فُؤادُكَ هذا أَمْ نِتاجُ الحَرائِقِ
وفِعلُ حَبيبٍ ذاكَ أَمْ فِعلُ حانِقِ؟

هَلِ العَدلُ أَنْ يَغدو حبيبُكَ ثَعلَبًا
وأنتَ لهُ حاوٍ حَنينَ الأَيانِقِ؟

وهل تَرتَجي شَمًّا لِمَن هانَ عِندَهُ
بَأَنْ تَجتَني مِن بُعدِهِ خَنقَ خانِقِ؟

متى يا لَحاكَ اللهُ تُصبِحُ عاقِلًا
بأَنْ لَيسَ في الدنيا هَناءٌ لِعاشِقِ ؟

مَرَقتَ بِدَربِ الحُبِّ تَرجو ولم تَزَلْ
لَعَمرُكَ يا مغدورُ أَتعَسَ مارِقِ

وَكَم صادِقٍ قد ذاقَ _ حَيًّا _ جَهَنَّمًا
بِمَا قد رآهُ مِن هَوَى غَيرِ صادِقِ

أَلَا إِنَّها أَقوالُ مَن قُصِّرَ الدُّجى
عليهِمْ وَمَن أَجفانُهُمْ في تَلاصُقِ

فَخَلُّوا فؤادي في رَمادِ احتِراقِهِ
يَكُنْ خَيرَ مَحروقٍ لَدى خَيرِ حارِقِ

فلا خيرَ في مَن عاشَ لَم يَذُقِ الأَسى
وَلمْ يُفْنِ لَيلًا بالدُّموعِ الدَّوافِقِ

وقولوا لِمَن أَهوى لقد زَهَقَت بِهِ
على غَدرِكُمْ نَفْسٌ فَرِفقًا بِزَاهِقِ

لَعَلَّ شَكاتي قد تُعِيدُ وَفاءَهُمْ
فقد عَجَزَت عن ذاكَ كُلُّ المَواثِقِ

لَعَمرِيَ هانَ الحُزنُ لَو جاءَ مُفرَدًا
ولكنَّهُ يأتي الفتى بِفَيالِقِ

أحاطَت بِيَ الأحزانُ مِن كلِّ جانبٍ
كأنّي مِنَ الأحزانِ وَسْطَ سُرادِقِ

أُهِيلُ على رأسي التُّرابَ مُدَلَّهًا
وأَبكي بُكاءَ الثَّاكِلاتِ الطَّوالِقِ

وقد حَسِبَ الرّاؤونَ بِي بَعضَ جِنَّةٍ
وإِنَّ جُنونَ الصَبِّ أُولى الحَقائِقِ

محمد صدام السامرائي

أَلَا إِنَّني قد وَفَيتُ وهذا
جزائي فكيفَ إذا ما غَدَرتُ !

سَمِعتُ بكلِّ العجائبِ لكنْ
بأَحزانِ أهلِ الوَفا ما سَمِعتُ

محمد صدام السامرائي

يا مَن أُحِبُّ ومَن أُعلي مكانَتَهُ
اللهَ اللهَ في الوَجدِ الذي أَجِدُ

محمد صدام السامرائي

قَسَمًا بِمَن سَوّى هَواكِ بَلِيَّتي
وأَحالَني عبدًا يَرومُ رِضاكِ

لَو شِئتُ كنتُ وَصَلتُ أَلفَ مَليحَةٍ
لَكِنَّ عَيني لَم تَمِلْ لِسِواكِ


محمد صدام السامرائي

وخاشِيَةٍ عليَّ الحُزنَ قالت:
تَبَسَّمْ تُعطِ مُتعَبَةً نَعِيما

لقد نَطَقَت بها فكأَنَّ طِبًّا
حَوَتهُ أَزالَ عن صدري الهُمومَا

فقلتُ لها فديتُكِ لستُ أَدري
أَكنتِ الحِبَّ أَمْ أُمًّا رَؤوما ؟

أَخِفتِ عليَّ ما تَرجوهُ أُمِّي ؟
لقد عَوَّضْتِني الفقدَ القَديما

أَلا فَلْتَصبِري إنْ حَلَّ حُزنٌ
فكلُّ جمالِ عَيشٍ لن يَدومَا

ولا تَتَعَجَّبي ممّا أُلاقي
فقد مَلَكَ الأَسى الرَّجُلَ الكريما

عليَّ بِأَنْ أَرى منكِ ابْتِسامًا
وإِنْ كُنتُ الذي حَمَلَ الكُلوما

محمد صدام السامرائي

الكُلوم: الجِراح.

هَوَى فاطِمَ اسْتَولى على كلِّ شَعرَةٍ
بِجِسمي وَخَلّاني أَعيشُ بِلا عَقلِ

وقد أَثقَلَت ظَهري بِحِملِيَ هَجرَها
فيا ليتَها بالوَصلِ قد خفَّفَت حِملي

أُداري هَواها وَهْيَ تَنأَى فَلَم أَزَلْ
جَهولًا أَمِن جِدٍّ تُباعِدُ أَم دَلِّ

إِذا كانَ قَتلي مُبتَغَى مَن أُحِبُّهُمْ
إِذًا يَسَّرَ الباري على يَدِهِم قَتلي

محمد صدام السامرائي

يا رعى اللهُ الذي سَهِرا
مَلَّ يَرعى النَّجمَ والقمرا

حِبُّهُ في النَّومِ مُنشَغِلٌ
وَهْوَ في نارِ الهوى اسْتَعَرا

لَيتَ طَيفَ الحِبِّ مَرَّ بِهِ
لَقَضى سَعدًا بِمَنْ حَضَرَا

كُلُّ مُشتاقٍ على بُعُدٍ
حامِلٌ في صَدرِهِ سَقَرَا

محمد صدام السامرائي

فَدَيتُكِ، أَدري أَنَّ أَمسَكِ مُؤلِمٌ
وما زلتِ مِنهُ في صِراعٍ مَعَ الأَلَمْ

وأَدري بِأَفكارٍ لَديكِ ، جميعُها
تَقولُ اطرُدي مَن نَحوَكِ اليَومَ قد قَدِمْ

وأَدريكِ قد حالَفتِ عقلَكِ بعدما
هُزِمتِ مَعَ القلبِ الذي طالَما انْهَزَمْ

فَلَيتَكِ بي تَدرِينَ إنْ بِتُّ كاتِمًا
هَواكَ كما أَدري بِما فيكِ قد كُتِمْ

وَحَقِّكِ لَو لاقَيتِني اليومَ ساعةً
لَلَاقَيتِ صَبًّا صادقًا حُبَّكِ التَزَمْ


محمد صدام السامرائي

يَقولونَ لَو شِئتَ نِلتَ ارتِياحًا
وَكَيفَ يَرى رَاحَةً ذاكِرُ؟!

أَراني إذا جاءَ لَيلي وَدِدتُ
بأَنْ يَنتَحي عُنُقي باتِرُ


محمد صدام السامرائي

فؤادُكَ هذا....
محمد صدام السامرائي

وأَدِيبَةٍ حَسناءَ تَمتَهِنُ العُلا
وكَذا البَلاءُ أَديبَةٌ حَسناءُ

هَبَّت لِتَلبِيَةِ المَكارِمِ هَبَّةً
مِن بَعدِها كُلُّ الكِرامِ هَباءُ

تأتي بِكُلِّ عَجيبةٍ مِن فِعلَةٍ
أو كِلمةٍ يَعيى بِها البُلَغاءُ

تَهفو لَها كُلُّ القلوبِ كَأَنَّها
في عَينِ ظامٍ جازَ بِيدًا مَاءُ

غازَلتُها فأَبَت ولَيسَ بِبِدعَةٍ
أَنْ لاحَ مِن أَهلِ الجَمالِ إِباءُ

ثُمَّ انثَنَت تُبدي إليَّ نَصيحَةً
عقلي بهِ مِن وَقعِها ضَوضاءُ

قالت إذا الضِّلّيلُ باتَ نَصيبُهُ
حَملَ اللِّواءِ وَخَلفَهُ الشُّعَراءُ

فَلِكُلِّ غانِيَةٍ يُرى بِجَهَنَّمٍ
لِكِذابِهِنَّ ومَكرِهِنَّ لِواءُ

فارفُق بِنَفسِكَ وابتَعِد عَنهُنَّ إِذْ
ضِدُّ النِّساءِ كَما عَلِمتَ وَفاءُ

محمد صدام السامرائي

نُسائِلُها...

أبو تمام

نشرتُ في موكب العشاق أعلامي
ابن الفارض

حَنانَيكِ ما عَيشٌ لِحَيٍّ بِطَيِّبٍ
إِذا كانَ مَن يَهواهُ لَيسَ بِحاضِرِ

وأُقسِمُ لَو بِعتُ الحياةَ جَميعَها
بِساعةِ وَصلٍ منكِ لستُ بِخاسِرِ

محمد صدام السامرائي

هذا الحِمى فاسجُد بِهِ مُتَذَكِّرا
زَمَنَ الهوى والثُمْ بِعَينَيكَ الثّرى

وابْكِ التي لَولا هَواها والنَّوى
ما لاحَ وَجهُكَ بالثَّرى مُتَعَفِّرا

واعلَم بأنَّكَ لَستَ أَهلًا لِلهوى
إِنْ أَنتَ لَم تُقتَلْ أَسىً وَتَحَسُّرا

محمد صدام السامرائي

أَمَا والهوى والحُزنِ والشَّوقِ والبُكا
لقد مَلَكَت كُلّي مَدى الدَّهرِ فاطِمُ

فَيا رَبِّ إِمّا أَنْ تَشاءَ لَقاءَنا
وإِمّا مَمَاتٌ لِلتَّعَذُّبِ حاسِمُ

على أَنّني قد طابَ عندي تَعَذُّبي
بهذا الهوى حتى وإنْ لَامَ لائِمُ

وإِنَّ الأَسى في الحُبِّ بَعضُ مَكارِمٍ
وإنَّ مُحِبًّا آبَ بالحُزنِ غانِمُ

محمد صدام السامرائي

محمد صدام السامرائي

تَقولينَ ذا يَومٌ بِهِ بُحتَ بالهَوى
وإِنّي مَدى الأيامِ بالحُبِّ بائحُ

يَرانيَ أَهلُ الأَرضِ باسمِكِ مُنشِدًا
وقلبيَ ذو خَفْقٍ ودمعيَ سافِحُ

وقد قُلتِ في ذا اليومِ أَعمِلْ قريحَةً
فديتُكِ إِنّي بالذي رُمتِ طافِحُ

أَيَرجو ذَوو الأَشعارِ نَفعَ قرائِحٍ
إذا هِيَ لَم تُرضِ الحَبيبَ القرائحُ

عَشِقتُكِ حتّى قِيلَ ها هُوَ عَبدُها
وقد أَوشَكَت تَذكو بِصَدري الجَوانِحُ

وفي ذِكرِ هذا اليومِ أَبدَيتُ فَرحَةً
وإنْ خُلِّفَت مِنهُ بِقَلبي المَذابِحُ

محمد صدام السامرائي

أَرى مَعشرًا يَشكونَ مِن أَلَمِ الهوى
كأَنَّ الهوى فيهِ سَلامٌ لِمَن يَهوى!

وقد كُنتُ مِنهُم غَيرَ أَنّي أَصابَني
لِفَرطِ اشتِكائي مِنهُ عِيٌّ عَنِ الشَّكوى

فيا لَيتَ مَن أَهوى يَلينُ فإِنّني
رأَيتُ صُدودَ الحِبِّ مِن أَعظَمِ البَلوى

محمد صدام السامرائي