TG Telegram Group & Channel
💕 الكلمـة الطيبـة 💕 | United States America (US)
Create: Update:

         •كيف نتعلّم من القرآن؟•

وقد حذّرت الأحاديث الشّريفة بشدّة من قارئ القرآن الذي لا يعمل به ولا يُطبّقه على نفسه، فعن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أنَّه قال في حديث: "من تعلّم القرآن فلم يعمل به وآثر عليه حبّ الدُّنيا وزينتها استوجب سخط الله وكان في الدرجة مع اليهود والنصارى الذي ينبذون كتاب الله وراء ظهورهم، ومن قرأ القرآن وأراد به السمعة والوصول إلى الدُّنيا لقي الله ووجهه عظم لا لحم فيه وزجّه القرآن على قفاه حتَّى يدخل النَّار ويسقط في النَّار مع الذين سقطوا، ومن قرأ القرآن ولم يعمل به حشره الله يوم القيامة أعمى فيقول: ﴿رَبِّ لِمَ حَشَرْتَني‏ أَعْمى‏ وَقَدْ كُنْتُ بَصيراً * قالَ كَذلِكَ أَتَتْكَ آياتُنا فَنَسيتَها وَكَذلِكَ الْيَوْمَ تُنْسى﴾[17] فيؤمر به إلى النَّار، ومن قرأ القرآن ابتغاء وجه الله وتفقّهاً في الدِّين كان له من الثواب مثل جميع ما يُعطى الملائكة والأنبياء والمرسلون، ومن تعلّم القرآن يريده رياءً وسمعة ليُماري به السفهاء ويُباهي به العلماء ويطلب به الدُّنيا بدّد الله عزّ وجل عظامه يوم القيامة ولم يكن في النَّار أشدّ عذاباً منه، وليس نوع من أنواع العذاب إلا ويعذّب من شدّة غضب الله عليه وسخطه، ومن تعلّم القرآن وتواضع في العلم وعلّم عباد الله يريد ما عند الله لم يكن في الجنَّة أعظم ثواباً منه ولا أعظم منزلة منه ولم يكن في الجنَّة منزلة ولا درجة رفيعة ولا نفيسة إلا كان له فيها أوفر النصيب وأشرف المنازل"[18].

📍أمثلة على كيفيَّة التطبيق

①. التدبّر في قصة آدم عليه السلام:
مثلاً في قصة آدم الشّريفة على الإنسان أنْ يتفكَّر في الأسباب التي أدَّت إلى طرد الشَّيطان من جناب القدس مع تلك السجدات والعبادات الطويلة، فيُطهّر نفسه منها، لأنّ مقام القرب الإلهيّ محلّ المطهّرين، ومع الأوصاف والأخلاق الشَّيطانية لا يمكن التقدّم إلى ذلك الجناب الرفيع. ويُستفاد من هذه الآيات الشّريفة أنّ مبدأ عدم سجود إبليس هو رؤية النفس والعجب بها حيث قال: ﴿أَنَاْ خَيْرٌ مِّنْهُ خَلَقْتَنِي مِن نَّارٍ وَخَلَقْتَهُ مِن طِينٍ﴾[19].

فإنَّ رؤيةَ إبليس لنفسه صارتْ سبباً للعُجب والكبر، وهذا الكبر صار سبباً للاستقلال مقابل الحقّ وعصيان الأمر فصار مطروداً من الحضرة المقدّسة. وما كان سبباً في مطرودية إبليس من جناب القدس، إذا كان موجوداً في أيّ شخص فهو مطرود مثله أيضاً، فلا قيد يجعلها تشمل الشَّيطان دون غيره. وما كان سبباً في إبعاده عن جناب القدس سيؤدّي إلى الحيلولة بينه وبين الوصول إلى تلك الحضرة الإلهيّة.

②. التدبّر في أوصاف المؤمنين:
قلنا إنَّه من أراد أن ينال من القرآن الشّريف الحظّ الوافر والفائدة الكافية، عليه أنْ يُطبّق كلّ آية من الآيات الشّريفة على حالات نفسه حتَّى تحصل له الاستفادة الكاملة. مثلاً يقول الله تعالى في سورة الأنفال في الآية الشّريفة: ﴿إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ إِذَا ذُكِرَ اللهُ وَجِلَتْ قُلُوبُهُمْ وَإِذَا تُلِيَتْ عَلَيْهِمْ آيَاتُهُ زَادَتْهُمْ إِيمَانًا وَعَلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ﴾[20]، فعلى الإنسان المتدبِّر أنْ يُلاحظ هل هذه الأوصاف الثلاثة تنطبق عليه؟ هل أنّ قلبه يوجِلُ ويخاف إذا ذكر الله؟ وإذا تُليت عليه الآيات الشّريفة الإلهيّة هل يزداد نور الإيمان في قلبه؟ وكذلك اعتماده وتوكّله على الحقّ تعالى؟ أم أنَّه عن كلّ هذه المراتب متأخّر، ومن كلّ هذه الخصائص محروم؟ من أراد أن يفهم أنَّه من الحقّ تعالى خائفٌ وقلبه من خوف الله وَجِلٌ، فلينظر إلى أعماله. فالإنسان الخائف من الله لا يتجاسر عليه في محضره، ولا يهتك الحرمات الإلهيّة في حضوره.

وإذا قويَ نورُ الإيمان في القلب بتلاوة الآيات الإلهيّة، فإنَّ نور الإيمان سوف يسري إلى ظاهر الإنسان أيضاً. فمن غير الممكن أن يكون القلب نورانياً ولا يكون اللسان والأذن والعين والسمع نورانياً. فالإنسان النوراني هو الذي تشعّ قواه الظاهرة الحسّية والباطنة الملكوتية بأسرها بالنور. وهو في هذه الحالة مضافاً إلى أنَّه اهتدى إلى السعادة والطريق المستقيم إلا أنَّه يكون مضيئاً لسائر الخلق أيضاً ويهديهم إلى طريق الإنسانية.
 
📗طلائع القلوب، جمعية المعارف الإسلامية الثقافية.

ــــــــــــــــــــــــــــــــ
#الهوامش
[17].سورة طه، الآيتان 125-126.
[18].الحر العاملي، وسائل الشيعة، ج6، ص183.
[19].سورة الأعراف، الآية 12.
[20].سورة الأنفال، الآية 2.

📍 #انتهت ④

https://chat.whatsapp.com/Hf2C7hdxGzxDp95S0JffrP

         •كيف نتعلّم من القرآن؟•

وقد حذّرت الأحاديث الشّريفة بشدّة من قارئ القرآن الذي لا يعمل به ولا يُطبّقه على نفسه، فعن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أنَّه قال في حديث: "من تعلّم القرآن فلم يعمل به وآثر عليه حبّ الدُّنيا وزينتها استوجب سخط الله وكان في الدرجة مع اليهود والنصارى الذي ينبذون كتاب الله وراء ظهورهم، ومن قرأ القرآن وأراد به السمعة والوصول إلى الدُّنيا لقي الله ووجهه عظم لا لحم فيه وزجّه القرآن على قفاه حتَّى يدخل النَّار ويسقط في النَّار مع الذين سقطوا، ومن قرأ القرآن ولم يعمل به حشره الله يوم القيامة أعمى فيقول: ﴿رَبِّ لِمَ حَشَرْتَني‏ أَعْمى‏ وَقَدْ كُنْتُ بَصيراً * قالَ كَذلِكَ أَتَتْكَ آياتُنا فَنَسيتَها وَكَذلِكَ الْيَوْمَ تُنْسى﴾[17] فيؤمر به إلى النَّار، ومن قرأ القرآن ابتغاء وجه الله وتفقّهاً في الدِّين كان له من الثواب مثل جميع ما يُعطى الملائكة والأنبياء والمرسلون، ومن تعلّم القرآن يريده رياءً وسمعة ليُماري به السفهاء ويُباهي به العلماء ويطلب به الدُّنيا بدّد الله عزّ وجل عظامه يوم القيامة ولم يكن في النَّار أشدّ عذاباً منه، وليس نوع من أنواع العذاب إلا ويعذّب من شدّة غضب الله عليه وسخطه، ومن تعلّم القرآن وتواضع في العلم وعلّم عباد الله يريد ما عند الله لم يكن في الجنَّة أعظم ثواباً منه ولا أعظم منزلة منه ولم يكن في الجنَّة منزلة ولا درجة رفيعة ولا نفيسة إلا كان له فيها أوفر النصيب وأشرف المنازل"[18].

📍أمثلة على كيفيَّة التطبيق

①. التدبّر في قصة آدم عليه السلام:
مثلاً في قصة آدم الشّريفة على الإنسان أنْ يتفكَّر في الأسباب التي أدَّت إلى طرد الشَّيطان من جناب القدس مع تلك السجدات والعبادات الطويلة، فيُطهّر نفسه منها، لأنّ مقام القرب الإلهيّ محلّ المطهّرين، ومع الأوصاف والأخلاق الشَّيطانية لا يمكن التقدّم إلى ذلك الجناب الرفيع. ويُستفاد من هذه الآيات الشّريفة أنّ مبدأ عدم سجود إبليس هو رؤية النفس والعجب بها حيث قال: ﴿أَنَاْ خَيْرٌ مِّنْهُ خَلَقْتَنِي مِن نَّارٍ وَخَلَقْتَهُ مِن طِينٍ﴾[19].

فإنَّ رؤيةَ إبليس لنفسه صارتْ سبباً للعُجب والكبر، وهذا الكبر صار سبباً للاستقلال مقابل الحقّ وعصيان الأمر فصار مطروداً من الحضرة المقدّسة. وما كان سبباً في مطرودية إبليس من جناب القدس، إذا كان موجوداً في أيّ شخص فهو مطرود مثله أيضاً، فلا قيد يجعلها تشمل الشَّيطان دون غيره. وما كان سبباً في إبعاده عن جناب القدس سيؤدّي إلى الحيلولة بينه وبين الوصول إلى تلك الحضرة الإلهيّة.

②. التدبّر في أوصاف المؤمنين:
قلنا إنَّه من أراد أن ينال من القرآن الشّريف الحظّ الوافر والفائدة الكافية، عليه أنْ يُطبّق كلّ آية من الآيات الشّريفة على حالات نفسه حتَّى تحصل له الاستفادة الكاملة. مثلاً يقول الله تعالى في سورة الأنفال في الآية الشّريفة: ﴿إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ إِذَا ذُكِرَ اللهُ وَجِلَتْ قُلُوبُهُمْ وَإِذَا تُلِيَتْ عَلَيْهِمْ آيَاتُهُ زَادَتْهُمْ إِيمَانًا وَعَلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ﴾[20]، فعلى الإنسان المتدبِّر أنْ يُلاحظ هل هذه الأوصاف الثلاثة تنطبق عليه؟ هل أنّ قلبه يوجِلُ ويخاف إذا ذكر الله؟ وإذا تُليت عليه الآيات الشّريفة الإلهيّة هل يزداد نور الإيمان في قلبه؟ وكذلك اعتماده وتوكّله على الحقّ تعالى؟ أم أنَّه عن كلّ هذه المراتب متأخّر، ومن كلّ هذه الخصائص محروم؟ من أراد أن يفهم أنَّه من الحقّ تعالى خائفٌ وقلبه من خوف الله وَجِلٌ، فلينظر إلى أعماله. فالإنسان الخائف من الله لا يتجاسر عليه في محضره، ولا يهتك الحرمات الإلهيّة في حضوره.

وإذا قويَ نورُ الإيمان في القلب بتلاوة الآيات الإلهيّة، فإنَّ نور الإيمان سوف يسري إلى ظاهر الإنسان أيضاً. فمن غير الممكن أن يكون القلب نورانياً ولا يكون اللسان والأذن والعين والسمع نورانياً. فالإنسان النوراني هو الذي تشعّ قواه الظاهرة الحسّية والباطنة الملكوتية بأسرها بالنور. وهو في هذه الحالة مضافاً إلى أنَّه اهتدى إلى السعادة والطريق المستقيم إلا أنَّه يكون مضيئاً لسائر الخلق أيضاً ويهديهم إلى طريق الإنسانية.
 
📗طلائع القلوب، جمعية المعارف الإسلامية الثقافية.

ــــــــــــــــــــــــــــــــ
#الهوامش
[17].سورة طه، الآيتان 125-126.
[18].الحر العاملي، وسائل الشيعة، ج6، ص183.
[19].سورة الأعراف، الآية 12.
[20].سورة الأنفال، الآية 2.

📍 #انتهت ④

https://chat.whatsapp.com/Hf2C7hdxGzxDp95S0JffrP


>>Click here to continue<<

💕 الكلمـة الطيبـة 💕






Share with your best friend
VIEW MORE

United States America Popular Telegram Group (US)