ صفر ١٤٤١ﻫ
الموافق ﻟ: ٠٦ أكتوبر ٢٠١٩م
_______ من تطبيق تراث العلامة محمد علي #فركوس للتحميل على الأندرويد https://bit.ly/318AXka __________

(١) أخرجه أبو داود في «النكاح» بابٌ في الوليِّ (٢٠٨٣)، والترمذيُّ في «النكاح» بابُ ما جاء: لا نكاحَ إلَّا بوليٍّ (١١٠٢)، وابنُ ماجه في «النكاح» باب: لا نكاحَ إلَّا بوليٍّ (١٨٧٩)، مِنْ حديثِ عائشة رضي الله عنها. وصحَّحه الألبانيُّ في «صحيح الجامع» (٢٧٠٩).

(٢) أخرجه ابنُ حبَّان في «صحيحه» (٤٠٧٥)، والطبرانيُّ في «الأوسط» (٩٢٩١)، مِنْ حديثِ عائشة رضي الله عنها. وصحَّحه الألبانيُّ في «صحيح الجامع» (٧٥٥٧).

(٣) أخرجه بهذا اللفظِ مسلمٌ في «الحجِّ» (١٣٤٠) مِنْ حديثِ أبي سعيدٍ الخُدْريِّ رضي الله عنه. وهو بنحوه في البخاريِّ في «فضل الصلاة في مسجد مكة والمدينة» بابُ مسجد بيت المقدس (١١٩٧).
‏«سبيلُ التَّعمق في العربيَّة»

"..وأوصيكم بأنْ تكونوا بررة بهذه اللغة الشريفة لتحيوها فتحيوا بها، وما ذلك إلاَّ بالتَّعمق في فقهها والاصطباغ بآدابها وحكمها؛ وسبيلُ ذلك كلّه بالمطالعة المنظمة"اهـ.

[«الشَّيخ محمد ‎#البشير_الإبراهيمي في منفاه بمدينة آفلو» | الشَّيخ أحمد قصيبة].
تداول موقع الحراك الإخباري الجزائري فتوى عالم البلد بخصوص جواز الإنكار العلني على ولي الأمر بشروطه وقيوده، فلم يلتزموا بشروطه، وأطلقوا قيوده لكن التنبيه المهم الذي ختم به الشيخ توضيحه البارحة كان عنيفا عليهم.

👇👇👇

تنبيه مهمٌّ:

يجدر التَّنبيه إلى أنَّ القولَ بجواز الإنكار العلني على ولاة الأمر عند حصول المَصلحةِ وزوالِ الشَّرِّ بما سَبَقَ بيانُهُ مِن ضوابطَ وقيودٍ لَا ينبغي أن يُفهَمَ منه تهييجُ العامَّة ولا تأليبُ الدَّهماءِ والغَوغاءِ على حُكَّامهم وإهانَةُ وُلاةِ أُمُورِهم لإثارةِ الفِتَنِ ولا ركوبُ أمواجِ الفوضى والاضطرابِ كما هو صنيعُ الحَرَكيِّينَ ودَيدنُ الحِزبِيِّينَ بُغْيَةَ نشر الفُرقَةِ والاختلافِ لزعزعةِ الأمنِ والاستقرارِ في البلادِ، بل المَقصودُ مِنه ومَدَارُ المَصلحةِ فيه يَكمُنُ في الحِفاظِ على الحَقِّ مِنَ الضَّياعِ، والخروجِ مِنْ حَرجِ السُّكوتِ عن إقرارِ الخطأ والرِّضَا بالمُنكرِ، إذ الواجب على أهل العلم إظهارُ الحقِّ وبيانُه للنَّاس وعدمُ كتمانه مِصداقًا لقوله تعالى: ﴿وَإِذۡ أَخَذَ ٱللَّهُ مِيثَٰقَ ٱلَّذِينَ أُوتُواْ ٱلۡكِتَٰبَ لَتُبَيِّنُنَّهُۥ لِلنَّاسِ وَلَا تَكۡتُمُونَهُۥ﴾ [آل عمران: ١٨٧].

فمَن ألحق الجائزَ بالمَمنوعِ فقد جمع بين المُتفرِّقات وأساء فهمَ حِكمةِ تشريعِ الحُكمِ وقصَّر في تحقيق المَناطِ وألحقَ الصَّحيحَ بالفاسدِ، ولا يخفى أنَّ ذلك مِنَ القياس المَنهيِّ عنه شرعًا المعلومِ بطلانُه ضرورةً الذي لا يُلامُ فيه إلَّا القائسُ من جهة قُصوره وضعفِهِ، ولا يلحق مُحرِّرَ الجواب منه عَوارُه، ولا يلزمه شَناره، بل عيبُه قاصرٌ على مَن سَوَّى بينَ حقِّ الإنكارِ المَطلوب شرعًا وبين باطلِ التَّأليبِ وإهانةِ السُّلطانِ المَنهيِّ عنهما شرعًا.
بسم الله الرحمن الرحيم

الفتوى رقم: 590

حكمُ صلاةِ الركعتين ليلةَ الزِّفاف إذا كانت الزوجةُ حائضًا

السؤال: إذا وَجَدَ الزوجُ زوجتَهُ حائضًا ليلةَ زِفافها، فهل يُصلِّي الركعتين وحدَه أم ينتظر حتَّى تَطْهُرَ؟
الجواب: الحمد لله ربِّ العالمين، والصلاة والسلام على من أرسله الله رحمة للعالمين، وعلى آله وصحبه وإخوانه إلى يوم الدين، أمَّا بعد:
فأمّا صلاةُ الزَّوجَين معًا، فإنّه يستحبُّ أن يُصلِّيَا ركعتين معًا لثبوت الآثار في ذلك(1)، وأن يَضَعَ يَدَه على رأس الزوجةِ، ويَدعُوَ عند البناء بها، وقبل البِنَاء، ويُسمِّيَ اللهَ ?سبحانه وتعالى?، ويدعوَ ليُبارِكَ له ولها، كما ورد في الحديث:« اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ مِنْ خَيْرِهَا وَخَيْرِ مَا جَبَلْتَهَا عَلَيْهِ، وَأَعُوذُ بِكَ مِنْ شَرِّهَا وَشَرِّ مَا جَبَلْتَهَا عَلَيْهِ »(2).
لكن إن وَجَدَ أهلَه حائضًا في تلك الليلة فالظاهرُ أن يُصلِّيَ وحدَه لوجود المانعِ من صلاتها معه، ويُحتَسَبُ لها أجرُ صلاتها لقيام النِّيَّة ?إن شاء الله تعالى?، ويُبادِر بالركعتين شُكرًا لله ?عزّ وجلّ? على ما وَفَّقَهُ للامتثال لسُنَّة الأنبياء والمرسلين، الذين نهتدي بهداهم ونقتفي آثارهم، كما قال سبحانه وتعالى: ?وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا رُسُلاً مِّن قَبْلِكَ وَجَعَلْنَا لَهُمْ أَزْوَاجًا وَذُرِّيَّةً? [الرعد: 38].
وكما لا يخفى أنّ المرأةَ حالَ حيضتِها يَحْرُمُ عليها الصلاةُ وغيرُ ذلك من الأفعال، لقول النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عليه وآله وسَلَّم:« دَعِي الصَّلاَةَ أَيَّامَ أَقْرَائِكِ »(3)، لكن مع ذلك فإنّ حيضتَها غيرُ مانعةٍ لأفعالٍ أخرى جاء استحبابُها في ليلةِ الزِّفافِ، كمُلاطَفَتِهَا ووضع اليد على رأسها والاستمتاع بها دون الفرج.
والعلمُ عند الله تعالى، وآخر دعوانا أنِ الحمد لله ربِّ العالمين، وصلى الله على نبيّنا محمّد وعلى آله وصحبه وإخوانه إلى يوم الدين، وسلّم تسليمًا.

الجزائر في: 10 صفر 1428ه
الموفق ل: 28 فبراير 2007م
______
1- عن أبي سعيد مولى أبي أسيد:« تَزَوَّجْتُ وَأَنَا مَمْلُوكٌ فَدَعَوْتُ نَفَرًا مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنْهُمْ: ابْنُ مَسْعُودٍ وَأَبُو ذَرٍّ وَحُذَيْفَةُ يُعَلِّمُونَنِي، فَقَالَ: إِذَا دَخَلَ عَلَيْكَ أَهْلُكَ فَصَلِّ رَكْعَتَيْنِ ثُمَّ سَلِ اللهَ مِنْ خَيْرِ مَا دَخَلَ عَلَيْكَ، ثُمَّ تَعَوَّذْ بِهِ مِنْ شَرِّهِ، ثُمَّ (شَأْنُكَ) وَشَأْنُ أَهْلِكَ ». أخرجه ابن أبي شيبة في «المصنّف »: (25469)، وعبد الرزاق في «المصنف »: (11542).
وعن أبي وائلٍ قال: جَاءَ رَجُلٌ إِلَى ابْنِ مَسْعُودٍ فَقَالَ: إِنِّي تَزَوَّجْتُ امْرَأَةً، وَإِنِّي أَخَافُ أَنْ تَفْرَكَنِي، فَقَالَ عَبْدُ اللهِ:« إِنَّ الإِلْفَ مِنَ اللهِ، وَإِنَّ الفَرْكَ مِنَ الشَّيْطَانِ، لِيُكَرِّهَ إِلَيْهِ مَا أَحَلَّ اللهُ، فَإِذَا أَدْخَلْتَ عَلَيْكَ فَمُرْهَا فَلْتُصَلِّ خَلْفَكَ رَكْعَتَيْنِ ». أخرجه الطبراني في «الكبير »: (8993)، وعبد الرزاق في «المصنف »: (11541). وقال في «مجمع الزوائد »: (4/536) «رواه الطبراني ورجاله رجال الصحيح ». وانظر:« آداب الزفاف »: (22-24) للألباني رحمه الله.
2- أخرجه البخاري في «أفعال العباد »: (ص 77)، وأبو داود: (2/616)، وابن ماجه: (1/617)، والحاكم: (2/185)؛ من حديث عمرو بن شعيب عن أبيه عن جدّه رضي الله عنه. وقال الألباني ?رحمه الله? في «آداب الزفاف » (ص 20):« إسناده حسن ».
3- أبو داود: (680)، والنسائي: (1/121، 183)؛ من حديث عائشة ?رضي الله عنها?. وصحّحه الألباني في «صحيح أبي داود »، و«الإرواء »: (2118، 2119).
🔴#تنبيه..
من يطعن في السنة وأهل السنة ليس أخاك في الله

الشيخ عبد المجيد جمعة
الفتوى رقم: 586
في حكم توزيع الحلوى (المقروط) صبيحة الزِّفاف بعد البناء
السؤال:« الْمَقْرُوط » حلوى تُعطى وتُوَزَّع صبيحةَ زِفاف المرأة إن ظهر أنّ العروس بِكرٌ بعد البناء بها، وإلاّ فلا، فما حكم ذلك؟
الجواب: الحمد لله ربِّ العالمين، والصلاة والسلام على من أرسله الله رحمة للعالمين، وعلى آله وصحبه وإخوانه إلى يوم الدين، أمَّا بعد:
فإذا كان ذلك مصحوبًا بِمثل هذا الاعتقاد فإنّه لا يَصحُّ، فإن خلا من هذا الاعتقاد، فمعلومٌ أنّ الحلوى من مُتمِّمَات السرور، فهي بهذا الاعتبار عادة مُعبِّرة عن الفرحة فلا بأس بها.
والعلمُ عند الله تعالى، وآخر دعوانا أنِ الحمد لله ربِّ العالمين، وصَلَّى اللهُ على نبيِّنا محمّد وعلى آله وصحبه وإخوانه إلى يوم الدين، وسلّم تسليمًا.
الجزائر في: 3 صفر 1428ه
الموافق ل: 21 فبراير 2007م
الفتوى رقم: 804
في حكم العروس مجتمعة بعريسها في سيارة يوم زفافها
السؤال:
ما حكم خروج العريس مع عروسه يومَ الزِّفاف على سيارةٍ تحملهما، أو على عربة يَجُرُّها حصان؟ وبارك الله فيكم.
الجواب:
الحمدُ لله ربِّ العالمين، والصلاةُ والسلامُ على مَنْ أرسله اللهُ رحمةً للعالمين، وعلى آله وصَحْبِهِ وإخوانِه إلى يوم الدِّين، أمّا بعد:
فهذه عادةٌ مستورَدةٌ من عادات النصارى، ومَن شابههم؛ لأنَّ العروسَ مأمورةٌ بالحياءِ، وعدمِ الظهور أمامَ الناس بِمَظهَرٍ لا يليق شرعًا، إذ هذا الصنيعُ يَرفَعُ الحياءَ ويُثبِتُ الرذيلةَ، وقد جاء في الحديث الصحيح:« وَالحَيَاءُ شُعْبَةٌ مِنَ الإِيمَانِ »(1).
والعلمُ عند اللهِ تعالى، وآخرُ دعوانا أنِ الحمدُ للهِ ربِّ العالمين، وصَلَّى اللهُ على نبيِّنا محمَّدٍ وعلى آله وصحبه وإخوانِه إلى يوم الدِّين، وسَلَّم تسليمًا.
الجزائر في 18 صفر 1428ه
الموافق ل: 07 مارس 2007م
______
1- شطرٌ من حديثٍ مُتَّفق عليه: أخرجه البخاري في «الإيمان »: (9)، ومسلم: (152)، من حديث أبي هريرة رضي الله عنه.
الفتوى رقم: 172
في حكم تعليق النساء
السؤال: ما هو الحكم الشرعي لبعض الأزواج الذين يذهبون عن أزواجهن وأبنائهم ويتركونهم بدون نفقة أو كفالة وقد يستمر هذا الأمر عدة سنوات؟
وما هو الحكم الشرعي للأزواج الذين يعلقون زوجاتهم (لا هي مطلقة ولا هي متزوجة) ويستمر هذا الأمر أحيانا إلى وفاة أحد الزوجين.
الجواب: الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على من أرسله الله رحمة للعالمين، وعلى آله وصحبه وإخوانه إلى يوم الدين أمّا بعد:
فقد اتفق العلماء على وجوب نفقات الأزواج على أزواجهنّ إذا كانوا بالغين إلاّ الناشز منهنّ لقوله تعالى:" وَعَلَى المَوْلُودِ لَهُ رِزْقُهُنَّ وَكِسْوَتُهُنَّ بِالمَعْرُوفً "[البقرة: 233] ولقوله تعالى:" أَسْكِنُوهُنَّ مِنْ حَيْثُ سَكَنْتُمْ مِنْ وُجْدِكُمْ، وَلاَ تُضَارُّوهُنَّ لِتُضَيِّقُوا عَلَيْهِنَّ، وَإِنْ كُنَّ أُولاَتُ حَمْلٍ فَأَنْفِقُوا عَلَيْهِنَّ حَتَّى يَضَعْنَ حَمْلَهُنَّ " [الطلاق: 6] وقوله تعالى:" لِيُنفِقْ ذُو سَعَةٍ مِّن سَعَتِهِ وَمَن قُدِرَ عَلَيْهِ رِزقُهُ فَلْيُنفِقْ مِمَّا آتَاهُ اللهُ، لاَ يُكَلِّفُ اللهُ نَفْساً إِلاََّ مَا آتَاهَا"[الطلاق: 7] وفي ذلك أحاديث كثيرة منها قوله صلى الله عليه وسلم ففي حجة الوداع:" فاتقوا الله في النساء فإنّكم أخذتموهنّ بكلمة الله واستحللتم فروجهنّ بكلمة الله، ولكم عليهنّ أن لا يوطئن فرشكم أحدًا تكرهونه، فإن فعلن ذلك فاضربوهنّ ضربًا غير مبرح، ولهنّ عليكم رزقهنّ وكسوتهنّ بالمعروف"(1) وفي حديث عائشة رضي الله عنها في قصة هند بنت عتبة قال لها رسول الله صلى الله عليه وسلم:" خذي ما يكفيك وولدك بالمعروف"(2).
هذا ومن شروط استحقاق النفقة صحة عقد الزواج وتمكنه من الاستمتاع بها وعدم امتناعها من الانتقال حيث يريد الزوج، وأن يكونا من أهل الاستمتاع، فالإخلال بشرط من الشروط السابقة يجعل النفقة غير واجبة.
وبناء عليه فالزوج مكلّف بأن يمسك زوجته بالمعروف أو يطلقها بإحسان لقوله تعالى: ?فَإِمْسَاكٌ بِمَعْرُوفٍ أَوْ تَسْرِيحٌ بِإِحْسَانٍ?[البقرة:229] وترك النفقة عليها ينافي الإمساك بمعروف، والمرأة تتضرّر بترك الإنفاق والله تعالى يقول: ?وَلاَ تُمْسِكُوهُنَّ ضِرَارًا لِتَعْتَدُوا?[البقرة:231] والنبي صلى الله عليه وسلم يقول:" لا ضرر ولا ضرار"(3) لذلك يجوز للمرأة أن تطلب من القاضي أن يرفع الضرر، ويزيل الظلم لعدم الإنفاق عليها بسبب غياب الزوج عنها لغير عذر مقبول وتضررت من غيابه، ولها أن تطلب -أيضًا- من القاضي التفريق إذا غاب عنها زوجها ولو كان له مال تنفق منه وهو مذهب مالك وأحمد رحمهما الله، وتطلب التفريق للضرر الواقع عليها لبعد زوجها عنها لا لغيابه، والعلماء وإن اختلفوا في المدة التي يتحقق فيها الضرر بالزوجة وتشعر فيها بالوحشة وتخشى الوقوع في المحظور وإن كان التقدير عند مالك -رحمه الله- هو سنة هلالية إلاّ أنّ أدنى مدة يجوز لها أن تطلب المرأة فيها التفريق بعدها ستة أشهر وهي أقصى مدة تستطيع المرأة فيها المرأة الصبر على غياب زوجها وبهذا قال عمر بن الخطاب وحفصة رضي الله عنهما وبه أخذ أحمد رحمه الله.
هذا، وتعليق الزوجات من غير أداء لحقوقهنّ مخالف للكتاب والسنة فيما أمروا به من حسن معاشرة الأزواج قال تعالى: ?وَعَاشِرُوهُنَّ بِالمَعْرُوفِ?[النساء:19]
وقوله صلى الله عليه وسلم:" خيركم خيركم لأهله"(4) والمعاشرة بالمعروف تستلزم إعطاء المرأة حقها من النفقة والاستمتاع وغيرهما من الحقوق، وإهمال ذلك يفضي إلى الظلم والضرر المنهي عليهما، الأمر الذي يستوجب من القاضي دفع الضرر وإزالة الظلم بطلب من المتضرر.
وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين وصلّى الله على محمّد وعلى آله وصحبه وإخوانه إلى يوم الدين و سلم تسليما.
الجزائر في:26 محرم 1426ه
الموافق ل : 07 مارس 2005 م
______
1- أخرجه مسلم في الحج(3009)، وأبو داود في المناسك(1907)، وابن ماجة في المناسك(3190)، من حديث جابر رضي الله عنه.
2- أخرجه البخاري في النفقات(5364)، ومسلم في الأقضية(4574)، وأبو داود في الإجارة(3534)، والنسائي في الأقضية(5437)، وابن ماجة في التجارات(2381)، وأحمد(248454)، من حديث عائشة رضي الله عنها.
3- أخرجه ابن ماجة في الأحكام(2430)، وأحمد(23462)، من حديث عبادة بن الصامت رضي الله عنه. وصححه الألباني في إرواء الغليل(896).
4- أخرجه الترمذي في المناقب(4269)، والدارمي(2315)، والبيهقي(16117)، من حديث عائشة رضي الله عنها، وابن ماجة في النكاح(2053)، من حديث ابن عباس رضي الله عنه.وصححه الألباني في صحيح الجامع(3314)، والسلسلة الصحيحة(285). وآداب الزفاف(ص:197).
‏قال العلامة المحدث محمد بن علي آدم الأتيوبي رحمه الله و غفر له:« واجبُ كلّ عالم، ألَّا ينتقص من أهل العلم أحدًا بمجرد مخالفته لبعض النصوص تأويلًا ولا ينصب العداوة معه، بل يعتذر عنه بما استطاع من الأعذار ويُظهر الحقّ، ويدعو إلى السنة ».

[ " ذخيرة العقبى في شرح المجتبى " (24/187)].
‏إن الإعراض عن الزواج فرار من أعظم مسؤولية في الحياة.

آثار الإمام محمد ‎#البشير_الإبراهيمي ، ج ٣ص ٢٩٦ ،ط دار الغرب الإسلامي.
Audio
{فضل العلم وتعلمه والحث على حضور الدروس العلمية}

- الشيخ : محمد بن هادي المدخلي

كلمة ألقاها ليلة الثلاثاء 5 ذي القعدة 1442هـ .
✍🏼قال الإمام ابن باديس رحمه الله تعالى -عند قوله تعالى :
[( وَالَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَا اصْرِفْ عَنَّا عَذَابَ جَهَنَّمَ إِنَّ عَذَابَهَا كَانَ غَرَاماً إِنَّهَا سَاءتْ مُسْتَقَرّاً وَمُقَاماً )]
"إن جهنم هي أقبح مستقر وأقبح مقام، وإن الدنيا هي مطية الآخرة، فمن ساء مستقره ومقامه في الدنيا ساء كذلك مستقره ومقامه في الآخرة.
وإن ملازمة العذاب في الآخرة على قدر ملازمة المعاصي في الدنيا، فمن لازمها بالكفر ومات عليه دامت له تلك الملازمة، ومن لازمها بالإصرار على الكبائركانت له على حسب ذلك الملازمة.
فعلى العاقل أن يحسن مقره ومقامه، وأن يجتنب كل موطن تلحقه فيه الملامة، وأن يجتنب مجالس السوء والبدعة، ويلازم مجالس الطاعة والسنة، وأن يسرع بالتوبة مفارقاً الذنوب، وألا يصر على شيء من القبائح والعيوب، وأن يكون سريع الرجوع إلى الله ولو عظم ذنبه وبلواه، فالله يحب التوابين ويغفر للأوابين.
جعلنا منهم أجمعين آمين".اهـ

📕تفسير ابن باديس (2 / 99)
حكم صَبْغِ بعضِ الشعرات أو أجزاءٍ مِنَ الشعر

السؤال:
هل يجوز للمرأة أَنْ تضع خطوطًا مصبوغةً مُنتشِرةً على شَعْرِهَا (Les Mèches)، وهي صبغةٌ خاصَّةٌ للشعر؟ وجزاكم الله خيرًا.
الجواب:
الحمد لله ربِّ العالمين، والصلاةُ والسلام على مَنْ أرسله الله رحمةً للعالمين، وعلى آله وصحبِه وإخوانِه إلى يوم الدِّين، أمَّا بعد:
فالظاهر أنه لا يجوز صَبْغُ بعضِ الشعرات أو أجزاءٍ مِنَ الشعر بألوانٍ مختلِفةٍ أو أَنْ تضعَ المرأةُ خطوطًا مصبوغةً بلونٍ مُغايِرٍ على عامَّةِ شعرِها؛ لأنَّ هذا الفعلَ ليس مِنْ زينتنا، بل فيه تقليدٌ للغرب وتشبُّهٌ برؤوس الكافرات والعاهرات، وتغييرٌ للخِلْقة، وعدَمُ تحقيقِ العدل في شَعْرِها، وقد ثَبَتَ في الحديث: «مَنْ تَشَبَّهَ بِقَوْمٍ فَهُوَ مِنْهُمْ»(١).
والعلم عند الله تعالى، وآخِرُ دعوانا أنِ الحمدُ لله ربِّ العالمين، وصلَّى الله على نبيِّنا محمَّدٍ وعلى آله وصحبِه وإخوانِه إلى يوم الدِّين، وسلَّم تسليمًا.
الجزائر في: ١٨ صفر ١٤٢٨ﻫ
الموافق ﻟ: ٠٧ مارس ٢٠٠٧م
المصدر.موقع الشيخ فركوس حفظه الله📌
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

دعم للقناة بارك الله فيكم فالدال على الخير كفاعله.

وشكرا للجميع



‏قال شيخ الإسلام رحمه الله :

« فَمَا لَا يَكُونُ بِاَللَّهِ لَا يَكُونُ، وَمَا لَا يَكُونُ لِلَّهِ لَا يَنْفَعُ وَلَا يَدُومُ »
📚 [مجموع الفتاوى (٣٢٩

hottg.com/el3ilem
.

فمن سننه أن من لم يدافع دُوفع، وأن من لم يهاجم هُوجم، وأن من سكت على الحق أنطق غيره بالباطل



(آثار محمد البشير الإبراهيمي(4/284)
‏رحمه الله رحمة واسعة
ما اكرم العلماء الا كريم وما اهانهم وطعن فيهم الا لئيم وحقير.

#الالباني_شيخ_الحديث_والسنه
من أحكام المصحف الإلكتروني | الموقع الرسمي لفضيلة الشيخ أبي عبد المعز محمد علي فركوس حفظه الله
https://ferkous.com/home/?q=fatwa-1173
HTML Embed Code:
2024/05/21 03:31:11
Back to Top