"إن استطعت أن لا تُخالف السُنّة ولو في خطوة واحدة فافعل "

الشيخ ابن باز-رحمه الله-

تذكرة بقيام الليل🍃

عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ:
"يَنْزِلُ رَبُّنَا تَبَارَكَ وَتَعَالَى كُلَّ لَيْلَةٍ إِلَى السَّمَاءِ الدُّنْيَا، حِينَ يَبْقَى ثُلُثُ اللَّيْلِ الْآخِرُ، يَقُولُ:
مَنْ يَدْعُونِي فَأَسْتَجِيبَ لَهُ؟
مَنْ يَسْأَلُنِي فَأُعْطِيَهُ؟
مَنْ يَسْتَغْفِرُنِي فَأَغْفِرَ لَهُ؟ ". (رواه البخاري)

(والعافين عن الناس)

- كان مسعود الهمذاني:
من خيار الناس، وكان كثيرا ما يصفح عن الناس بقوله: "الماضي لا يُذكر"

- رؤي في المنام بعد موته فقيل له: ما فعل الله بك؟
قال: أوقفني بين يديه، وقال لي: يامسعود
الماضي لايُذْكَر، انطلقوا به إلى الجنة"

تاريخ الإسلام للذهبي (٤٢/٣٢٧)

قَالَ رسول الله صلى الله عليه وسلم :

" مَنْ تَعَارَّ مِنَ اللَّيْلِ فَقَالَ :

لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ، لَهُ الْمُلْكُ وَلَهُ الْحَمْدُ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ، الْحَمْدُ لِلَّهِ، وَسُبْحَانَ اللَّهِ، وَلَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ، وَاللَّهُ أَكْبَرُ، وَلَا حَوْلَ وَلَا قُوَّةَ إِلَّا بِاللَّهِ، ثُمَّ قَالَ : اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِي أَوْ دَعَا اسْتُجِيبَ لَهُ، فَإِنْ تَوَضَّأَ قُبِلَتْ صَلَاتُهُ ".

(رواه البخاري)


تعارَّ: هَبَّ من نومه واستيقظ.

لا تغفلوا عن الذكر ..
هذه الوصية التي أتمنى أن أسمعها لكل الدنيا ..

ذكر الله أجل الأعمال وأيسرها، فاستكثروا منه، وارجوا ماعند ربكم، فإن ما عنده كثير كثير .

لا إله إلّا الله..
اللهم صلّ وسلم على نبيّنا محمد.

"أرأيتَ إذا نزلت بك مُصيبة، قضّت مضجعك وأثقلت كاهلك وضاقت بك الدنيا ونفسُك، وتنكّرت لك الوجوه وتغيّر لك الناس، وانحصر فكرك فيها ولها، أتراكَ تفرّطُ في الدعاء والتضرُع لله؟ قطعاً لا.. بل ستدعو دعاء المُضطر الذي انقطعت به الحيل، وتستغيث استغاثة الغريق الذي أوشك على الغرق بين الأمواج في الظلم، وتناديهِ وأنتَ مُثقلٌ بالجراح والزفرات حتى يُفرّج عنك، ولن تتوجه في تلك الحال لغيره، ولن يطمئنّ قلبُك لسواه..
فإذا كان هذا حالك في مصابك فمالك أشحتَ بوجهك عن مُصاب إخوانك؟ لماذا لم تُظهر هذا الصدق في الدعاء لهم؟ أتراكَ تظن أنك نصرتهم وأنت لا تكادُ تتذكرهم إلا بدعوة تدعوها شارد القلب والذهن؟"

يقول النبي ﷺ:
«مَن أصبحَ منكم آمنًا في سربِهِ، مُعافًى في جسدِهِ، عندَهُ قوتُ يومِهِ، فَكَأنَّما حيزت لَهُ الدُّنيا»

أي: "فكَأنَّما مَلَك الدُّنيا وجمَعها كلَّها؛ فمَن توَفَّر له الأمانُ والعافيةُ والرِّزقُ لا يَحتاجُ إلى شيءٍ بعدَ ذلك"

كم مرَةٍ حيزَت لنا الدنيا ولم نشعر / نشكر؟

يقول النبي ﷺ: «مَن قالَ حينَ يُصبحُ: اللَّهمَّ ما أصبحَ بي مِن نعمةٍ فمِنكَ وحدَكَ لا شريكَ لكَ لكَ الحمدُ، ولكَ الشُّكرُ فقد أدَّى شُكرَ يَومِه» 🤍

(يَا أَيُّهَا الْإِنسَانُ إِنَّكَ كَادِحٌ إِلَىٰ رَبِّكَ كَدْحًا فَمُلَاقِيهِ)

سيكون لقاء مختلفًا؛ مبهجًا أو محزنًا؛ سيقابلك شخصًا بعدما كان عملًا، سيكون جميلًا مبشرًا أو قبيحًا محذرًا، ستسأله فيجيب: أنا عملك؛ وستكون المفاجأة..
هناك لا تستطيع أن تتحكم بهذا الشخص (العمل) المصاحب لك؛ وهنا أنت تصنعه وتتحكم به؛ فاصنع عملًا(شخصًا) مبشرًا مصاحبًا كريمًا مخففًا عن أهوال ذلك اليوم..

https://hottg.com/nitharAlaikhtiar

رواه البزار وصححه الحاكم وحسنه المنذري في الترغيب'

جوانب إيمانية لا تغفل عنھا في قلبك!

(إِنَّهُمْ كَانُوا يُسَارِعُونَ فِي الْخَيْرَاتِ وَيَدْعُونَنَا رَغَبًا وَرَهَبًا ۖ وَكَانُوا لَنَا خَاشِعِينَ)
هؤلاء الأنبياء كانوا يسارعون في الخيرات وفي قلوبهم رغبةً ورهبةً وخشوعًا؛ فوصفهم بأنهم راغبون إلى الله، وأثنى عليهم بها، وهذا دليل على أن الله يحب هذه الأعمال القلبيَّة في كل عبادة تبادر إليھا، بل فكِّر إنھا قد تُكبِّره، لأن ھذا صادرٌ من قلبك الذي أصل العمل فيهِ، وفي ھيئة ذل وانكسار وخضوع له جلَّ وعلا وھي عبادته ..!

(يدعوننا رهبًا ورغبًا)
يجب على كل مسلم أن يستصحبها في كلّ طاعة، بحيث يكون في كل طاعة يأتي بها، أن يكون في كل ذلك: راغب وراهب. وهما للعامل بمثابة الجناحين للطائر. قال ابن القيم:"الرغبة والرهبة مادَّتا التَّوفيق". وقال بعض السلف:"الرجاء قائد والخوف سائق". أي: الرجاء يقوده إلى الخيرات، والخوف يسوقه من الوراء للتقدم، والمضي إلى الخيرات، ويمنعه إذا أراد أن يلتفت إلى شيء من الحرام. فالمؤمن كلما عظَّم خوفه من الله؛ ازداد بعده عن المعاصي والذنوب، وكلما أحضرَ في قلبه الخوف من الله عندما تقبل نفسه على المعصية؛ امتنع منھا؛ لأنَّ الخوف يمنع الإنسان.

تأمل ھنا: نَبِّئْ عِبَادِي أَنِّي أَنَا الْغَفُورُ الرَّحِيمُ*وَأَنَّ عَذَابِي هُوَ الْعَذَابُ الْأَلِيمُ
(أنا الغفور الرحيم) يحرِّك رجاء قلبك؛ للإنابة والمحاسبة والمراجعة، رجاءً وطمعًا برحمته والفوز برضاه.
(وأن عذابي ھو العذاب الأليم) يحرِّك خوف قلبك، ويفتح عليه من التصورات المھيبة التي تسوقك إلى الرجوع لربِّك.


-بصِّر قلبك واجعله حيِيٌّ بالوقوف إلى مثل ھذي المعاني الجليَّة في كتابه سبحانه وتعالى، وفي الآثار والأقوال، الخ..

إذا نظرت إلى كل ما في أذكار الصباح والمساء مما يُستعاذ منه أو مما يُطلب ستجده دفعًا لأصول الشر وجلبًا لجميع الخير، فلا تُفارق مُصلّاك إلى دُنياك قبل أن ترتدي أذكارك، بدونها أنت مكشوف.

- كُتيب حوى الأذكار الواردة عن النبي ﷺ في اليوم والليلة مع ما جاء فيها من فضائل، وأحسب أنه كنز ثمين إذ ذُكر فيه ما لم يُذكر في غيره

بدأ من مغرب اليوم شهر ذو القعدة وهو من الأشهر الحرم الأربعة، وهي أشهر يستحبّ فيها الإكثار من العمل الصالح لأن الحسنات تضاعف، والسيئات أعظم إثمًا.

‏ومع أن ارتكاب المعاصي مُحرّم ولكن في هذه الأشهر أشدّ تحريماً وتعظيمًا لذلك قال الله تعالى:
﴿فَلا تَظْلِمُوا فِيهِنَّ أَنْفُسَكُمْ﴾

قال ابن كثير رحمه الله في تفسير الآية:
«أي في هذه الأشهر المحرمة؛
لأنها آكد وأبلغ في الإثم من غيرها.»

ومن قصرت همّته عن الازدياد من الصالحات فيهن فليرحم نفسه بالكف عن المعاصي.

فرصة عظيمة للتوبة والتقرب إلى الله بالبعد عن المعاصي والمخالفات والاكثار من أعمال الخير والطاعات.

بدخول شهر ذي القعدة،
كلّ عملٍ تفعله هو أثقل في ميزانك، خيرًا كان أم شرًا، فانظُر ماذا أنت فاعل!"