TG Telegram Group Link
Channel: ڪَيمْا | KIMA
Back to Bottom
Forwarded from إسماعيل عرفة
الصحة النفسية ليست أمرًا فرديًا يمكن للإنسان علاجه بمعزل عن ظروفه الاجتماعية والاقتصادية.

فمع انهيار قيمة الجنيه ستزداد الأزمات المالية للشباب، ستزيد المشاكل في الوظائف وسوق العمل، ستتضرر العلاقات الإنسانية بين المتزوجين وبين الآباء والأبناء، سيزيد الضغط في العمل والقلق من المستقبل والتوتر من التقلبات اللانهائية والبيئة الغير آمنة ولا مضمونة.

كل هذه المشاكل الاقتصادية سيتم تحويلها إلى مشكلة نفسية فردية يمكن علاجها عند الطبيب النفسي الذي يملك إكسير السعادة وعند الكوتش وخبير العلاقات الذي سيمدك بوصفة العلاج.

أو سيتم تحويلها عند الإنفلونسر إلى مشكلة شخصية سببها تقصيرك في تحصيل المهارات وتعلم اللغات.

والحقيقة أنه كل هذه المشاكل النفسية هي أعراض لمرض أساسي وهو التدهور الاقتصادي، أي علاج للمشاكل دي سيكون مؤقتاً ومحدودًا، فلا يمكن الانفكاك بين الصحة النفسية والوضع المالي الاقتصادي.

المقولة الكلاسيكة بتاعت: المال لا يجلب السعادة هي محض كذب .. المال يجلب العلاج الجيد والبيت المريح والراحة النفسية .. ربما لا يجلب الرضا أو الطمأنينة أو غيرها من معاني القلوب، لكن المال الكافي هو عماد الصحة النفسية في زمننا هذا.
‏يحتاجُ المرء إلى وطنٍ في هيئة إنسان، وبيتٍ في شكل ضلوع، وحياةٍ مُلخَصَة في وجه، وجنةٍ حدودها ذِراعان.
‏لا تزال في مقتبل العمر؟ اهدأ، لست مجبرا على محاصرة نفسك بقناعاتٍ تبنيتها على عجالة، ومبادئ لم تذق تبعاتها، وأفكار لا تعرف حقيقة أبعادها. اهدأ، واترك في عقلك مساحة للتأمل، والتزوّد المعرفي، والتسلّح بالخبرة الكافية. إذا أدركت أنك في البداية؛ ستنطفئ جذوة العَجَلة المهلكة في صدرك.
‏نحن نتعب..
تأكل الحياة شيئًا من أجسادنا، من صِحّتنا، تنهَش من صدورنا، لكنّها لا تأخذ شيئًا من قلوبنا وأرواحنا، إذ أنّها مُعَلَّقة هناك في الآخرة، حيث لا مكان للتَّعَب، أعلم تمامًا أنّك اهتَرَأت، تحامَل قليلًا، كابِد راحَتَك، شُدَّ أزرَك، هناك جَنّة.
‏قد تعتريك لحظةُ ارتجافٍ
حتى تَقِفَ بين يديهِ ثابتًا لا يُخيفُكَ شيء.
‏وامنُن عَلَيَّ..
بهدأة الأنفاس، وراحة القَلب، و استفاقة الضَّمير، وآتِني شَغَفَ المُحبّ، وهمّة الفاروق، وبصيرَة الفؤاد، واهدِ قَلبي واسقِني الرِّضا، وتُب عَلَيَّ حتّى أتوب.
‏كلّه خير، (وَمَا تَسْقُطُ مِن وَرَقَةٍ إِلَّا يَعْلَمُهَا) فهو يعلّم عن الخَريف الذي حَلّ بك فأسقَطَ مِنْكَ ورقةً رابحة، ويَعلَم عن نَبعِكَ والنَّهر الذي جَفّ، لا بأس عليك إن تَعَلَّق قلبُك وتألَّمَت روحك، ثَبِّت نَظَرك ولا تقلق (يَأْتِ بِهَا اللَّه)
‏الخطوة العظيمة..
تسبقها عواصف نفسية وقلبية، وشيء من شتات الرؤية، والخوف أحيانًا، لكنها تتّضح وأنت في قلب الميدان، حين تبدأ، لا أن تقف على أطراف أصابعك تنتظر الفرصة المناسبة وتراقب النتائج! لأنّك لن تراها، ثمّ يضيق صدرك، أما كفاك؟ .. تَحَرَّك.
‏الليل هو الوقت الأنسب..
لاتخاذ القرارات المفصليّة، وبعد الفجر تنفيذها، إن تأخرت عن ذلك، فأنت مُدمِن تفكيرٍ لا عمل..
‏ألهِمني ترتيب القلب، ومسافة القُرب، و ارزُقني من حيث لا أحتسب، حَلالًا لا شُبهةَ فيه، وَوسّع عَلَيّ وأكرِمني برضاك، ألهِمني في كلّ مسار شُكرَك، ولا تُنسِني يومًا ذِكرَك، وافتَح لي من واسع فضلك..
وارضَ عَنّي..
‏لا تيأس..
لعلّ ركود همتك الآن وإنجازك القليل وخطاك الخجولة وقلبك المحاول، ما هي إلا إستراحة محارب، اختارها الله لك، لعلّه يجهزك لقادمٍ أعظم، يليق بك.
‏نعوذ بك..
من انطفاء الشغف، وضياع الوجهة، والتّردُّد في المسير، وانقطاع الأسباب، والقلق الذي يلازم الروح، وغياب الغايات الشريفة، ومن الخذلان! والرجوع صفر اليدين بعد الغرس، ونعوذ بك من حيرة البدايات، وحسرة النهايات، وذبول نبتة المحاولة.
‏على الإنسان أن يُدرك..
أنّ أوقات الانشغال نعمة، وأنّ التَّعّب المُثمر نعمة، وكلّ دقيقةٍ تقضيها في الاشتغال على نفسك وعقلك وقلبك، هي استثمارٌ مؤجّل لو لَم تَرَ النتائج الآن! النَّفس تَميل لراحتها، ولاتعلَم أنّها ترتاح بالتَّعَب.
‏رَكّز على ما تُحِب..

اجتهد ألف مرّة، انتَقِ سُكّان قلبك، واختَر رفاق دربك، أحِط نفسك بالكبار، ورافِق شبيه قلبك، تَمسّك بإخلاص قصدك، وضبط نِيّتك، وخذ من القرآن رؤيتك، واختَر لحياتك جسر التَّعَب «أتعَب قَدَماك فإن تَعِبا قَدَّماك».
‏واعلم أن الراحة بالتَّرك، والقُوّة بالتَّخلّي، وليس الترك كِبرٌ يُفسد حاجتك، ولا التَّخلّي اعتمادٌ دون تَوَكّل، ولا تَفَرُّد دون استشارة
‏أنت تقاتل شهوتك، ليست لحظةً سهلة، ليس عاديًّا على من يُحاول ضَبط نفسه، وتربية قلبه، كأنّه في معركةٍ مع هَواه! وإنّما النَّصر لِمَن صَبَر.
‏ليلُك طويلٌ يا فتى | ورَبُّكَ لا ينام.
‏هناك لذّة مختلفة حين تقرأ القرآن وتقف عند آيةٍ طالما قرأتها لكنّك اليوم تفهم معناها لأول مرة، تشعر بها بكل جزءٍ فيك، تدخل قلبك بغير استئذان، سبحان الذي يُذيقنا جمالية الآيات رغم كثير العثرات.
‏لست في منافسةٍ مع أحد
أنت تُنافس نفسك ألف مرّة، تَغلِبِها إن صَدَقتَ أو تَغلِبُك، ليس مطلوبًا أن تشرح للناس تفاصيلك، أو تُقسِم لأحدهم أنّك تَغَيَّرت!
اعمل بدائرة تأثيرك، بالثَّغر الذي تُبدِع فيه، استثمر كل لحظة، لا تلتفت.. هناك جنّة.
‏قد يؤلمك كثرة ما تشاهد من إنجازات هنا وهناك، قد يصيبك الإحباط عند رؤية ما يمتلك الناس ولا تمتلك! قد تُكثر على نفسك المقارنة لشدّة ما تنظر للآخر وتنسى نفسك!
انتبه عليك! انظر قليلًا بين يديك.
HTML Embed Code:
2024/05/13 17:37:17
Back to Top