🔴من المواقف المشرفة

🔴السند التبركي لحديث الغدير:
قال السيد محمد مهدي الخرسان: هؤلاء مشايخي من الخاصة ويعجبني أن أذكر طريقًا واحدًا من الخاصة متسلسلاً بأسماء المحمدين إلى عشرة:

فليرو #محمد_الصدر عن #محمد_مهدي_الخرسان عن محمد الصادق بحر العلوم عن محمد السماوي عن محمد بن هاشم الهندي عن محمد الحسن صاحب (الجواهر) عن محمد الجواد العاملي صاحب (مفاتيح الكرامة) عن محمد المهدي بحر العلوم عن محمد الباقر الوحيد البهبهاني عن أبيه محمد أكمل عن محمد باقر المجلسي صاحب (البحار) عن أبيه محمد التقي صاحب (اللوامع) عن محمد بن الحسين البهائي قدس الله أرواحهم.

بأسانيدهم المنتهية إلى أهل بيت العصمة (عليهم السلام) عنه (صلى الله عليه وآله) قال في يوم غدير خم: من كنت مولاه فهذا علي مولاه اللهم وال من والاه وعاد من عاداه وانصر من نصره واخذل من خذله.

وختامًا أرجو أن أكون قد حفظت السلسلة بهذا الجهد المتواضع، وأوصي أخي #العلامة_الصدر بما أوصاني به مشايخي الكرام من رعاية الاحتياط في النقل فإنه سبيل النجاة، وأوصيه بما أوصاني به مشايخي المذكورون بأن لا ينساني من صالح الدعاء في مظان الإجابة كما أني لا أنساه إن شاء الله حفظه الله ورعاه وأيده وسدد خطاه، وجعله خلفًا لخير سلف، والسلام عليه بدءًا وختامًا.

• المصدر
الإجازات عن الأئمة الهداة ص ٣٠٨ - ٣١١

🔴العالم العامل:
قال السيد محمد رضا الخرسان: إن جناب العلامة الجليل المحقق النبيل العالم العامل والمهذب الفاضل السيد محمد الصدر أيده الله وأدام له التوفيق قد استجازني لحسن ظنه بي في رواية الحديث تأسيًا بالسلف الصالح من علمائنا رضوان الله عليهم أجمعين ولما كان أهلاً لذلك فقد أجزته بعد الإستخارة من الله عز وجل أن يروي عني جميع ما صحت لي روايته وصلحت مني إجازته..

• المصدر
الإجازات عن الأئمة الهداة ص ٣٢٦

🔴صفوة العلماء العاملين:
قال السيد عبد الأعلى السبزواري في إجازته للسيد محمد الصدر بالرواية: فقد أجزت لجناب السيد السند المعتمد صفوة العلماء العاملين العلامة البارع السيد محمد الصدر دامت تأييداته.

• المصدر
الإجازات عن الأئمة الهداة ص ٣٢٢

🔴نصيحة عامة:
إذا أردت أن تمدح مرجعًا من المراجع فلا تقرن مدحك له بذم الآخرين؛ لأن في ذلك إساءة لمن مدحته ولمن ذممته، وفيه ما لا يخفى من إنشاء الصراعات التي تعكر صفو المجتمع المؤمن من اتباع هذا الفقيه أو ذاك، فكن على قدر المسؤولية!

كما أن هناك طبقة أخرى في المجتمع إذا شاهدت منك أنك تذكر فضيلة من فضائل أحد المراجع يظنون مباشرة أنك تذم بهم وبمرجعهم، وهذه الفئة موجودة عند كل الاتجاهات والذي ينبغي لمن يشعر بهذا الشعور أن يتخلص من هذا الأمر لأنه من الأمراض النفسية.

لكل من العلماء دوره وجهده الذي ينبغي أن يشكر عليه ولا ينبغي أن يكون الاختلاف في التقليد أو التوجه سببًا من أسباب التهتك والنزاع المستمر الذي يذهب بإيمان الإنسان وهداه وتقواه... احترموا الآخرين لكي يحترموكم والسلام!

🔴الفتنة بالأنبياء:
قال الشيخ محمد تقي مصباح اليزدي: إنّ جانبًا من الفتن يتعلّق بالأمور الاجتماعية، فحتّى وجود الأنبياء أنفسهم فهو يُعد فتنة وامتحانًا للناس؛ كما في قوله عزّ من قائل: {وَكَذَلِكَ فَتَنَّا بَعۡضَهُم بِبَعۡضࣲ لِّیَقُولُوۤا۟ أَهَـٰۤؤُلَاۤءِ مَنَّ ٱللَّهُ عَلَیۡهِم مِّنۢ بَیۡنِنَاۤ} (الأنعام: ٥٣) فالله سبحانه وتعالى قد بعث لفرعون راعي أغنام فقال الأخير لفرعون: أنا نبيّ وعليك أن تطيعني!

فتبسّم فرعون متهكمًا وقال له: لماذا أرسلك أنت ولستَ إلا راعيًا فقيرًا معوزًا ولم يبعث شخص آخر؟! وحتّى في زمن النبي (صلى الله عليه وآله) فقد كانوا يقولون: {وَقَالُوا۟ لَوۡلَا نُزِّلَ هَـٰذَا ٱلۡقُرۡءَانُ عَلَىٰ رَجُلࣲ مِّنَ ٱلۡقَرۡیَتَیۡنِ عَظِیمٍ} (الزخرف: ٣١) فلو أراد الله إرسال رسول فلماذا لم يرسل شخصًا عظيمًا؟! وقد كان مرادهم من (العظمة) هو الثراء والمكانة الإجتماعية المرموقة.

• المصدر
أمواج الفتن وسفينة النجاة ص ٤٤

🔴قبس من تاريخ السيد محمد الصدر:
قال السيد حسن عيسى الحكيم: إن الواقف على مؤلفات السيد محمد محمد صادق الصدر، يجد في بعضها معالجات للمستجدات التي نعاصرها، بعد التقنيات الحديثة، والنتائج العلمية المختبرية، فأصبحت هذه المستجدات موضع الحاجة الملحة القائمة، فلا بد للفقيه من أن يكون له رأي فيها.

وقد التقيت بالسيد الشهيد في داره وناقشته في كتابه الكبير حول الإمام المهدي (عليه السلام)، وكنت معه محاورا بين باحث وناقد، فكان مرة يجيبني بهدوء، ومرة أخرى بكلمات حادة حتى يجرني إلى رأيه وبخاصة في موضوع السفراء الأربعة في عصر الغيبة الصغرى.

فكان يقول: لا بد من أن نكتب على وفق عقلية اليوم مع المعاصرة الحديثة سواء في العقائد أم في الفقه والأصول، وكان قد رسم طريقًا واضحًا في الكتابة، في الوقت الذي تتسارع فيه العلوم والاكتشافات، فالعصرنة الفقهية والأصولية، أصبحت ملزمة للفقيه المجتهد.

وان كتاب (ما وراء الفقه) قد ساير التطورات الحديثة، وهذا مما يعطي لمدرسة النجف الأشرف عمقًا علميًا، من دون أن تنحني أمام النكبة التي رافقتها مدة ثلاثين عامًا، ومن دون أن تقف قائمة الشهداء عائقًا أمام صمودها.

• المصدر
المفصل في تاريخ النجف الأشرف ج ٨ ص ٢١٠

🔴ادفع بالتي هي أحسن!
من كثرة ألسن التسقيط التي نالت من السيد محمد الصدر وصل به الحال أن يعذر من يسوء الظن به ويعتبر عمله من باب الحرص على الدين والإسلام... هذه الروح العالية من التسامح والمحبة للآخرين تكشف عن طيب وطهارة قلب هذا الإنسان العظيم، ينبغي لمن يحبه ويدعي السير على منهجه أن يقتدي بأخلاقه، قال تعالى: {إِنَّ أَوْلَى النَّاسِ بِإِبْراهِيمَ لَلَّذِينَ اتَّبَعُوهُ} (آل عمران: ٦٨).

كما أن استعمال العنف والخشونة ضد من يسيء إلى السيد محمد الصدر لا يولد إلا المزيد من البغضاء والكراهية لهذا السيد المظلوم وتكون أنت ممن سببت هذا البلاء عليه... الخوف لا يولد الاحترام ولا المحبة، بل يولد بغضًا باطنيًا يخرج في كل مكان وجد فيه المأمن، أما التعامل بإحسان فهو كما قال تعالى: {ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَداوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ} (فصلت: ٣٤).

🔴أمنت عقوبتك!
روي أن عليّا أمير المؤمنين (عليه السلام) استدعى بصوته بعض عبيده، فلم يجبه، فدعاه مرارًا فلم يجبه، فدخل عليه رجل وقال: يا أمير المؤمنين، إنه بالباب واقف، وهو يسمع صوتك، ولا يكلمك! فلما حضر العبد عنده، قال (عليه السلام): أما سمعت صوتي؟ قال: بلى. قال (عليه السلام): فما منعك من إجابتي قال: أمنت عقوبتك. قال علي (عليه السلام): الحمد لله الذي خلقني ممن يأمنه خلقه.

• المصدر
موسوعة الإمام علي بن أبي طالب ج ٩ ص ١٤٠ نقلاً عن كتاب الفخري

تابع الرد 🔽

🔴تقليد المخالف وغير المسلم:
ينبغي الإلتفات إلى أن الرد على الشبهة إن كان ضعيفًا زاد الشبهة قوة في نظر الناس ومن هنا فالرد على هذا الكلام لا يكون من خلال تسطير بعض الروايات على شرطية الإيمان لأن البحث الروائي في هذه المسألة لا ينفع في الاستدلال لكون روايات هذه المسألة ضعيفة.

وقد صرح جملة من العلماء بضعفها منهم السيد الخوئي إذ قال عن شرط الإيمان: (لم يدلنا دليل لفظي معتبر على شرطية الإيمان في المقلد، بل مقتضى إطلاق الأدلة والسيرة العقلائية عدم الاعتبار؛ لأن حجية الفتوى في الأدلة اللفظية غير مقيدة بالإيمان ولا بالإسلام.

كما أن السيرة جارية على الرجوع إلى العالم مطلقًا، سواء أكان واجدًا للإيمان والإسلام أم لم يكن وهذا يتراءى من سيرتهم بوضوح لأنهم يرجعون إلى الأطباء والمهندسين أو غيرهم من أهل الخبرة والاطلاع ولو مع العلم بكفرهم) [التنقيح في شرح العروة الوثقى ج ١ ص ١٨٣].

وقال السيد محمد سعيد الحكيم أيضًا حول هذه المسألة: (والحاصل: أنه يصعب إقامة الدليل على عدم جواز تقليد غير المؤمن إذا فرض استنباطه للأحكام على الطرق المقررة عندنا) [مصباح المنهاج (الاجتهاد والتقليد) ص ٣٣].

ولاحظت هنا عدة أمور:
الأول: أن هذه المسألة ليست (حداثوية) ولا متأثرة في الفكر الحداثوي كما هي عادة بعض أهل الجهل الذين يرمون كل من خالفهم بأي فكرة بأنه (حداثوي)، بل هي من الأفكار المذكورة في الأبحاث الفقهية العالية والتي انتهى إلى عدم الدليل اللفظي ضدها جملة من الأعلام ولكن دون أن يفتوا على ضوئها.

الثاني: أن رد هذه الشبهة من خلال الروايات يعمق من الشبهة إذ أن (حيدر حب الله) ليس من الشخصيات الجاهلة، بل مطلع على الكثير من الأبحاث والآراء الفقهية وحين يقرأ تلك الردود يضحك على أصحابها إذ يصفونه بالضلال والانحراف على شيء ذكره بعض الفقهاء الذين يوصفون بالإيمان والتقوى!

وعلى كل حال فالرد العلمي الذي ذكره الفقهاء حول عدم صحة تقليد المخالف هو (مذاق الشارع) أو ما يسمى بـ(مقاصد الشريعة) الذي يعلم من خلال استقراء تام وعام لجميع التشريعات الإسلامية ثم يفتى على طبقه.

وفي ذلك يقول السيد الخوئي: (إن المرتكز في أذهان المتشرعة الواصل ذلك إليهم يدًا بيد عدم رضى الشارع بزعامة من لا عقل له أو لا إيمان أو لا عدالة له، بل لا يرضى بزعامة كل من له منقصة مسقطة له عن المكانة والوقار؛ لأن المرجعية في التقليد من أعظم المناصب الإلهية بعد الولاية، وكيف يرضى الشارع الحكيم أن يتصدى لمثلها من لا قيمة له لدى العقلاء والشيعة والمراجعين إليه...).

إلى أن يقول: (فإن المستفاد من #مذاق_الشرع الأنور عدم رضى الشارع بإمامة من هو كذلك في الجماعة، حيث اشترط في إمام الجماعة العدالة فما ظنك بالزعامة العظمى التي هي أعظم المنلصب بعد الولاية) [التنقيح في شرح العروة الوثقى ج ١ ص ١٨٥].

هذا وقد يقال: إن هناك فرق بين منصب الفتوى والتقليد ومقام المرجعية والولاية والزعامة العظمى إذ قد يشترط فيه العدالة والإيمان دون الأخذ بالفتوى الذي يكفي فيه رجوع الجاهل إلى المستنبط الذي يستنبط الأحكام استنباطًا صحيحًا.

ويمكن الإجابة عن هذا الإشكال بجوابين:
الأول: ما ذكره السيد محمد سعيد الحكيم الذي انتهى إلى عدم وجود دليل روائي معتبر على شرط الإيمان ولكن مع ذلك صرح بأنّ هناك ارتكاز على عدم جواز تقليد غير المؤمن؛ (لأن كثيرًا من القرائن والأدلة مما لا يمكن حصولها لغير المؤمن.

كإجماعات الخاصة، وشهرة الحكم بينهم، وهجرهم للأخبار، وعملهم بها، وتوثيقهم للرواة وجرحهم، وسيرة المتشرعة ومرتكزاتهم وغير ذلك مما يكون دخيلا في استنباط المجتهد المؤمن للحكم بسبب حسن ظنه بالمؤمنين.

واعتقاده بعلمائهم وعوامهم أنهم في مقام تلقي الأحكام وأخذها من أئمتهم (عليهم السلام) والاحتياط لها، وعدم التساهل فيها، وكل ذلك مما لا يتهيأ للمخالف تحصيله، لعدم حسن ظنه بهم بالوجه المذكور) [مصباح المنهاج ج ١ ص ٣٣].

الثاني: وعلى فرض أن الهجران والشهرة وغيرهما مما ذكره غير حجة فإن شرط الاعتماد على فتوى المخالف وغير المسلم أنه يفتي على ضوء القواعد والأصول للمذهب الإمامي، ولكن هذا الشرط لا يمكن إحرازه من قبل العامي الذي يرجع إليه إلا إذا كان على مستوى عال من الفهم الفقهي ومجتهد يمكنه تمييز الفتوى المطابقة للقواعد من غيرها، وإذا كان كذلك فلا حاجة له حينئذ في أن يقلد غير المسلم والمؤمن!

#والخلاصة:
إن رد هذه الشبهة من خلال الروايات غير صحيح لأنها بتصريح جملة من العلماء غير ثابتة ولا يصح الاستدلال بها، وإنما الرد الصحيح من خلال الارتكاز الحاصل عند الشيعة ومن خلال مذاق الشريعة المستفاد من عموم أدلة الأحكام الشرعية الثابتة.

🔴هل كان أمير المؤمنين (عليه السلام) مع الأنبياء السابقين؟!

من عقائد الغلاة المتداولة في رواياتهم الموضوعة والمكذوبة أن الإمام علي (عليه السلام) كان مؤيدًا للأنبياء السابقين (عليهم السلام) إلا أن هذه العقيدة الباطلة لم ترد في الروايات المعتبرة لأهل البيت (عليهم السلام)، بل تردد في كلمات الغلاة فقط.

ومن هنا حين ذكر السيد الخوئي بعض أقوال الغلاة ذكر منها هذه العقيدة وعدها من معتقدات الغلاة قائلاً: (وأنه الذي أيد الأنبياء السالفين سترًا وأيد النبي الأكرم (صلى الله عليه وآله وسلّم) جهرًا).

ثم عقب على ذلك قائلاً: (واعتقادهم هذا وإن كان باطلاً واقعًا وعلى خلاف الواقع حقًا، حيث إن الكتاب العزيز يدل على أن الأمور الراجعة إلى التكوين والتشريع كلها بيد الله سبحانه، إلا أنه ليس مما له موضوعية في الحكم بكفر الملتزم به) [التنقيح في شرح العروة الوثقى ج ٣ ص ٦٨].

بناءً على التفريق بأن بعض عقائد الغلو التي بعضها تدخل صاحبها بالكفر الصريح والأخرى تدخله بالضلالة دون الكفر وهذه من العقائد الضالة المنحرفة واتخطر أنه قد مرت أنها موجودة بوفرة في مصادر النصيرية الفرقة الغالية المعروفة.

🔴صورة وقصة وغصة
موضوع مهم يضع النقاط على الحروف تابع 🔽

🔴صورة وقصة وغصة:
لم أكن أرغب في أن أعلق أي صورة لأي عالم من العلماء في المنزل أو في غرفتي الخاصة حين كنت أسكن في المدارس الدينية إلا أن بعض الطلبة كان يعلق في غرفته صورة السيد الخميني وإذا به بعد مدة ينزلها ويرغب عنها.

سألته عن سبب ذلك وإذا به يقول: إن بعض الإخوة - وكانوا من طلبة الخليج - ينزعجون من رؤية هذه الصورة، ثم اهداني هذه الصورة نفسها فعلقتها في غرفتي الخاصة رغمًا عن أنوفهم، وبعد أيام دخل علي بعض أولئك الطلبة وابدى انزعاجه من السيد الخميني ووصفه بكل برود بأنّه ضال ومنحرف!

لم اتمالك أعصابي حينها وقلت له: لماذا منحرف؟! فبدأ يسرد بعض المشاكل الحاصلة بين السيد الخميني وبعض الفقهاء في إيران فقلت له: ولماذا يكون السيد الخميني هو المنحرف لماذا لا يكون الطرف الآخر هو المنحرف؟!

ثم ذكرت له: إن السيد الخميني غير معصوم، وكذلك الآخرين ليسوا بمعصومين، ونحن غير مطلعين على أسباب الخلاف فمثل ما كان يحتمل أن يكون السيد الخميني هو المخطئ يكون احتمال خطأ الآخر أيضًا وارد!

بعض السذج حين أذكر له هذا الكلام يربط الخلاف الحاصل بين الفقهاء بالخلاف الحاصل بين الأئمة (عليهم السلام) وخصومهم ويقولون: على كلامك هذا لا يوجد فرق بين أمير المؤمنين (عليه السلام) واعدائه؟!

وهذا من التطرف بمكان إذ يجعل منزلة الفقهاء كمنزلة الأئمة (عليهم السلام) مع أن الفرق واضح أن المعصوم معصوم من الخطأ وكل من يخالفه يكون على باطل، أما الفقهاء فغير معصومين وبعض من يخالفوه قد تكون مخالفتهم له على صواب وقد تكون على خطأ!

ليت جميع اتباع الفقهاء يدركون هذه القضية وهي أن الفقهاء غير معصومين كما أن الخلاف فيما بينهم لا يصل إلى حد كون هذا الفقيه فاسق لمجرد أن خالف الفقيه الآخر الذي تحبه وتهواه، وكذلك العكس بالعكس فيرى الآخرون أن فقيهك فاسق لمجرد أنه يختلف عن فقيهه!

وهناك عامل آخر لا يجعل الناس تؤمن بعدم عصمة الفقهاء وهم (الحواشي والمستفيدون) من جميع الأطراف، وأنا حين اكتب هذه الكلمات اتوجس منهم خيفة ولكن حبي في أن يكون الشاب الشيعي متنورًا وصاحب بصيرة أكثر من خوفي من تسقيط أولئك ومحاربتهم لي.

وهذا الأمر واضح في الأجواء الحوزوية وتجد له تصريحات كثيرة في كلمات الفقهاء الأعلام فقد ذكر السيد موسى شبيري الزنجاني عن حواشي المرجع الأعلى في زمانه السيد حسين البروجردي قائلاً: عن مكتبه:

(كان في مكتبه أشخاص صالحون، لكن بعضهم لم يكونوا كذلك هؤلاء هم الذين سببوا المشاكل، هؤلاء هم الذين صوروا الملا علي الهمداني عالم همدان الأول والوجيه بالرغم من جميع مزاياه بصورة سيئة للسيد) [من سيرة العلماء على لسان السيد موسى الزنجاني ص ٢٨٨].

ثم اعتذر للسيد البروجردي بأنه لم يكن معصومًا ومن الطبيعي أن يقع في الخطأ نتيجة لوسوسة شياطين الإنس، وهكذا أقول: من الطبيعي أن يقع فقيهك أو فقيههم بالخطأ نتيجة لوسوسة بعض الحواشي وهذا لا يستلزم أن يكون فقيهك شيطانًا ولا فقيههم كذلك.

وكل ما تراه من مصائب وبلاءات هو من تلك الحواشي الذين هم دائمًا يؤججون نار الفتن بين أبناء المذهب الواحد والآن صارت لهم في مواقع التواصل الاجتماعي صفحات ينفقون عليها الملايين من الإعلانات الممولة من أجل تسيقط الفقهاء الآخرين الذين لا يرجون منهم فائدة ولا تعود عليهم منهم عائدة!

ومن هنا كان السيد محمد مهدي الخرسان يدعو لصلاح الحواشي بقوله: (من المؤسف له أننا كنا ندعو الله أن يصلح بطانة الأمراء، فاصبحنا ندعو الله ليصلح بطانة العلماء! فبطانة العلماء أصبح ضررها أكثر من الأمراء؛ لأن بطانة الأمراء غالبًا يكون فيهم الجهل البسيط الذي لا ينجو منه أحد، فما من عالم في هذا الأمر إلا وهو جاهل في أمر آخر؛ أما بطانات العلماء فيحملون الجهل المركب الذي يخرجونه بألفاظ شرعية!!) [نافذة على التاريخ في ربع قرن ج ٤ ص ٤٠٢]

أرجو أن تطيلوا التأمّل في هذه الكلمات حتى لا تكونوا وقودًا لأصحاب الأهواء هؤلاء ولكيلا تبيعوا آخرتكم بدنيا غيركم ونسأل الله تعالى الهداية والصلاح...

🔴مضمرة ما أظهره فرعون:
قال الشيخ عبد الله المامقاني: الصبر على الطاعة وهو شديد؛ لأنّ النفس بطبعها تنفر العبودية، وتشتهي الربوبية. لذلك قيل: ما من نفس إلّا وهي مضمرة ما أظهره فرعون، ولكن فرعون وجد مجالًا فأظهره. وما أحد إلّا ويدّعي ذلك مع عبيده وخدمه وأتباعه وإن كان ممتنعًا من إظهاره، ولذا ترى غلظة عند تقصيرهم في خدمته، فإنّ ذلك ليس إلّا من الكبر.

• المصدر
مرآة الرشاد ص ٤٩