TG Telegram Group Link
Channel: روائع الشعر العربي الحديث
Back to Bottom
التشطير هو عبارة عن فن من فنون الشعر عند العرب
فالتشطير : هو أن يعمد الشاعر الى ابيات ٍ لغيره فيضمّ الى كل شطر ٍ منها شطراً يزيده عليه عجزاً لصدر ٍ وصدراً لعجز .
وبصورة عامة ٍ ، التشطير: هو أن تضيف الى صدر كل بيت عجزاً من عندك والى عجز كل منه صدراً فيصبح البيت بيتين نتيجة هذه العملية

و قد قمت بتشطير أبيات الشاعر جميل بثينة
فكل شطر بين القوسين للشاعر جميل بثينة و الشطر الآخر لي
(حلت بثينة من قلبي بمنزلة )
فالقلب مما به يُكوى و يتقدُ

وطئت صدري لها دارا لتسكنها
(من الجوانحِ لم ينزلْ بها أحدُ)

(صادت فؤادي بعينيها و مبتسم)
فهو الأسيرُ و قيدُ الأسرِ منعقدُ

نور العيون وهذا السحر من فمها
(كأنه حين أبدته لنا بردُ)

(عذب كأن ذكي المسك خالطه)
للعطر فوح هنا بالروح يبتعدُ

من للبخور و للأعوادِ يشعلها ؟
(والزنجبيلُ وماءُ المزنِ والشهدُ) ؟

(تلكم بثينة قد شفت مودتها)
منى العروق وقد ذابت بها الكبدُ

من لي بقلبٍ وقد دقت محبتها
(قلبي ..فلم يبق إلا الروح و الجسد)

(و عاذلون لحوني في مودتها)
قلت اعذلوني فإنَّ الصبَّ منتقدُ

قل لمن عذلوا صبَّاً و ما رحموا
(يا ليتهم وجدوا مثل ما أجدُ)

شادي الظاهر
حوار مع مجنون ليلى

سألت حبيبي   إن   أتاه خطابيا
ففيه  حديثٌ عن زمانٍ خلا بيا

زمانٌ  تولى كان حلمي قصيدةً
لأنشد   فيها  ما   يجول  بباليا

و كانت حروفي مثل عمري صغيرة
 و كان    نشيدي لا  يجيد القوافيا

و كانت بقلبي من  لهيبي صبابة
وتأتي معاني بتُّ منها  مُعانيا

فشوقي و وجدي و اللهيب بأضلعي
و حلمٌ    بقلبي   زاد   فيه    تناميا

أتوني و عاشوا في فؤادي  و كلهم 
يقولون شعري هل سيشدو مجاريا

و ثارت حروفي شاديات  بما يفي
بسحر   المآقي  حين ترنو حياليا

و كم مر من عمر  توالى و لم أكن
أبوح  وما زان  القصيد   جوابيا

فشعرى أتى شوقاً  إليك و قد بدا
سهادي    بليلي  يستبيح  مقاليا

وتلك دموعي قد توارت بأحرفي
و هذا فؤادي   في هواها  مداريا

و أسهر وحدي إن كتبت روايتي
و يسهر نجمي في الليالي  مدانيا

فيذكر  نظمي  لو أقول فيرتوي
و يغدو له من خمر وصفك راويا

فيا أيها النجم المحلق هل تعي
بما  في فؤادي إذ حواه كتابيا

و هل سوف تحكي ما سمعت و كله
حنينٌ    بقلبي   راح   يشدو  أغانيا

طويت هواها في فؤادي  فلم يزل
بي الوجد و الأشواق  حتى طوانيا

و ما مر  يومٌ  و هي مني قريبة
و لا في النوى إلا لقيت الدواهيا

فيا قلب إني في هواها وحبها
أصوغ القوافي عل فيها دوائيا

فما زادت  الأشعار إلا صبابتي
و ما زادت الأشجان إلا عذابيا

تفوح المعاني بين حرف يحبها
و بيت يغني في خيالٍ بدا ليا

تمر  الليالي  قد  سبتني جفونها
وما بي من الأشواق ظلت كما هيا

و  يا قيس هذا في حبيبك غائبا
و إني و شوقي وهي دوما أماميا

ويا قيس قلبي مثل عقلي يحبها
أأرضى جنونا  يرجع العقل واهيا

سيبقى بعقلي من هواها لعاعة
و يلقي بما قد جن منه ورائيا

شادي الظاهر
من مسابقة اكمل الشطر التالي جاءت هذه الأبيات

(أهاجك أم لا بالمداخل مربعُ)
مررنا فصاح القلب: ليتك تسمعُ

وجيبا بصدري للفراق و ناره
يزيدُ بأضلاعي فتطفيه أدمعُ

وهذا حديثي عن حبيبٍ و منزلٍ
وذكرى تهيج القلب والذكر يوجعُ

فيا ربع قل لي ما أصاب أحبتي
ويا قلب قل لي: ما أقول وأصنع

مررتُ لعلَّي قد أفوز بنظرة
فيلقى فؤادي ما يريدُ و يطمعُ

سيبقى هواه ما بقيت و حبه
ويبقى حنيني بالجوانح ينبع

الشطر الاول بين القوسين لجميل بثينة

شادي الظاهر
يا مُنزّل الآياتِ و القرآنَ = بيني و بينك حُرمة الفُرقانِ
اشرحْ به صدري لمعرفةِ الهُدى = و اعصمْ به قلبي من الشيطانِ
يسّر به أمري و اقضِ مآربي = و أجِرْ به جسدي مِن النيرانِ
و احططْ به وزري و أخلِص نيتي = اشدد به أزري و أصلِح شاني
و اقطعْ به طمعي و شرَفَ نيتي = كثّر به ورعي و أحيي جَناني


أنتَ الذي صورتني و خلقتني = و هديتني لشرائع الإيمانِ
أنتَ الذي أطعمتني و سقيتني = مِن غيرِ كسْبِ يدٍ و لا دُكّانِ
أنتَ الذي آويتني و حبوتني = و هديتني من حيرة الخذلانِ 
و زرعتَ لي بين القلوبِ مودةً = و العطفَ منك برحمةٍ و حنانِ
و نشرتَ لي في العالمين محاسناً = و سترتَ عن أبصارهم عصياني


و الله لو علِموا قبيح سريرتي = لأبى السلامَ عليّ من يلقاني
و لأعرضوا عني و ملّوا صُحبتي = و لبؤتُ بعدَ كرامةٍ بهوانِ 
لكنْ سترتَ معايبي و مثالبي = و حَلمتَ عن سقطي و عن طغياني 
فلك المحامدُ و المدائحُ كلها = بخواطري و جوارحي و لساني

مقتطفات من نونية القحطاني
رجوتُ الوصل..


رجوتُ الوصلَ منكِ فلم تردّي
سوى أنْ زدتِ في هجري وصدّي

كأنَّ الحبَّ عندَك من شتاءٍ
وفيه الروحُ من ريحٍ وبَـردِ

أما لشذى الربيعِ لديكِ فصلٌ
ووصل ٌ فيهِ بَعدَ البُعدِ وردي

فكوني الشمسَ إن غابت أطلّت
وكوني البحرَ في جزرٍ ومـدِّ

عشقتكَ ناسكاً حتى تخطّى
فؤادي في الصبابة كل حَـدِّ

فصرت أشك في العشّاق قبلي
وأخشى أن يموت العشق بعدي

فلا شوقٌ أصابَ جوىً كشوقي
ولا وجدٌ على الدنيا كوجدي

فتلكَ حبيبتي مَلَكٌ ومثلي
بعِــزّةِ سيـدٍ و هيامِ عَبـدِ

نذرتُ لها الحياةَ بغيرِ موتٍ
وذقتُ بها المنونَ بغير لَحدِ

ألا يا ليتها وَعَدَت بوصلٍ
ولو بقيَ الوصالُ بمحضِ وَعدِ

ستكفيني به الآمالُ سعداً
وإن لم أقتـرنْ حقّـاً بسعدي

فإن حبَسَ السحابُ الغيثَ أضحت
حُبيـبات النّدى للنَـبـتِ تُجدي

أكابدُ نار قسوتها بصمتٍ
ولم يكُ ذاك من بابِ التحدي

ولكن خفتُ أن أُبدي جراحي
فتُـحزنها مواجعُ ما سأُبدي

وتهطلُ من مآقيها دموعٌ
مجاريها على أطرافِ خدّي

فإن هي أدمعت يوماً تَجدني
أسلتُ الدمعَ حتى فاض سدّي

فكيف أكون مُبكيها وقلبي
يقودُ جنودَها في الحبِّ ضِدي

#عماد_الربيحات
الأردن
قصيدة الأديب الكبير الأستاذ الشاعر / إبراهيم صعابي ، والتي عنوانها ( أُستاذة النحو ) ويقول فيها :


إنْ ( كنتِ ) مُغْرمَـةً ( بالنّحـو ) واسيـهِ
مَا ضَيّـعَ ( النّحْـوَ ) إلاّ بعـضُ أَهْليـهِ 

واسْتَشْعِري في ( المنَادى ) نَبْـضَ لَفْتَتِـهِ
إنّ الحبيـبَ ميـاهُ ( النَّـدْبِ ) تَـرْويـهِ 

إنْ ( ظَلَّ ) ( مُبْتَدأً ) ( كُوني ) لَهُ ( خَبَرًا )
وَتَمِّمـي ( جُمْلَـةَ ) الأشْـواقِ فـي فيـهِ 

( وَأَعْرِبي ) أَيَّ خَفْقٍ ( بَاتَ ) ( يَنْصِبُـهُ )
( وَصْلُ ) الُمحِـبِّ فَيَنْـأى عَـنْ تَجَنّيـهِ 

وَأَظْهِري كُـلَّ شَهْـدٍ جَـاءَ ( مُسْتَتِـرًا )
( تَقديرُهُ ) ( أنـتِ ) فـي أَبْهـى أَمانِيـهِ 

مُدِّي لَهُ مِـنْ شِـراعِ ( العَطْـفِ ) بارقَـةً
تُلَمْلِـمُ القَـلْـبَ فــي دِفْءٍ وتُـؤْويـهِ 

( هذا ) حَبيبُكِ ( مَرْفـوعٌ ) ( بِضَمّتِـهِ )
فَأَكْثِـري ( ضَمَّـهُ ) ( فالضَـمُّ ) يشْفيـهِ 

( هَـذا ) حَبيبُـكِ مَـنْ مَـرَّتْ جَنَـازُتُـهُ
كُفِّي الدُّمـوع .. أَيَبْكـي المَيْـتَ مُرْدِيـهِ 

فـي دَرْبِـهِ (أدواتُ الـشَّـرْطِ ) واقـفَـةٌ
تُمَارسُ (الجَـزْمَ ) فـي عُنْـفٍ وَتَشْوِيـهِ 

فَالشَّوقُ ( فِعْلٌ صَحيـحٌ ) كُلُّـهُ (عِلَـلٌ )
( مازالتِ ) ( العِلَـلُ ) الجَوْفـاءُ تُشْقيـهِ 

( وَأصْبَحَ ) الدّهْر ُيَشْكُـو زَيْـفَ مَوْعِدِنـا
( وَأصْبَـحَ ) الحُـبُّ يُقْصينـا وَنُقْصِيـهِ 

بَعْـضُ الكـلامِ مُبَـاحٌ حيـنَ يُدْهِشُـنـا
وَسِـرُّ دَهْشَتِنـا فـي ( الحـالِ ) نُخْفِيـهِ 

أُسْتاذةَ ( النّحـو ) ( تَدْريباتُنـا ) كَثُـرَتْ
فَهَـلْ نُؤَجِّـلُ جُــزْءًا بَـعْـدَ تَرْفِـيـهِ؟ 

كُـلُّ الكتـابِ ( فَـراغَـاتٌ ) سَنَمْلَـؤُهَـا
( بِمَصْـدَرِ ) الشَّـوْقِ لِلأَحْبَـابِ نُهْدِيـهِ 

فَـلا يَغُـرَّكِ ( تَفْضيـلٌ ) ( لِـذِي ) كَلِـمٍ
( لا يلزمُ ) ( الفِعْل ) ( إلاّ ) في ( تَعَدِّيهِ ) 

( وَخَبّرِي ) ( صِلَةَ الموصـولِ ) أَنَّ لَهَـا
مِـنَ الفُـؤَادِ ( مَحَـلًا ) فيـكِ يُحْيِـيـهِ 

وَأَسْهِبي فـي (بنَـاءِ الفِعْـلِ ) وَانْتَظِـرِي
أَن ( تُعْرِبَ ) ( الأمرَ ) مَأْسَاةٌ ( وَتَبْنِيـهِ ) 

( فللإشـارةِ ) فـي شَـرْعِ الهَـوى نَغَـمٌ
مِنْـه اشْتِعَـالُ الجَـوَى وَالوَعـدُ يُذْكِيـهِ 

( هَـذَا ) مُحِبُّـكِ ( بالتّنْويـنِ ) مُلْتَحِـفٌ
بِرَغْـمِ ( عُجْمَتِـهِ ) ( تَنْوينُـهُ ) فِـيـهِ 

مَـا عَـادَ (يُعْـرِبُ ) إلاّ جَمْـرَ أَسْئِـلَـةٍ
وَأَنْـتِ ( مَصْروفَـةٌ ) فـي زَوْرَقِ التِّيـهِ 

( مُجَرَّدٌ ) مِنْ حُـروفِ الصَّمْـتِ يَسْبقُـهُ
شَـوْقٌ ( مَزيـدٌ ) إلـي عَيْنَيْـك يُسْديِـهِ 

صُبِّي لَهُ مِـنْ صَبَابـاتِ الهَـوى مَطََـرًا
وَأَغْرقِيـهِ بِـهِ مِــنْ غَـيْـر ِتَنْـويـهِ 

وَأَسْكِنِيـهِ حَنَايـا القَـلْـبِ واحْتَجِـبـي
عَنْ ( عَيْنِ ) (زَيْدٍ ) وَ ( عَمْرًا ) لاتَعُوديِهِ 

لُومي ( التَّعَجُّبَ ) إن أَغْـرَى سِـواكِ بِـهِ
فَمَـاأَجَـلَّ عِتَـابًـا فِـيــكِ يُـبْـدِيـهِ 

( وَمَيِّزي ) الوَجْدَ ( مَلْفُوظًا ) بلا ( بَـدَلٍ )
فَــلا يَبـيـدُ .. وَلا الأيّــامُ تُبْـلـيـهِ 

أُسْتـاذةَ ( النَّحْـوِ ) هَـلْ لِلْحُـبّ ِعِنْدكُـمُ
( بَـابٌ ) لِـذي أَمَـلٍ بِالقُـرْبِ يُغْريِـه؟ 

هَيَّا أَعيدِي دُرُوسَ ( النَّحْوِ ) ( أَجْمَعَهَـا )
وَكُــلّ ُدَرْسٍ عَـلـى مَـهْـلٍ أَعِيـديِـهِ 

يَا أَنْتِ يَا أَنْتِ أَحْلامُ الفَتَـى ( انْكَسَـرَتْ )
وَلـجَّّـةُ الـيَـأسِ بــالآلام تُـدْمِـيـهِ 

مَـا لِلْحَبيـبِ وَقَــدْ أَغْــراكِ مَقْتَـلُـهُ
( أَضْحَى ) يَحِنُّ إلي أَحْضَانِ ( مَاضِيـهِ ) 

( فَاعْتَـلَّ ) أَوَّلُـهُ ( وَاعْتَـلَّ ) أَوْسَطُـهُ
( وَاعْتَـلَّ ) آخِـرُهُ ( وَاعْتَـلَّ ) بَاقِـيـهِ .
مازلت أذكر يومها
أيامَ كنتُ أُحبُّها

مازلتُ أذكرُ أنَّها
سكنت بقلبي وقتها

بخمارها و ببسمةٍ
أخذت فؤادي عندها

والوردُ يرقدُ في ثنايا
- صفحةٍ طويت بها

والعطر منتشيا و يعبق
- من نواحي ثوِبها

والشمس تشرق كلما
ابدت تبسِّم ثغرِها

مازلت أسمع في ليالي
البعد دوما همسها

و بصوتها و بلفتةٍ
غامت سمائي بعدها

من ذا يصدق أن تعود
صغيرتي لحبيبها

عشرون عاما أو يزيد
يُذيبُ قلبي حرها

ما عُدتُ طفلا إنني
عشت الحياة بدونها

يا زهرة حبس البعاد
- عن الأنوف عبيرها

دنيا تمزق عمرنا
و تعود تفعل فعلها

واليوم يجمع بيننا
شطر القصيد و بيتها

ويصير حبي كالمجاز
- قوافيا أسلو بها

شادي الظاهر
رويدك يا فؤادى لا تجيبُ
و إن ناداك من بعد حبيبُ

أيأتيني الحديث الحلو منها
ويشغل خافقي شوق عجيبُ

فيا طيفٌ أتاني من صِبايا
بأشواق لها فعل غريبُ

أنا صبٌّ عشقت وكان مني
حنين في الضلوع له وجيبُ

فإن عاد الزمان وقد هرمنا
وأدمانا التغرب و المشيبُ

فقل: يا دهر قد أبطأت عنَّا
وشمسُ العمرِ أدركها مغيبُ

أتمنعنا التلاقي في صبانا
وتصرخ ضاحكا : هذا نصيبُ

وتهزأ بالدموع وإن صبرنا
و يعجبك التأوه و النحيبُ

فإن سكنت جراحُ الحب فينا
وواسى جرحنا زمن عصيبُ

تُعيد القلبَ للأشواقِ ذكرى
تنادي أنَّ من نهوى قريبُ

شادي الظاهر
رائعة الشاعر المصري الكبير حافظ ابراهيم

القصيدة العمرية

( عمر بن الخطاب )

حَسْبُ القَوَافِي وَحَسْبِي حِينَ أُلْقِيهَا **** أَنِّي إِلى سَاحَةِ الفَارُوقِ أُهْدِيهَا
اللهم هب لي بيانا أستعين به **** على قضاء حقوق نام قاضـيها
قد نازعتني نفسي أن أوفيها **** وليس في طوق مثلي أن يوفيها
فمر سري المعاني أن يواتيني **** فيها فإني ضعيف الحال واهيها
(مقتل عمر)
مولى المغيرة لا جادتك غادية **** من رحمة الله ما جادت غواديها
مزقت منه أديما حشوه همم **** في ذمة الله عاليها وماضيها
طعنت خاصرة الفاروق منتقما **** من الحنيفة في أعلى مجاليها
فأصبحت دولة الإسلام حائرة **** تشكو الوجيعة لما مات آسيها
مضى وخلـّفها كالطود راسخة **** وزان بالعدل والتقوى مغانيها
تنبو المعاول عنها وهي قائمة **** والهادمون كثير في نواحيها
حتى إذا ما تولاها مهدمها **** صاح الزوال بها فاندك عاليها
واها على دولة بالأمس قد ملأت **** جوانب الشرق رغدا في أياديها
كم ظللتها وحاطتها بأجنحة **** عن أعين الدهر قد كانت تواريها
من العناية قد ريشت قوادمها **** ومن صميم التقى ريشت خوافيها
و الله ما غالها قدما وكاد لها **** واجتـث دوحتها إلا مواليـها
لو أنها في صميم العرب ما بقيت **** لما نعاها على الأيام ناعيها
ياليتهم سمعوا ما قاله عمـر **** والروح قد بلغت منه تراقيـها
لا تكثروا من مواليكم فإن لهم **** مطامع بَسَمَاتُ الضعف تخفيها
(إسلام عمر )
رأيت في الدين آراء موفقـة **** فأنـزل الله قرآنـا يزكيـها
و كنت أول من قرت بصحبته **** عين الحنيفة واجتازت أمانيها
قد كنت أعدى أعاديها فصرت لها **** بنعمة الله حصنا من أعاديها
خرجت تبغي أذاها في محمدها **** وللحنيـفة جبـار يواليـها
فلم تكد تسمع الايات بالغة **** حتى انكفأت تناوي من يناويـها
سمعت سورة طه من مرتلها **** فزلزلت نية قد كنت تنويـها
و قلت فيها مقالا لا يطاوله **** قول المحب الذي قد بات يطريها
و يوم أسلمت عز الحق وارتفعت **** عن كاهل الدين أثقالا يعانيها
و صاح فيها بلال صيحة خشعت **** لها القلوب ولبت أمر باريها
فأنت في زمن المختار منجدها **** وأنت في زمن الصديق منجيها
كم استراك رسـول الله مغتبطا **** بحكمـة لـك عند الرأي يلفيـها
(عمر وبيعة أبي بكر )
و موقف لك بعد المصطفى افترقت **** فيه الصحابة لما غاب هاديها
بايعت فيـه أبا بكر فبايعـه **** على الخلافة قاصـيها ودانـيها
و أطفئت فتنة لولاك لاستعرت **** بين القبائل وانسابت أفاعيـها
بات النبي مسجا في حظـيرته **** وأنت مستعـر الاحشـاء دامـيها
تهيم بين عجيج الناس في دهش **** من نبأة قد سرى في الأرض ساريها
تصيح : من قال نفس المصطفى قبضت **** علوت هامته بالسيف أبريها
أنسـاك حبك طـه أنه بشـر **** يجري عليه شـؤون الكون مجـريها
و أنـه وارد لابـد موردهـا **** مـن المنـية لا يعفـيه ساقيـها
نسيت في حق طه آية نزلت **** وقد يذكـّـر بالايـات ناسـيها
ذهلت يوما فكانت فتنة عـمم **** وثاب رشدك فانجابت دياجيـها
فللسقيفـة يوم أنت صاحـبه **** فيه الخلافة قد شيدت أواسيـها
مدت لها الأوس كفا كي تناوله **** فمدت الخزرج الايدي تباريها
و ظـن كل فريـق أن صاحبهم **** أولى بها وأتى الشحناء آتيها
حتى انبريت لهم فارتد طامعهم **** عنها وآخى أبو بكر أواخيها
( عمر وعلي )
و قولـة لعلـي قالـهـا عـمر **** أكرم بسامعها أعظم بملقيـها
حرقتُ دارك لا أبقي عليك بها **** إن لم تبايع وبنت المصطفى فيها
ما كان غير أبى حفص يفوه بها**** أمام فارس عدنـان وحامـيها
كلاهما في سبيل الحق عزمته **** لا تـنثـني أو يكون الحق ثانيـها
فاذكرهما وترحم كلما ذكروا **** أعاظما ألِّهوا في الكون تأليـها
مجاراة للامية ابن الوردي
****************************
في موضوع الهمة في طلب العلم
=========================
قم إلى العلم وأياك الكسل
واجعل الأوقات تزهو بالعمل

وارفع الهامات لا تركن إلى
ما تراه من دنوٍ أو سفل

واجعل الغايات تعلو كلما
نلت منها غاية زاد الأمل

واصحب القرآن في دنياك كي
تربح الجنات إن جاء الأجل

يا رفيق الدرب هيا لا تهن
همة الأشراف تعلو كالجبل

إن أتانا البدر يحيي ليلنا
نطلب التوفيق من علم الأُوَلْ

نرقب الأشراق دوما إننا
نزرع الآمال في جوف المقل

ننسج الأحلام في كف الرجا
من كنوز العلم يجني من بذل

لن نساوي من بطل فيمن سعى
إن رب الكون فينا قد عدل

لا تذم العمر مهما قد جرى
من أضاع العمر في لعب خُذِل

و اجعل الايام كنزا عامرا
و اجن منها كل يومٍ لا تكل

و احمد الرحمن دوما كلما
نلت حظا لو كثيراً أو أقل

وصلاة الله نتلوها على
خير خلق الله من كل الرسل

شادي الظاهر
ورودٌ جــــريـحـه
..
محمد بـايـزيـد
...............
ريــمٌ بـدا لي بـروضِ الـزهــر يختالُ
والـرمش بالـعيـن رمّــاحٌ ونــــبّــــالُ
..
وحُــمـرةُ الــخـدّ تـــــفّـاحٌ على عِنــبٍ
والـهـيفُ بالــقـــدِّ مـيّاسٌ ومــيّـــالُ
..
في كــفّـها ســلّةٌ للـورد تـجـمـعهُ
والـــورد بالكفِّ أرزاقٌ وأجـعـالُ
..
فـقـلتُ ياوردُ إني منكَ طالبُها
والــورد للـورد يُهـدى فـوقـه مـالُ
..
أدارتِ الوجـه عـنّي في مـكابـرةٍ
قد حــرتُ فيها وبالـمـفـهوم .. إخلالُ
..
فـتّـانةٌ ومــلـوكُ الأرض تـعـشــقـها !
والحُسن يُغري فكيفَ الثوب أسمالُ ؟
..
ياحلوتي من لدارِِ البدرِ مُبلِغتــي؟
والمهر مـن ذهبٍ لــو شئتِ أرطـالُ
..
لاتسكتي وأجيبي .. الخيرُ أقصدُهُ
أو هــاتِ رَقْـمـاً بهِ للخيرِ أوصالُ
..
فأوجَمَـتْ وهـمومُ الكـونِ تـنكؤهـا
والـدّمـع مــن مقـلتـيها راحَ يـنـهالُ
..
قالت أيا فـاقـد الاحساس تزعجني!
إلـيـك عـنّـي .. فـــما للصبر أحـبـالُ
..
أهلي لـقـد طالـهم صاروخُ طائرةٍ
جـمـيعهم قُـتـلـوا .. والـدّار أطــلالُ
..
في كلّ حينٍ شـهيدٌ يرتـقي أسفا
فالحُــــكمُ عـرشــهُ زمّـــارٌ وطـبّـألُ
..
وردي جــريحٌ فـلا يــغـريـك رونـقـهُ
كــذا فـــؤادي .. وحـكـم الله آمـالُ
..
ســـــوريّةٌ , مـن بـلاد العـزّ منسأتي
ما سُـمتُ في شرفي فالطّهر أجذَالُ
..
دعــني ولا تـكـثـر الأقـوالَ ثرثرةً
فالـقـلب في حـرقةٍ والــهـمّ أحـمالُ
.......................................
أجعال : عمل مأجور
أسمال : بالي مهترئء
هات رقما : رقم هاتف
أجذال : جذور وأصول

الشاعر السوري الكبير
محمد بايزيد
مؤسس ملتقى شاعر العرب
قولوا لدمع أبي أهلا ولو كذِبا
إنّ الدموع بلادٌ تكتم العتبا

تركتهُ يتقهوى ماء لوعتهُ
إذ لم يجد كأسهُ بُنّاً و لا عنبا

كانت لنا
جنتا حبٍّ تؤرجحنا
فيها الأساطير
فانهارتْ ديار سبا

أتى على
زرعنا الطوفان و انكسرتْ
أحلامنا وضياء الأغنيات خبا

لم يترك الموت عصفوراً بنافذتي
ولم تجد أمّ أطفالي لهم لُعبا

أنقاض بيتي على كتفي معلقةً
وكل بيتٍ يراني فيهِ مغتربا

و كلما دق قلبي باب إخوتهِ
دقوا المسامير في القلب الذي انتحبا

من أين أثقب قلبي
كي أرى بلدي
فلا أرى و جعاً فيها و لا تعبا

وكيف أخرج من جرحي
وأدخل في روحي
و أمسح دمعي كلما انسكبا

أنا المدينة والسكّان
فاْبتهجي ياحرب
و اْنتعلي يا جثّتي العربا

لا ربّ للورد يا أمي
فلا تلدي
إلّا الخناجر كي تستقبل الغُربا

طريق مكة من قلبي
لقد عبروا
قلبي، و أصبح بيت الله مضطربا

لم يبق إلا
اشتعال النفط في فمها
لتحتفي النار بالحكّام و الخُطبا

لن يكسر الرملُ كسرى
بعدما سجدتْ
لهُ العراق و صارتْ سوريا حطبا

لم تحفظوا
كالأُلى شاماً ولا يمناً
و لا تركتم لنا صنعا و لا حلبا

ستأكلون جميعاً
خبز صاحبكم
وتشربون من الكأس الذي شربا

كان الربيع نبياً
يا أبا لهبٍ
لكنّ جهلك أذكى حوله اللهبا

أتيت تغرس زرعاً
غير ذي ثمرٍ
و قلت للموت كن للجائعين أبا

أجهضت حلم الفراشات
التي انتفضت
على الظلام و ألغى ليلك الشُّهبا

وعندما خرج الطوفان
من يدها
رأتْ أعاليك في أطرافها عجبا

يطارد الروس
خيلاً لا رؤوس لها
و يخلع الفرس من أعناقها الذّهبا

يا سعد زغلول
عاد الاحتلال على
ظهورنا و اشترى من أمّنا اللقبا

واختار
يا عمر المختار لهجتنا
و اغتال بهجتنا من أنكر النسبا

الطائفيون
طافوا حول خيمتنا
وأطفأوا شمعة الميلاد والطربا

يبنون بالله قصراً للخليفة في
عقولنا كي نُلبّي كل ما طلبا

ويلعنون أماني الشعب إنْ خرجتْ
على الذي أغرق الفتوى بما وهبا

إذا تمرّد مقتولٌ على صنمٍ
تنسى العمائم عيسى كلما صلبا

الحمدلله مازالت قصائدنا
كبيرةٌ تأنف النقاد و الأُدبا

مازال للشعر في الجدران رهبتهُ
وللحكومة أنْ لا تبطع الكُتُبا

الحمدلله أنّي لم أكن أبدا
بمستوى شعراء السلطة النُّجَبَا

يلمّعون بما قالوا وقاحتهم
ويسخرون من الشعر الذي وَثَبا

الحمدلله أني اليوم في شفةٍ
خضراء ألهمت التأريخ ما كَتَبا

في مهبط الثورة الأم التي خلقتْ
ربيعنا و سقت ناياتها القصبا

التونسيون لا ينسون قافيةً
كأنها البوعزيزي عندما التهبا

القادمون من الورد الذي حلمت
به الحبيبات فانداح الرييع إبِا

العائدون إلى المعنى الذي اكتملتْ
به الشوارع حتى أصبحت سُحُبا

في كل عاصمةٍ للنور أغنيةٌ
جميلةٌ تحرس الثوار و الغضبا

ولن تموت بلادي لن تموت ولا
تشهّت الأرض محتلّاً ومُغتَصِبا

غدا تعود بنا الدنيا إلى وطنٍ
فوق الحدود وبيتٍ يجمع العربا

عامر السعيدي
.

*وللربيعِ طقوسٌ أخرى*


عامٌ تودِّعهُ الحياةُ وعامُ
بركابهِ يتشبّثُ الحكَّامُ

عامٌ تمرَّدتِ الفصولُ عليه في
بابِ «الربيعِ» لِتَعبُرَ الأيامُ

هذا الربيعُ لهُ طقوسٌ عدّةٌ
في ظلِّها تتفتّقُ الأحلامُ

وبحضنهِ يكسو المشاعرَ والمنى
أملٌ ودفئٌ حالمٌ ووئامُ

ويعودُ ما أخذ الشتاءُ شتاءُ مَن
عبروا وأشلاءُ الحياةِ ركامُ

عبروا بمؤلمةِ الجراحِ خناجراً
عطشى وما عَبَرتْهمُ الآلامُ

* *

ها أنتَ يا وطني قصيدةُ شاعرٍ
سكرتْ بها الأفواهُ والأقلامُ

ما عُدتَ في لُغةِ السياسةِ معبداً
تعثو بهِ وتُقَدَّسُ الأصنامُ

بَعَثتْ فراقينُ الإرادةِ سحرَها
فتهاوتِ الأنصابُ والأزلامُ

قَدَريَّةُ الخُطواتِ ترتجلُ المدى
سَفَراً صداهُ العزمُ والإقدامُ

لا بأس إن طالتْ مراحلُ خطوها
فالدربُ شوكٌ والجراحُ جسامُ

وبكفِّها اليُمنى ذبالةُ شمعةٍ
وطريقُها الأدغالُ والألغامُ

وأمَامَها وورائَها ويمينَها
ويسارَها يَلِدُ الظلامَ ظلامُ

*
*

هذا المدى لُجَجٌ وتحتَ ضُلوعهِ
جمرٌ يبركنُها الأسى وضرامُ

والعابرون عليهِ نصفُ متاعِهم
أملٌ ونصفُ رحالِهم أوهامُ

بين البدايةِ والنهايةِ لعنةٌ
أعمارُهم بِدءٌ لها وختامُ

وبحجمِها وطنٌ تقلِّبهُ بِلا
مَللٍ على شفراتِها الآثامُ

كم صلَّت الأحلامُ فوقَ ترابهِ
واليأسُ محرابٌ لها وإمامُ

* *

ما بالُ أرضي لم يَطِبْ في وجهِها
يوماً لأفراحِ الحياةِ مُقامُ؟!

أنا ما ألِفتُ سُوى متاهةِ غربتي
فيها...وكلُّ حياتيَ استفهامُ

أنَّى اتَّجهتُ برحلتي تاهت فلا
يَمَنٌ أحاط بسرِّها أو شامُ

فكأنَّ دربَ العُمْرِ في غيبوبةٍ

والموتُ صحوٌ والحياةُ منامُ

*
*

تُهنا بمعتَرَكِ الحياةِ وكلُّنا
نسعى فُرادى والدروبُ زحامُ

لم ينتهِ المشوارُ نحو حقيقةٍ
حملتْ جراحَ مخاضِها الأقدامُ

دربانِ بينهما خريطةُ سائحٍ
وحقيبةٌ ملغومةٌ و«حزامُ»

وقواعدٌ همجيَّةٌ، وسياسةٌ
دمويَّةٌ، وتصالحٌ وخصامُ

والكلُّ في مسعاهُ يغتصبُ الهوى
وجميعُ ما يهفو إليهِ حطامُ

* *

حتَّى الذينَ بعيشِهم وبملحِهم
ملأوا الموائدَ بالتُّرابِ وصاموا

نَحروا عفافَ الجائعينَ ولم يَعُد
بقدورهم لِسُوى الكلابِ طعامُ

ما أولَموا إلاَّ لِجوعِ نفوسِهم
لا أنَّهم في المُصغِباتِ كرامُ

أكلوا الشعوبَ ولَيْتَهم شبعوا، وما
أغنى الحرامَ عن الحرامِ حرامُ

*
*

وكذلك الأسبابُ تستبقُ الخُطى
كي لا يفوتَ القادمينَ ملامُ

القادمين إلى الشقاوةِ نشوةً
بُلِيتْ بها الأصلابُ والأرحامُ

واليومُ يشربُهُ غدٌ ظمأً كما
عُصرَت بأنداءِ الحياةِ غمامُ

ستقولُ ألْسنةُ العجافِ إذا انطوتْ
«والصَّمتُ في لُغةِ العِجافِ كلامُ:»

إن ساد وجهَ الأرضِ أدخنةُ الَّلظى
ضاقت بأرواحِ الورى الأجسامُ

إنَّ الحياةَ حقائقٌ حبلى بما
لم يستطعْ إجهاضَهُ الإعلامُ

ولنا مع الفجر الجديد حكايةٌ
في القدسِ يرويها لنا القَسَّامُ

وعلى الذين بمالِهم ونفوسِهم
مهَروا الحياةَ تحيةٌ وسلامُ

للشاعر : فيصل البريهي


السبت - 25/8/2012م _ جبل الشرق
سوق الهدى

سوق الهدى سيحين موعده غدا
و يهل وقت الخير في رمضان

فاجمع فؤادك في التلاوة و اتئد
واسجد بقلبٍك في حمى الرحمانِ

و اكتب على ورق الندامة توبة
تمحو بها ما فات من عصيانِ

و املأ جوانحك المريضة بالدوا
فزوال داء الذنب بالقرآنِ

وامنع مع الصوم النميمة إنها
سهم يصيبُ بجعبة الشيطان

و اجعل فطورك بالدعاء عبادة
فيها نعيم الفوز بالغفران

و اجعل تراويح القلوبِ قيامنا
فيها نعيم الروح و الوجدان

و اجمع رحالك في المسير لليلة
راحت بخير الدهر و الأزمان

هي ليلة القدر التي إن نلتها
فاز الفؤاد براحةٍ و أمانِ

كلُ البضائعِ بالعيوب كواسدٌ
و النقص فيها بادي الخسرانِ

لكننا نرجو السلامة ربنا
و الفضل منك يزيد في الميزان

جهد المقل و لا سبيل لفوزه
إلا الرجاء برحمة المنانِ

فاجعل بضاعتك التذلل و الرجا
و اخفض جناح الذلِّ بالإيمان

شادي الظاهر
Channel name was changed to «روائع الشعر العربي الحديث»
قصيدة للمستذوقين..من الغزل العذري لأبي ذؤيب الهذلي:هذه ليست قصيدة..بل نار صدق العاشقين..

لليلى بذات الجيش دار عرفتها ...
وأخرى بذات البين آياتها سطر

كأنهما ملئان لم يتغيرا ...
وقد مرّ للدارين من عهدنا عصر

وقفت بربعيها فعيّ جوابها
فقلت وعيني دمعها سرب همر

ألا أيها الركب المخبّون هل لكم ...
بساكن أجراع الحمى بعدنا خير

فقالوا: طوينا ذاك ليلاً وإن يكن ...
به بعض من تهوى فما شعر السّفر

أما والذي أبكى وأضحك والذي ...
أمات وأحيا والذي أمره الأمر

لقد كنت آتيها وفي النفس هجرها ...
بتاتاً لأخرى الدهر ما طلع الفجر

فما هو إلا أن أراها فجاءة ...
فأبهت لا عرف لديّ ولا نكر

وأنسى الذي قد كنت فيه هجرتها ...
كما قد تنسّي لبّ شاربها الخمر

وما تركت لي من شذىً أهتدي به ...
ولا ضلع إلا وفي عظمها كسر

وقد تركتني أغبط الوحش أن أرى ...
قرينين منها لم يفزّعهما نفر

ويمنعني من بعض إنكار ظلمها ...
إذا ظلمت يوماً وإن كان لي عذر

مخافة أني قد علمت لئن بدا ...
لي الهجر منها ما على هجرها صبر

وأني لا أدري إذا النفس أشرفت ...
على هجرها ما يبلغن بي الهجر

أبى القلب إلا حبها عامريةً ...
لها كنيةً عمر وليس لها عمرو

تكاد يدي تندى إذا ما لمستها ...
وينبت في أطرافها الورق الخضر

وإني لتعروني لذكراك فترة ...
كما انتفض العصفور بلله القطر

تمنيت من حبي علية أننا ...
على رمث في البحر ليس لنا وفر

على دائم لا يعبر الفلك موجه ...
ومن دوننا الأعداء واللجج الخضر

فنقضي هموم النفس في غير رقبة ...
ويغرق من نخشى نميمته البحر

عجبت لسعي الدهر بيني وبينها ...
فلما انقضى ما بيننا سكن الدهر

فيا حب ليلى قد بلغت بي المدى ...
وزدت على ما ليس يبلغه الهجر

ويا حبها زدني جوىً كل ليلة ...
ويا سلوة الأيام موعدك النضر

هجرتك حتى قيل: ما يعرف الهوى ...
وزرتك حتي قيل: ليس له صبر

صدقت أنا الصب المصاب الذي به ...
تباريح حب خامر القلب أو سحر

فيا حبذا الأحياء ما دمت حيةً ...
ويا حبذا الأموات ما ضمك القبر...
****
من روائع ما قرأت
عين على كتب التراث

عمر بن عبد العزيز و الشعراء

لما أفضت الخلافة الى عمر بن عبدالعزيز رضي الله عنه ، وفدت عليه الشعراء ، كما كانت تفد على الخلفاء من قبله ، فأقاموا ببابه أياما ، لا يؤذن لهم في الدخول ، حتى قدم عدي بن أرطأة عليه ، و كان منه بمكانة ، فتعرض له جرير ، فقال :

يا أيها الرجل المزجي مطيته ... هذا زمانك ، اني قد خلا زمني
أبلغ خليفتنا ان كنت لا قيه ... أني لدى الباب كالمشدود قي قرن

لا تنس حاجتنا لاقيت مغفرة ... قد طال مكثي عن أهلي و عن وطني

فقال : نعم ، يا أبا عبدالله .
فلما دخل على عمر بن عبدالعزيز ، قال :
يا أمير المؤمنين ، الشعراء ببابك ، و ألسنتهم مسمومة ، و سهامهم صائبة . فقال عمر رضي الله عنه :
ويحك يا عدي ! مالي وللشعراء ؟! فقال :
يا أمير المؤمنين ، ان الرسول صلى الله وسلم ، مُدح فأعطى ، و فيه أسوة لكل مسلم . قال : كيف ؟ قال : امتدحه العباس بن مرداس فأعطاه حلة قطع بها لسانه . قال : أو تروي من قوله شيئا . قال : نعم .. و انشد :

رأيتك يا خير البرية كلها ... نشرت كتابا جاء بالحق معلما
شرعت لنا دين الهدى بعد جورنا ... عن الحق لما أصبح الجور مظلما

فمن مبلغ عني النبي محمدا ... و كل امرئ يجزى بما كان قدما
أقمت سبيل الحق بعد اعوجاجه ... و كان قديما ركنه قد تهدما

قال : ويحك يا عدي ! من بالباب منهم ..قال :

ابن عمك عمر بن أبي ربيعة القرشي . قال :
لا قرب الله قرابته ، و لا حيا وجهه ، أليس هو القائل :

أيا ليتني في يوم تدنو منيتي ...شممت الذي ما بين عينك و الفم
و ليت طهوري كان ريقك كله ... و ليت حنوطي من مشاشك و الدم

و يا ليت سلمى في القبور ضجيعتي ... هنالك أو في جنة أو جهنم

فليته عدو الله ، تمنى لقاءها في الدنيا ، فعمل عملا صالحا ، و الله لا يدخل علي أبدا . فمن بالباب غيره ممن ذكرت ؟ ...
قال: جميل بن معمر العذري . قال : اليس هو القائل :

ألا ليتنا نحيا جميعا ، فان نمت ... يوافي لدى الموتى ضريحي ضريحها
فما أنا في طول الحياة براغب ... اذا قيل قد سوي عليها صفيحها

أظل نهاري لا أراها و نلتقي ... مع الليل روحي في المنام و روحها

و الله لا يدخل علي أبدا . فمن بالباب غيره ممن ذكرت . قال : كثير عزة . قال : أليس هو القائل :

رهبان مدين و الذين عهدتهم ... يبكون من حذر الفراق قعودا
لو يسمعون كما سمعت حديثها ... خروا لعزة ركعا و سجودا

أبعده الله ، فوالله لا يدخل علي ابدا . فمن بالباب غيره ممن ذكرت ؟ . قال : الأحوص الأنصاري . قال : أبعده الله ، والله لا يدخل علي ابدا ، أليس هو القائل ، وقد افسد على رجل من المدينة جاريته حتى هرب منه :

الله بيني وبين سيدها... يفر بها مني و اتبعها

. فمن بالباب غيره ممن ذكرت ؟ . قال : همام بن غالب ، الفرزدق . قال : أليس هو القائل يفخر بالزنا :

هما دلتاني من ثمانين قامة ... كما انقض باز ليّن الريش كاسره
فلما استوت رجلاي في الأرض قالتا ... أحيٌّ فيرجى ، أم قتيل نحاذره

فقلت ارفعوا الأجراس لا يفطنوا بنا ... ووليت في أعقاب ليل أبادره

والله لا دخل علي ابدا . قال : فمن بالباب غيره ممن ذكرت ؟ . قال : الأخطل التغلبي . قال : أليس هو القائل :

و لست بصائم رمضان يوما ... و لست بآكل لحم الأضاحي
و لست بزاجر عيسا بكورا ... الى أطلال مكة بالنجاح

و لست بقائم كالعير ادعو ... صلاة الصبح حي على الفلاح
و لكني سأشربها شمولا ... و أسجد عند منبلج الصباح

أبعده الله عني ، فوالله لا دخل علي ابدا ، و لا وطئ لي بساطا . فمن بالباب غيره من الشعراء ممن ذكرت ؟ . قال : جرير . قال :
أليس هو القائل :

طرقتك صائدة القلوب و ليس ذا ... وقت الزيارة فارجعي بسلام

فان كان و لا بد ، فهذا . فدخل جرير وهو يقول :

ان الذي بعث النبي محمدا ... جعل الخلافة في الامام العادل
و مع الخلائق عدله ووقاره ... حتى ارعووا و أقام ميل المائل

اني لأرجو منه نفعا عاجلا ... و النفس مولعة بحب العاجل
و الله أنزل في الكتاب فريضة ... لابن السبيل و للفقير العائل

فلما مثل بين يديه قال : ياجرير ، اتق الله و لا تقل الا حقا ، فأنشأ يقول :

كم باليمامة من شعثاء أرملة ... و من يتيم ضعيف الصوت و النظر
ممن بعدلك يكفي فقد والده ... كالفرخ في العش لم يدرج ، و لم يطر

أأذكر الجهد و البلوى التي نزلت ...أم قد كفاني ما بلغت من خبري
انا لنرجو اذا ما الغيث أخلفنا ...من الخليفة ما نرجو من المطر

ان الخلافة جاءته على قدر ... كما أتى ربه موسى على قدر
هذي الأرامل قد قضّيت حاجتها ... فمن لحاجة هذا الأرمل الذكر

الخير ما زلت حيا ، لا يفارقنا ... بوركت يا عمر الخيرات من عمر

فقال : و الله يا جرير قد وافيت بالأمر ، و لا أملك الا ثلاثين دينارا ، فعشرة أخذها عبدالله ابني ، و عشرة أخذتها أم عبدالله . ثم قال لخادمه : ادفع اليه العشرة الثالثة . فقال : و الله يا أمير المؤمنين ، انها لأحب مال اكتسبته . ثم خرج ، فقال له الشعراء : ما
وراؤك يا جرير ؟ فقال : ورائي ما يسوءكم ، خرجت من عند أمير ، يعطي الفقراء ، و يمنع الشعراء ، و انني عنه لراض . ثم أنشأ يقول :

رأيت رقي الجن لا تستفزه ... و قد كان شيطاني من الجن واقيا

...

من كتاب " المستطرف في كل فن مستظرف " للأبشيهي .

....
تم بحمد الله تعالى رفع نسخة تجريبية من تطبيق أشعار شادي الظاهر على سوق جوجل بلاي ويمكن تحميله من خلال الرابط التالي ونتشرف بتعليقاتكم وملاحظاتكم
وهو من تصميم وبرمجة يوسف شادي الظاهر
https://play.google.com/store/apps/details?id=devart.shady.poems
يُحكى ان الوزير المهلبي كان في غاية من الأدب والمحبة لأهله، وكان قبل اتصاله بمعز الدولة بن بويه في شدة عظيمة من ظروف المعيشة الصعبة، وسافر وهو على تلك الحالة ولقي في سفره شدة عظيمة فاشتهى اللحم فلم يقدر على شرائه لشدة فقرة فقال قصيدته المشهورة:

ألا موتٌ يُباعُ فأشتريه ** فهذا العيشُ ما لا خَيرَ فيهِ
ألا موتٌ لذيذُ الطعمِ يأتي ** يُخَلِّصَنِي من العيشِ الكَريهِ
إذا أبصرتُ قبراً مِن بعيدٍ ** وددتُ لو أنني مما يليهِ
ألا رَحِمَ المهيمنُ نَفْسَ حُرٍ ** تصدَّقَ بالوفاةِ على أخيهِ

فلما سمع الأبيات صديقة عبد الله الصوفي الذي كان يرافقه في تلك السفرة، اشترى له لحماً بدرهم وقام بطبخه وأطعمه وتفارقا، ثم تقلبت الأمور في الوزير المهلبي الأديب فاصبح وزير لمعز الدولة في بغداد، وفي المقابل اشتدت الضائقة على صاحبة عبد الله الصوفي الذي اشترى له اللحم في تلك السفرة، فقصد صاحبة، واراد ان يدخل على الوزير المهلبي لكن الحاجب منعه، فكتب أبيات في رقعة ثم دفعها إلى الوزير المهلبي:

ألا قل للوزير فدته نفسي ** مقال مُذَكِّرٍ ما قد نسيه
أتذكر إذ تقول لضنك عيشٍ ** ألا موتٌ يُباعُ فأشتريه

فلما قرأ الوزير المهلبي الرقعة وقف عليها، تذكر صاحبة، وهزته أريحية الكرام، وكتب على ظهر رقعته: {مَّثَلُ الَّذِينَ يُنفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ فِي سَبِيلِ اللّهِ كَمَثَلِ حَبَّةٍ أَنبَتَتْ سَبْعَ سَنَابِلَ فِي كُلِّ سُنبُلَةٍ مِّئَةُ حَبَّةٍ} [البقرة : 261]، فأمر له بسبعمائة درهم، وأكرمه ثم قلده عملاً يرتفق به ويرتزق منه.
HTML Embed Code:
2024/03/28 13:56:46
Back to Top