~

"حين يتأمّل المرءُ ذاتَه فإنّه يقف بين صورتين: إحداهما مرّت وانقضت، والثانية في طورِ المرور.
فينظر إلى نفسِه بنفسِه؛ ليشهد إدراكه لمن سبقه يومًا، ويُبصـر مكانَه الذي تركه مع آخر أدركه قبل قليل.
فيعلم أن شيئًا لم يكن يدعو كثيرًا للانبهار بمن كان يسبقه، وأن تواضعًا وعونًا جديران بمن أصبح دونه، وأن الأمر لا يعدو كونه ترحالًا تتبادل فيه الأدوار، وأن العبرة ليست باحتلال المكانة بقدر ما هي في أداءِ أمانتِها."

"واكتب للعالمين مهما تكتب، سيظلّ أصدق ما كتبت ما كان لنفسِك، فلا يراه بعد الله منك إلا نفسٌ تكون لكَ كنفسِك."

"‏الاعتياد فخٌّ والتأقلم شَرَك، فاحذر أن تستخفّك اللامبالاة فتقع فيهما، فإذا ما انجلتْ عنك هذه الغشاوة وانقشعتْ هذه الغمامة؛ قعدتَ ملومًا محسورًا على ما فرّطتَ فيما فَرَطَ من شأنك."

"‏اعلم أنه ما تفاخر أحد بملبوس أو تباهى بمركوب أو ازدهى بشيء من حطام الدنيا؛ إلا لنقص يجده في نفسه وخواءٍ يعرفه من حاله.
لأن من يلمس القصور في ذاته، يبتغي ما يعوض به ذلك، ولو توسّل في ذلك خسيس الأغراض.
وكما في حكمة حليم العرب الأحنف بن قيس: «ما تكبّر أحد إلا من ذلّة يجدها في نفسه.»"

« من علامات النُضج .. أن تنطفئ رغبة التطلّع لِأن تُعْرَف، أن يستوي عندك الخفاء والأضواء، ألا تهتم بأن يراك الناس بأفضل صورة دائمًا، أن تسير مكتفيًا بعلاقاتك البسيطة، خالي البال من لهث الناس بالناس. »

« والقوة يا صاحبي تغتذي بالتعب والمعاناة؛ فما عانيته اليوم حركةً من جسمك، ألفيته -غدًا- في جسمك قوة من قوى اللحم والدم. وساعة الراحة بعد أيام من التعب، هي في لذتها كأيام من الراحة بعد تعب ساعة »

- الرافعي.

~

يذنب المرء على قدر إدراكه، فإذا جهل سقط، وإذا أعماه الهوى زلّ. وعلى قدر الجهل يكون التبديل، فيسهل الحرام ويضيق الحلال. وعلى قدر الهوى يكون الضلال، فيسوغ الذنب ليطغى على المسموح، فيركمه. اللهم أعذِنا من الجهل والهوى!

- سامح طارق.

• الإخوانُ عِندَ الحقائقِ

- أبو العتاهيّة.

«القراءة لا تكفي لفهم العالم، وإدراك الأشياء، وفي الدنيا أبواب شتى وفروع مختلفة لا يمكن إدراكها إدراكًا تامًا أو سليمًا بواسطة القراءة فحسب، فللكتب خياناتها التي لا يمكن إدراكها إلا بأن تنزل من برجها العاجي؛ لكي تذوق الحياة في تركيبها وتعقيداتها.
فالكتاب خير جليس وصديق، هذا ما أخبروك به، لكنهم لم يخبروك أن هذا الصديق يكذب أحيانًا، ويغدر أحيانًا، ويخدع أحيانًا.
وأخطر خياناته تلك: أنه يوهمك أنك انغمست في النهر الذي يحكى لك عنه، فتسير أنت مخدوعًا مختالًا تحدث الناس بجرأة وثقة. فقط ليسخر منك بحّار لم يقرأ كتابًا قط، لكنه خاض النهر بالفعل».

~

"نحن بشر، لسنا ملائكة ولا معصومين، نخطئ فنُراجع فنندم فنتوب فتزل أقدامنا ونجاهد أنفسنا ونراجع ونندم فنتوب.

الهلاك إذن ليس في مجرد المعاصي، وإنما هو: أن تصر غافلا لا تستحي من ربك، أو أن تغرف من قدور الخطايا وتحسب أنك تنهل من بحر الحسنات."

"لا أحد أخبر بدائك منك، ولا أحد أبصر بدوائك منك.

الصبر والعزيمة في الأمر هما الحلقة الواصلة بين الداء والدواء، لكننا جميعًا نضعف ولا نوفي هذا حقه، ثم نذهب نشكوا الناس والزمان، ونشكوا كل شيء إلا أنفسنا، حتى إذا تمت ضلالتنا شكونا الله وسخطنا قدره بعد أن عصينا أمره.

{بل الإنسان على نفسه بصيرة ولو ألقى معاذيره}."

"يبهرنا نور البداية فتعمى أعيننا عن العيوب لنصطدم بواقع النهاية"

"أكثر الأشياء المُريحة التي آخذها على محمل الجِدّ هي أنّي لم أعد آخذ الأشياء المُزعجة على محمل الجِدّ."

"سعادة الإنسان في مرونة تطلعاته التي تحميه من اليأس، ومرونتها في رشده الذي يعي حقيقة الدنيا، والرشد من الهدوء الذي يمنحه التأمل. بشكل أبسط: السعادة في الهدوء."

~

إنَّما خُلقتم للأبد، ولكنكم تُنقلون من دار إلى دار.

- عمر بن عبدالعزيز.