TG Telegram Group Link
Channel: ዒልሙዲን ኢስላማዊ ስቱዲዮ
Back to Bottom
Media is too big
VIEW IN TELEGRAM
📣 اجمع المسلمون على أن الله ليس
جسمًا


نَفَى اللهُ تَعَالَى عَن نَفسِهِ فِي كَثِيرٍ مِن ءَايَاتِ القُرءَانِ الكَرِيمِ أَن يَكُونَ مُشَابِهًا لِلمَخلُوقَاتِ بِأَيِّ وَجهٍ مِنَ الوُجُوهِ، فَاللهُ تَعَالَى لَا يُشبِهُ شَيئًا، لَا يُشبِهُ الإِنسَانَ وَلَا الشَّجَرَ وَلَا الحَجَرَ وَلَا البَهَائِمَ وَلَا المَلَائِكَةَ وَلَا الجِنَّ وَلَا النُّورَ وَلَا الظَّلَامَ وَلَا الهَوَاءَ وَلَا الغُيُومَ وَلَا غَيرَ ذَلِكَ مِنَ المَخلُوقَاتِ، سُبحَانَهُ وَتَعَالَى عَن ذَلِكَ عُلُوًّا كَبِيرًا.

وَلَيسَ الشَّبَهُ هُنَا مُقتَصِرًا عَلَى الشَّبَهِ بِالْمُمُاثَلَةِ الْكُلِّيَّةِ وَنَحوِ ذَلِكَ، بَل نَفيُ مُشَابَهَةِ اللهِ لِلمَخلُوقِ شَامِلَةٌ لِكُلِّ وُجُوهِ المُشَابَهَةِ، وَلَوْ مِنْ جِهَةِ صِفَةٍ وَاحِدَةٍ.

فَاللهُ تَعَالَى لَا يُوصَفُ بِالأَعضَاءِ لِأَنَّهُ لَا يُشبِهُ المَخلُوقَ، وَلَا يُوصَفُ بِاللَّونِ لِأَنَّهُ لَا يُشبِهُ المَخلُوقَ، وَلَا يُوصَفُ بِالمَكَانِ لِأَنَّهُ لَا يُشبِهُ المَخلُوقَ، وَلَا يَجرِي عَلَيهِ الزَّمَانُ لِأَنَّهُ لَا يُشبِهُ المَخلُوقَ.

#الشيخ_وليد_السمامعة
دَخَلَ أعرابيٌ على المأمون وقال لَه: يا أميرَ المؤمنين، أنا رَجُلٌ مِن الأعراب.
قال: ولا عَجَبَ في ذلك.
فقال الاعرابي: إنّي أُريدُ الحَجَّ.
قال المأمون: الطريقُ واسِعةٌ.
قال: لَيسَ مَعي نَفَقَة.
قال المأمون: سَقَطَ عَنكَ الحج.
قال الأعرابي: أيها الامير جِئتُكَ مُستَجدِياً لا مُستَفتيا.
فَضَحِكَ المأمونُ وأمرَ لَهُ بِصلة.
https://hottg.com/merkezisalmicstudio/42
دخل أحد النحويين دارَه، وكانت له قطة تصيح: ميو.
فقال لها: قولي: مئو -بالهمز-!
ثم أخذها ورمى بها.
فقيل له في ذلك، فقال: لئلَّا يُقال: قطة أبي عبد الله لحَّانة!

- انظر: حدائق الأزاهر، للغرناطي (٨٢٩هـ).
https://hottg.com/merkezisalmicstudio/39
This media is not supported in your browser
VIEW IN TELEGRAM
ሸይኽ ሱለይማን በ አንድ ምላስ ሁለት ቀላት በመናገረዎ ብዙዎች ተገርመዋል።

ኢጀማዕ እንዳለ ራሰዎ ገልፀዋል።
ኣጁሩሚያ የተጀመረ መሆኑን ለመግለፅ እንወዳለን።
https://hottg.com/merkezisalmicstudio
البراهين المُلجمة في إثبات كُفر المُجسِّمة
ومَن شكَّ في كُفرهم أو توقَّف
بيان حُكم المُجسِّمة عند السَّادة الأحباش الأشاعرة

في هذا المقال:

• مُقدِّمة
• بيان عقيدة أهل السُّنَّة والجماعة في تكفير مَن شبَّه الله تعالَى بخلقه

• بيان ما هُو الجسم ومَن هُو المُجسِّم وما حُكمه
• بيان أنَّ المُجسِّم مُكذِّب بالقُرآن الكريم
• بيان أنَّ المُجسِّم مُفارق لتوحيد الله تعالَى
• بيان أنَّ المُجسِّم مُنكِر لضروريَّات وأُصول العقيدة الإسلاميَّة
• بيان كُفر مَن أنكر ما عُلم مِن الدِّين مِن ضروريَّات الاعتقاد وأنَّ مَن شكَّ في كُفره يكفُر

• بيان أنَّ المُجسِّم حُكمُه كحُكم عابد الصَّنم
• بيان كُفر مَن لم يحكُم بكُفر عابد الصَّنم أو شكَّ أو توقَّف
• بيان أنَّ المُجسِّم كافر بإجماع السَّلف والخلف
• بيان لماذا ننقُل الإجماع في تكفير المُجسِّم
• بيان كُفر مَن لم يحكُم بتكفير مَن فارق دين المُسلمين أو وقف في تكفيرهم أو شكَّ

• بيان أنَّ الشَّكَّ فيما يجب اعتقادُه كالإنكار

• بيان أنَّ مَن أضاف إلى الله تعالَى ما لا يليق به يكفُر
• بيان الإجماع على كُفر مَنِ انتقص النَّبيَّ صلَّى الله عليه وسلَّم وأنَّ مَن شكَّ في كُفره يكفُر
• بيان الإجماع على كُفر مَنِ شكَّ في كُفر مَنِ انتقص ربَّ العزَّة سُبحانه وتعالَى

• بيان أنَّ قول بعضهم: (لازم المذهب ليس مذهبًا) ليس على إطلاقه
• بيان الإجماع على أنَّ لازم المذهب إذا كان بَيِّنًا فهُو مذهب
• بيان أنَّ الحُدوث لازم بَيِّنٌ مِن لوازم اعتقاد الجسميَّة
• بيان أنَّ القُرآن الكريم مُشتمِل على تكفير مَن نطق بما يلزم منه لُزومًا بَيِّنًا القول بحُدوث الله تعالَى
• بيان أنَّ القُرآن الكريم حكم بتكفير مَن ضلَّ في صفات الله تعالَى الواجبة له إجماعًا

• بيان أنَّ كثيرًا مِن كُتُب العُلماء طالها التَّحريف والتَّصحيف
• بيان حرص المُشبِّهة على تحريف كُتُب العُلماء
• بيان أنَّه لا يجوز الرُّكون إلى الكُتُب الَّتي وقع فيها الدَّسُّ والتَّصحيف

• بيان أنَّ الإمام الأشعريَّ يحكُم بتكفير المُجسِّم قولًا واحدًا
• بيان براءة الإمام الأشعريِّ مِن ترك تكفير أهل الأهواء
• بيان حُكم مَن لم يعرف معنَى الجسم لكنَّه أضافه إلى الله

• ملحَق فيه فائدة عظيمة
• بيان أنَّ النَّصرانيَّ واليهوديَّ لا يصحُّ دُخُولُهُما في الإسلام إن بَقِيَا على اعتقاد تشبيه الله تعالَى بالخلق
• بيان كُفر مَن سمَّى الكُفر إيمانًا أو سمَّى الإيمان كُفرًا
• بيان جواز تكفير المُعيَّن الَّذي كفَّره الشَّرع الشَّريف
• خاتمة

بسم الله الرَّحمن الرَّحيم

• مُقدِّمة

1
الحمدُلله تنزَّه عن مُشابهة الأجرام والأجسام؛ والصَّلاةُ والسَّلامُ على سيِّدنا مُحمَّد خير الأنام؛ نبيِّنا الدَّاعي إلى ترك عبادة الأصنام، وعلى آله وصحبه الَّذين خافوا يومًا يُؤخذُ المُجرمون فيه بالنَّواصي والأقدام.

• بيان عقيدة أهل السُّنَّة والجماعة في تكفير مَن شبَّه الله تعالَى بخلقه

2
والجسم صفة المخلوق فمَن أضافه إلى الله فهُو تحت قول الإمام الطَّحاويِّ في بيانه عقيدة أهل السُّنَّة: <ومَن وصف الله بمعنًى مِن معاني البَشَر فقد كفر مَن أبصر هذا اعتبر وعن مثل قول الكُفَّار انزجر> انتهَى.

• بيان ما هُو الجسم ومَن هُو المُجسِّم وما حُكمه

3
اعلم أنَّ الجسم في لُغة العرب هُو ما كان ذا طُول وعرض وسَمك وتركيب وصُورة وتأليف وكُلُّ ذلك خاصٌّ بالمخلوقِ؛ واللهُ تعالَى مُنَزَّهٌ عنِ الاتِّصاف بأيٍّ مِن ذلك لأنَّه تعالَى ليس كمثله شيء سُبحانه.

4
قال أبو الفضل عبد الواحد التَّميميُّ الحنبليُّ تـ410هـ: <وأنكر -أي الإمام أحمد- على مَن يقول بالجسم، وقال: إنَّ الأسماء مأخوذة مِن الشَّريعة واللُّغة، وأهل اللُّغة وضعوا هذا الاسم على كُلِّ ذي طُول وعرض وسَمك وتركيب وصُورة وتأليف، والله تعالَى خارجٌ عن ذلك كُلِّه، فلم يجُز أن يُسمَّى جسمًا لخُروجه عن معنَى الجسميَّة، ولم يجئ في الشَّريعة ذلك فبَطَلَ> انتهَى.

5
وأمَّا المُجسِّم فهُو الَّذي عرف معنَى الجسم ومع ذلك فقد أضافه إلى الله تعالَى؛ وهذا كُفر مُخرج مِن المِلَّة لأنَّه تشبيه لله تعالَى بخلقه وإنكار لِمَا عُلِم مِن الدِّين بالضَّرورة مِن مُخالفة الله سُبحانه وتعالَى للحوادث.

• بيان أنَّ المُجسِّم مُكذِّب بالقُرآن الكريم

6
فأمَّا كونُ المُجسِّم مُكذِّبًا بالقُرآن فقد قال تعالَى: {لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ} وقال تعالَى: {فَلَا تَجْعَلُوا لِلَّهِ أَندَادًا وَأَنتُمْ تَعْلَمُونَ} وقال تعالَى: {وَجَعَلُوا لَهُ مِنْ عِبَادِهِ جُزْءًا إِنَّ الْإِنسَانَ لَكَفُورٌ مُّبِينٌ}.

• بيان أنَّ المُجسِّم مُفارق لتوحيد الله تعالَى
7
وأمَّا كونُه مُكذِّبًا بشهادة التَّوحيد فقد قال إمامُنا الجُنيد البغداديُّ: <التَّوحيد إفراد القديم مِن المُحدَث> انتهَى فأمَّا المُجسِّمة فجعلوا للخالق صفة المخلوق فخرجوا مِن دائرة التَّوحيد إلى دائرة التَّشبيه والعياذ بالله.

• بيان أنَّ المُجسِّم مُنكِر لضروريَّات وأُصول العقيدة الإسلاميَّة

8
وقد عُلم مِن الدِّين بالضَّرورة أنَّ الله تعالَى مُخالف للمخلوقين في ذاته وصفاته وأفعاله؛ وهذه القضيَّة مِن أُصول العقيدة؛ فلمَّا زعم المُجسِّم أنَّ الله تعالَى جسم صار مُنكِرًا لضروريَّات وأُصول العقيدة الإسلاميَّة.

9
قال التَّاج السُّبكيُّ تـ771هـ في [جمع الجوامع]: <جاحد المُجمع عليه المعلوم مِن الدِّين بالضَّرورة كافر قطعًا> انتهَى فكيف إذا كان مُجمَعًا عليه معلومًا مِن الدِّين بالضَّرورة ومِن أُصول الإيمان بالله تعالَى.

• بيان كُفر مَن أنكر ما عُلم مِن الدِّين مِن ضروريَّات الاعتقاد وأنَّ مَن شكَّ في كُفره يكفُر

10
ومَن شكَّ أو توقَّف في كُفر مُنكِر ضروريَّات الاعتقاد يكفُر كما نصَّ غير واحد مِن عُلماء أهل السُّنَّة. قال البقاعيُّ: <لأنَّ الكافر مَن أنكر ما عُلم مِن الدِّين بالضَّرورة ومَن شكَّ في كُفر مثل هذا كَفَرَ> انتهَى.

• بيان أنَّ المُجسِّم حُكمُه كحُكم عابد الصَّنم

11
وقد بيَّن عُلماء أهل السُّنَّة والجماعة أنَّ المُجسِّم حُكمُه كحُكم عابد الصَّنم فيكون كافرًا مثلَه ولهذا قال الغزاليُّ في [الاقتصاد] وغيره: <فإنَّ القائلَ بأنَّ اللهَ سُبحانَه جسمٌ وعابدَ الوثن والشَّمس: واحد> انتهَى.

• بيان كُفر مَن لم يحكُم بكُفر عابد الصَّنم أو شكَّ أو توقَّف

12
قال ابن الوزير في [الرَّوض الباسم في الذَّبِّ عن سُنَّة أبي القاسم]: <ولا شكَّ أنَّ مَن شكَّ في كُفر عابد الأصنام وجب تكفيرُه ومَن لم يُكفِّره كَفَرَ> انتهَى فكذلك المُجسِّم عابد صنم ومَن شكَّ في كُفره كفر.

• بيان أنَّ المُجسِّم كافر بإجماع السَّلف والخلف

13
وأمَّا كون المُجسِّم كافرًا بإجماع الأئمة فقد قال الغزاليُّ في [إلجام العوام]: <وعبادة الأصنام كانت كُفرًا لأنَّه مخلوق؛ وكان مخلوقًا لأنَّه جسم؛ فمَن عبد جسمًا فهُو كافر بإجماع أئمَّة السَّلف والخلف> انتهَى.

• بيان لماذا ننقُل الإجماع في تكفير المُجسِّم

14
وليس سبب تكفيرنا للمُجسِّم كونَه ناقضًا للإجماع وحسب بل لكونه مُنكِرًا لِمَا عُلِمَ مِنَ الدِّين مِن ضروريَّات الاعتقاد ولكنَّنا ننقُل الإجماع على تكفير المُجسِّم لإظهار بُطلان قول مَن قال بالخلاف.

• بيان كُفر مَن لم يحكُم بتكفير مَن فارق دين المُسلمين أو وقف في تكفيرهم أو شكَّ

15
فإذا ثبت لك كون المُجسِّمة كُفَّارًا فارقوا دين المُسلمين؛ فاعلم أنَّ العُلماء نصُّوا في كُتُبهم على تكفير مَن لم يُكفِّرهُم أو شكَّ أو توقَّف في كونهم كُفَّارًا كما صرَّح بذلك جُملة مِن عُلماء أهل السُّنَّة والجماعة.

16
قال القاضي عياض في [الشِّفا] [جـ2/صـ610]: <وَقَائِلُ هَذَا كُلِّهِ كَافِرٌ بِالإِجمَاعِ عَلَى كُفرِ مَن لَم يُكَفِّر أَحَدًا مِنَ النَّصَارَى وَاليَهُودِ وَكُلَّ مَن فَارَقَ دِينَ المُسلِمِينَ؛ أَو وَقَفَ فِي تَكفِيرِهِم أَو شَكَّ> انتهَى.

17
ونقل القاضي عياض عن أبي بكر الباقلَّانيِّ أنَّه قال: <لِأَنَّ التَّوقِيفَ وَالإِجمَاعَ اتَّفقَا عَلَى كُفرِهِم، فَمَن وَقَفَ فِي ذَلِكَ فَقَد كَذَّبَ النَّصَّ وَالتَّوقِيفَ أَو شَكَّ فِيهِ. وَالتَّكذِيبُ أَوِ الشَّكُّ فِيهِ لَا يَقَعُ إِلَّا مِن كَافِرٍ> انتهَى.

18
وقال مُلَّا عليٌّ القاري في [شرح الشِّفا]: <نعم لا شكَّ أنَّ الكُلَّ يزعُمون أنَّهُم يعبُدون الله ويطلُبون رضاه كما أخبر الله عن بعضهم {مَا نَعْبُدُهُمْ إِلَّا لِيُقَرِّبُونَا إِلَى اللَّهِ} لكنَّهُم أضلَّهُمُ الله وأبعدَهُم عن طريق الحقِّ المُوصل إلى الله {كُلُّ حِزْبٍ بِمَا لَدَيْهِمْ فَرِحُونَ} وأكثرهم {فِي طُغْيَانِهِمْ يَعْمَهُونَ} {صُمٌّ بُكْمٌ عُمْيٌ فَهُمْ لَا يَرْجِعُونَ} (وكُلُّ) أي وبالإجماع على كُفر كُلِّ (مَن فارق دين المُسلمين) بردَّة قولًا وفعلًا (أو وقف) أي توقَّف (في تكفيرهم) أو في الدِّين (أو شكَّ) أي تردَّد فيه (قال القاضي أبو بكر) أي الباقلَّانيُّ (لأنَّ التَّوقيف) أي بالسَّماع مِن الله ورسوله (والإجماع اتَّفقَا علَى كُفرهم فمَن وَقَفَ في ذلك فقد كذَّب النَّصَّ) أي نصَّ الكتاب (والتَّوقيف) به مِن السُّنَّة على الصَّواب (أو شكَّ فيه، والتَّكذيبُ أو الشَّكُّ فيه) أي في كُفرهم (لا يقع) كُلٌّ منهُمَا (إلَّا مِن كافر)> انتهَى.

• بيان أنَّ الشَّكَّ فيما يجب اعتقادُه كالإنكار

19
قال الإمام حافظ الدِّين النَّسفيُّ تـ710هـ في [العُمدة في أُصُول الدِّين]: <والشَّكُّ فيما يُفترض اعتقادُه كالإنكار> انتهَى فلمَّا كان اعتقاد مُخالفة الله تعالَى للحوادث واجبًا كان الشَّكُّ فيه كُفرًا والعياذ بالله.
20
كذلك مَن شكَّ هل الله جسم أو لا؛ فهذا لا يصحُّ إيمانُه كما صرَّح بذلك الإمام الحليميُّ -يأتي كلامُه في آخر المقال- وهذا مُستفاد مِن قوله تعالَى: {إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ آمَنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ ثُمَّ لَمْ يَرْتَابُوا} الآية..

• بيان أنَّ مَن أضاف إلى الله تعالَى ما لا يليق به يكفُر

21
فمَن أضاف إلى الله ما لا يليق به كان شاتمًا له تبارك وتعالَى. ورد في الحديث القُدسيِّ: <وأمَّا شتمُهُ إيَّايَ فقولُهُ اتَّخذَ اللهُ ولدًا> انتهَى فكذلك المُجسِّمة شاتمون لله تعالَى؛ فمَن لم يُكفِّرهُم أو شكَّ أو توقَّف كفر.

• بيان الإجماع على كُفر مَنِ انتقص النَّبيَّ صلَّى الله عليه وسلَّم وأنَّ مَن شكَّ في كُفره يكفُر

22
وقال ابن سحنون [تـ/256هـ]: <أجمع العُلماء على أنَّ شاتم النَّبيِّ صلَّى الله عليه وسلَّم المُتنقِص له كافر والوعيد جار عليه بعذاب الله له وحُكمُه عند الأُمَّة القتل ومَن شكَّ في كُفره وعذابه كفر> انتهَى.

• بيان الإجماع على كُفر مَنِ شكَّ في كُفر مَنِ انتقص ربَّ العزَّة سُبحانه وتعالَى

23
فرسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم مَن انتقصه كان كافرًا ومَن شكَّ في كُفره وعذابه كان كافرًا كما ينُصُّ العُلماء فما بالُك بالمُجسِّم الَّذي انتقص ربَّ العزة سُبحانه فأضاف إليه ما لا يليق به مِن صفات النَّقائص.

• بيان أنَّ قول بعضهم: (لازم المذهب ليس مذهبًا) ليس على إطلاقه

24
وقد رأيتُ في بعض الكُتُب الَّتي طالها الدَّسُّ والتَّحريف أنَّ لازم المذهب ليس مذهبًا؛ هكذا بلا تفصيل؛ وهُو خطأ وذلك أنَّ العُلماء أجمعوا بلا خلاف على أنَّ لازم القول إذا كان بَيِّنًا فإنَّه مثل القول تمامًا.

• بيان الإجماع على أنَّ لازم المذهب إذا كان بَيِّنًا فهُو مذهب

25
قال مُحمَّد الخضر الشَّنقيطيُّ في [إستحالة المعيَّة بالذَّات وما يُضاهيها مِن مُتشابه الصِّفات]: <وأمَّا إن كان اللُّزوم بيِّنًا فهُو كالقول بلا خلاف> انتهَى نقل إجماع العُلماء على أنَّ اللَّازم البَيِّن كالقول تمامًا.

• بيان أنَّ الحُدوث لازم بَيِّنٌ مِن لوازم اعتقاد الجسميَّة

26
قال الشَّيخ مُحمَّد عِلِّيش: <يستلزم اللَّفظُ الكُفر استلزامًا بَيِّنًا كجحد مشروعيَّة شيء مُجمع عليه معلوم مِن الدِّين ضرورة> إلى قوله: <وكاعتقاد جسميَّة الله وتحيُّزه فإنَّه يستلزم حُدوثه واحتياجه لمُحدِث> إلخ..

27
وكلامُه دليل أنَّ الحُدوث لازم بَيِّنٌ مِن لوازم الجسم؛ فلو قال قائل: (إنَّ الله جسم) فيلزم مِن قوله لُزومًا بَيِّنًا أنَّه يقول: (إنَّ الله مخلوق) واللَّازم البَيِّن لا يتوقَّف فيه عاقل؛ بخلاف اللَّازم الخفيِّ فتلك قضيَّة أُخرَى.

• بيان أنَّ القُرآن الكريم مُشتمِل على تكفير مَن نطق بما يلزم منه لُزومًا بَيِّنًا القول بحُدوث الله تعالَى

28
وهذا القُرآن الكريم مُشتمِل على تكفير مَن نطق بما يلزم منه لُزومًا بَيِّنًا القول بحُدوث الله تعالَى. قال الله عزَّ وجلَّ: {لَقَدْ كَفَرَ الَّذِينَ قَالُوا إِنَّ اللَّهَ هُوَ الْمَسِيحُ ابْنُ مَرْيَمَ} وإن لم يُنكروا وُجود الله في أصل قولهم.

• بيان أنَّ القُرآن الكريم حكم بتكفير مَن ضلَّ في صفات الله تعالَى الواجبة له إجماعًا

29
وجاء في بعض الكُتُب المُحرَّفة أنَّ الإنسان لا يكفُر مهمَا ضلَّ في صفات الله تعالَى ومهمَا وصفه بصفات الخلق إلَّا إذا أنكر وُجودَه سُبحانه! وهذا كلام قبيح يُكذِّب القُرآن الكريم ويُناقضه والعياذ بالله تعالَى.

30
فقد قال الله تعالَى: { لَقَدْ كَفَرَ الَّذِينَ قَالُوا إِنَّ اللَّهَ ثَالِثُ ثَلَاثَةٍ} فهذا القُرآن الكريم يحكُم بكُفر أُولئك الَّذين وصفوا الله بذلك مع أنَّهُم في أصل قولهم لا يُنكرون وُجود الله بل يقولون إنَّه قديم غير حادث.

31
ومِن عجيب فساد ما يلزم مِن القول بعدم تكفير مَن ضلَّ في صفات الله الواجبة له إجماعًا القولُ بقَبول إيمان أهل الحُلول وأهل الاتِّحاد وأهل الوِحدة المُطلَقة والعياذ بالله! وقد قام الإجماع المُطبق على كُفرهم.

• بيان أنَّ كثيرًا مِن كُتُب العُلماء طالها التَّحريف والتَّصحيف

32
وقد ابتُلِيَتِ الأُمَّة بنُسَخ مِن كُتُب العُلماء تلاعب بها الآثِمون فحرَّفوها ودسَّوا فيها ما يُخالف القُرآن والعقيدة ليُوهموا جهلة العامَّة أنَّها أقوال عُلمائهم ولذلك قال التَّاج السُّبكيُّ: <آفة الكُتُب نُسَّاخُها> انتهَى.

33
فمِن جُملة ما اشتملت عليه هذه الفتنة أنَّ المُشبِّهة دسُّوا في كُتُب العُلماء القول بترك تكفير مَن أنكر مُخالفة الله للمخلوقين رغم أنَّه مُكذِّب بالقُرآن وشهادة التَّوحيد ورغم أنَّه كافر بإجماع السَّلف والخلف.

• بيان حرص المُشبِّهة على تحريف كُتُب العُلماء

34
وهذه كُتُب نَسَخَهَا مجهولون لا يُعرَف صدقُهُم وقد ذكر الكوثريُّ تحريف المُشبِّهة لكُتُب العُلماء فقال: <وإمَّا بتشويهها بطرح ما يُخالف عُقولَهُم منها عند نسخها أو الكشط والشَّطب في نُسخها الأصليَّة> انتهَى.
• بيان أنَّه لا يجوز الرُّكون إلى الكُتُب الَّتي وقع فيها الدَّسُّ والتَّصحيف

35
وهذا يدُلُّك أنَّ الكُتُب الَّتي يعتمد عليها الجهلة -الَّذين كفَروا بتركهِم تكفيرَ المُجسِّمة- إنَّما هي كُتُب لا يجوز الرُّكون إليها لِمَا طالها مِنَ الدَّسِّ والتَّحريف والتَّصحيف وأخطاء النُّسَّاخ وتلاعُب الآثمين.

36
وأمَّا العُلماء الَّذين وجدنا في كُتُب منسوبة إليهم عدم تكفير المُجسِّمة فإنَّنا لا نُكفِّرُهُم لأنَّ ذلك لم يثبُت عنهُم ولاحتمال أنَّه دُسَّ عليهم ولعلَّ بعضَهُم أراد استثناء مَن لم يفهم معنَى الجسم وأنَّه المُؤلَّف إلخ..

• بيان أنَّ الإمام الأشعريَّ يحكُم بتكفير المُجسِّم قولًا واحدًا

37
وتكفير المُجسِّم مذهب إمامنا الأشعريِّ فقد ثبت أنَّه قال في [النَّوادر]: <مَن اعتقد أنَّ الله جسم فهُو غير عارف بربِّه وإنَّه كافر به> انتهَى ولا يثبُت عنه أنَّه تراجع آخِرَ حياته عن مذهبه كما يزعُم الجهلة.

• بيان براءة الإمام الأشعريِّ مِن ترك تكفير أهل الأهواء

38
وأمَّا قول الأشعريِّ: (اشهد عليَّ أنِّي لا أُكفِّر أحدًا مِن أهل هذه القِبلة لأنَّ الكُلَّ يُشيرون إلى معبود واحد وإنَّما هذا اختلاف العبارات) انتهَى فمعناه منع تكفير أحد مِن أهل القِبلة ما لم يصدُر منهُ مُوجِب للتَّكفير.

39
وقوله: (اختلاف العبارات) دليل أنَّه يقصد مَن خالفنا في اللَّفظ دون المعنَى كحال مَن لم يعرف معنَى الجسم لكنَّه أضافه إلى الله وهُو يفهم منه (الموجود) وأمَّا لو خالفنا في المعنَى فهذا لا خلاف في تكفيره.

40
ولو كان الأشعريُّ ترك تكفير المُجسِّمة لرأينا كُلَّ الأشاعرة على ذلك؛ بينما وكما بيَّنَتِ النُّصوص والنُّقول الآنفة الذِّكر فإنَّ الأشاعرة مُجمعون على تكفير المُجسِّمة بلا خلاف بين الأئمَّة المُعتبَرين.

41
ولهذا قال إمام الحرمين الجُوينيُّ في [الشَّامل]: <اعلموا أرشدكُم الله أنَّ الخلاف في ذلك يدُور بيننا وبين فئتَين: إحداهُمَا تُخالف في اللَّفظ والإطلاق دون المعنى، والأُخرى تُخالف في المعنى> إلخ..

• بيان حُكم مَن لم يعرف معنَى الجسم لكنَّه أضافه إلى الله

42
والمُراد بالمُجسِّم في مقالنا هُو الَّذي عرف معنَى الجسم وأضافه إلى الله تعالَى فهذا كفَّره كافَّة أهل الإسلام وأمَّا مَن توهَّم لجهله أنَّ لفظ (الجسم) يعني "الموجود" فهذا نُعلِّمُه؛ ولا نُكفِّرُه لأنَّه لا يُدرك مدلول اللَّفظ.

43
وهذا الَّذي لا يعرف معنَى الجسم؛ عليه يُحمَل الكلام عن اختلاف العُلماء في تكفير المُجسِّم؛ أمَّا المُجسِّم الَّذي يعرف معنَى الجسم ويُضيفه إلى الله فهُو كافر وكذلك مَن شكَّ في كُفره أو توقَّف كافر كذلك.

• ملحَق فيه فائدة عظيمة
• بيان أنَّ النَّصرانيَّ واليهوديَّ لا يصحُّ دُخُولُهُما في الإسلام إن بَقِيَا على اعتقاد تشبيه الله تعالَى بالخلق

44
وقد عُلِمَ مِنَ الدِّين بالضَّرورة كذلك أنَّه لا يصحُّ دُخول النَّصرانيِّ واليهوديِّ في الإسلام إذا لم يخرُج مِن عقيدة التَّشبيه والتَّجسيم الَّتي كان اعتقدها قبلُ، وهذا يدُلُّ دلالة عظيمة على أنَّ المُجسِّم لا يكون مُؤمنًا أبدًا.

45
وأمَّا عند أُولئك الجَهَلَة الَّذين زعموا أنَّ المُجسِّم يُقبَل إيمانُه فيصحُّ في مُقتضَى كلامهم والعياذ بالله إيمان النَّصرانيِّ أو اليهوديِّ رغم أنَّه لم يتخلَّ عن عقيدة التَّجسيم! وهذا المُقتضَى ظاهر الفساد والبُطلان.

46
واحتجَّ ابن حجر الهيتميُّ في [الإعلام بقواطع الإسلام] بقول الحليميِّ بعدم صحَّة الإيمان بالله مع الشَّكِّ بكونه جسمًا؛ فيحتمل أنَّ ما في بعض كُتُب ابن حجر مِن ادِّعاء الخلاف في تكفير المُجسِّمة مدسوس عليه.

47
وتمام كلام الحليميِّ في [المنهاج في شُعب الإيمان]: <وفارق ذلك أن تقول: آمنت بالله ولا تدري أجسم هُو أو غير جسم! لأنَّ الجسم لا يجوز أن يكون إلهًا، إذ الجسم هُو المُؤلَّف، والمُؤلَّف يقتضي مُؤلِّفًا، وما كان محلًّا للأعراض قابلًا للأفعال لم يكُن قديمًا ولم يجُز أن يكون إلهًا، فلذلك لم يثبُتِ الإيمان بالله مع الشَّكِّ في أنَّه جسم أو غير جسم والله أعلم> انتهَى.

48
والإمام أبو عبدالله الحليميُّ تـ403هـ حافظ وإمام كبير في علم الكلام عند مُتقدِّمي الأشاعرة وفقيه مِن أصحاب الوُجوه في مذهب الشَّافعيَّة فهُو أعلَى رُتبة مِن كثير مِن المُصنِّفين والنَّقَلَة المشهورين.

• بيان كُفر مَن سمَّى الكُفر إيمانًا أو سمَّى الإيمان كُفرًا

49
واعلم أنَّ مَن سمَّى المُجسِّم مُؤمنًا فقد انطبقت عليه القاعدة الَّتي وضعها العُلماء وفيها: إنَّ مِن الكُفر تسمية الإيمان كُفرًا وكذلك تسمية الكُفر إيمانًا؛ وهذه قاعدة مرسومة في كُتُب العُلماء يعرفُها أهل العلم.

• بيان جواز تكفير المُعيَّن الَّذي كفَّره الشَّرع الشَّريف
50
واعلم أنَّه يجوز تكفير الفرد المُعيَّن الَّذي كفَّره الشَّرع فقد جاء في القُرآن تكفير أفراد بأعيانهم وجاء في الحديث أنَّ الرَّسول صلَّى الله عليه وسلَّم حكم بتكفير أفراد بأعيانهم؛ وهكذا فعل الصَّحابة بعده.

51
وروَى الشَّيخان أنَّ النَّبيَّ لمَّا دخل مكَّة أمر بقتل ابن خَطَل كان ارتدَّ عن الإسلام وروَى ابن حجر أنَّ أبا بكر استتاب امرأة؛ وثبت أنَّ عليًّا قتل قومًا ارتدُّوا؛ وكُلُّ هذا تكفير لمَن ثبت كُفره بالتَّعيين.

52
ولا يُشترط في الكُفر اعتقاد مُشاققة الرَّسول صلَّى الله عليه وسلَّم فقد حكم التَّابعون بكُفر مَعبد الجهنيَّ وكان أوَّل مَن تكلَّم في القدَر والعياذ بالله، وكذلك الإمام الشَّافعيُّ حكم بكُفر حفص المُنفرد المُعتزليِّ.

53
وحكم الخليفة الرَّاشد عُمر بن عبدالعزيز وكذلك الإمام مالك بكُفر القدريَّة، وقال أبو حنيفة في جهم بن صفوان: (كافر أخرجوه) انتهَى وكفَّر أحمدُ بن حنبل رجُلًا زعم أنَّ علم الله مخلوق والعياذ بالله تعالَى.

54
وقال أبو منصور البغداديُّ في [الفَرق بين الفِرق] بعد أنْ ذكر بعض فرق أهل الأهواء كالمُعتزلة والمُشبِّهة: <فإنَّا نُكفِّرُهُم كما يُكفِّرون أهلَ السُّنَّة ولا تجوز الصَّلاة عليهم عندنا ولا الصَّلاة خلفهُم> انتهَى بحُروفه.

55
وقال التَّقيُّ السُّبكيُّ في [السَّيف الصَّقيل] مُعقِّبًا على ابن القيِّم ما نصُّه: <فهُو المُلحد لعنه الله ما أوقحه وما أكثر تجرُّأه! أخزاه الله> انتهَى فهذا فيه إطلاق اللِّسان بالحُكم بالتَّكفير على الفرد المُعيَّن.

56
وتجرَّأ ابن القيِّم فكفَّر أهل السُّنَّة وجعل المُشركين أقلَّ كُفرًا فقال: (إنَّ المُعطِّل بالعداوة مُعلنٌ * والمُشركونَ أخفُّ في الكُفرانِ) فقال التَّقيُّ السُّبكيُّ رحمه الله: <مَا لِمَن يعتقد في المُسلمين هذا إلَّا السَّيف> انتهَى.

57
وعقَّب الشيخ مُحمَّد زاهد الكوثريُّ فقال: <والشَّيخ المُصنِّف الإمام [يعني التقيَّ السُّبكيَّ] رضي الله عنه رجُل معروف بالورع البالغ واللِّسان العفيف والقول النَّزيه لا تكاد تسمع منه في مُصنَّفاتِه كلمة تشمُّ منها رائحة الشِّدَّة ولينظُر القارئُ حالَه هذا مع قوله في ابن القيِّم: (ما له إلَّا السَّيف) إنَّه إنْ فكَّر في هذا قليلًا علم العلم القاطع أنَّ هذا النَّاظم [يعني ابن القيِّم] بلغ في كُفره مبلغًا لا يجوز السُّكوت عليه ولا يحسُن لمُؤمن أنْ يُغضيَ عنه ولا أنْ يتساهل فيه> انتهَى.

58
وقال التَّقيُّ الحصنيُّ الدِّمشقيُّ: <وكان الشَّيخ زين الدِّين ابن رجب الحنبليُّ ممَّن يعتقد كُفر ابن تيميَّة، وله عليه الرَّدُّ، وكان يقول بأعلَى صوته في بعض المجالس: "معذور السُّبكيُّ" يعني في تكفيره> انتهَى.

59
وقال التَّاج السُّبكيُّ في [طبقات الشَّافعيَّة]: <ولا خلاف عند الأشعريِّ وأصحابه بل وسائر المُسلمين أنَّ مَن تلفَّظ بالكُفر أو فعل أفعال الكُفر أنَّه كافر بالله العظيم مُخلَّد في النَّار وإنْ عرف بقلبه> إلخ..

60
وفي رسالة البدر الرَّشيد في [الألفاظ الكفريَّة]: <مَن كَفَر بلسانه طائعًا وقلبُه مطمئن على الإيمان فإنَّه كافر ولا ينفعُه ما في قلبه ولا يكون عندالله مُؤمنًا> انتهَى أي يكفُر وإن لم يعتقد مُشاققة الرَّسول.

61
وفي [خزانة الأكمل في فُروع الفقه الحنفيِّ]: <وفي كتاب مُوسى بن نصير الرَّازيِّ: أجمع عُلماؤُنا رحمهُم الله أنَّ كُلَّ مَن كَفَر بلسانه طائعًا وقلبُه مُطمئنٌّ على الإيمان أنَّه كافر عند الله وعند الحاكم> انتهَى.

62
ويحسُن مع ما مرَّ (التَّحذير مِن التَّسرُّع بالتَّكفير بلا دليل) لأنَّه قد يُسبب ضررًا للمُتسرِّع ولغيره ممَّن سمع منه لأنَّه قد يُصدِّقُه فيقول بما قال فيهلك كما هلك فإيَّاكم والتَّسرُّع بالتَّكفير مِن غير مُستند شرعيٍّ.

• خاتمة

63
فكيف بعد هذا البيان العظيم يترُك أحد قول الله في القُرآن الكريم وإجماعَ أئمَّة السَّلف والخلف ثُمَّ يتَّبع كُتُبًا وقع فيها التَّحريف والتَّصحيف فيتَّخذ ما دُسَّ فيها دِينًا وعقيدة يموت عليها رغم أنَّها مُخالفة للقُرآن الكريم!

64
وهذا المقال بيان حُكم المُجسِّمة عند السَّادة الأحباش الأشاعرة؛ فهُم لا يحكُمون بكُفر مَن استعمل لفظ الجسم وكان لا يفهم منه إلَّا معنَى الموجود وقد افتُرِيَ عليهم أنَّهُم يُكفِّرونه والله يُدافع عن الَّذين آمنوا.

نهاية المقال.
HTML Embed Code:
2024/06/12 22:45:11
Back to Top