TG Telegram Group Link
Channel: #انشـر_سُنَّــة
Back to Bottom
-

حقُّ المُسلِمِ على أخيه المسلمِ كبيرٌ،
ولا يقومُ بهذا الحَقِّ إلَّا مُؤمِنٌ قَوِيُّ
الإيمانِ أصيلُ المَعدِنِ، وقد كان
النَّبـيُّ ﷺ يُربِّي النَّاسَ على القيامِ
بحُقوقِ الأُخُوَّةِ فيما بينهم؛ حتَّى يكونَ
المجتَمَعُ مُتحابًّا مُتعاوِنًا، فيهنَأُ النَّاسُ
في الدُّنيا بطِيبِ العَيشِ، ويَسعَدوا في
الآخِرةِ بالأَجرِ الجَزيلِ مِنَ اللهِ عزَّ وجَلَّ.


وفي هذا الحديثِ يَأمرُ النَّبيُّ ﷺ
بثَلاثةِ أمورٍ كلُّها مِن حقِّ المسـلِمِ على
المسـلِمِ؛ فأمَر ﷺ بإطعامِ الجائع، أي:
أن يُقدَّمَ له الطَّعامُ الذي يُشبِعُه ويُذهِبُ
عنه غائِلـةَ الجوعِ، وقد حَثَّ على ذلك
القرآنُ في مواضِعَ كثيـرةٍ، مِثلُ قَولِه
تعالى: {فَلَا اقْتَحَمَ الْعَقَبَةَ ۝ وَمَا
أَدْرَاكَ مَا الْعَقَبَةُ ۝ فَكُّ رَقَبَةٍ ۝ أَوْ
إِطْعَامٌ فِي يَوْمٍ ذِي مَسْغَبَةٍ ۝ يَتِيمًا ذَا
مَقْرَبَةٍ ۝ أَوْ مِسْـكِينًا ذَا مَتْرَبَةٍ}
[البلد: ١١ - ١٦]، فينبغي أن نُطعِمَ الجائِعَ
إنقاذًا له من ألمِ الجوعِ، ومحافظةً على
حياتِه، وليكُن إطعامُه من خيرِ ما نَطعَمُ
به؛ عملًا بقَولِـه تعالى: {وَلَا تَيَمَّمُوا
الْخَبِيثَ مِنْهُ تُنْفِقُـونَ} [البقرة: ٢٦٧]

وأمَرَ بزيارتِه إذا مَرِضَ، والدُّعـاءِ له،
بشَـرطِ ألَّا يَضُرَّه بزيارتِه؛ كأن يُطيلَ
الجلوسَ عندَه، أو يَضُرَّ نفسَه؛ كأن
يكونَ مَريضًا بمَرضٍ مُعدٍ، فيَكتفي
بالسُّـؤالِ عنه والدُّعاءِ له دونَ زِيارتِه.
وفي العادةِ تكونُ عِيادتُه لأخيهِ سَببًا
لتَقويةِ أواصرِ الحبِّ، وربَّما تكونُ سَببًا
لوُجودِ نَشاطِه، وانتعاشِ قُوَّتِه.

وأمَرَ بفَكِّ العَانِي، والعاني: هو الأسـيُر؛
فيَجِبُ السَّعيُ في فكِّهِ وتَخليصِه مِن
الأَسـرِ بكلِّ طَريقٍ مُتاحٍ، سواءٌ بالمالِ
أو بغيرِه.

فمن صالح الأعمال وأكرمها عند الله
والتي ندب إليها ديننا الحنيف إطعام
الطعام والحض عليه والترهيب من
عدم الحض عليه أو منعه:

عن عبد الله بن عمرو بن العـاص رضي
الله عنهما أن رجلًا سأل رسول الله ﷺ:
أي الإسلام خير؟ قال: «تُطعِمُ الطَّعامَ
وَتَقرَأُ السَّلامَ عَلى مَن عَرَفتَ ومَن لَم
تَعرِف» (متفق عليه).

وقال ﷺ: «أَحَبُّ الأَعمَالِ إِلى اللَّهِ
سُرورٌ تُدخِلُهُ عَلى مُسلِمٍ، أَو تَكشِفُ عَنهُ
كُربةً، أَو تَطرُدُ عَنهُ جوعًا، أَو تَقضي
عَنهُ دَينًا» (صحيح الجامع).

واعلـم أن إطعام الطعام يجعل صاحبه
من خيار النَّـاس عند الله تعالى؛
قال رسول الله ﷺ: «خِيارُكُم مَن أَطعَمَ
الطَّعامَ» (رواه أحمد).

-
This media is not supported in your browser
VIEW IN TELEGRAM
-
حڪم الحجامة للصائم؟

عن شُـعبةَ، قالَ: سَمِعتُ ثابِتًا البُنانيَّ،
قالَ: سُئِلَ أنَسُ بنُ مالِكٍ رضي الله عنه:
أكُنتُم تَكرَهونَ الحِجامةَ لِلصَّائِمِ؟
-وفي رِوايةٍ: علَى عَهدِ النَّبـيِّ ﷺ-
قالَ: لا، إلَّا مِن أجلِ الضَّعفِ.

صحيح البخاري ١٩٤٠
-

الحِجامةُ وَسيلةٌ مِن الوسائلِ الطِّبِّيةِ
الَّتي تُستعمَلُ في استخراجِ الدَّمِ
الفاسدِ مِن الجسمِ للتَّداوي.


وفي هذا الحديثِ يُخبِرُ التابعيُّ ثابتٌ
البُنانيُّ أنَّ أنسَ بنَ مالكٍ رَضيَ اللهُ عنه
سُئِلَ: هل كُنتم تَكرَهونَ الحِجامةَ
للصَّائمِ على عهدِ النَّبيِّ ﷺ؟
فبيَّنَ أنسٌ رضي اللهُ عنه أنَّ الكَراهةَ
كانت تَنزيهيَّةً ولَيست تَحريميَّةً؛ لأجلِ
أنَّها تُضعِفُ الجسَدِ، فيَحتاجُ معها
الصَّائِمُ إلى تَغذيةٍ.

= مَن احتجمَ وهو صـائِمٌ؛ فقد اختلف
فيه أهلُ العِلمِ على قولين:
القول الأول: أنَّ صَومَه لا يَفسُـدُ، وهو
مَذهَبُ الجُمهورِ: الحَنَفيَّة، والمالكيَّة،
والشَّافِعيَّة.

الأدِلَّـــة:
- عنِ ابنِ عبَّـاسٍ رضي الله عنهما،
عن النبـيِّ ﷺ أنَّه احتجَمَ وهو صائِمٌ.
[متفق عليه]
- عن بعضِ أصحابِ رَسولِ الله ﷺ: أنَّ
النَّبيَّ ﷺ نهى عن المُواصَلةِ والحِجامةِ
للصَّائِمِ، ولم يُحَرِّمهما؛ إبقاءً على
أصحابِه.
[أخرجه أبو داود، وصححه الألباني]

القول الثاني: من احتجَمَ وهو صائِمٌ،
يَفسُد صَومُه، وهو مِن مُفرداتِ مذهب
الحَنابِلة، وبه قال ابنُ تيمية، وابن باز،
وابن عُثيمين.

الأدِلَّـــة:
- عن شدَّادِ بنِ أوسٍ رَضِيَ اللهُ عنه أنَّ
النَّبيَّﷺ قال:أفطَرَ الحاجِمُ والمَحجومُ.
[ رواه أبو داود ٢٣٦٩ ]
- لأنَّه يَحصُلُ بالحِجامةِ ضَعفٌ شديدٌ،
يحتاجُ معه الصَّائِمُ إلى تغذيةٍ.
[ مجموع الفتاوى لابن تيميـة ٥٢٨/٢٠ ]

ولعل الصواب في المسألة هو:
أن الأولى لمن تضعفه الحجامة أن
يؤخر الحجامة إلى الليـل، ‏لأنه قد
يضطر إلى الفطر بسـببها.
ففي موطأ مالك عن ابن عمر: "أنه
احتجم وهو صـائم ثم ‏ترك ذلك، وكان
إذا صـام لم يحتجم حتى يفطر".
وعن الزهـري: "كان ابن عمر يحتجم
وهو صائم في رمضان وغيره، ثم تركه
لأجل الضعف". والحديث وصله
عبد الرزاق عن ‏معمر عن الزهري عن
سالم عن أبيه، هكذا ذكره الحافظ
في الفتح.‏


-
This media is not supported in your browser
VIEW IN TELEGRAM
-
طاعة النبي ﷺ نجاة لنا

عن أبي مُوسَى، عنِ النَّبيِّ ﷺ، قالَ:
إنَّما مَثَلي ومَثَلُ ما بَعَثَني اللَّهُ بِهِ، كَمَثَلِ
رَجُلٍ أَتَى قَومًا فَقالَ: يا قَومِ، إنِّي رَأَيتُ
الجَيشَ بِعَينَيَّ، وإنِّي أَنا النَّذيرُ العُريانُ،
فَالنَّجـاءَ، فأطاعَهُ طائِفةٌ مِن قَومِهِ،
فأدلَجوا، فَانطَلَقوا عَلى مَهَلِهِم فَنَجَوا،
وكَذَّبَت طائِفةٌ مِنهُم، فأصبَحوا مَكانَهُم،
فَصَبَّحَهُمُ الجَيـشُ فأهلَكَهُم واجتاحَهُم،
فَذَلِكَ مَثَلُ مَن أَطاعَني فَاتَّبَـعَ
مـا جِئتُ بِهِ، ومَثَلُ مَن عَصاني وكَذَّبَ
بِما جِئتُ بِهِ مِنَ الحَقِّ.

ـ مُتَّفَقٌ عَلَيهِ ـ
-

أرسَلَ اللهُ سُبحانَه الرُّسُلَ مُبشِّريـنَ
ومُنذِرينَ، فمَن تَبِعَهم فازَ ونَجَا في
الدُّنيا والآخِرةِ، ومَن خالَفَهم وابتعَدَ
عن دَعوتِهم خَسِرَ وخابَ عِندَ اللـهِ
يومَ القيامةِ.


وفي هذا الحديثِ ضَرَبَ رَسولُ اللهِﷺ
مَثلًا لحالِه في دعوتِه ورسالتِه وطاعةِ
النَّـاسِ لدَعوتِه، ولِما بَعَثَه اللهُ به
وأرسَلَه، «كَمَثَلِ رجُلٍ أتَى قومًا»
ليُحذِّرَهم، فقالَ: «يا قَومِ، إنِّي رأَيتُ
الجيـشَ بعَينَيَّ» لِعَدُوٍّ لهُم يَعرِفونَه،
«وإنِّي أنـا النَّذيرُ العُريانُ»، وهو إشارةٌ
لشِـدَّةِ الخَطرِ؛ بحيثُ كأنَّه نَزَع ثيابَه
ليُنذِرَهم بالإشارةِ بثيابِه.

أو هو رجُلٌ جَرَّده العـدوُّ فهَرَبَ منهم
مُنذِرًا قومَه، فعَلِموا من تَعرِّيـه صِدقَ
خَبرِه؛ لأنَّهم كانوا يَعرفونه ولا يَتَّهمونه
في النَّصيحةِ، ولا جَرَت عادتُه بالتَّعرِّي،
فقَطَعوا بصِدقِه لهذه القَرائنِ، ثُمَّ صارَ
مَثلًا لكلِّ ما يُخافُ مُفاجَأتُه، فضَرَبَ
النَّبيُّﷺ لنَفسِه ولِما جاءَ به مَثلًا بذلك؛
لِما أبـداه منَ الخوارِقِ والمُعجِزاتِ
الدَّالَّـةِ على القَطعِ بصِدقِه تَقريبًا لإفهامِ
المُخاطَبينَ بما يألَفونه ويَعرِفونه.

ثُمَّ نَصَحَهم هذا النَّذيـرُ أن يَطلُبوا
النَّجاءَ والسَّلامةَ من خَطرِ هذا العـدوِّ،
فانقسَمَ النَّاسُ فَريقَيـنِ: ففَريقٌ أطاعَه
فأدلَجوا، والدُّلجةُ هي الظُّلمةُ، والمَعنى:
ساروا من فَورِهم في أوَّلِ اللَّيلِ،
«فانطَلَقوا» مُبادِرينَ «على مَهَلِهم»، أي:
بسَـكينةٍ وتَأنٍّ؛ لأنَّهم أخَذوا وقتَهم من
أوَّلِه، «فنَجَوا» منَ العدوِّ.

والطَّائفـةُ الثَّانيةُ كَذَّبت فتَأخَّروا في
الاستجابةِ لهذا النَّذيـرِ، ولم يُحاوِلوا
اختبـارَ صِدقِه من كَذِبِه، فأتَى عليهمُ
الصُّبحُ ولم يَسيرُوا من مكانِهم ولم
يَبتَعدوا عنِ الخَطرِ، «فصَبَّحَهُمُ
الجيشُ»، أي: هَجَمَ عليهم باكِرًا في
الصَّبـاحِ، «فأهلَكَهم واجتاحَهم» أيِ:
استَأصَلَهم.

وهكذا مَن أطاعَ الرَّسولَ ﷺ نَجَـا في
الدُّنيا والآخِرةِ، ومَن تَرَكَ ما جاءَ به
حَلَّت عليه العُقوبةُ في الدُّنيا والآخِرةِ.

-
This media is not supported in your browser
VIEW IN TELEGRAM
-

مِن السنن التي يفعلها المسلم
: يوم العيد :


عن أَنَـسِ بنِ مالِكٍ رضي الله عنه، قالَ:
كانَ رَسـولُ اللهِ ﷺ لا يَغدو يَومَ الفِطرِ
حَتَّى يَأْكُلَ تَمَراتٍ، ويَأْكُلُهُنَّ وِترًا.

صحيح البخاري ٩٥٣
Please open Telegram to view this post
VIEW IN TELEGRAM
This media is not supported in your browser
VIEW IN TELEGRAM
-
المداومة على العمل الصالح
بعد انقضاء شهر رمضـان


عن أَبي أَيُّوبَ الأَنصاريِّ رضي الله عنه،
أَنَّ رَسُــولَ اللهِ ﷺ قالَ:
"مَن صامَ رَمَضانَ ثُمَّ أَتبَعَهُ سِتًّا مِن
شَوَّالٍ، كانَ كَصيامِ الدَّهرِ".

صحيح مسلم ١١٦٤
-

"مَن صامَ رَمضانَ، ثُمَّ أَتبعَه ستًّا مِن
شوَّالٍ، كانَ كَصيامِ الدَّهرِ"، أي: مَن
صامَ شهرَ رَمضـانَ كاملًا، ثُمَّ صامَ بعدَ
رَمضانَ ستَّةَ أيَّامٍ مِن شوَّالٍ مُتوالياتٍ
أو مُتفرِّقاتٍ؛ كانَ لَه مِن الأَجرِ مثلُ
ما يُعادلُ صِيامَ العـامِ كلِّه، وهذا مِن
عَظيمِ فَضلِ اللهِ عَلى عِبادةِ المُسلميـنَ
بمُضاعفةِ الأَجرِ لَهم.

وصيام هذه الست بعد رمضان دليل
على شكر الصائم لربه تعالى على
توفيقه لصيام رمضـان، وزيادة في
الخير، كما أن صيامهـا دليل على حب
الطاعات، ورغبـة المواصلة في طريق
الصالحات والقربات.
وقال بعض السّلف:
"الحسنة بعد الحسنة ثواب الحَسنة".


وقد ذكر الحافظ ابـن رجب رحمه الله
في شرح هذا الحديث ما حاصله:
أن صيام شوال وشعبان كصلاة السنن
الرواتب قبل الصلاة المفروضة وبعدها
فيكمل بذلك ما حصل في الفرض من
خلل ونقص، فإن الفرائض تكمل
بالنوافل يوم القيامة.. وأكثر الناس في
صيامه للفرض نقص وخلل، فيحتاج
إلى ما يجبره من الأعمال.

يُمكن الـشروع بصيام الستّ من شوال
ابتداء من ثاني أيام شوال لأنّ يوم
العيـد يحرم صيامه ويُمكن أن تصوم
الستّ في أيّ أيام شوال شئت، وخير
البرّ عاجله.

هـل يبدأ بقضاء ما فاته من صيام
رمضان أو يبدأ بصيام الست؟


قال الشيخ ابن باز رحمه الله:
الأفضل أن يبدأ بالصيـام الذي قضاء
الذي عليه؛ لأنه هو الفرض، والناس
اختلفوا في هذا، بعض أهل العلم قال:
لابد من البدأة بالقضاء، وبعض أهل
العلم قال: يجوز تأخير القضاء وفعل
المستحبات، وبعضهم أجاز تقديم
المستحبات لكن فضل القضاء،

وهذا هو الذي ينبغي يفضل القضاء،
يعني ينبغي له أن يبـدأ بالقضاء،

لكن لو صام مثل يوم عرفة وعليه
قضاء أو صام يوم عاشـوراء وعليه
قضاء أو صام ثلاثة أيام من كل شهر
وعليه قضاء فإنه يجزئه إن شاء الله
وله أجر، لكن لا ينبغي له ذلك، ينبغي
له أن يبدأ بالقضاء؛ لأنه هو الفرض
ولأنه أحوط لحقه قد يعوقه عائق، قد
يهجـم عليه الأجل، فينبغي له أن يبدأ
بالقضاء، فالقول بالبداءة بالقضاء أولى
وأحوط؛ حيطة للدين وحرصًا على
براءة الذمة.
(الموقع الرسمي للشيخ)

-
This media is not supported in your browser
VIEW IN TELEGRAM
-
هـل يجوز قضاء الاعتكاف في شوال؟

عن عائِشـةَ رضي الله عنها، قالَت:
كانَ النَّبيُّ ﷺ يَعتَكِفُ في العَشرِ
الأواخِرِ مِن رَمَضانَ، فَكُنتُ أضرِبُ لَهُ
خِبـاءً فيُصَلِّي الصُّبحَ ثُمَّ يَدخُلُهُ،
فَاستَأْذَنَت حَفصةُ عائِشةَ أن تَضرِبَ
خِباءً، فأذِنَت لَها، فَضَرَبَت خِباءً، فَلَمَّا
رَأَتـهُ زَينَبُ ابنةُ جَحشٍ ضَرَبَت خِباءً
آخَرَ، فَلَمَّا أصبَحَ النَّبيُّ ﷺ رَأَى الأخبيةَ،
فَقالَ: ما هَذا؟ فَأُخبِرَ، فَقالَ النَّبيُّ ﷺ:
ألبِرَّ تُرَونَ بهِنَّ؟ فَتَرَكَ الِاعتِكـافَ ذَلِكَ
الشَّهرَ، ثُمَّ اعتَكَفَ عَشـرًا مِن شَوَّالٍ.

صحيح البخـاري ٢٠٣٣
-

في هذا الحديثِ تَرْوي عائشةُ
رَضيَ اللهُ عنها أنَّ النَّبيَّ ﷺ كان
يَعتكِفُ في العَشرِ الأواخِرِ مِن رمضـانَ،
وكانت عائشةُ رضي اللهُ عنها تَصنَعُ له
خِباءَه، وهو خَيمـةٌ صَغيرةٌ مِن صُوفٍ،
فكان يُصلِّي الصُّبحَ في جَماعـةٍ مع
النَّاسِ، ثمَّ يَدخُلُ خِباءَه، فطَلَبَت
حَفصةُ مِن عائشةَ رضي اللهُ عنها أن
تَستأذِنَ لها مِن النَّبيِّ ﷺ أن تَضرِبَ لها
خِباءً، فأَذِنَ لها، ولَمَّا رأَتها زَينبُ بِنتُ
جَحشٍ رَضيَ اللهُ عنها فعَلَت مِثلَها.

فلمَّا أصبَحَ ﷺ رَأى أخبيةً كَثيرةً
مَنصوبةً في المسجدِ: قُبَّةً له، وثَلاثًا
لنِسائِه عائشةَ وحَفصةَ وزَينَبَ، كما
بيَّنَت رِوايـاتٍ أُخرى عندَ البُخاريُ،
فقال ﷺ مُخاطِبـًا مَن معَه: أتظنُّون أنَّ
هؤلاء النِّسوةَ قد صنَعن بفِعلِهنَّ هذا
خيرًا؟! وكأنَّه ﷺ خَشيَ أن يكونَ
الحاملُ لهـنَّ على ذلك المُباهاةَ
والتَّنافُسَ الناشئَ عن الغَيرةِ حِرصًا
على القُربِ منه.

أو خَشيَ تَوارُدَ بَقيَّةِ النِّسوةِ على ذلك،
فيَضيقُ المسـجدُ على المُصلِّين، أو
يُصيِّرُه ذلك كالجالسِ في بَيتِـه، وربَّما
شَغَلنَه عن التَّخلِّي لِما قَصَدَ مِن العِبادةِ،
فيَفوتُ مَقصودُ الاعتكافِ، أو لغَيرتِه
عليهنَّ، فكَرِهَ مُلازمتَهنَّ المسجدَ، مع أنَّه
يَجمَعُ النَّاسَ، ويَحضُرُه الأعرابُ
والمنافِقـون، وهنَّ مُحتاجاتٌ إلى
الخُروجِ والدُّخولِ لِما يَعرِضُ لهـنَّ،
فيُبتذَلنَ بذلك، وكلُّ هذه الأمورِ تُخرِجُ
الاعتكافَ عن حَقيقتِه.

ثمَّ انصرَفَ النَّبي ﷺ ولم يَعتكِفِ
العَشرَ الأواخرَ مِن رَمَضانَ، وذلك حتَّى
يَنصرِفَ مَن حَولَه مِن مُعتكَفِـه كما
كانت عادتُـه ﷺ في تَعليمِ أصحابِه،
فاعتَكَفَ في شوَّالٍ قَضاءً لِما ترَكَه مِن
الاعتكافِ في رَمضانَ.

= يُستَحبُّ القضاء لِمَن فاتَه اعتِكاف
العشر بعذرٍ.


قال الشيخ ابن باز رحمه الله عن قضاء
الاعتكاف في شوال؟
ما فيه بأس، فعله النبيُّ ﷺ، إذا تيسَّر
وأحبَّ الاعتكاف، وليـس هو بلازم،
فهي كلها سنة.
'فتاوى الدروس،الموقع الرسمي للشيخ'

الأصل في الاعتكاف أنه سـنة وليس
بواجب، إلا إذا كان نـذرًا فيجب،
لقول النبي ﷺ: مَن نَذَرَ أَن يُطيعَ اللَّهَ
فَليُطِعهُ، ومَن نَذَرَ أَن يَعصيَهُ فَلا يَعصِـهِ.
[ رواه البخاري ]

ولأن عُمَـرَ رضي الله عنه قالَ:
يَـا رَسُولَ اللهِ، إِنِّي نَذَرتُ في الجاهِليَّةِ
أَن أَعتَكِفَ لَيلةً في المَسـجِدِ الحَرامِ،
فَقالَ له النَّبيُّ ﷺ: أوفِ نَذرَكَ.
فَاعتَكَفَ لَيلةً. [ متفق عليه ]
وفيه دليلٌ على أنَّ الاعتِكاف لا يُشتَرَط
له الصوم، ولا بأس أن يكون ليلًا
أو نهارًا.


-
This media is not supported in your browser
VIEW IN TELEGRAM
-
' استِحباب الزَّواج في شـوَّال '

عن عائِشـةَ رضي الله عنها، قالَت:
تَزَوَّجَنِي رَسولُ اللهِ ﷺ في شَوَّالٍ،
وَبَنَى بي في شَوَّالٍ، فأيُّ نِسـاءِ
رَسولِ اللهِ ﷺ كانَ أَحظَى عِندَهُ مِنِّي؟
قالَ عُروَة بن الزُّبَير: وكانَت عائِشـةُ
تَسـتَحِبُّ أَن تُدخِلَ نِساءَها في شَوَّالٍ.

صحيح مسـلم ١٤٢٣
-

نقَل لنا الصَّحابةُ هَديَ النَّبـيِّ ﷺ
في أمورِ الزَّواجِ وغيرِه، وقد نقَلَت
أمُّ المؤمِنين عائِشـةُ رضي الله عنها
ما حدَث معَها في أمرِ زواجِها وبِناءِ
النَّبيِّ ﷺ بها، كما في هذا الحديثِ،
حيث قالـت:


"تزَوَّجَني رَسولُ اللهِ ﷺ في شـوَّالٍ"،
أي: عقَد علَيَّ في شهرِ شـوَّالٍ، "وبَنى
بي في شـوَّالٍ"، والبناءُ هو الزِّفافُ
والدُّخولُ بالزَّوجةِ ومُعاشَرتُها ووَطؤُها،
"فأيُّ نِساءِ رَسولِ اللهِ ﷺ كان أَحظى
عِندَه منِّي؟!"، أي: أقرَبَ إليه وأسعَدَ به،
أو أكثَرَ نَصيبًا!

فكان ذلك مِن حُسنِ حَظِّها؛ لأنَّ
النَّبـيَّ ﷺ دخَل بها في شهرِ شوَّالٍ بعدَ
انتهاءِ شهرِ رمَضانَ، الَّذي كان النَّبيُّﷺ
يَنقطِعُ عن نِسـائِه في آخِرِه، وبهذا
يكونُ الزَّوجُ مُشتاقًا لزَوجتِـه، "وكانت
عائشةُ تَستحِبُّ أن تُدخِلَ نِسـاءَها"، أي:
نساءَ قومِها على أزواجِهنَّ، "في
شـوَّالٍ"، أي: تَبرُّكًا بما حصَل لها فيه مِن
الخيرِ برسولِ اللهِ ﷺ.

وقصَدَت عائشةُ بهذا الكلامِ رَدَّ ما كانت
أحوالُ الجاهليَّةِ عليه، وما يتَخيَّلُه
البعضُ مِن كَراهةِ التَّزوُّجِ والتَّزويجِ
والدُّخولِ في شهرِ شوَّالٍ، الَّذي هو مِن
آثارِ الجاهليَّـةِ، وكانوا يتَطيَّرون بذلك؛
لِما في اسمِ شوَّالٍ مِن الإشالةِ، والرَّفعِ
والإزالةِ، فكانوا يَعتقِدون أنَّ مَن بَنى
بأهلِه في شوَّالٍ رُفِعَت المحبَّـةُ مِن
بَينِهما ولم يَكُـن إلفٌ ولم يَحصُل يُمنٌ،
أو كانوا لا يَرَون يُمنـًا في التَّزوُّجِ
والعُرسِ في أشهُرِ الحجِّ وبينَ العيدَين،
فأرادَت أن تَرُدَّ على ذلك كلِّه.

قال النووي رحمه الله في شـرحه
لحديث عائشة رضي الله عنها:
فيه استحباب التزويج والتزوج
والدخول في شوال، وقد نصَّ أصحابنا
على استحبابه، واستدلوا بهذا الحديث
[ شرح صحيح مسلم للنووي ٢٠٩/٩ ]


وقـال ابن كثير:
"وأنَّ دُخولَهُ ﷺ بها كان بالسُّنحِ نهارًا،
وهذا خلافُ ما يَعتادُه الناسُ اليومَ".
[ البداية والنهاية ٥٧٠/٤ ]
(والسُّـنح: مكان بعوالي المدينة).

-
This media is not supported in your browser
VIEW IN TELEGRAM
HTML Embed Code:
2024/04/18 17:51:00
Back to Top