TG Telegram Group Link
Channel: قناة مجاهد مأمون ديرانيّة
Back to Bottom
مع استمرار الجهود المريبة للتطبيع مع ما يسمى "هيئة تحرير الشام" وجدت من واجبي إعادة نشر هذين الكتابين، لكي يتذكر من نَسِي ويعلم من لم يكن يعلم أن الجولاني واحد من أكبر لصوص الثورة وأعدائها، وأن جبهة النصرة لم تكن يوماً كياناً ثورياً وأنها لا فرقَ بينها وبين داعش ونظام الأسد، فكلهم أعداء وجوديون لثورتنا وخصومٌ أبديون لمشروع الحرية والكرامة والاستقلال، وأن التعاون والتصالح مع العصابة التي فتكت بقُوى الثورة وسَطَتْ على أراضيها المحررة وسلّمت جزءاً كبيراً منها للنظام لا يجوز، وأنه جريمة بحق الثورة وخيانة لشهدائها وتضحياتها العظيمة
بمناسبة تجدد نشاط عدو الثورة المدعو أبا مارية القحطاني

في أواخر عام 2017 نشرتُ مقالة بعنوان "الاختراقات الكبرى في الثورة السورية"، وقد كان أكبر اختراقات الثورة حسب تصنيفي وقتها (وما يزال رأيي نفسه حتى الآن) هو زعيم عصابة النصرة: الجولاني، وبعده مباشرة جاء في القائمة الجاسوسُ العراقي أبو مارية القحطاني، الذي كان (وما يزال) "طفايةَ حريق" الجولاني والممسحة التي يمسح بها جرائمَه وخطاياه.

وقد أحببت إعادة نشر هذا الجزء من المقالة مع ازدياد نشاط هذا الجاسوس في الآونة الأخيرة، فهو لا ينشط إلا تمهيداً لشرّ جديد ولطعن الثورة في ظهرها والغدر بها واستكمال الخطة الخبيثة التي استهدفتها وكان هو أهم أدواتها على الدوام، قتله الله وانتقم منه في الدنيا والآخرة.
الاختراقات الكبرى في الثورة السورية

(2) أبو مارية القحطاني: "طفّاية حريق" الجولاني

أحد مؤسسي جبهة النصرة في سوريا، وهو عراقي، اسمه ميسر علي موسى الجبوري، وُلد عام 1976 في قرية الرصيف العراقية، ويلقب نفسه "الهراري" نسبة إلى قرية هرارة التي انتقل إليها لاحقاً. كان يُنظَر إليه لوقت طويل على أنه "الرجل الثاني" في جبهة النصرة بعد الجولاني، وكان الشرعي العام للجبهة وقائدَها في محافظة دير الزور، وهو المسؤول عن هزيمتها القاسية في قتالها مع داعش في الدير عام 2014. بعد هزيمته انتقل إلى درعا وأمضى فيها سنتين لم يكن فيهما على وفاق مع أمراء النصرة الأردنيين، ثم انتقل إلى إدلب في القافلة المشهورة التي عبرت مناطق النظام تحت رايات حزب اللات.

لمدة سنتين سوّق أبو ماريا لنفسه على أنه يقود تيار الاعتدال والإصلاح داخل جبهة النصرة وروّج حكاية خرافية عن خلافه مع الجولاني، وقد مثّل دوره بإتقان فنجح في خداع كثيرين، منهم قادة في أحرار الشام فتحوا له أبواب المقرات والمضافات، بل سمحوا له بحضور اجتماعات قيادية للحركة في بعض الأحيان، فنجح في اختراق الحركة وتضليل وتحييد عدد كبير من ألويتها عندما هاجمتها جبهة النصرة قبل أربعة شهور.

وهو -كما يسمّيه سيّدُه الجولاني- "طفاية حريق"، بمعنى أنه "الممسحة" التي يمسح بها جرائمَه وخطاياه! وقد بات معروفاً الآن أنه من كبار "مرقّعي" الجولاني وأنه آية في الانتهازية والكذب والنفاق، وهو صاحب مشروع "تعويم جبهة النصرة" عن طريق فكّ ارتباطها بالقاعدة وتغيير اسمها إلى "جبهة فتح الشام".

(هذا المنشور قطعة من مقالة طويلة نشرتها بتاريخ 2017/12/3)
بفضل الله صدرت عن "دار الأجيال" قبل أيام قليلة الطبعةُ الثالثة من الموسوعة التي وفقني الله إلى ترجمتها وتحرريها قبل نحو عقدين من الزمن، وقد حرصتُ -قبل صدور هذه الطبعة الجديدة- على مراجعة مادة الموسوعة كاملةً وتحديثها بما يوافق التغيرات التي جَدَّت -منذ صدور طبعتها الأولى- في التاريخ والسكان والطب والفلك والعلوم.

وأنا أظن أن القارئ الذي يقرأ أجزاء الموسوعة العشرة قراءة متدبرة سوف يملك ثقافة عامة تغنيه بإذن الله (جزئياً) عن قراءة عشرات الكتب المتخصصة في شتى المعارف والعلوم.

وقد جمعَ الناشر في هذا المجلد المجاني صفحات مختارة من مجلدات الموسوعة العشرة تساعد القارئ على تكوين فكرة وافية عن أسلوب الموسوعة ومحتواها ومستوى إخراجها، وفي آخر المجلد معلومات مختصرة عن الموسوعة وطريقة الحصول عليها من "دار الأجيال"
علي الطنطاوي وفلسطين

اتصل بي غير واحد من الإخوة الكرام طالبين نشر هذا الكتاب نشراً إلكترونياً عاماً ليصل إلى كل الناس، وقال لي أحدهم: إنْ لم يُنشَر هذا الكتاب اليومَ فمتى يُنشر؟

قلت: لبّيكم يا إخوة الإسلام، هذا هو الكتاب متاح للتحميل والنشر على كل صعيد، ولا يرجو جامعُه لنفسه أو لجدّه شيئاً سوى أن تجودوا عليهما بالدعاء، والدعاء بالسلامة والنصر والتمكين لإخواننا المجاهدين في فلسطين.
هل تُلام حماس؟

كثيرون يلقون اللومَ اليومَ على حماس ويحمّلونها مسؤولية ما يجري في غزة (حمى الله غزة وحمى أهلها الكرام) فهل هذا الذي يقولونه صحيح؟

أنا لا أعلم ولا أفتي بما لا أعلم؛ لا أعلم إن كانت هذه العملية صحيحة في التوقيت والتنفيذ، ولكني أعلم جملة من الحقائق لا أحسب أن أحداً يجهلها أو يُماري فيها، أسردها من باب التذكير لا من باب التعليم.

أعلمُ أن تحرير فلسطين من الاحتلال حق لأهلها وواجب عليهم (ثم على من يليهم، الأقربَ فالأقرب). وأعلم أن الاحتلال لن ينتهي سلماً وأن اليهود الذين احتلوا فلسطين لن يتركوها ولن يرحلوا عنها من تلقاء أنفسهم. وأعلم أن دول العالم التي ساعدت على إنشاء دولة الاحتلال أولَ مرة ثم ساندتها مُذ كانت ستكمل اليوم ما بدأته بالأمس وما استمرت عليه الدهرَ الأطول. وأعلم أن خلع شجرة الاحتلال الخبيثة من الأرض الطيبة الطاهرة مهمة شاقة عسيرة دونَها أهوالٌ جِسام وأنها لن تتحقق إلا بكرائم التضحيات.

كل هذا أعلمه ويعلمه غيري فلا حاجة لإعادته، وما بقي بعد ذلك تفاصيل.

* * *

قبل نحو تسعين عاماً نشر أديب العربية الكبير مصطفى صادق الرافعي رحمه الله مقالة قصيرة بعنوان “كلمة وكُلَيمة”، صاغ فيها قانون الصراع بين المعتدي وصاحب الحق في سطر واحد؛ قال: “إذا كانت المشكلة بين الذئب والحَمَل فلن يكون حلّها إلا من أحد اثنين: إما لحم الخروف، أو عصا الراعي”.

فيا أيها الناس ويا أهل فلسطين الكرام: لا تلوموا حماس ولا تلوموا كل من يسعى إلى تحرير أرضه من الاحتلال، واعلموا أن الطريق الصعب الطويل، طريق عصا الراعي، هو الطريق الموصل إلى الحرية والكرامة والاستقلال، فمَن لم يحمل عصاه ويردع بها الذئب فإنه -لا محالة- لحمُ الخروف المأكول، وخيرٌ للحر الكريم أن يدافع عن نفسه مصيرَ الخراف المأكولة ولو خدشته وخمشته ونهشته الذئاب.

نصر الله أهلنا في غزة وحماهم من كل ضر وشر وسوء، وجزاهم بصبرهم وجهادهم أعظم الأجر وخير الجزاء.
أين الخير في قرار المحكمة الدولية؟

كثيرون لم يُرضِهم ولم يَشْفِ صدورَهم القرارُ الذي صدر قبل أيام عن محكمة العدل الدولية، ولكن أرجو أنهم سيجدون الرضا والمواساة عندما يتصورون ما لهذا القرار من أثر سلبي آجل على دولة الاحتلال على المستوى الشعبي الدولي، وهو أثر تراكمي لا بد أن ينشأ عنه واقع جديد مفيد على المدى البعيد بأمر الله واتفاقاً مع سننه التي سَنّها في الوجود.

ولعلنا لا ننسى في هذا المقام أن أول انتصار حققه المسلمون في تاريخهم لم يكن نصراً عسكرياً صنعته السيوف، بل كان انتصاراً سلمياً صنعه ضغطُ "الرأي العام" الذي أوقف أسوأ وأقسى حصار عانى منه أهل الدعوة في مكة. فقد حُصر المسلمون ومَن معهم في شِعْب أبي طالب نحواً من ألف يوم حتى أكلوا العشب وورق الشجر، إلى أن فَكَّ الحصارَ عنهم نفرٌ من قريش أخذتهم الحميّة وغلبتهم الفطرة الإنسانية السويّة، فرَجَوا أن يتوقف الظلم وأبَوا أن يستمر الحصار وسَعَوا إلى إنهائه، على ما جاء تفصيله في كتب التاريخ.

بل إن مما يلفت النظر أن الحصار لم يقع على مسلمي مكة وحدهم، فقد انتصر لهم وانضم إليهم بنو هاشم وبنو المطلب بمؤمنهم وكافرهم بعدما أبَتْ عليهم إنسانيتُهم أن يُسْلموا المسلمين المستضعفين إلى الحصار الظالم، ودفعتهم المروءة والحميّة إلى المشاركة فيه واحتمال أعبائه ودفع ثمنه.

قال ابن القيم في "زاد المعاد ": "حُبس رسول الله صلى الله عليه وسلم ومَن معه في شِعب أبي طالب ليلة هلال المحرم سنة سبع من البعثة، فانحازت إليهم بنو هاشم وبنو المطلب، مؤمنهم وكافرهم، وبقوا محصورين مضيَّقاً عليهم مقطوعاً عنهم الميرةُ والمادة نحو ثلاث سنين حتى بلغ بهم الجَهْد (بفتح الجيم، أي المشقّة) مبلغه وسُمِعَ أصوات صبيانهم بالبكاء من وراء الشِّعب". وفي الصحيح أنهم جهدوا جوعاً وعرياً حتى كانوا يأكلون ورق الشجر!

ولكن الخير عاد آجلاً على الدعوة وأهلها، فقد روى المؤرخون وأصحاب السِّيَر أن خبر المقاطعة سرى في أحياء العرب فأثار استغراب القبائل وسخطها على قريش التي صنعت بأبنائها ما لا تعهده العرب ولا تقرّه، فكانت المقاطعة سبباً في انتشار التعاطف مع المسلمين والتعريف بدعوتهم وإخراجها من ضيق مكة إلى سعة الجزيرة العربية، ولفتت هذه المحنةُ انتباهَ الناس في أنحاء الجزيرة العربية إلى هذه الدعوة العظيمة التي احتمل أصحابُها في سبيلها ما لا يكاد يُحتمَل من الجوع والعناء.

ألسنا نشهد اليوم مثل هذا المشهد العالمي بسبب الحصار الجائر والعدوان الغاشم والتواطؤ الظالم على أرض العزة والشرف والصمود؟ ألا ما أشبهَ الأمسَ الماضي البعيد باليوم الحاضر المجيد!

* * *

لعل قرار المحكمة الدولية التاريخي هو غاية ما يطمح إليه المستضعفون من إنصاف محاكم الأرض، أما الإنصاف الحقيقي والمحاكمة العادلة فإنها مؤجَّلة إلى يوم الدين، يوم الحساب، يوم يقف المظلوم مع ظالمه أمام جبار السماوات والأرض فيقول: يا ربّ هذا ظلمني فاقتصَّ لي منه! فيقتص الله لكل مظلوم من ظالميه.

تلك هي محكمة العدل العليا التي ينتظرها المستضعفون في الأرض، وإنها لآتية لا ريب فيها، ولكن أكثر الناس يستعجلون.

* * *
HTML Embed Code:
2024/03/28 19:49:25
Back to Top