يخيل لي أحياناً بأنّ الأقدار تَسرق من أفواهنا التوقّعات لتدوِّنها كأحداث مستقبليّة، لذا أصبحت لا أتفوّه بأمور قد يخطفها القدر من فمي ليقيّدها في دفتر المستقبل و يحقّقها دون رغبة مني..

وكأنّني أريد التقرّب أكثر، لَكِنَّني أشعرُ بثقلٍ في روحي..
أشعرُ بأنّكَ لا تريد ذلك مثلي.
ربّما أنتَ مُحِقّ، لأنّني ما كنتُ سأختار البقاء معي أيضاً.

لن أنسى انهيارى وبُكائي منذ أشهر، يوم أن جعلني شخص أشعر أنني لا أصلح لشيء، بكيت كثيراً، انهرت ولم يشعر أحد بي، بحثت في هاتفي عن شخص أُخبره بحزني لم أجد ..الآن أنا بخير، عندما تركت ما لا يليق بي..

بعيوني بركان، محرومة الدفا..🤍🍂

و إنتَ بعيد و البعيد بعيد
ما بقي شي طالع بالإيد..

‏هل تغير العيد حقّاً وفقد مذاقه القديم الحبيب؟
أم إنّني تغيّرت وذبُلَت براعم تذوّقي؟
ربّما كان الاثنان معاً..

أتخيّل فيما لو التقينا و ملتُ على كتفك مثل شجرة كرز، أتعبها الوقوف.
نعدّ الكتب الّتي تُشبهنا، و كل حفلةٍ فاتتنا لفيروز
نتحدث عن الوضع السياسي، و تسرد لي القصة الوحيدة الّتي تحفظُها في تاريخ الأدب -قصة محمود درويش و حبيبته ريتّا- و نحاول أن نجد حلولاً للوضع الاقتصادي ونحصي محاولاتنا الفاشلة في تغيير العالم،
وأخيراً، نشرب نخب عيناك الحزينة و حظّنا المُهترئ.

‏وكَم لا "بَأسَ" نَدَّت عَن شِفاهٍ، وفِي قلبِ المُعَنَّى ألفُ بَأسِ..

كان اللقاء سريع
كان اللقاء سريع جداً
و برغم سرعتهِ إلّا أنّني أستطيع تذكّر ملامح وجهك
أستطيع أن أغمض عيناي و أتخيّل نفسي في أحضانك
جُدران المطبخ القديمة و أنت تغسل الأطباق
أنظر لذاك المطبخ و أقول في نفسي "هل سأراه مرة أخرى؟ "

- كيف الحال ؟؟
- إنّي بخير نوعاً ما..
-ماذا تعني ؟؟
-أعني أنّ الأمور لا زالت مُعقّدة و لَكِن علينا الإستمرار.
-الإستمرار بإخفاء تلك الأمور؟
-لا. الإستمرار بالحياة. بالعمل و الدراسة و مجالسة حيوانك الأليف. و مع الوقت ستحصل على أمورٍ مُعقّدة أخرى و لكن ستكون جاهزاً لإخفائها كما فعلتَ سابقا.
-أظنّ أنّك تكابر..
-أنا أحاول أن أتأقلم لأنّني أمضيت أعوام من الشكوى و الحزن ولم أحصل على شيءٍ مفيد. ربّما عند الاستمرار بالحياة و تجاهل الأمور المُعقّدة ستحصل على الدواء تلقائياً. بالإضافة إلى أنّني أخاف أن يمضي بي العمر و أنا أحاول إصلاح الأمور يا صديقي.

أمضيت الكثير بمفردي
و ظننت أنّني سأُدفَن في سريري
و لكنّني اكتشفت ذاتي..

كنتُ أظنّها أيامًا وتمضي، فإذا بها كانت حياتي.
‏- دوستويفسكي

من شدّة الحب، يظنّ الإنسان أن مَن يُحبّه سيتلاشى و يذهب ك نفحةِ عطرٍ أخيرة على ملابس احترقت
من شدّة الحب، تبقى العيون ساهرة في الليل، ك أمٍّ تنتظرُ ابنها ليعود للمنزل في منتصف الليل.
من شدّة الحب، تصبح أسمى الأمنيات أن يبقى المحبوب، و تتلاشى جميع الحاجات الأُخرى.
من شدّة الحب، يقتنع الإنسان بأنّه يملك الكثير عندما يمسك بيدِ مَن يُحِبّ.

آه من عذاب الفراق
آه كم يصبح المرء ضعيفاً بغياب من يحبّ
يتردّد صوت المحبوب على الأذن و تتردّد ملامحه على القلب

ننتظر كثيراً ليعود مَن أحببنا. و في حين الإنتظار يذهب الجميع.
تأتيك الملامة لأنّك أرهقت نفسك و أنت خائف من خسارة من تُحِبّ.

تعالَ يا حبيبي
تعال أرجوك
أقسم أن الحياة لا تُطاق بدونك.

إنّي متأكّد أنّ ضحكتك ستجبر الآلام و ستربّت على قلبي الجريح.